د
د.محمد عبدالحليم غنيم
فى الصباح الذى نمت فيه مع ستيفان لأول مرة ، قال :
- الجو حار هنا .
ثم دفع الأغطية من فوقنا وأضاف قائلاً :
-عندما كنت ولداً صغيراً أصبت مرة بالحمى ووصلت الحرارة 105إلى مائة وخمس درجة ، جاءت أمى ووضعت خرقة باردة على جبهتى .
كنت قد رأيت صورة فوق منضدة القهوة ليلة أمس ، امرأة صغيرة بشعر خشن ، ذراعاها ملفوفتان حول ستيفان ، كانت ثمة تجاعيد تحت عينيها .أضاف قائلا :
-أمى تشبه تماماً سالى فيلد .
أخبرنى أنه يبكى فى كل مرة يشاهد فيها فيلم فورست جامب لأنه عندما يرى مشهد سالى فيلد وهى تموت فإن ذلك يذكره بمشهد موت أمه ، قلت له :
-أريد إفطاراً كبيراً ، لحم مفروم وبيض وسجق . هل يوجد كل هذا ؟
فقال :
-ألا تريدين أن تنامى هنا . دعينا نتحدث .
لا حظت عندئذ كيف أن شفتيه ذاتا لون غريب ، أحمر صافٍ .سألنى :
-هل أخبرتك أنى مطلق ، كنا فى سن الحادية والعشرين ، تزوجنا لفترة تقل عن تسعة شهور . كانت مصابة بالسرطان عندما التقينا ، كانت صلعاء وفى العقد الطبى ، قالت لى ذات يوم إنها من المحتمل أن تموت فى عيد الكريسماس وشعرت بالاندفاع فى الحب معها .
طوال الوقت الذى كان يقول فيه هذا الكلام ،كنت أنظر عبر النافذة إلى النمل .أضاف ستيفان :
- ولكنها لم تمت . صارت أفضل ، تقلص الورم ، ثم أختفى نهائيا . استطاعت أن تمشى ثانية . ولم أعرف ، صارت مثل أى شخص عادى وليست المريض بالسرطان ، لقد كانت معجزة . أخمن ، لكنها الأشياء صارت أسوأ ، بدت مختلفة بشعرها ، حدثتنى عن المخدرات التى تعاطتها فى المدرسة الثانوية وكيف كانت سعرانة ، ثم بدأت تنام مع بعض الرجال، واتصلت بى ذات ليلة وقالت أنها كانت تتحرك ، وضعت أصابعى على شفتيه . وقلت .
- هس . لست فى حاجة لأن تقول لى كل ذلك .
وضعت يدى على قفصه الصدرى ، كان نحيفاً ، أمكننى أن أشعر بالعظام كما لو كان لا يغطيها أى جلد. قبلنى وجذبنى إليه . كان جسده ساخناً ، استطعت أن أشعر بحوضه يندق فى . وعندما أغلقت عينى تخيلته وهو صبى صغير مصابا بالحمى والضمادة المبتلة فوق جبينه ، عيناه زرقاوان وبشرته ملتهبة . رأيته وهه فى سن الحادية والعشرين عريساً يدفع عروسته فى الكرسى المتحرك .
تخيلت أننى لن أرى ستيفان مرة أخرى، عندما ارتديت ملابسى و دخلت سيارتى . أنا حقيقة أحبه وأفكر فيه ،أعرف ، لكن من المحتمل ألا أعاود الاتصال به . فكرت ، مع ذلك أننى ربما لابد أن آخذ صورة له وكذلك صورة لأمه التى فوق منضدة القهوة قبل أن أغادر شقته . إنه نوع من الأشياء التى أحب أن أمتلكها .
* المؤلفة : كارى هوفمان / Carrie Hoffman
مساعدة مدير تحرير مجلة بندليدى بوز . ظهرت قصصها فى عدة مجلات عبر الأنترنت .
http://carmenthyssenmalaga.org/uploads/obras-hd/CTB.1994.25.jpg
- الجو حار هنا .
ثم دفع الأغطية من فوقنا وأضاف قائلاً :
-عندما كنت ولداً صغيراً أصبت مرة بالحمى ووصلت الحرارة 105إلى مائة وخمس درجة ، جاءت أمى ووضعت خرقة باردة على جبهتى .
كنت قد رأيت صورة فوق منضدة القهوة ليلة أمس ، امرأة صغيرة بشعر خشن ، ذراعاها ملفوفتان حول ستيفان ، كانت ثمة تجاعيد تحت عينيها .أضاف قائلا :
-أمى تشبه تماماً سالى فيلد .
أخبرنى أنه يبكى فى كل مرة يشاهد فيها فيلم فورست جامب لأنه عندما يرى مشهد سالى فيلد وهى تموت فإن ذلك يذكره بمشهد موت أمه ، قلت له :
-أريد إفطاراً كبيراً ، لحم مفروم وبيض وسجق . هل يوجد كل هذا ؟
فقال :
-ألا تريدين أن تنامى هنا . دعينا نتحدث .
لا حظت عندئذ كيف أن شفتيه ذاتا لون غريب ، أحمر صافٍ .سألنى :
-هل أخبرتك أنى مطلق ، كنا فى سن الحادية والعشرين ، تزوجنا لفترة تقل عن تسعة شهور . كانت مصابة بالسرطان عندما التقينا ، كانت صلعاء وفى العقد الطبى ، قالت لى ذات يوم إنها من المحتمل أن تموت فى عيد الكريسماس وشعرت بالاندفاع فى الحب معها .
طوال الوقت الذى كان يقول فيه هذا الكلام ،كنت أنظر عبر النافذة إلى النمل .أضاف ستيفان :
- ولكنها لم تمت . صارت أفضل ، تقلص الورم ، ثم أختفى نهائيا . استطاعت أن تمشى ثانية . ولم أعرف ، صارت مثل أى شخص عادى وليست المريض بالسرطان ، لقد كانت معجزة . أخمن ، لكنها الأشياء صارت أسوأ ، بدت مختلفة بشعرها ، حدثتنى عن المخدرات التى تعاطتها فى المدرسة الثانوية وكيف كانت سعرانة ، ثم بدأت تنام مع بعض الرجال، واتصلت بى ذات ليلة وقالت أنها كانت تتحرك ، وضعت أصابعى على شفتيه . وقلت .
- هس . لست فى حاجة لأن تقول لى كل ذلك .
وضعت يدى على قفصه الصدرى ، كان نحيفاً ، أمكننى أن أشعر بالعظام كما لو كان لا يغطيها أى جلد. قبلنى وجذبنى إليه . كان جسده ساخناً ، استطعت أن أشعر بحوضه يندق فى . وعندما أغلقت عينى تخيلته وهو صبى صغير مصابا بالحمى والضمادة المبتلة فوق جبينه ، عيناه زرقاوان وبشرته ملتهبة . رأيته وهه فى سن الحادية والعشرين عريساً يدفع عروسته فى الكرسى المتحرك .
تخيلت أننى لن أرى ستيفان مرة أخرى، عندما ارتديت ملابسى و دخلت سيارتى . أنا حقيقة أحبه وأفكر فيه ،أعرف ، لكن من المحتمل ألا أعاود الاتصال به . فكرت ، مع ذلك أننى ربما لابد أن آخذ صورة له وكذلك صورة لأمه التى فوق منضدة القهوة قبل أن أغادر شقته . إنه نوع من الأشياء التى أحب أن أمتلكها .
* المؤلفة : كارى هوفمان / Carrie Hoffman
مساعدة مدير تحرير مجلة بندليدى بوز . ظهرت قصصها فى عدة مجلات عبر الأنترنت .
http://carmenthyssenmalaga.org/uploads/obras-hd/CTB.1994.25.jpg