قصة ايروتيكية السموءل شمس الدين - رقيص عروس.. او مسرح المرأة الواحدة

..........
العروس.. متمايلة بمنتصف الساحة.. رحطها مزعة من جلد تمساح عجوز.. يغطي فرجها بخجل.. قبل أن ينحسر عن ردفيها بعجز مطلق.. يصطك نهداها ينفضان عن صدرها العرق.. يرتفع كفاها خفية.. ليمسحا عن وجهها دموع ضعف تبحث عنها بشغف ام العروس الجالسة على ترقرق ظل شجرة عتيدة.. تهش عن وجهها الذباب وتمسح حبيبات العرق بين الفينة والاخرى.. تبحث عن إرهاصات وهن بجسد العروس الراقصة منذ الرعشة الأولى.. حينما تهادت كطاؤوس.. تخبر عروسها قصة حياتها منذ المهد.. قالت بلا لسان:
ولدت معشوقة أمي.. نشأت أميرة هوى أبي.. شببت عن الطوق كنزا لإخوتي.. تأنثت صديقة لأخواتي.. تخلقت فخرا لقبيلتي وسهما لكلمتها النافذة.. ونصبت ملكة متوجة في قلب مملكة بيتي.. بل قل أميرة.. فلا ملكة للكون سوى أمي..
تلك الأخيرة.. قالتها بثلاث ضربات على الأرض بقدمها اليسرى.. سبقت بهن قطار الايقاع الرصين.. انتظرته بباحة الصمت والتؤدة.. ثم ثلاث باليمنى.. أثارت بهن الغبار الشجون.. والتمعت لها عينا أم عروسها.

الرقصة الثانية.. كانت رسالة بلا ألغاز.. هزت بردفيها تساقط رطب الاستكانة.. قالت: قد تركت لأجلك الجلوس.. مستعدة للعمل في الحقل منذ الصباح وحتى غروب الشمس.. نسقي الأرض بأحاديثنا التي لا تنتهي.. ينهكنا الشوق فلا ننتهك الاشتهاء.. تتكئ خطواتي على خطواتك.. وتستمد عزمك من نار إنائي..
ثم هزت اكتافها تهمس في أذن طفلها القادم:
وانت يا صغيري.. في باطن الغيب والانتظار.. عاتقي صلد بما يكفي كي يثبت جسدك الصغير على ظهري.. تهدهدك انحناءاتي.. وتلويح ساعدي طورية
)إزميل القمح.. طب نفسا.. قر عينا بال(.

ثم ختمت تلك الرقصة بانتصابها شجرة محرمة.. تضم ذراعيها.. وتهدهد صدرها العارم..
الرقصة الرابعة.. او قل المشهد الرابع.. في "ماتينيه " مسرح المرأة الواحدة.. كانت رفرفة ساعديها كفراشة تزهو بسمرتها في وجه الشمس. كانت صراع الضوء والظلال.. سال لها لهاث الزوج المرتقب.. يرمق المغنية بنظرات متوعدة.. أما آن لصراخك أن ينقضي؟
قالت: هيت لك..
قبل أن تولد زليخة..
ورآها برهان ربه.. قبل ان يبعث يوسف..

وعند الرقصة الأخيرة.. المذكورة في صحائف معبد راه.. المنحوتة بصخور الكهوف على شكل طائر الماء الذي لا يتقن الطيران.. يعاند سكون البحر.. يتهادى صوب الشاطئ.. وشاطئ الرقص عقب موج ساعة من زمن.. أن تصمت المغنية.. ذات الدلوكة..

التي ما زال صوتها يعلو.. ويعلو.. ويعلو.. فقط إيقاعها الأخير الثقيل.. المميت.. يشي بأنها ستصمت عما قريب..

حينما وضعت العروس كفيها على وجهها.. اقتربت منها وزيرتها المؤتمنة..

همست: أشربة ماء..
أم بعض دموع عاندت خديك؟

أغمضت عينيها بنهم منهك..

دارت الأرض حول بؤبئيها المستترين خلف أجفانها المرتجفيه..

استعصى لسانها الجاف من أثر قائظة النهار على الحراك قيد همسة..
قالت:....
أو لم تقل..

خارت قواها في امتحان المغنية و)الدلوكة(

كاد جسدها العاري يعانق الأرض التي شهدت معركتها الخاسرة إلا ذراعا.. بل ذراعين.. ذراعي عروسها نافذ الصبر.. سريع النجدة.. يلتقط جسدها المنهك بخفة منقطعة النظير..
يخرج من طيات شعره الكثيف المتشابك كغابة.. شفرة شاهدة على رسائل الغنج والتحدي والخضوع في كل رقصاتها الموغلة في البيان..

يقطع عنها الرحط..
قبل أن يغطيها ما بين ساعديه.. صدره وذقنه عن نظرات الفتيات والنساء الضاحكات على قلة صبره وخبرته بما ينبغي ان تثبته العروس في نهار رقصتها الأخيرة..
حملها صوب خبائه الحجري يسبقه خياله وذاكرته القصيرة..
وامه تهمهم بامتعاض:
زوجة خائبة.. سوى ان ولدي اكثر خيبة..

مسحت آخر حبات العرق.. والجمع ينفض ما بين الزغاريد والهمسات الخبيثة!!....



صورة مفقودة
 
أعلى