وليد هرمز - إلى شيرين

كانت
شيرينُ فاختةً،
بِنَمَشٍ كثير،
مُمْتَدَح،
ومُرفَّه بين الخدِّ،
والنهدين.
لا الشَالَ الرقيقَ كالأقداحِ
يَسْتُرُ الخَبْطَ الأنيقَ،
لا هَمْسَةَ الأنْفاسِ،
ولا مرايا العبور إلى الخفيِّ.
كانَ صدرُها صافياً.
يُوسِّعُ لخطفِ الفضولِ،
إلاَّ مرافِئ نحرِها مُزبدةُ النمشِ
يخلدُ فيه مديحُ الغابات.
(عجيبٌ هذا النمشُ حسْبَ مزاجهِ يفتَرِشُ).
شيرينُ
تحطُّ على يدي
ورأسها على شفير نَحْري .
وكنتُ أخجَلُ،
كلَّما أنفاسُها
تولْوِلُ فأفُرُّ،
أنا الطفلُ،
بدشداشتي القصيرة،
وعُمْري القليل.
شقاءٌ بأناةٍ،
إلى صهيلِ العضلات.
شيرينُ تُحبُ المساء،
والسفرجلَ،
وأجراسَ الكنائسِ،
والنومَ على السَّطحِ.
تُناديني:
لاتخْجل،
تعالَ أعلِّمُكَ الحِساب:
عُدَّ قَطَراتِ العَرَقِ على صدْري،
والشاماتِ فوقَ الفقرات.
الأرقامُ علامات،
تقولُ،
فأحْمَرُّ وأرتجفُ
وأضيِّعُ الحِساب.
علمتني شيرين الإنزلاقَ،
ورشفَ الرِّضابَ
بلا توازنَ
من قِطْمير الشفتين.
-
وليد هرمز
غوتنبورغ
كاون أول ـ 2015


.

صورة مفقودة
 
أعلى