قصة ايروتيكية ديفيد إيفيس David Ives - بوليرو / Bolero.. ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

الشخصيات : امرأة – رجل – أصوات خلف الحائط لرجلين وامرأة ( يمكن للأصوات أن تكون مسجلة ) – صوت شرطى ( من الكواليس )
الوقت والمكان : هنا والآن ، فى منتصف الليل . سرير وحائط . ( الذى يمكن أن يكون مبنيا ولكن ليس ثابتا ) مائدة سرير بمصباح وتليفون فوقها .
( فى منتصف الليل، ظلام تام ، يمتد إلى المنطقة السفلى حيث الضوء فوق السرير. خلف السرير والحائط امرأة ورجل ينامان تحت الملاءة، صوت الريح ضعيف جدا جدا. ثم يختفى. تمر لحظة. تجلس المرأة فجأة فى السرير .)
المرأة : ( تشهق فى خوف ) هاه ..!!!
[ تجلس منصتة ، تتطلع إلى الظلام حولها وهى فى السرير ]
الرجل : ( رأسه على الوسادة يدلك كتفها ) اششش ...
[ تعود المرأة إلى النوم وتسحب الملاءة فوق رأسها . تطمئن نفسها لحظة ، ثم حفيف الريح فى صوت ضعيف مرة أخرى.. تجلس المرأة من جديد ]
المرأة : ماذا كان ذلك ؟ ( تنصت ) هل سمعت شيئا ما ؟
الرجل : ( ما زالت رأسه فوق الوسادة ) هاه ؟
المرأة : سمعت شيئا ما . ( تنظر فى الظلام المحيط بالسرير ، تنصت .لا شيء )
الرجل: اششش...إنها الريح .
[ ببطء تعود إلى النوم وتسحب الملاءة فوق رأسها . تطمئن نفسها لحظة ، ثم بصوت ضعيف مرة أخرى حفيف الريح .. تجلس المرأة من جديد ]
المرأة : ماذا كان ذلك ؟
الرجل : هاه .؟ ماذا ... ؟
المرأة : ألم تسمع شيئا ؟
الرجل: ما المشكلة ؟ [ تنصت ]
المرأة : أعتقد أن شخصا ما فى المنزل . ( تنظر فى الظلام حولها ، تنصت ، يحيط الظلام بالسرير ، إلى حد ما )
الرجل: إنها فقط الريح . عودى إلى النوم . اششش...
[ ببطء تعود إلى النوم كما كان من قبل وتسحب الملاءة فوق كتفيها ، ولكنها تجلس من جديد ]
المرأة : هناك . انصت .
الرجل : كم الساعة ... ؟
المرأة : انصت .
الرجل : ( يرفع رأسه من فوق الوسادة ) لا أسمع أى شيء . ( يخفض رأسه عائدا إلى الوسادة ) عودى إلى النوم . ( يرفع يده ويمسد كتفها ) عودى إلى النوم . اششش ...
( تعود إلى النوم وتسحب الملاءة فوق رأسها كما كان من قبل . تستكين إلى نفسها لحظة ، ثم صوت صرير الريح .. تجلس المرأة وتشعل المصباح ]
المرأة : استيقظ ( لا شيء ) استيقظ ( تنصت ) هناك شخص ما فى الشقة .
الرجل : هاه ؟
المرأة : شخص ما فى الشقة .
الرجل : ماذا ... ؟ شخص ما فى ماذا ؟ ... ؟
المرأة : ألم تسمع ذلك ؟ ( يرفع الرجل رأسه وينصت للحظة ) انصت .
الرجل : لا أسمع شيئا .
المرأة : ألم تسمع ذلك ؟
الرجل : ( مخفضا رأسه كما كانت ) كم الساعة .. ؟
المرأة : حقا هناك . ألم تسمعه ؟
الرجل : ماذا سمعت ؟
المرأة : سمعت ضجة . انصت .
الرجل : أنت تحلمين . ( صوت الريح للحظة )
المرأة : ألم تسمع ذلك ؟
الرجل : إنه مجرد صوت الريح أسفل الباب . ( ينصتان للحظة أو أكثر )
المرأة : لا . أسمع ضجة .
الرجل : ( ممسدا كتفها ) شششش .. عودى إلى النوم .
المرأة : ( تنادى ) مرحبا !
الرجل : إششش !
المرأة : هالو ! ( تنصت )
الرجل : انظرى ! لا يوجد أحد . لا شيء . ( يطفئ المصباح . تواصل هى الإنصات ) هيا . تعالى هنا . ( يضع يده فوق ظهرها ) تعالى إلى هنا . ( تنزلق بجواره ) اقتربى أكثر .
المرأة : لا .
الرجل : هيا ، اقتربى أكثر . ( يسحب الملاءة فوقهما معا )
المرأة : لا .
الرجل : أريدك أن تقتربى جدا .
المرأة : أسمع شيئا ما .
الرجل : أنت تعتقدين أنك تسمعين شيئا ما .
المرأة : أنا أعرف أننى أسمع شيئا ما .
الرجل : إششش .
المرأة : يا إلهى أكره الليل . ( فجأة ، هبدة ثم هدوء شديد . صوت حفيف الريح . تجلس ) ماذا كان ذلك ؟
الرجل : ماذا ؟
المرأة : ألم تسمع ذلك ؟
( تجلس على جانب السرير وتشعل المصباح )
الرجل : لم أسمع شيئا .
المرأة : كيف لم تستطع أن تسمع ذلك ؟ كان هناك شخص .
الرجل : كم الساعة ؟
المرأة : أعتقد أنها كانت من الباب المجاور . ( تشير إلى الحائط خلف السرير ) من هناك .
الرجل : أنت تعتقدين أنك تسمعين شيئا ما -
المرأة : أعرف أننى أفعل .
الرجل : ماذا كان يشبه ذلك الصوت ؟
المرأة : إشش ! ( تنصت )
الرجل : ماذا كان يشبه ذلك الصوت ؟
المرأة : إنه مثل صوت أنين . شخص ما يتأوه .
الرجل: أنت تعرفين أن لديك خيال خطير ...
المرأة : إشش ! ( تنصت )
الرجل : ربما شخص ما يمارس الحب .
المرأة : لا . لم يكن مثل ذلك .
الرجل : هذه ليست المرة الأولى التى تفكرين أنك ...
المرأة : إششش ! لقد سمعته هذه المرة . ( تنصت ) من الذى يعيش هناك ؟ أهو ذلك الرجل ؟
الرجل : أى رجل ؟
المرأة : الرجل الطويل ، الرجل الأسمر ، فى المصعد .
الرجل : الرجل الطويل الأسمر فى المصعد . هذا من خيالك .
المرأة : لقد رأيته بنفسك . أنت قلت ذلك .
الرجل : أوه ، ذلك الرجل الأسمر الطويل . ( تنصت بالقرب من الحائط ) هل يمكن أن نعود للنوم الآن ؟ كم الساعة ؟ ( تواصل المرأة الإنصات ) هل تريدين سماعة أذن لكى تسمعى أكثر ؟ أم نظارة ؟ ضعيها خلف الحائط ...
المرأة : لقد كان شخصا .
الرجل : حسنا .
المرأة : أعتقد أنها كانت امرأة .
الرجل : هل تسمعين الشخص الآن ؟
المرأة : لا . لقد سمعت شخصا ما .
الرجل : عودى إلى السرير. هيا .
المرأة : انصت . ( بخفوت شديد - أصوات رجال . لا يمكن لنا أن نحدد الكلمات ) أصوات .
الرجل: أوكيه . ( ينصت للحظة ) هذا صوت لا يشبه صوت امرأة . هذا صوت لا يشبه صوت أى شيء .
المرأة : رجلان .
الرجل : رجلان . يتحدثان فى منتصف الليل . ذلك شيء شرير جدا ، رجلان يتحدثان فى منتصف الليل
المرأة : هل سمعنا أبدا أصواتا من هناك قبل ذلك ؟
الرجل : لم نسمع أبدا من قبل .
المرأة : لابد أنهما يتحدثان بصوتِ عالِ جدا .
الرجل : من المحتمل أنهما ينصتان إلينا ويضحكان .
المرأة : لم أتعرف على الأصوات .
الرجل : إنهما يجلسان فى سرير ، يقولان ، انصت ، شخص ما على الجانب الآخر من ذلك الحائط ! لقد أتيا بكأس زجاجى إلى الحائط الآن .
المرأة : ما الذى على الجانب الآخر من هذا الحائط ؟
الرجل : أوه يا ربى ...
المرأة : هل هى غرفة نوم ؟ هل هو مطبخ ؟ إششش!.
الرجل : حسنا ، أنا متيقظ جدا الآن . كم الساعة؟
[ يعلو صوت المرأة، على نحو ضعيف .لا يمكن لنا أن نميز أية كلمة من كلماتها ]
المرأة : هناك امرأة .
الرجل : حسنا . الآن عرفنا ما على الجانب الآخر من الحائط ، رجلان وامراة .
المرأة : لماذا يمكن أن نسمعهم الليلة ؟ ومن هؤلاء الناس ؟
الرجل : إششش.
المرأة : ما الذى يحدث على الجانب الآخر من هذا الحائط ؟
الرجل : إششش ....
المرأة : ( تبدأ فى الهياج ) من هؤلاء الناس ؟
الرجل : إششششش .
المرأة : من هؤلاء الناس ؟ ماذا يحدث على الجانب الآخر من الحائط ؟ ماذا يحدث ..( تثار جدا الان )
الرجل : خذى نفسا عميقا . خذى نفسا عميقا . ذلك صحيح .
المرأة : أنا خائفة جدا .
الرجل : إششش . أعرف .
المرأة : أنا خائفة جدا طوال الوقت .
الرجل : بعمق ، امسكى النفس . أخرجيه من جديد ، بعمق ، امسكى النفس . أخرجيه من جديد .
المرأة : إنه عندما يبدأ الليل فى النزول .
الرجل : أعرف .
المرأة : فى بعض الأحيان أعتقد أن المبنى على وشك أن يتداعى فوقى . فقط من ثقله هناك ، بكل ذلك الأسمنت والحديد . كل ذلك الشيء سوف ينهار .
الرجل : واصلى التنفس .
المرأة : الدجاجة الصغيرة . السماء تقع ( **) .
الرجل : تنفسى .
المرأة : لكن ماذا عندما يكون لك الحق فى الخوف ؟ ماذا عندما تضطر أن تكون خائفا ؟
الرجل : ليس هناك شيء يمكنك أن تخافى منه . إششش ..
المرأة : ما الذى يحدث على الجانب الآخر من ذلك الحائط ؟
الرجل : لقد كنت لطيفة جدا فى أول مرة شاهدتك فيها ، واثقة جدا ، هادئة جدا .
المرأة : فى بعض الأحيان أفكر أننى أحب أن أقضى حياتى فى المشى من منزل إلى منزل . طارقة أبواب الناس ، وسائلة إذا ما كنت أستطيع أن أدخل لأرى كيف يعيشون .
الرجل : كنت تبدين قوية جدا .
المرأة : لأرى ماذا تشبه شققهم من الداخل ، خلف النوافذ . عبر كل البلد .
الرجل : إنها تبدو جميعا قادمة من بئر عميق من السعادة والخير .
المرأة : وأنا أتناول كوبا من القهوة اليوم ، أنظر عبر نوافذ المقهى وأشاهد الناس وهم يمرون بى . فكرت كيف تكون الحيوات التى يعيشها كل هؤلاء الناس ؟ ثم رأيت رجلين يقفان فى الركن يتحدثان عن شيءِ ما . وأخذ ذلك منى لحظة ، لكنه كان أنت .
الرجل : إششش ...
المرأة : لم أكن قد عرفتك .
الرجل : إششش ..
المرأة : كيف أستطيع أن أتعرف عليك ؟ ( فجأة صوت عالِ جدا ، دوى مكتوم يُسمع . تنهض المرأة من السرير)
الرجل : هوو ! ( صمت ) ماذا كان ذلك ؟
المرأة : ماذا كان ذلك ؟ أنت سمعت ذلك .
الرجل : ماذا كان ؟
( ينصتان معا )
المرأة : شيء ما سقط . ( أصوات من الجانب الآخر للحظة ، مثيرة ، ثم تتلاشى الأصوات ) ينبغى علينا أن نفعل شيا ما .
الرجل : نفعل شيء ما ؟
المرأة : نعم ، ينبغى أن نفعل .
الرجل : ماذا يمكن أن نفعل ؟ بخصوص ماذا ؟
المرأة : أنت سمعت ذلك أيضا .
الرجل : ماذا سمعنا ؟
المرأة : أنت سمعته .
الرجل : لكن ماذا كان ذلك ؟ أسقط شخص ما برطمان الموستاردا لكى يعد وجبة طعام خفيفة فى منتصف الليل .
المرأة : ليس مثل صوت برطمان الموستاردا.
الرجل : ماذا كان يشبه ذلك الصوت ؟ ماذا كان فى رأيك ؟ جثة ؟
المرأة : إششش ! ( ينصتان ) الجو هادئ الآن . لا أصوات .
الرجل : لقد ذهبا إلى السرير ، لقد أكلا سندوتشاتهما . والآن هما ذاهبان للنوم . بعد أن حشرا جثة المرأة أسفل صندوق القمامة .
المرأة : أنا لا أحلم . أنا لا أتخيل شيئا ما . أنت نفسك سمعت ذلك أيضا .
الرجل : لكننا لا نعرف ما سمعنا .
المرأة : أشياء فظيعة تحدث . قرف يحدث . جثث تسقط فى صندوق النفايات . كف عن الضحك منىَ .( ***)
الرجل : أنا لا أضحك منك .
المرأة : من يقول أن شيئا فظيعا لم يحدث أمامنا هناك حالا، على الجانب الآخر من هذا الحائط ؟
الرجل : ومن يقول أن بعض الناس لا يقيمون حفلة صغيرة على الجانب الآخر لهذا الحائط . هل تسمعين شيئا ؟ أية أصوات مفزعة ؟ أية صرخات ؟ إذن هل هناك أى شيء تقلقين بشأنه ؟
المرأة : يا إلهى . أكره ذلك .
الرجل : الريح أسفل الباب .
المرأة : يا إلهى أكره فترة الليل .
الرجل : إششش . ( يضع يده على كتفها ويدلكه ) هيا عودى إلى السرير . هيا . ( تدخل السرير وتسحب الغطاء فوقها ) اقتربى أكثر .
المرأة : لا .
الرجل : أريد أن تقتربى منى بقوة .
المرأة : لا .
( لحظة )
الرجل : يا إلهى . اعتدت أن أحب الليل ، منتصف الليل ، الساعة الثالثة صباحا. أبقى يقظا طوال الليل حتى الفجر . أتذكرى ذلك ؟ ذلك الوقت من الليل قبل الفجر عندما لا يكون ليلا بعد ذلك . إنه ليس أى وقت ، يتوقف الوقت وتشعر كأنك ذاهب لتعيش إلى الأبد . والعالم دائما متجه لأن يكون ثابتا وشاحبا ، أزرق باهت كهذا . والفرح عندما تشعر باقتراب ذلك الضوء . الشوارع تمتلأ به . إذن هو الفجر والناس فى الشوارع تخرج من أجل تناول الإفطار ، شعور الى حد ما كالجحيم ، لكن جذلان . جذلان . كانك تعرف إلى حد ما أن كل هؤلاء الآخرين لم يعرفوا من الذى ظل مستيقظا . تلك المعرفة التى اكتسبتها من السهر طوال الليل ورؤية الفجر .
( نسمع صرخة مكتومة لامرأة )
المرأة : ماذا كان ذلك ؟ ماذا كان ذلك ؟ ( من جديد ، صراخ امرأة مكتوم ، أكثر حدة) ماذا كان ذلك ؟ ( تأتى الصرخات مرة أخرى ، ثم صوت امرأة تشهق . ينصتان )
الرجل : قلت لكِ . شخص ما يمارس الحب .
المرأة : إنهما لا يمارسان الحب .
الرجل : أتمزحين ، إنهما يخرجان لنا رأسيهما .
( يستمر الصراخ . تنهض المرأة من السرير وتقف بجوار الحائط )
المرأة : لا يمارسان الحب . تلك المرأة تتألم .
الرجل : فقط انصتى . إنهما شخصان يمارسان الحب . ( يتواصل الصراخ ، بمزيد من الغموض ) بالتحديد يمارسان الحب . ( يتوقف الصراخ ) وقد توقفا الآن . لقد اكتفيا . لقد حصلا على السعادة اللازمة .لهما . إنهما ذاهبان للنوم ، إنهما ينزلقان إلى أرض الأحلام .
المرأة : فى بعض الأحيان ، فى منتصف الليل أفكر ، إذا ما كان هؤلاء الناس يعتقدون حقا فى الله . أن هناك إله يراقبنا طوال الوقت ، وفى كل لحظة ، و كل واحد منا .
الرجل : رجل عجوز ذو لحية بيضاء .
المرأة : لا .
الرجل : أطفال بقيثارات وأجنحة . ( هاربى . مخلوق خرافى له وجه طفل وجناحا حيوان مفترس )
المرأة : الله الذى يعاقبنا . من يراقب كل حركة نقوم بها ، وإذا فعلت شيئا خاطئا ، تُحرق مدة من الزمن . لا أسئلة . لا رحمة . أنت مذنب ، أنت تعانى إلى الأبد ، لأنه ليس من المهم ماذا تريد أن يكون الله ، فإنه لا يحب بعد أن تموت تستطيع أن تقول ، أنا آسف ، لأنك لست الإله الذى أعتقد فيه. إلهى ليس مُعذبا ، أنا أؤمن بلأله المحب ، أنا أؤمن بالله الرحيم الرءوف لقد تأخر الوقت ، عندئذ . وأنت قد حققت رغبتك . وسوف توزن فى الميزان ، أنت فسدت وضيعت فرصتك ، والآن تعانى من ذلك للأبد . وهناك لا أحد يمكنه أن يقبل ، لكن وأنت ذاهب إلى إله آخر وتقول أنت الإله الذى أريد ، ساعدنى . لكن كيف تعرف ما هو الشيء الصحيح ؟ أو ما الشيء الخطأ ؟ إلى هذا الإله المُعذب ؟ وعندما تكون قد فعلتها ، كيف تعرف متى تدين نفسك ومتى تعبر الخط ، كيف تعرف كيف الهروب من العقاب السرمدى ؟
الرجل : عودى إلى السرير .
المرأة : لا .
الرجل : هيا ، اقتربى منى .
المرأة : لا .
الرجل : أريدك أن تقتربى بقوة ولطف .
المرأة : لا .
الرجل : هيا ، هيا .
المرأة : اللعنة على ذلك . قلت لا . ( فجأة نسمع صراخ امرأة ، عاليا وقريبا )
الرجل : يا مسيح .. !
صوت المرأة : ساعدنى . ساعدنى .. أوه يا إلهى . ساعدنى .
المرأة : هل سمعت ذلك ؟
الرجل : تنادى بصوت عالِ .
المرأة : قالت ساعدونى . قالت ساعدونى . ماذا يمكن أن نعمل ؟
الرجل : انتظرى دقيقة .
المرأة : ماذا يمكن أن نعمل ؟
الرجل : فقط ابقى هادئة . اهدئى .
المرأة : ( بعد المرة الثانية من قوله اهدئي ) أنت سمعت ذلك أيضا .
الرجل : نحن لا نعرف ما يمكن أن نقوم به هناك .
المرأة : ألم تسمعها ؟
الرجل : أنا لا أسمع أى شيء الآن . إنه الهدوء .
المرأة : لقد قالت ساعدونى .
الرجل : وربما لم تقل . على أية حال الأمر هادئ الآن . انتهى ، أيا كان ذلك .
المرأة : لا . لم ينته ( صوت صراخ المرأة المكتوم ) إنها تبكى .
الرجل : ربما لا .
المرأة : ماذا لو كانت تلك شقتها ، ماذا لو كان شخص ما دخل شقتها ؟
الرجل : أنت لا تعرفين عما تتحدثين ...
المرأة : ماذا لو أن شخصا ما أساء إليها ؟
الرجل : ربما دخلت فى مشاجرة عشاق .
المرأة : مشاجرة عشاق .
الرجل : نعم . من يعلم ؟
المرأة : قائلة ساعدونى ؟
الرجل : لا نعرف من الذى وصل إلى هناك . ربما تقول شيئا مثل ذلك الذى تقوله أثناء ممارسة الحب . ربما تصرخ ، أوه يا إلهى ، ارحمنى . نحن لا نعرف .
المرأة : إششش . ( تنصت )
الرجل : ليس لدينا فكرة عما يحدث هناك ....
المرأة : إشش ! انصت . ( تنصت ) أوه يا إلهى ( أصوات مكتومة ) أوه يا إلهى ! ( تصير الأصوات أعلى ) إنهما يضربانها . شخص ما يضربها .
الرجل : أنت تتخيلين أشياء .
المرأة : ( بصوت أعلى من صوته ) أنا لا أتخيل أشياء . هذه المرأة تتعرض للضرب .
المرأة والرجل معا : هذا هجوم مرعب ، هذه حادثة .
المرأة والرجل معا : لا . لا . لا . لا . لا ...
الرجل : هل يمكن فقط أن تنصتى ؟ انصتى لا شيء هناك . لا شيء . هل تسمعين أى شيء سوى الذى فى رأسك ؟ . هل سمعت أى شيء سوى الذى فى رأسك ؟
المرأة : أنا أسمع شيئا مهما وسأتصل بالشرطة .
الرجل : لا . لن تفعلى .
المرأة : ( ساحبة التليفون ) أوه ، نعم ، ها أنا أفعل .
الرجل : ( محاولا أخذ التليفون منها ) أنت دمرت حياتى بهذا الخرف العصابى .
المرأة : إنهما يضربانها ، يا إلهى .
الرجل : دعى التليفون .
المرأة : سأتصل بالشرطة .
الرجل : قلت دعى التليفون . ( ينتزع التليفون منها )
المرأة : إذن سأذهب إلى هناك . ( تبدأ فى ارتداء الروب )
الرجل : لا .
المرأة : ماذا تقصد بـــ لا .
الرجل : لا يمكنك قط أن تدقى على باب شخص ما فى منتصف الليل .
المرأة : يمكننى .
الرجل : أنت لا تعرفين ما الذى يحدث .
المرأة والرجل معا : إنهما يضربانها ! من أجل المسيح المخلص .
الرجل والمرأة معا: هل تودين أن تسمعينى ، هل يمكن أن تنصتى
المرأة : ما الذى يجرى على الجانب الآخر من ذلك الحائط ؟ من هؤلاء الناس ؟
الرجل : أنصتى إلىً .
المرأة : من أنت ؟
الرجل : أنصتى إلىً .
المرأة : أعرف من تكون .
الرجل : أنت تعرضت لهجوم ، هجوم مرعب .
المرأة : لا يمكنك أن تخدعنى . أنت جبان . أنت جبان ملعون .
الرجل : انتظرى دقيقة .
المرأة والرجل معا : هذه المرأة تتعرض للأذى ، يمكن لهما أن يقتلاها
الرجل والمرأة معا: أوكيه . أوكيه . أوكيه .
الرجل : أوكيه سأذهب إلى هناك . سأطرق بابهم وأرى ما يجرى . أليس كذلك ؟
المرأة : ( إلى الحائط ) أوقفوا ذلك . أوقفوا ذلك . كفوا عن ذلك . يمكن لنا أن نسمعكم . سنذهب إلى الشرطة الآن أوقفوا ذلك .
( فجأة . صمت . تمر لحظات )
الرجل : إنه الهدوء من جديد .
المرأة : إنه الهدوء من جديد .
الرجل : صحيح ؟ هل تسمعين شيئا ؟
المرأة : أوه يارب ، أوه يارب ، أوه يارب . لقد أخطأنا ، لقد فعلنا الشيء الخاطئ ...
الرجل : لقد توقف الآن . أنتِ أوقفتِ ذلك .
المرأة : لقد فعلنا أشياء ما كان ينبغى أن نفعلها ، ولم نفعل أشياء كان ينبغى أن نفعلها .
الرجل : هل تسمعين شيئا .
المرأة : يمكن أن تكون قد ماتت .
الرجل : لا . أنصتى ....
المرأة : لقد ماتت .
الرجل : لم تمت . لقد توقفوا .
المرأة : يضربانها ولم نوقفهما . صاحت من أجل النجدة ولم نفعل شيئا . قتلاها وسمحنا لهما بفعل ذلك . نحن قتلناها أيضا . صاحت عاليا لكى نساعدها ونحن قتلناها .
الرجل : هل يمكن أن توقفى ذلك ؟ هل ترغبين فى إيقافه ؟ نحن لم نفعل أى شيء خطأ . نحن لم نفعل شيئا . نحن لم نعرف ما الذى كان يجرى هناك . الآن هل تحبين أن توقفى هذا ؟ هل ترغبين فى إيقافه ؟
الرجل : لقد قلت أوقفى ذلك ! ( يهزها بقوة ) أوقفى هذا !
( يرفع يده . يُسمع طرق عال . الرجل والمرأة يتجمدان )
صوت الشرطى : ( من الكواليس ) افتح هناك . إنه البوليس .
( تفيض خشبة المسرح بالإضاءة البيضاء الشديدة حيث يقف الرجل والمرأة متجمدين . نسمع صوت ارتطام يصم الآذان ، كما لو كان المبنى ينهار )
( ستار)
نهاية المسرحية
(*) اسم لرقصة اسبانيا القومية ، ويقوم بها راقص واحد أو اثنان وتصحبها الصناجات والقيثارة واصوات الراقصين وتجري موسيقي رافيل المسماة " بوليرو " علي هذا الإيقاع.
( **) الدجاجة الصغيرة عنوان فيلم كرتون كوميدى أنتج فى أمريكا عام ، 2005 وهو مستوحى من حكاية شعبية معروفة حيث تعتقد الدجاجة ان العالم يقترب من نهايته والسماء على وشك الوقوع .
(***) إشارة إلى كتاب : "من فضلك كف عن الضحك منى " من تأليف جودى بلانكو .
تعريف بالمؤلف / ديفيد إيفيس : كاتب الأمريكى ولد فى شيكاجو عام 1950 ، التحق بمدرسة كل الأولاد الكاثوليك الثانوية ، ثم ذهب إلى جامعة نورت وسترون حيث تخصص فى اللغة الإنجليزية . وبعد ذلك حصل على الماجستير فى الكتابة المسرحية من جامعة بيل ( مدرسة الدراما ) عام 1981 . كما حصل على زمالة ( جوجنهايم ) فى الدراما وفنون الأداء عام 1995 . وقد مارس إيفيس أنواعا مختلفة من الكتابة خلال سنوات عمره ، بداية من محرر فى مجلة الشئون الخارجية إلى كتابة مقالات فكاهية فى مجلة تايمز نيويورك ، ثم كتابة نصوص أوبرالية وكتب الأطفال . ومع ذلك فهو مشهور ككاتب مسرحى .وهو متزوج من الفنانة مارثا إيفيس ويعيش فى مدينة نيويورك الآن. وفيما يلى بعض الأعمال المسرحية لديفيد إيفيس: الكل فى الموعد( 6 مسرحيات من ذات الفصل الواحد ، من بينها مسرحية بوليرو) ـــــــ ليالِ عربية ـــــــــ التاريخ القديم ــــــ الجمهور الأسير ــــــ دونجوان فى شيكاجو ـــــ أسلحة فى بابل ــــــــ برغوث فى أذنها ـــــــــ العاصفة الثلجية – فينوس فى الفراء .

.

صورة مفقودة
 
أعلى