الزمخشري جار الله - المستقصى في أمثال العرب

743 - أشبق من حبى هِيَ امْرَأَة مزواج تزوجت على كبرها فَتى شَابًّا وَلها ابْن كهل فَقَالَ لمروان بن الحكم صيرتني وَإِيَّاهَا أحدوثة فاستحضرها مَرْوَان وَابْنهَا فَقَالَت لابنها غير مكترثة يَا برذغة الْحمار أَرَأَيْت ذَلِك الشَّاب المقدود العنطنط وَالله ليصرعن أمك بَين الْبَاب والطاق فليشفين غليلها ولتخرجن نَفسهَا دونه ولوددت أَنه ضَب وأنى ضبيبة وَقد وجدنَا خلاء وَقَالَ هدبة بن خشرم
(الطَّوِيل)
(فَمَا وجدت وجدي بهَا أم وَاجِد ... وَلَا وجد حبى بِابْن أم كلاب)
(رَأَتْهُ طوال الساعدين عنطنطا ... كَمَا نعتت من قُوَّة وشباب)
وَكَانَت نسَاء الْمَدِينَة يسمونها حَوَّاء أم الْبشر لِأَنَّهَا علمتهن ضروب الْجِمَاع ولقبتها مِنْهَا بألقاب مِنْهَا القبع والغربلة والنخير والرهز وزوجت بنتهَا ثمَّ سَأَلتهَا عَن زَوجهَا فَقَالَت أحسن النَّاس خلقا وخلقا وأوسعهم رحلا وصدرا يمْلَأ بيتى خيرا وحرى أيرا غير أَنه يكلفني النخير عِنْد الْجِمَاع فَقَالَت وَهل يطيب نيك بِغَيْر رهز ونخير
جاريتى حرَّة إِن لم يكن قدم ابوك من سفر وَأَنا على سطح مشرف على مربد إبل الصَّدَقَة وكل بعير هُنَاكَ قد عقل بعقالين فصرعني وَرفع رجلى فطعنني طعنة نخرت لَهَا نخرة نفرت مِنْهَا إبل الصَّدَقَة فَقطعت عقلهَا وَتَفَرَّقَتْ فَمَا أَخذ مِنْهَا بعيران فى طَرِيق فَكَانَ ذَلِك أول شَيْء نقم على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَمَا كَانَ لَهُ فِي ذَلِك ذَنْب الزَّوْج طعن وَالْمَرْأَة نخرت وَالْإِبِل نفرت فَمَا ذَنبه
744 - اشبق من هرة
745 - أشبه امْرأ بعض بزه قَالَه سُهَيْل بن عَمْرو لِابْنِهِ وَقد سَأَلَهُ عَن شَيْء فَأَجَابَهُ بِغَيْر مَا سُئِلَ عَنهُ يُرِيد أَنه أشبه أمه وَكَانَت حمقاء وَقيل قَائِله ذُو الإصبع العدواني وَذَلِكَ أَنه زوج بَنَاته ثمَّ أمهلهن حولا فزار الْكُبْرَى فَقَالَ كَيفَ زَوجك فَقَالَت خير زوج يكرم أَهله وينسى فَضله قَالَ فَمَا مالكم قَالَت الْإِبِل قَالَ وَمَا هِيَ قَالَت نَأْكُل لحمانها مزعا وَنَشْرَب أَلْبَانهَا جرعا وتحملنا وضعفتنا مَعًا فَقَالَ زوج كريم وَمَال عميم وزار الثَّانِيَة فَسَأَلَهَا عَن زَوجهَا فَقَالَت يكرم الحليلة وَيقرب الْوَسِيلَة وَعَن مَالهَا فَقَالَت الْبَقر تألف الفناء وتملأ الْإِنَاء وتودك السقاء وَنسَاء مَعَ نسَاء فَقَالَ رضيت وحظيت وزار الثَّالِثَة فَسَأَلَهَا عَن زَوجهَا فَقَالَت لَا سمح بذر وَلَا بخيل حكر وَكَانَ مَالهَا المعزى فَقَالَت لَو كُنَّا نولدها فطما ونسلخها أدما لم نبع بهَا نعما فَقَالَ حَذْو مغنية ثمَّ زار الرَّابِعَة فَقَالَت فِي زَوجهَا شَرّ زوج يكرم نَفسه ويهين عرسه وَكَانَ مَالهَا الضَّأْن فَقَالَت جَوف لَا يشبعن وهيم لَا ينقعن وصم لَا يسمعن وَأمر مغويتهن يتبعن فَقَالَ أشبه أمرأ بعض بزه يضْرب فى مماثلة الشَّيْء صَاحبه




- المستقصى في أمثال العرب
المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)


صورة مفقودة
 
أعلى