قصة ايروتيكية ستاسى تايلور/ Stacy Taylor - فيكي مجرد فتاة.. ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

ـ ماذا تفعلين هنا فى هذه الساعة يا ماما ؟ المكان هنا غير آمن .
يبدو وسيما فى الخامسة والثلاثين ، يرتدي بدلة زرقاء أنيقة ، ينبئ تحديقة المتواصل والمباشر نحوي إنه من النوع الفضولي ، أعتقد أنه ليس من المعتاد أن يجد رجل الشرطة فى هذه المدينة الصغيرة امرأة تسير وحدها فى منتصف الليل بمحازاة منتزه كلب الغابة .

ـ لم لا أيها الضابط ؟ نحن فى منتصف ليل الثلاثاء ولا يوجد فى الخارج سوي الفيكس .
ـ اعذريني يا ماما ؟
ـ نحن فى منتصف ليل الثلاثاء ولا يوجد فى الخارج سوي الفيكس ليس هناك ما يدعو للخوف .
ـ هل معك إثبات هوية ؟
تطلعت إلى صدري متسائلة إذا ما كنت تركت حقيبة يدي أو إذا ما كنت فكرت أن أحضرها معي أصلا .
ـ أظن لا
ـ هل تحبين أن أوصلك إلى المنزل
ـ لا .. فى الواقع أريد فقط أن أجلس هنا
تململ ، وانتشر القلق على أنحاء وجهه ، أبعدت عيني عن وهج القمر ، ودققت فى اسمه المدون على البادج : بوشنان . الضابط بوشنان . جديد فى البلدة لاشك والمقبرة هى نوبة عمله .
ـ إنهم فى كل مكان .. ضابط البوشنان فى كل مكان .
جلس مقرفصا على ركبتيه ، ووجه ضوء الكشاف إلى عيني ، فتحتهما على اتساعهما بقدر ما أستطيع فى مواجهة الضوء ، متحدية نظرته ، فليس لدي ما أخفيه .
ـ نعم .. بالضبط فى كل مكان ، لكن من الصعب أن يتم اكتشافهم أحيانا ، يمكنهم أن ينزلقوا أو ينسحبوا أو يبتعدوا ليكونوا فى المواجهة . كما ترين لن تعرفينهم أبدا .
اتخذ البوشنان قراره وجلس ، متجاهلا الحشائش الخشنة المبللة بحمام الرذاذ المسائي الخفيف ، الطريق يبرق فى ضوء القمر ، ثمة ومضات صغيرة منعكسة مثل غبار بلوري ، شممت رائحة الأرض وشعرت بسلام غريب .
ـ ما الذي يصعب اكتشافه ؟
نظرت إليه بتركيز وأضفت :
ـ هه
ـ تقولين إنهم فى كل مكان ، ولكن من الصعب اكتشافهم ، أنا فقط أتساءل من تقصدين ؟
ـ حسنا ، الفيكس ( العاهرات ) بالطبع ؟
صمت ، ولكنه استمر يحدق فيً ، فصار من السهل قراءة ما فى عينيه ، دفعت أصابعي فى التراب القذر وبدأت أرسم خطوطا رفيعة مستقيمة ، ثم قاطعتها بخطوط كثيرة حتى رسمت فى النهاية مستطيلا مليئا بالمربعات كانت مبعثرة وغير محددة المساحة ، فبعضها صغير جدا وبعضها كبير جدا ، ولكنها جميعا فارغة .
ـ الفيكس ؟
قال الضابط الكلمة بإصرار ، وأعتقد أنني استطعت أن أميز لون عينيه فى ضوء القمر ، أزرق أو ربما رمادي فاتح ، هززت رأسي واستأنفت الرسم ، وأنا أقول :
ـ نعم ، فيكس ، أتعرف الفرق بين الفيكس وغيرهن من النساء ؟
ـ لا .
ـ حسنا ، أيها الضابط بوشنان ...
ـ يمكنك أن تدعوني ماركوس ، إذا أردت أن ، أقصد
بدا خجولا قليلا ، فقلت :
ـ ماركوس .. مارك .. مارك أفضل ؟
ـ نـ ...عم ، أظن ذلك .
ابتسمت وأنا أمسح عيني بمنديل ورقي ، لقد بدأت تشرق بالدمع ، على الرغم من ذلك ، أظن أنني أصدرت صراخا .
ـ أنت لطيف ، لكن معظم الرجال كذلك ، يمكن أن تستقر فى قلوبهم بأي شكل ، ولكن الأصعب أن تبقى هناك فى قلوبهم .
رسمت المزيد من المربعات ، بينما جلس مارك يراقبني ، من الواضح أنه مجرد شرطي درك صغير الرتبة ، يمشي فى الشوارع ليلا على قدميه ، أما رجال الشرطة الأعلى درجة ، أو ربما الأكثر قدرة على القتال يطوفون فى ملابس نظيفة باللونين الأبيض والأسود ، لا أحد يود السير على قدميه بأي شكل ، لأن الجريمة نادرة فى هذه الليلة . جلسنا ونحن سعداء بالليل ، هو يراقب رسومي وأنا فقط أرسم ، ولكن لأنه كرجل يريد أن يتسلى ، أخذ ينبش فى الموضوع من جديد .
ـ هكذا .. ما الفرق ؟ .. ثم ما اسمك ؟
أدخلت أصابعي ـ بكسل ـ فى الأرض حتى تغطت بالتراب البارد ، كان ذلك إحساسا لطيفا فى ذلك الصيف الدافئ ، لويت أصابعي لأزي التراب وهززتها ، ثم رفعت رأسي يدي إلى أعلى أتفحصها ، لدي أظفار قذرة الآن ، عبر الصورة كالطلقة فى رأسي ، أظفار وأصابع قذرة حول ..
ـ ماما ؟
- الفرق .. نعم
نفضت التراب وابتسمت
ـ آسفة .. كنت أحلم
ـ أحلام جيدة
ـ كل البنات وهن صغار يمدن خطا حتى اليوم الذي يأتي لاتخاذ قرار حول المستقبل ، أحيانا لا يعرفن كيف يتخذن هذا القرار ، في أحيان أخرى يتخذن القرار عبر الوعي الجمعي ، ولكني أؤكد لك ( أطمئنك ) أن كل هذا يتوقف على الاختيار .
بدأت فى البكاء من جديد ، ولكن منديلي لم يعد صالحا ، يبدو أن مارك حسن التربية ولطيف ، وضع يده فى جيبه العلوي وقدم لي منديلا ، مست يداه يدي فى رفق وأنا آخذ المنديل . مرة ثانية شدت المربعات المرسومة انتباهي ، قضيت بعض الوقت أهذب حافتها لأجعلها مستقيمة ، وأنظف دواخلها من الحصى والأعشاب ، يجب أن تكون فارغة .
ـ مارك ، أتعتقد أن أجزاء من قلوبنا التي تحفظ العاطفة تأخذ هيئة مربع أم دائرة ؟
هز كتفيه ، ولم يقل شيئا .
ـ أنا من النوع الذي يعتقد إنها يجب أن تأخذ هيئة المربع ، وربما كانت كذلك لأن العواطف تتسرب أحيانا إلى الخارج والمربعات تحفظها جيدا ، لكنها إذا امتلأت تمام ، تبدأ فى ملء الأجزاء الخالية خاصة الأركان .
توقفت للحظة لأبعد كثيرا من الطين البارد من حول أصابعي الدافئة ، ثم أكملت :
ـ أعتقد أنه أحيانا يمكنك أن تفاجئ بثقب في مربعك دون أن تعرف ، وحينئذ عندما تتوقف لتنظر ، مهما كانت العاطفة التى يحتفظ بها المربع فإنها تنفذ جميعا ، أراهن على أن هناك أطنان من المربعات فى قلوبنا ، بعضها فارغ والآخر ممتلئ .
تنحنح مارك ويداه تمتدان نحو ساقي ، بيد أني تراجعت مجفلة ، فأسقط يده فى حضنه ، ولكنه همس :
ـ ما اسمك ؟
جاء الدور علىً لهز كتفي الآن .
ـ عجبا ، لماذا المربعات التي تحفظ أشياء مثل الإثم والندم والحزن ، يبدوا أنها لا تثقب أبدا ، واو .. ربما لأن العواطف الجيدة تذهب إلى المربع والعواطف السيئة تذهب إلى الدوائر ، السبب تعرفه .. الدوائر أقوى .
ركزت عيني على الرسوم مرة أخرى ، التقطت حصوات أخرى صغيرة :
ـ أنا آسفة يا مارك .
ـ لا .. حسنا .
قال ذلك فى صوت خفيض ، ولكنه أضاف :
ـ أخبريني عن الفرق ؟
ـ نعم .. الفرق
اعتدلت وواجهته ، رغبة فى رؤية عينيه ، وجهه لطيف ، لقد لاحظت مرة أخرى كم هو وسيم !
ـ إنه الاختيار الأولي ، هو الذي يصنع الفرق ، لذلك لا تستطيع أن تدرك ذلك على الفور ، أول اختيار يكون قادرا على الحمل والولادة والتقوى والذهاب إلى الكنيسة ونظافة المنزل ، وقلي الدجاج ، ويكتمل هذا بسور لطيف ، وعقارين مرهونين وسيارة فولفو وثلاثة أطفال لطاف .
تمخطت ودفعت أنفي فى منديل مارك ، تحرك قليلا ووضع يده فوق ركبتي رابتا عليها بلطف ، تقاسمنا للحظة علق العيون وسرعة نبضات القلب ، أومضت العينان الزرقاوان أو ربما كانتا رماديتين ! هز كتفيه من جديد ، وسأل :
ـ وماذا عن الاختيار الآخر ؟
ـ ألا تريد أن تعرف ما الذي تفقده إذا قمت بالاختيار الأول ؟
ـ أقدر ذلك
ـ غالبا ما تفقد حرية إرادتك ، وتصبح محصورا وراء هذا السياج ، وفجأة تدرك ذات يوم أن كل شخص يراقبك ، حتى هذا الرجل الذي عاش داخل جسدك ذات مرة بعمق وكأنه شخصان يمارسان مع عاهرة من أجل السعادة ، يفتش فى كل تفصيلة فى حياتك ، ولا يفعل شيئا آخر سوى لمسك .
واصلت التحديق فى عيني مارك دون أن ارمش ، ومن جهة أخرى حافظ هو على التحديق فى عيني لثوان قبل أن يخفض نظره ، ولكنه أبقى يده فوق ركبتي .
واصلت الحديث :
ـ تفقد الرغبة ، حتى لو نظرت إلى عناصر الإثارة فى المرأة التى حركت مشاعرك ، تفقد القدرة على التصرف بناء على انفعالك ، ويكون مقدر لك أن تعاني من القدر المحتوم : انكسار النفس والسعادة والاستقلال ، كما لا تستطيع أن تجعل رجلك سعيدا بأي شكل .
تركت يده فوق فخذيً وواصلت التحديق فى عيني مارك ، ثم قلت :
ـ مثل هؤلاء النساء لا يمكن لهن الخروج إلى الشارع فى منتصف ليل الثلاثاء يا مارك .
جلس فى هدوء ، وشعرت أنا بالامتنان ، ممتنة لأنه لم يرغمني على الصمت ، أو يحاول دفعي بخشونة إلى بيتي ، أحيانا ما تريده الفتاة مجرد الجلوس فى الطريق العام ، تتأمل لمعان الرصيف فى ضوء القمر ، أحيانا يكون منتصف الليل وقتا جيدا للتفكير .
ـ ولكن الرجال يريدون هذا النوع من النساء ، يتزوجون بهن ، وعندئذ يأخذوهن إلى الأم ويرغبون فى الإنجاب لهم ويخلقن منهن أجنحة دافئة ليلة الجمعة ، هؤلاء النسوة فى رأي الرجال لديهن الإجابة عن أسئلة الخلوة والاحترام فى المجتمع ، بقطع النظر عن رأي الأمهات ، ويمكنك أن تعجب بعد ذلك لماذا يعد هذا خطأ مرعبا .
أومأ مارك موافقا ، وتحرك قليلا نحوي ، بدأت يداه تعبث فى منتصف فخذي ، صارت الأسئلة أكثر وضوحا فى عينيه ، ما اختيارك أنت ؟ أي نوع من النساء أنت ؟ قررت أن أجيب فيما بعد الإجابة التي تستحقها هذه الأسئلة ، لم يتوقف وتساءل :
ـ ماذا عن الاختيار الآخر ؟
ـ حسنا ، ربما تكون مستعدا لمعرفة ذلك ، أتصور انك كذلك ولكن مثل معظم الرجال يمكنك أن ترى ذلك بوضوح تام ، الاختيار الآخر أن تسير وراء اندفاعك والحياة الصافية أنت تحافظ على ولعك الثمين عبر المشاكل التي يمكن أن تقابلها عندما تكون فتاة صغيرة فى بداية المراهقة ( مثيرة ) ربما فى بداية العشرينات إذا قمت بالاختيار الثاني ، عند ذلك تتحرك ساقاك بدقة وسرعة وذلك مجرد إكرامية .
توقفت قليلا وهززت رأسي من جديد :
ـ هؤلاء هم الفيكس .. يبدأ كل شيء فى البداية بريء جدا ، فأنت فقط تعيش الحياة، تقضي وقتا ممتعا ، وأنت صادق مع نفسك .. وقلبك ممتلئ يا مارك ـ ممتلئ بالبهجة أو حتى بالحكمة ، وأقسم والعاطفة .. كل واحد يريد منك شيئا . عندئذ تشعر بأنك محسن أو متفضل ، وتكون سعيدا وأنت تعطي بحرية ، الحياة جميلة .. إنه إحساس مثل الاختيار الصحيح ، فيبدو كما لو كان هذا هو الخيار الأفضل .
ـ هل هو ذاك ؟
ضحكت
ـ لا أعرف .. ولكن ما أعرفه أن الفيكس دائما على حق .ز هن فقط لا يعرفن هذه الحقيقة . دائما ما يبحث الرجال عنهن ، صحيح قد يكن سمينات وغير جذابات ، بشرتهن منطفئة ، ذوات عروق باهتة وبقع قبيحة سوداء تحت العين ، لا يشتكون البتة سواء عشن أو متن ، وقد يكون لهن أربعة أطفال من عدة رجال ، اعتدن أن يناموا معهن ، وقد يعيشن على الإحسان وكوبونات الطعام ويقيمن داخل الأكواخ .
تنهدت وبدأ مارك يمد يده إلى ساقي .. لقد أدرك من أكون أنا ! ومع ذلك بدا لطيفا ، ووسيما جدا أيضا .
ـ على أية حال ، يبحث الرجال دائما عن الفيكس .. أتعرف لماذا ؟
هز رأسه ولم يقل شيئا .
ـ لأنهن فى كل مكان .. دائما فى الخارج أو يقظات .. فى منتصف ليل الثلاثاء عندما يعود الرجل متجها إلى منزله يفكر إذا ما كان سينام أم يبقى فى الطريق إلى وقت متأخر . تضيء أضواء الفيكس ، يتذكر الرجل كيف كانت آخر زيارة له ، كان لديها البيرة أم المخدرات أم كل ما يريده ! وكانت تضحك لنكاته .. وعلى استعداد دائم لتقبل أي سلوك غريب يصدر عنه ، لا تهتم الفيكس بأن يكون للحديث حدود ، فهو كالبيت الفوضى أو صراخ الأطفال ، ما يهم الفيكس أنها ما تزال مستقلة تعمل أي شيء ويمكنها أن تكون أي شيء وتأخذ أي شيء ، ولديها فوق هذا الوقت الكثير لفعل ذلك . ستضحك حيث ثمة مزحة قديمة صافية ، وسيشعر هو مرة أخرى أنه رجل لأنه لا يستطيع ذلك بأي شكل مع الزوجة التي تتربص له وراء السور .
تطلعت إلى الأرض وشعرت بتغير فى سرعة نبضات قلبي . الإيقاع مختلف والدقات غريبة . قلت بصوت مخفض :
ـ المربعات فى قلوب الفيكس ليست خالية تماما ، ربما تكون ممتلئة جدا يا مارك ، ربما .
والآن فى غضب شطبت المرسوم فوق التراب ، وبدأت فى البكاء مرة ثانية . لف مارك ذراعه حول كتفي .. لا يهم .. حقا لا يهم .. شممت عطر كولونيا وتركت رأسي تسقط عليه ، واستأنفت الحديث :
ـ لكن فى يوم ما ، قرر النوع الآخر من النساء أن يتمشى فى منتصف ليل الثلاثاء ، ربما لأنها كانت تشعر بالوحدة أو القلق أو بسبب الحاسة السادسة ، أيا كان السبب ، قررت أن تخرج للشارع وتتمشى ، لاحظت سيارة زوجها بجوار مكتب بريد ، فيكي كان الاسم المكتوب على الصندوق ، لم تستطع المرأة أن تفعل شيئا سوى أن تنظر ، لذلك نظرت خلسة عبر زجاج السيارة ، كان جالسا فى المقعد وكانت فيكي راكعة عند قدميه ويداها ملتفتان حول جسده ، وكل ما استطاعت أن تلاحظه المرأة عبر الزجاج صورة غير واضحة لحركة .. أظافر قذرة ملتفة حول قضيبه الصلب ، واهتزاز بيد أن النظر فى وجه زوجها كانت حادة حقا ، مثل خنجر حقيقي في القلب .
ـ زماذا عندئذ ؟
ـ ماذا أيضا ؟ انسحبت المرأة فى هدوء ، وهي تظن أنها ربما كانت مخطئة ، وفى النهاية مازال لديها السيارة والمنزل وثلاثة أطفال بصحة جيدة .
التفت الذراع الأخرى لمارك حولي ، جذبني نحوه بقوة ثم قبلني فى عنقي ، ويا الله كان إحساسا عذبا جدا .. امتدت أظافري القذرة فى ضوء القمر لتستريح بين فخذيه ..
ـ ما اسمك ؟
تساءل أكثر من مرة ، نظرت إلى وجهه ، تأملته جيدا ، ثم قلت :
ـ الليلة .. اسمي هو فيكي .



المؤلفة : ستاسى تايلور/ Stacy Taylor ; ، كاتبة أمريكية ومحررة ،تنشر قصصها فى العديد من الدوريات الالكترونية والورقية




صورة مفقودة
 
أعلى