قصة ايروتيكية دانيال جيتون - مشاجرة.. ت: د. محمد عبدالحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

الشخصيات :
مارك : رجل متزوج .
واندا : امرأة متزوجة .
باكو : نادل .
المشهد الأول
مارك وواندا فى غرفة فندقية . يرتديان ملابس أنيقة و لكنها غير مرتبة . كما لو كانا فى معركة قبل أن يتمكنا من الذهاب للعشاء . السرير الذى تجلس عليه غير مرتب و الوسائد ملقاة على الأرض . أما هو فيقف ، يواجهها من بعيد وقبضتا يديه على استعداد للضرب .
مارك : أكرهك .
( وقفة )
واندا : أكرهك أكثر .
مارك : أنت وقحة .
واندا : أنت شخص حقير تافه .
( يقاوم مارك الدموع ، ويلتفت بعيدا)
مارك : لا أستطيع أن أصدق أنك مارست الحب مع النادل .
واندا : أنا ... ( تنظر بعيداً فى حزن ) لم أعرف أنه النادل .
مارك : لا يعنينى إذا ما كان نادلاً ! فقط لا أصدق أن تمارسى الحب معه .
واندا : لا تقلق . لم أكن جيدة جداً .
مارك : أنت وقحة .
( وقفة صغيرة )
واندا : أنت قلت ذلك من قبل .
مارك : نعم حسناً ... ( مفكراً فى العودة ) أقصد ذلك .
واندا : أنت أحمق .
مارك : أوه نعم ؟ حسناً ، على الأقل لم أمارس الحب مع النادل .
واندا : لا أعتقد أنه من طرازك .
مارك : أكرهك .
واندا : أنت تكره الجميع .
مارك : أكرهك أكثر .
واندا : أكثر من النادل .
مارك : لا أنا ... ( دقة ) أكرهك أكثر .
واندا : لماذا ؟
مارك : ماذا ؟
واندا : لماذا تهتم ؟ أقصد ، على محمل الجد ، لماذا تهتم حتى بى ؟ أنت لا تولينى أى اهتمام على أى نحو .
مارك : لقد كنت مشغولا .
واندا : وأنا كذلك .
مارك : نعم ، لقد كنت مشغولة ، تمام . مشغولة بالنادل .
واندا : أكرهك .
مارك : أوه ، لا تلقى باللوم علىً فى هذا ! أنا أكرهك أكثر ما يمكنك أبداً أن تكرهينى !
( وقفة )
هل تودى أن تعرفى كم أكرهك ؟
واندا : كم ؟
مارك : أكثر مما تستطيع أن تقول الكلمات.
واندا : ( بتشكك ) أكثر ما تستطيع أن تقول الكلمات ؟
مارك : و حتى أكثر من ذلك ! أكرهك كثيراً جداً كما لو لم تكونى زوجتى , أود ... أود أن أصفعك !
واندا : هيا استمر ! أنا سهلة . أنا هدف سهل . اضربنى ! ليس هناك شىء أسوأ من ذلك الخراء الذى كنت تقوله مؤخراً .
مارك : مثل ماذا ؟
واندا : مثل .. يم . أنت تعرف ، كيف ... أنت ضخم جداً بسبب هذا اللبس يا عزيزى . و لماذا لا تبدأ بتمرينات المشى الخفيفة ؟ آسف نسيت الذكرى السنوية لزواجنا يا حبيبتى ، ماذا لديك للعشاء ؟ و " لا أعرف أبدا لماذا تزوجتك فى أول مكان ، أنت ضخمة المؤخرة "
( تغطى وجهها و تبدأ فى البكاء )
مارك : أنا لم أقل ذلك أبداً .
واندا : نعم ، لكنك قصدت ذلك ! أستطيع أن أرى ذلك فى عينيك ! و فى كلة مرة تمارس فيها الحب ! فى كل مرة نستحم فيها معاً ! أنت .. أستطيع أن أكشف نظرتك . اشتمئزاز صرف . أستطيع أن أقول أنك تكرهنى ، أنت تحتقرنى ! لم تقل أبداً أى شىء لطيف عن جسدى .
مارك : حسناً ، انظرى إلى ذلك ، أقصد ، أنك ...
واندا : أرج ! و تسأل لماذا نمت مع باكو ! ( يسقط مارك فكه) لأنه يعاملنى بلطف . دائماً يشترى لى أشياء ! قد لا يتحدث الإنجليزية . جيداً ، لكنه يعرف كيف يعامل امرأة .
مارك : اسمه باكو ؟
واندا : نعم باكو !
مارك : هذا يتوافق إيقاعياً مع تاكو . كيف استطعت أن تنامى مع رجل يتوافق إيقاع اسمه مع تاكو ؟
واندا : أنت بلا قلب .
مارك : أنت وقحة .
واندا : هل يمكن أن تتوقف عن قول ذلك ؟
مارك : إذا كان الحذاء مناسب ...
واندا : الحذاء لا يصلح . أنا لست داعرة . أنا امرأة لها احتياجات !
مارك : أنت امرأة بمشكلة عقلية . أنت داعرة .
( تندفع و تستشيط غضباً )
واندا : أووف !!! أكرهك .
مارك : أكرهك لأنك داعرة .
( تصفعه على وجهه بقوة )
واندا : أكره حتى حياتك .
مارك : أنت تصفعينى مرة أخرى و أنا سوف ...
واندا : ماذا ؟ هل ستصلح سيارتك ؟ هل ستقودها لمدة ثلاث ساعات ؟ هل ستتصل بأمك و تبكى مثل طفل بسبب أنك لم تستطع أن تضع " كلبتك" على الطريق القويم ؟ هاه ؟ ما المسألة ؟ ليست ماما هنا لكى تعد لك المكرونة باستافاجيولى ( تنطقها فاز بولى )
مارك : أكرهك .
واندا : أنت مخبول .
مارك : أنت داعرة .
واندا : هل يمكن أن تكف عن قول ذلك ؟
( يهز كتفيه استهجاناً )
مارك : أأنت عاهرة ؟
( تصرخ و تندفع نحوه بعنف . يتصارعان يلقى بها جانباً مثل دمية رثة . تضرب السرير و تقفز إلى الأرض . يبدأ هو فى ضحك مكتوم )
مارك : كان ذلك مسلياً . ينبغى أن نعمل ذلك مرة أخرى فى وقت ما .
( تجلس خلف السرير و شعرها منكوش بصورة همجية وشيطانية )
واندا : أكرهك .
( تُطفأ الأضواء. نهاية المشهد )
المشهد الثانى
نفس غرفة الفندق ، فى بداية الليل . تقف واندا وهى مرتدية ملابسها بشكل أنيق جداً . شعرها أنيق و منظم . باكو يجلس فى السرير . يرتدى مثل النادل . هناك سلاطة التاجو فى نهاية المائدة . يحدق مباشرة إلى الأمام ويداه فوق ركبتيه . لا يجرؤ على النظر إليها .
واندا : مساء جميل ، أليس كذلك ؟
( يبتسم فى ارتباك )
باكو : نعم . نعم . هو كذلك .
( تنظر إليه . تلتفت لتنظر إلى النافذة ، فى حزن )
واندا : ألا تحب عندما ترتفع النجوم ؟ هناك فوق الطريق السريع . إنها مثل الملائكة تطفو فوق نهر ستيكس . إنها جميلة ، على ما أعتقد .
باكو : نعم . نعم . هو كذلك .
( تتطلع إليه )
واندا : شكراً على الساعة التى اشتريتها لى . إنها جميلة جداً .
باكو : نعم . نعم إنها ..
( ترمى نفسها تحت قدميه )
واندا : أوه باكو ! لم دخلت إلى حياتى هكذا ؟ ألا تعرف أننى متزوجة ؟
( تقبله بحرارة فى شفتيه ، لا يتحرك فتبتعد )
أوه ، أنا مرتبكة جداً .
( تدفن رأسها فى صدره . يبقى ثابتاً غير قادر على النظر إليها )
باكو : أنا ..أنا لدى عمل خلال عشرين دقيقة .
واندا : أعرف ! أعرف ! فترة استراحة غذائك قصيرة جداً ! الوقت مثل خنجر يشق قلبى
( تبقى رأسها فى حضنه . تبدأ فى البكاء )
أوه ، باكو . ما بين فخذيك دافئ جداً . عضلات ساقيك قوية . أتوق إليك . أنا أتألم بسببك ، لا أستطيع الذهاب إلى النوم دون أن أتملى وجهك الجميل فى خيالى .
باكو : أنا .. مع شىء ما فى جيبى .
واندا : أوه نعم . أستطيع أن أشعر بذلك .
باكو : لا ، إنه ... إنه شىء ما آخر .
واندا : أوه ؟ ما ذلك ؟ أقصد ذلك ؟ أعنى ... يم .
باكو : إنه ... ( يضع يده فى جيبه ) من فضلك ... ( يحرك رأسه ) لحظة ...( وقفة صغيرة ) معى
( يخرج خاتم زواج . تشهق . ينظر إليها لأول مرة )
هذا ... كان هذا لأمى . أريد أن يكون لك .
واندا : ( فى دهشة ) باكو ؟
باكو : نعم ؟
واندا : هل أنت... أهذا ما أعتقد أنه يعنى ؟
( يومىء )
باكو : نعم .
واندا : أوه . باكو ! لا أعرف ماذا أقول . أنا .. أنا متزوجة بالفعل !
( ينكس رأسه فى حزن )
باكو : نعم .
واندا : أيعنى هذا أنك تحبنى ؟
(ينظر فى عينيها )
باكو : نعم .
واندا : أوه باكو ! ( تقبله فى شفتيه ) عندما تتواجد هنا ، أشعر بالدوخة كما لو كنت فتاة مدرسية . لقد فقدت السيطرة على نفسى تماماً .
( يضع يده على ثدييها ، يبتسم بفحر و يومىء )
باكو : نعم .
( تٌطفأ الأنوار. نهاية المشهد)

المشهد الثالث
نفس غرفة الفندق ، مبكراً فى بداية اليوم . مارك يرتدى قميصا ورابطة عنق ، واندا تغير بلوزتها ، إنهما يستعدان لليوم .
مارك : حسناً ؟ هل أنت سعيدة بوجودك هنا ؟
واندا : نعم . إنه لطيف .
مارك : أقصد ، أنت توسلت إلىً لكى آخذك معى. هل أنت مسرورة بحضورك ؟
واندا : نعم . أنا سعيدة .
( تنظر حولها فى الحجرة و تبتسم )
إنها تذكرنى بشهر العسل .
مارك : ( مقلباً عينيه ) صحيح . أعنى بجدية ، لا أعرف ما تحبين فى هذه المدينة . إنه نفس الشىء فى كل مكان .
واندا : لأنها لطيفة ، أوكيه ؟ أنا فقط أحب المجيء إلى هنا لماذا تحب دائماً أن تتشاجر ؟
مارك : أنا لا أتشاجر . أنا فقط .. أتعجب . ذلك كله آمل أن تتمكنى من العثور على الأمتعة أثناء وجودى فى المقابلة .
واندا : سأعثر على الأمتعة .
( وقفة )
مارك : يبدو أنك لا تعرفين أحدا هنا .
واندا : سأذهب للتسوق .
مارك : أوه . ماذا فعلت ؟ هل تتخلصين من ملابسك ؟
( تحدق فيه )
واندا : اللعنة عليك .
مارك : أوه . كفى . تعرفين أننى أحبك . ( يقبلها فى جبينها ) انصتى ، سأنتهى من اجتماعى فى حوالى السابعة . تمام ؟ سنذهب للعشاء بعد ذلك .( تقف و يداها مطويتان ) هيا كنت أمزح . سوف نذهب إلى نفس المكان الذى كنا نذهب إليه دائماً . لاكاسا دى بانو ؟ .
واندا : اياً كان .
مارك : أوه . هيا . انظرى . أنا مسرور لوجودك هنا أوكيه ؟ أنا فقط ... يقلقنى أننا لا نستطيع أن نقضى معاً المزيد من الوقت . أوكيه ؟ الآن قبلينى ( وقفة ) هيا ، لا تجعلينى أتوسل . رجاء ؟ أود أن نذهب .
( تقبله على وجنته بنفور )
ينبغى أن أكون هنا فى السابعة . سوف أتصل بك لو تأخرت .
( يبدأ فى الخروج )
أوه ، و لن أقضى وقتاً كبيراً . لا بأس ؟ هذا المكان يكلفنى بالفعل ثروة .
( يخرج . تنتظر دقيقة ، ثم تلتقط التليفون و تضرب رقماً )
واندا : باكو ؟ مرحباً ، باكو ؟ إنه أنا . نعم عدت إلى المدينة . نفس المكان الذى أقمت فيه المرة الأخيرة . تعالى هنا يا عشيقى .
( تٌطفأ الأضواء. نهاية المشهد)

المشهد الرابع
نفس غرفة الفندق، فى آخر تلك الليلة. تشغل الأحداث ما بين المشهدين الأول و الثانى. واندا و باكو معاً فى السرير.وقد انتهيا من ممارسة الحب . يحدق باكو مباشرة فى السماء و هو مستغرق قليلاً .
واندا : أوه باكو . كنت رائعاً .
( وقفة )
باكو : أنا ... لدى عمل خلال عشر دقائق .
واندا : أعرف . أعرف يا باكو ! لكن رجاء لا تتركنى الآن ! لم أستطع أن أكتفى منك . أنت حقاً حلو جداً ، ووسيم . و ... و تمارس الحب مثل حيوان .
باكو : نعم .
واندا : هل هناك ... هل هناك شخص آخر تحبه . يا باكو ؟ هل هناك امرأة أخرى .
باكو : ( بحزن ) حب ؟ أنا ؟ لا . لا . لا أحب .
واندا : أأنت لا تحب ؟
باكو : لا . لا أحب .
( تنهض واندا )
واندا : لكن ، أنت تحبنى ، مع ذلك ، صحيح ! أنت تحبنى ؟
باكو : أوه ، نعم ، نعم .
واندا : أوه باكو ، أنت ملاك ! ملاك ...
( تستكين إليه بحب . يدخل مارك )
مارك : ما الأمر ؟
( تقفز واندا من السرير )
واندا : مارك !
مارك : من هذا بحق الجحيم ؟
( يقفز باكو من السرير و يلف نفسه فى البطانية )
باكو : أنا .. أنا ...
مارك : أذلك هو النادل ؟
واندا: نعم !
( ترفع واندا إناءسلاطة " التو-جو " كما لو كان إعلان تليفزيونى )
كان يسلمنى السلاطة .
( ينتزع مارك الإناء منها )
مارك : أى نوع من السلاطة ؟
باكو : ( بلباقة قاذفا ، فيقذف مارك بالسلاطة ) آيييييييييييييييى !
( يقفز باكو فوق السرير ، يحاول مارك أن يلحق به )
واندا : لا ! ( تقفز واندا على مارك ، يتصارعان ) مارك ، لا ! ( إلى باكو ) اهرب يا عزيزى اهرب !
( يجرى باكو نحو الباب . يدفع مارك واندا جانبا)
مارك : اغربى عن وجهى .
باكو : أوه لا ، تلك السيدة مجنونة و أنت كذلك . أنا فقط أريد الجرين كارد . لكن ماذا تعرف ؟ اللعنة عليك ! لا أريد أن أتزوج عاهرة مجنونة على أية حال
( ينظر إلى ساعته )
أوه ، خراء ! لدى عمل بعد دقيقتين
( يهرب باكو. يحدق مارك خلفه . تجلس واندا فى السرير و هى مكتوية بالألم )
واندا : ( بصوت خفيض ) باكو ...
( يلوى مارك وجهه بعيداً عنها . و قبضته مضمومة )
مارك : أكرهك .
( تُطفأ الأضوء . نهاية المسرحية )
المؤلف : دانيال جوتون : ولد فى 21 يوليو 1977 ، حصل على العديد من الجوائز على كتابته المسرحية و السينمائية بما فى ذلك أفضل جائزة فى السيناريو من مهرجان لوس أنجلوس السينمائى و جائزة أفضل كوميديا من مهرجان المؤلف المسرحى الجديد . و قد تم إنتاج مسرحياته لأكثر من 200 مرة فى أنحاء الولايات المتحدة الامريكية ، و هو حاصل على الماجستير فى الكتابة المسرحية من جامعة جورجيا . و عضو نقابة المسرحيين و نقابة الكتاب الأمريكيين الشرقية . له العديد من المسرحيات الطويلة و من أشهر أعماله المسرحية ( أم الإله تذهب الى الجحيم- العلية - البدروم - الصبى الذى أبكى الذئب - موت رجل الثلج - حمار دومنيك مصاب بالتهاب الحنجرة – ميلو وباربارا .... ) و غيرها من مسرحيات التى يصل عددها من خمسين مسرحية، وبالإضافة إلى ذلك يكتب الشعر والقصة القصيرة .

.


صورة مفقودة
 
التعديل الأخير:
أعلى