قصة ايروتيكية جيمس وود - قواعد اللعبة.. ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

-1-
اتكأت تراقبه في هدوء وثبات ، كشفت لها صورته المنعكسة عبر مرآة الدولاب عن شاب طويل منحنى قليلا ولكن دون كرش منتصف العمر أو استدارة شاب في الثلاثين .

ـ تريدين كأسا ؟

بدا السؤال وكأنه جاء صدفة في حقيقة الأمر ، أجابت :

ـ أريد واحدا .

بدا لها صوتها هادئا ومحايدا ، إنه ليس صوتها الذي كان يضج بالسعادة منذ لحظات قليلة . استطاعت أن تسمعه في الطرقة وهو يمزج الشراب ، ياخذ وقته ، منتظرا ومتاخرا ، يعطي لها الفرصة لكى تغطي نفسها ، قال :

ـ لا أجد الصودا

تعرف أنه عذر لكي يشرع في دخول غرفة النوم ، ودائما هناك عذر ، على الرغم من أنهما ليسا قلقين من رؤية جسديهما العاري بعد الانتهاء من الحب ، إنه واحد من القواعد الغير مكتوبة للعبة .

ـ ستجده في مكان ما هناك .

ثم أضافت :

- ربما في الكأس بالخزانة .

وضعت ذراعيها في الروب وزرته ثم أعادت ترتيب مكياجها بسرعة .

عندما عاد إلى الحجرة ، تردد للحظات عند الباب ولكنها كانت كافية كي تشعر بوجوده داخل الغرفة ، فكرت فى عودة المحارب لأرض المعركة من جديد ؟ ولكن المعركة انتهت والعدو قهر ، شكلت الملاءات غير المرتبة تلالا وخنادق وأن النصر ليس لأحد ، وأن السلام الملوث كهدنة قد ملأ الحجرة .

ـ أشكرك يا حبيبي

ثم أضافت وهي ترتجف :

ـ في صحتنا

أجاب :

ـ في صحتنا

ثم شربا ببطء ، ببطء شديد

ـ أخبرتني بات أنها رأتك في حفل ديكسون ليل أمس .

ثم أضافت وهي تحاول أن تجعل صوتها طبيعيا :

ـ هل استمتعت بالحفل ؟

ـ الشىء المعتاد . . الجميع يتكلم ولا يقول شيئا . وسالي ديكسون مثل عجوز ينثر الحبوب أخذت تبعثر الشائعات المغرضة دون تمييز ، بالطبع .

في ابتسامة غير مقنعة :

ـ بالطبع . هل كان هناك أي شخص جديد ؟ شخص ملفت للنظر ؟

ـ كل رفقاء سالي لطفاء تماما ، مثل الأميبا لعالم البيولوجي أو الروث للخنفساء .

ضحكت ، لكن إجابته كانت أكثر فصاحة :

ـ هل حقا كانت بهذا السوء ؟

ـ رديئة يا عزيزتي ولكن ليست بهذا السوء ؟

ـ لذلك أعتقد أنك غادرت الحفل مبكرا ؟

فوجئ بالسؤال فكانت إجابته محملة بالاستياء :

ـ نعم ، فعلت ذلك في واقع الأمر !

عند ذلك تورد وجهها وابتهجت نفسها ولكنها قالت لنفسها أن عليها ألا تندفع وتتعجل الأمور وألا تتدخل فيما لا يعنيها .


ـ 2 ـ
ـ أريد كأسا آخر .

قالت ذلك وهي تحرك كأسها الفارغ وكأنه دلالة على المهادنة ، أخذ الكأس منها وهو يبتسم لها ابتسامة مختصرة وعينه تقول لن أجعلها تسمع أو تعرف ما تريد سماعه ومعرفته .

تقول العيون الكثير ،فكرت : تنقل الحب والكراهية والرغبة والاشمئزاز بين شخصين ، فى صمت انقطاع التيار الكهربائي ، لو لم تنظر في عينيه لاستطاعت أن تواصل التظاهر بعدم المعرفة ، قال :

ـ في الواقع كان هناك شخص جديد في الحفل .

لماذا يكرر دائما كلمات في الواقع ، عندما يريد أن يقول هذا إذا أرادت الحقيقة فها هي . سألت بعد انكشاف اللعبة :

ـ هل هو شخص أعرفه ؟

هز كتفيه :

ـ لا أعتقد ذلك ، إنها أحد أصدقاء تيد روجر ، إنه شخص وقح ، أتذكر ما التسلية المناسبة التي كانت ستقوم بها ، إذ كان من الواضح أنها غرة ، ربما أقحمها تيد في هذا . . صمت قليلا ثم قال :

ـ ليست من طرازك يا عزيزتي

وتوقف ليبحث عن الكلمة المناسبة ، فوجدتها هي وقالت :

ـ صغيرة

ـ كنت سأقول ساذجة ولكن كلمة صغيرة تؤدي الغرض تماما .

عضت شفتيها ، تريد أن تضربه أو تحطم ذلك الوجه الوسيم ، المتعجرف ، هذا الوجه الطفولي غير المنسق ، قالت :

ـ لا بد أن تقدمها لي ، ربما نستطيع أن نكتشف شيئا مشتركا بيننا بعد كل ذلك .

ـ لا أعتقد ذلك يا حبيبتي ، فهي من النوع النشيط المتحرك يمارس التنس والسباحة وركوب الأمواج في نادى اتحاد جاكس في برومس ، هذا الحماس والعرق يشير إلى حركتها الشابة .

ـ اللعنة ، يا لك من ابن زنا عفن ، لابد من هتمامات أخرى ، على الأقل تمضية بعض الوقت في اللهو " اللهو " انزلقت الكلمة على لسانه كخمر الفاكهة ، فأجاب :

ـ لا أفهم ماذا تقصدين ؟

ـ كذاب مخادع أثيم ، أنت تعرف عليك اللعنة ، ماذا أقصد 1

ـ ربما لديها معجبون آخرون بخلاف نيد ؟ إنه في خلال يومي . .

أوقفت نفسها ، ولكن متأخرا جدا

ـ في خلال يومك ؟

ـ آه . . لا شيء

ـ كنت على وشك القول أنه خلال يومك ؟ كيف هو الحال خلال يومك ؟ كانت متعته واضحة ، بالله أخبريني يا حبيبتي إنه دائما مبهر وممتع أن تعلم عن الأوقات الماضية .

صمت في المكان ، صمت طويل ، قالت برقة في الصوت : يريد جيرالد أن نقضي نهاية الأسبوع معه ، هل يمكننا فعل ذلك ؟


ـ 3 ـ
ـ ترى حقا هل يريد ذلك ؟

ـ بالطبع ، إنه يتمتع بصحبتك

ـ دعك من هذا يا مارجوي ، ماذا لدي وأنا مدير بنك متقاعد ؟ ما الشيء المشترك بيننا بخلافك ؟

راقبها عن قرب وهو يلوي السكين ، ثم قال :

ـ هل يستمتع برؤيتنا ونحن ممسكي الأيدي حيث نأوي إلى السرير طوال الليل فينصت إلى أصوات الحب من الحجرة المجاورة ، هل لديك أية فكرة عن مشاعره عندما يحدث هذا ؟

ضحكت في تردد وقالت :

ـ لا تكن أحمق يا حبيبي هو لا يهتم بهذا ، هو إلى حد كبير واسع الأفق .

ـ أنت لا تعرفين عن أي شيطان أتحدث ؟ أليس كذلك ، المسألة ليست كونه اسع الأفق يا حبيبتي ، إنها مسألة غيرة وكراهية و غل من العجوز الحرون .

نظرت إليه في حيرة :

ـ لا أفهم !

ـ لا هل حقا لا تفهمين ؟

ـ هل تعتقد أنه يحبني ؟ أو مغرم بي ؟ أهذا ما يقلقك ؟ ثم أضافت في صوت يومي بالاحترام لذاتها .

ـ ولكن ذلك سخيف . . جيرالد

فأكمل جملتها :

ـ عجوز جدا . لا يوجد عمر محدد للحب يا عزيزي ، ولكن ذلك يعتمد مع الحب على العمل

ـ إذن أنت تعتقد انه يغار منك ؟

ـ يغار من كلينا .

نظرة مرتبكة على وجهها جعلته يضيف باستمتاع :

ـ ربما كان يغار من شبابك الدائم ونشاطك الجنسي وربما كان يحسدك على موهبتك غير العادية في جذب الأشخاص الذين هم في منتصف العمر .

حاولت أن تضحك ولكنها قالت :

ـ الآن ، يبدو لي أنك احمق حقا !

ـ هل أنا كذلك فعلا ، ربما بطريقة عثرت على إكسير الشباب ، الحياة سر كبير ، فهي أنفس من المال وأكثر حسدا من الثروات .

ـ لا أرى ذلك مضحكا جيدا .

ـ إذن لم لا نواصل المزاح .

ثم اقترنت صوته هذه النغمة الشاذة فأضاف :

ـ وتكون النكتة مسلية فقط عندما يدرك كل إنسان أنها مضحكة بشكل واضح جدا

ـ ولكنها لا تكون مضحكة جدا عندما يكون المستمع مدفوعا للمشاركة

انطلقت الكلمات دون تفكير ، ثم أضاف وهو يشعر بالحقد

ـ أخيرا ، الحقيقة المرة حكمة العمر .

تلاقت الوجوه والأجساد بحركة لا إرادية وبهدوء بدأ جسد المرأة مستسلما مثل بالون يفرغ هواءه ، ثم تمتمت :

ـ أنا آسفة ، من الحماقة أن نتشاجر هكذا ، لقد قلت لنفسي أن هذا ليس وقت الشجار ، وانتظرت أن يأتي ولكنه لم يفعل ، مما كان منها إلى أن وصلت الدرج وأحضرت منه صندوق صغير وقالت :

ـ لقد اشتريت لك هدية ! كنت مارة على . .و .....


ـ 4 ـ
قاطعها بحدة :

ـ تعنين أنك ذهبت عن عمد إلى هناك لشراء شيئا ؟

ـ لا ، حدث فقط أنني . .

ـ يا الله . دعينا نوقف هذا الادعاء السخيف ! أنت ذهبت إلى المحل وسألت عن شيء غال الثمن ، شيء جميل يكفي لمقايضة شاب ذو جسم لين ، ربما لم تقولي هذا في كلمات كثيرة ، ولن تفعلي ! هذا هو الجزء الكامل من اللعبة ، نوع من فلسفة السلم والثعبان ، نطلع السلم عند الادعاء ، ثم ننزل فقط كلما اقتربنا جدا من الحقيقة .

عند ذلك قالت في مرارة :

ـ أنت حقا في لياقة جيدة الليلة .

ـ أنا دائما في لياقة جيدة ، وهذا هو ما تدفعينني إليه ... آه لا تخبريني بأنك متفاجئة ؟ وأنك تجدين ذلك بغيضا ربما كان الحب مرضيا ، ولكن هذا الحوار كريه ،انزلقي على الثعبان ثم عودي إلى المربع الأول ..

ـ أعتقد أن عليك الذهاب الآن

ـ أذهب فقط عندما بدأت لأول مرة هذا المساء استمتع بنفسي

ـ من فضلك

ـ لكن تلك حرفتي ، عملي ، أن أرضي ، أن أمنح السعادة ، أنت تعرفين حقا درست القانون في الجامعة ، كان والداي يريدان أن أصبح محاميا ولكن هذا كان كئيبا ، محزنا ، ومثل هذا كان عملا صعبا ، بل أصعب من ذلك ، وكذلك لم يكن مجزيا .

تحسست الهدية ثم أخرجتها له آملة ، مثل طفل يقدم لعبته المفضلة في مقابل ابتسامة صغيرة ، ولكنه لم يبتسم ، انتهت اللعبة ، عرفت ذلك ، وأي قدر من التظاهر لن يستعيد ثقته ، ربما يلعبان نفس الشيء حتى النهاية ، ولكن في الواقع جاءت النهاية هذه المرة .فتح الصندوق الصغير ، وقال :

ـ أزرار أكمام .. هذا حقا ما كنت أريده .

قالت :

ـ ذهب

ـ أنا متأكد أنها كذلك .

ـ قال الرجل إذا لم تعجبك ..

فقاطعها على الفور

ـ أستطيع أن أعيدها واسترد المال .

ثم أضاف بعد صمت قليل :

ـ يا له من رجل لطيف ! لا أعرف بالضبط ماذا حدث لآخر زوجين من الأزرار أهديتهما لي ، أظنهما قد فقدا !

ـ لا تهتم .

توقفا عن الكلام ، يحول بينهما صمت محرج ، ولكنه استأنف قائلا :

- من الأفضل أن نفترق ، الليلة مشغول .... أوقات سعيدة ، شكرا مرة أخرى على الهدية .

أومأت برأسها وراقبته وهو يأخذ معطفه الثمين الذي كان قد ألقاه بلا اهتمام على المقعد ، إنه يبدو دائما غير لائق على عكس النسيج الذهبي الغالي ، إنه مثل غطاء مؤقت ، سرعان ما سيزول .

ـ 5 ـ
وقف عبر الباب المفتوح كما لو كان يريد ان يقول شيئا ، ولكنه غيًر رأيه وهز كتفيه وهو يسير خارجا ، أما هي فحدقت في الباب المغلق لبعض الوقت ، متأملة عبر سطح خشب البلوط التعرجات البارزة قليلا هنا وهناك .. إنها مثل دموعها الجارية فوق مكياحها الثقيل ، تنقش خطوطا فوق البودرة المعطرة ، ثم تتدحرج على وجنتيها الرخوتين لتستقر في ثنيات جلدها المكرمش .

لعبة أخرى قد انتهت، و ها هى تضيع من جديد .


المؤلف :

جيمس وود : كاتب أمريكى عمل فى مجال الإعلانات لأكثر من ثمان سنوات ، ثم تقاعد ليتفرغ للكتابة ، كتب اكثر من مائتى قصيرة نشرها فى معظم انحاء العالم فى أمريكا وانجلتر واستراليا




المؤلف :

جيمس وود : كاتب أمريكى عمل فى مجال الإعلانات لأكثر من ثمان سنوات ، ثم تقاعد ليتفرغ للكتابة ، كتب اكثر من مائتى قصيرة نشرها فى معظم انحاء العالم فى أمريكا وانجلتر واستراليا



00fbf02ef0325becf4ec146a4d94fff6.jpg
 
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

اتكأت تراقبه في هدوء وثبات ، كشفت لها صورته المنعكسة عبر مرآة الدولاب عن شاب طويل منحنى قليلا ولكن دون كرش منتصف العمر أو استدارة شاب في الثلاثين .

ـ تريدين كأسا ؟

بدا السؤال وكأنه جاء صدفة في حقيقة الأمر ، أجابت :

ـ أريد واحدا .

بدا لها صوتها هادئا ومحايدا ، إنه ليس صوتها الذي كان يضج بالسعادة منذ لحظات قليلة . استطاعت أن تسمعه في الطرقة وهو يمزج الشراب ، ياخذ وقته ، منتظرا ومتاخرا ، يعطي لها الفرصة لكى تغطي نفسها ، قال :

ـ لا أجد الصودا

تعرف أنه عذر لكي يشرع في دخول غرفة النوم ، ودائما هناك عذر ، على الرغم من أنهما ليسا قلقين من رؤية جسديهما العاري بعد الانتهاء من الحب ، إنه واحد من القواعد الغير مكتوبة للعبة .

ـ ستجده في مكان ما هناك .

ثم أضافت :

- ربما في الكأس بالخزانة .

وضعت ذراعيها في الروب وزرته ثم أعادت ترتيب مكياجها بسرعة .

عندما عاد إلى الحجرة ، تردد للحظات عند الباب ولكنها كانت كافية كي تشعر بوجوده داخل الغرفة ، فكرت فى عودة المحارب لأرض المعركة من جديد ؟ ولكن المعركة انتهت والعدو قهر ، شكلت الملاءات غير المرتبة تلالا وخنادق وأن النصر ليس لأحد ، وأن السلام الملوث كهدنة قد ملأ الحجرة .

ـ أشكرك يا حبيبي

ثم أضافت وهي ترتجف :

ـ في صحتنا

أجاب :

ـ في صحتنا

ثم شربا ببطء ، ببطء شديد

ـ أخبرتني بات أنها رأتك في حفل ديكسون ليل أمس .

ثم أضافت وهي تحاول أن تجعل صوتها طبيعيا :

ـ هل استمتعت بالحفل ؟

ـ الشىء المعتاد . . الجميع يتكلم ولا يقول شيئا . وسالي ديكسون مثل عجوز ينثر الحبوب أخذت تبعثر الشائعات المغرضة دون تمييز ، بالطبع .

في ابتسامة غير مقنعة :

ـ بالطبع . هل كان هناك أي شخص جديد ؟ شخص ملفت للنظر ؟

ـ كل رفقاء سالي لطفاء تماما ، مثل الأميبا لعالم البيولوجي أو الروث للخنفساء .

ضحكت ، لكن إجابته كانت أكثر فصاحة :

ـ هل حقا كانت بهذا السوء ؟

ـ رديئة يا عزيزتي ولكن ليست بهذا السوء ؟

ـ لذلك أعتقد أنك غادرت الحفل مبكرا ؟

فوجئ بالسؤال فكانت إجابته محملة بالاستياء :

ـ نعم ، فعلت ذلك في واقع الأمر !

عند ذلك تورد وجهها وابتهجت نفسها ولكنها قالت لنفسها أن عليها ألا تندفع وتتعجل الأمور وألا تتدخل فيما لا يعنيها .


[SIZE=5]ـ 2 ـ[/SIZE]
ـ أريد كأسا آخر .

قالت ذلك وهي تحرك كأسها الفارغ وكأنه دلالة على المهادنة ، أخذ الكأس منها وهو يبتسم لها ابتسامة مختصرة وعينه تقول لن أجعلها تسمع أو تعرف ما تريد سماعه ومعرفته .

تقول العيون الكثير ،فكرت : تنقل الحب والكراهية والرغبة والاشمئزاز بين شخصين ، فى صمت انقطاع التيار الكهربائي ، لو لم تنظر في عينيه لاستطاعت أن تواصل التظاهر بعدم المعرفة ، قال :

ـ في الواقع كان هناك شخص جديد في الحفل .

لماذا يكرر دائما كلمات في الواقع ، عندما يريد أن يقول هذا إذا أرادت الحقيقة فها هي . سألت بعد انكشاف اللعبة :

ـ هل هو شخص أعرفه ؟

هز كتفيه :

ـ لا أعتقد ذلك ، إنها أحد أصدقاء تيد روجر ، إنه شخص وقح ، أتذكر ما التسلية المناسبة التي كانت ستقوم بها ، إذ كان من الواضح أنها غرة ، ربما أقحمها تيد في هذا . . صمت قليلا ثم قال :

ـ ليست من طرازك يا عزيزتي

وتوقف ليبحث عن الكلمة المناسبة ، فوجدتها هي وقالت :

ـ صغيرة

ـ كنت سأقول ساذجة ولكن كلمة صغيرة تؤدي الغرض تماما .

عضت شفتيها ، تريد أن تضربه أو تحطم ذلك الوجه الوسيم ، المتعجرف ، هذا الوجه الطفولي غير المنسق ، قالت :

ـ لا بد أن تقدمها لي ، ربما نستطيع أن نكتشف شيئا مشتركا بيننا بعد كل ذلك .

ـ لا أعتقد ذلك يا حبيبتي ، فهي من النوع النشيط المتحرك يمارس التنس والسباحة وركوب الأمواج في نادى اتحاد جاكس في برومس ، هذا الحماس والعرق يشير إلى حركتها الشابة .

ـ اللعنة ، يا لك من ابن زنا عفن ، لابد من هتمامات أخرى ، على الأقل تمضية بعض الوقت في اللهو " اللهو " انزلقت الكلمة على لسانه كخمر الفاكهة ، فأجاب :

ـ لا أفهم ماذا تقصدين ؟

ـ كذاب مخادع أثيم ، أنت تعرف عليك اللعنة ، ماذا أقصد 1

ـ ربما لديها معجبون آخرون بخلاف نيد ؟ إنه في خلال يومي . .

أوقفت نفسها ، ولكن متأخرا جدا

ـ في خلال يومك ؟

ـ آه . . لا شيء

ـ كنت على وشك القول أنه خلال يومك ؟ كيف هو الحال خلال يومك ؟ كانت متعته واضحة ، بالله أخبريني يا حبيبتي إنه دائما مبهر وممتع أن تعلم عن الأوقات الماضية .

صمت في المكان ، صمت طويل ، قالت برقة في الصوت : يريد جيرالد أن نقضي نهاية الأسبوع معه ، هل يمكننا فعل ذلك ؟


[SIZE=5]ـ 3 ـ[/SIZE]
ـ ترى حقا هل يريد ذلك ؟

ـ بالطبع ، إنه يتمتع بصحبتك

ـ دعك من هذا يا مارجوي ، ماذا لدي وأنا مدير بنك متقاعد ؟ ما الشيء المشترك بيننا بخلافك ؟

راقبها عن قرب وهو يلوي السكين ، ثم قال :

ـ هل يستمتع برؤيتنا ونحن ممسكي الأيدي حيث نأوي إلى السرير طوال الليل فينصت إلى أصوات الحب من الحجرة المجاورة ، هل لديك أية فكرة عن مشاعره عندما يحدث هذا ؟

ضحكت في تردد وقالت :

ـ لا تكن أحمق يا حبيبي هو لا يهتم بهذا ، هو إلى حد كبير واسع الأفق .

ـ أنت لا تعرفين عن أي شيطان أتحدث ؟ أليس كذلك ، المسألة ليست كونه اسع الأفق يا حبيبتي ، إنها مسألة غيرة وكراهية و غل من العجوز الحرون .

نظرت إليه في حيرة :

ـ لا أفهم !

ـ لا هل حقا لا تفهمين ؟

ـ هل تعتقد أنه يحبني ؟ أو مغرم بي ؟ أهذا ما يقلقك ؟ ثم أضافت في صوت يومي بالاحترام لذاتها .

ـ ولكن ذلك سخيف . . جيرالد

فأكمل جملتها :

ـ عجوز جدا . لا يوجد عمر محدد للحب يا عزيزي ، ولكن ذلك يعتمد مع الحب على العمل

ـ إذن أنت تعتقد انه يغار منك ؟

ـ يغار من كلينا .

نظرة مرتبكة على وجهها جعلته يضيف باستمتاع :

ـ ربما كان يغار من شبابك الدائم ونشاطك الجنسي وربما كان يحسدك على موهبتك غير العادية في جذب الأشخاص الذين هم في منتصف العمر .

حاولت أن تضحك ولكنها قالت :

ـ الآن ، يبدو لي أنك احمق حقا !

ـ هل أنا كذلك فعلا ، ربما بطريقة عثرت على إكسير الشباب ، الحياة سر كبير ، فهي أنفس من المال وأكثر حسدا من الثروات .

ـ لا أرى ذلك مضحكا جيدا .

ـ إذن لم لا نواصل المزاح .

ثم اقترنت صوته هذه النغمة الشاذة فأضاف :

ـ وتكون النكتة مسلية فقط عندما يدرك كل إنسان أنها مضحكة بشكل واضح جدا

ـ ولكنها لا تكون مضحكة جدا عندما يكون المستمع مدفوعا للمشاركة

انطلقت الكلمات دون تفكير ، ثم أضاف وهو يشعر بالحقد

ـ أخيرا ، الحقيقة المرة حكمة العمر .

تلاقت الوجوه والأجساد بحركة لا إرادية وبهدوء بدأ جسد المرأة مستسلما مثل بالون يفرغ هواءه ، ثم تمتمت :

ـ أنا آسفة ، من الحماقة أن نتشاجر هكذا ، لقد قلت لنفسي أن هذا ليس وقت الشجار ، وانتظرت أن يأتي ولكنه لم يفعل ، مما كان منها إلى أن وصلت الدرج وأحضرت منه صندوق صغير وقالت :

ـ لقد اشتريت لك هدية ! كنت مارة على . .و .....


[SIZE=3]ـ 4 ـ[/SIZE]
قاطعها بحدة :

ـ تعنين أنك ذهبت عن عمد إلى هناك لشراء شيئا ؟

ـ لا ، حدث فقط أنني . .

ـ يا الله . دعينا نوقف هذا الادعاء السخيف ! أنت ذهبت إلى المحل وسألت عن شيء غال الثمن ، شيء جميل يكفي لمقايضة شاب ذو جسم لين ، ربما لم تقولي هذا في كلمات كثيرة ، ولن تفعلي ! هذا هو الجزء الكامل من اللعبة ، نوع من فلسفة السلم والثعبان ، نطلع السلم عند الادعاء ، ثم ننزل فقط كلما اقتربنا جدا من الحقيقة .

عند ذلك قالت في مرارة :

ـ أنت حقا في لياقة جيدة الليلة .

ـ أنا دائما في لياقة جيدة ، وهذا هو ما تدفعينني إليه ... آه لا تخبريني بأنك متفاجئة ؟ وأنك تجدين ذلك بغيضا ربما كان الحب مرضيا ، ولكن هذا الحوار كريه ،انزلقي على الثعبان ثم عودي إلى المربع الأول ..

ـ أعتقد أن عليك الذهاب الآن

ـ أذهب فقط عندما بدأت لأول مرة هذا المساء استمتع بنفسي

ـ من فضلك

ـ لكن تلك حرفتي ، عملي ، أن أرضي ، أن أمنح السعادة ، أنت تعرفين حقا درست القانون في الجامعة ، كان والداي يريدان أن أصبح محاميا ولكن هذا كان كئيبا ، محزنا ، ومثل هذا كان عملا صعبا ، بل أصعب من ذلك ، وكذلك لم يكن مجزيا .

تحسست الهدية ثم أخرجتها له آملة ، مثل طفل يقدم لعبته المفضلة في مقابل ابتسامة صغيرة ، ولكنه لم يبتسم ، انتهت اللعبة ، عرفت ذلك ، وأي قدر من التظاهر لن يستعيد ثقته ، ربما يلعبان نفس الشيء حتى النهاية ، ولكن في الواقع جاءت النهاية هذه المرة .فتح الصندوق الصغير ، وقال :

ـ أزرار أكمام .. هذا حقا ما كنت أريده .

قالت :

ـ ذهب

ـ أنا متأكد أنها كذلك .

ـ قال الرجل إذا لم تعجبك ..

فقاطعها على الفور

ـ أستطيع أن أعيدها واسترد المال .

ثم أضاف بعد صمت قليل :

ـ يا له من رجل لطيف ! لا أعرف بالضبط ماذا حدث لآخر زوجين من الأزرار أهديتهما لي ، أظنهما قد فقدا !

ـ لا تهتم .

توقفا عن الكلام ، يحول بينهما صمت محرج ، ولكنه استأنف قائلا :

- من الأفضل أن نفترق ، الليلة مشغول .... أوقات سعيدة ، شكرا مرة أخرى على الهدية .

أومأت برأسها وراقبته وهو يأخذ معطفه الثمين الذي كان قد ألقاه بلا اهتمام على المقعد ، إنه يبدو دائما غير لائق على عكس النسيج الذهبي الغالي ، إنه مثل غطاء مؤقت ، سرعان ما سيزول .

[SIZE=3]ـ 5 ـ[/SIZE]
وقف عبر الباب المفتوح كما لو كان يريد ان يقول شيئا ، ولكنه غيًر رأيه وهز كتفيه وهو يسير خارجا ، أما هي فحدقت في الباب المغلق لبعض الوقت ، متأملة عبر سطح خشب البلوط التعرجات البارزة قليلا هنا وهناك .. إنها مثل دموعها الجارية فوق مكياحها الثقيل ، تنقش خطوطا فوق البودرة المعطرة ، ثم تتدحرج على وجنتيها الرخوتين لتستقر في ثنيات جلدها المكرمش .

لعبة أخرى قد انتهت، و ها هى تضيع من جديد .


المؤلف :

جيمس وود : كاتب أمريكى عمل فى مجال الإعلانات لأكثر من ثمان سنوات ، ثم تقاعد ليتفرغ للكتابة ، كتب اكثر من مائتى قصيرة نشرها فى معظم انحاء العالم فى أمريكا وانجلتر واستراليا
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

صديقى المحرر القدير
بعد التحية
رجاء اعتماد النسخة الاخيرة من الترجمة حيث أوردتها لعنياتكم فى التعليق السابق
وذلك لأن هذه النخة خالية من الأخطاء ومراجعة جيدا ، والكمال لله وحده
مودتى وتقديرى
د.محمد عبدالحليم غنيم
 
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

أشكرك صديقى المبدع المحترم الأستاذ نقوس المهدى
والمزيد من الشكر على هذا الجهد الكبير ، على هذا الثراء والتنوع والبهاء فى المواد المنشورة
احييك وأشد على يديك ، فإلى الأمام
محبتى
د.محمد عبدالحليم غنيم
 
أعلى