منقول - دوحة العشاق

قبل أكثر من 1400 سنة قال علقمة الفحل المتوفى 20 ق.هـ / 603 م :

فإنْ تـسْـألـوني بـالـنـســاء فـإنـَّـني = بَـصِـيـرٌ بأدواء الـنِّـســـاءِ طـبـيــبُ
إذا شابَ رأسُ المَرءِ أو قـَلَّ مـالـُهُ = فـلـيـسَ لـَـهُ فـي وُدِّهِـــنَّ نــصـيــبُ
يُرِدْنَ ثراءَ الـمـالِ حيثُ عَـلِـمـنـَـه = وشـَـرْخُ الشـَّباب عِـنْدهُـنَّ عَـجـيـبُ

ويُفترض فيمن يُفتي في أمر أن يكون من الخبراء، فلا تسأل عن شؤون المعارك والحروب حسان بن ثابت مثلاً، لأنه لم يشارك في أي غزوة أو معركة، لكنك تسأل خالد بن الوليد أو القعقاع أو عقبة بن نافع وأمثالهم. وتسأل في شؤون النساء شاعراً مثل عمر بن أبي ربيعة أمضى حياته في الغزل، ولم يقل بيتاً واحداً في غير النسيب والتشبيب بالنساء.
ما أكثر العشاق العذريين عند العرب. والوصف بالعذري والعذريين نسبة إلى قبيلة عُذرَة، قيل لعذري: ما بال قلوبكم كأنها قلوب طيرٍ تذوب كما يذوب الملح في الماء؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها! وقيل لآخر: ممن أنت؟ فقال: من قومٍ إذا أحبوا ماتوا، فقالت جاريةٌ سمعته: عذري ورب الكعبة. قال شاعر عذري، ويروى البيت أحياناً لجميل بثينة وقد رأى رجلاً سميناً اسمه زَهْـدَم ويدّعي أنه من العشاق العذريين (وزهدم أحد أسماء الأسد):

لقدْ ساءَني مِن زَهْـدَمٍ أنَّ زَهْـدَماً = يُلِحُّ على خُبزي ويَبكي على جُمْلِ
فلو كنتَ عُـذريَّ العلاقـةِ لم تكن = سَميناً وأنساك الهوى كثـرة َالأكلِ

وما أكثرالعشاق العذريين الشعراء ، من المُرَقــِّـش الأكبر، إلى عروة بن حِزام، إلى عبد الـلـه بن العجلان إلى القيسَيْن إلى جميل بثينة وكثير عزّة وذي الرُمـَّة، والأسماء كثيرة. ، حتى ومنهم من ارتبط اسمه باسم محبوبته مثل جميل وكـُثـَيِّر، إلّا آخرهم العباس بن الأحنف المتوفى 192هـ/807م، فبِهِ ختم العشاق العذريون، وطويت صفحة هذا العشق الجميل، وساد العشق الحسي الماجن، ومع ذلك لم يستطع المؤرخون معرفة أي شيء عن محبوبته سوى أن اسمها “فـَوز”:

إِلى الرَحـمَـنِ أشـْكو حُـبَّ فـَوزٍ = وَأنـْكِـرُهـا وذاكَ لـهـا قـَـلـيــلُ
وَأَكـتُـمُ سِـرَّهـا مـا عِـشـتُ حَتّى = أمـوتَ وَلا أخـونُ وَلا أحــولُ

زاد شعره عن 2800 بيت، لم يشغله أمر سوى الغزل ، وقد ذكرها باسمها 98 مرة ، وذكرها كثيراً بأسماء أخرى أشهرها “ظلوم”الذي ذكره 59 مرة كقوله:

أعَـتْـبـاً عَـلـيـنـا يا ظـَـلـومُ فَـنُـعْـتِـبُ = وإِن كُـنـتُ لم أُحْـوِجْـكُــمُ أَن تـعَـتَّـبـوا
ظَـلومٌ تـرى الإِحْـسـانَ مِـنّي إِسـاءَةً = وَتُـذْنِـبُ أَحـيـانـــاً إِلـيـنـــا وَتـغْـضَـبُ
فَـيا عَـجَـبـاً لِلعَـيـنِ إِنْ فاضَ دَمعُـهـا = وَإِن كانَ أن تـَرْقى دُمـوعِـيَ أَعْـجَــبُ

لكنه يحيرنا في إحدى مقطوعاته الشعرية إذ يذكر الاثنتين معاً، وإن كنا نفهم قوله بأنه يستشفع بفوز عند نفسها:

اِشفَعي يا ظـَلومُ لي عِندَ فـَوزٍ = طالـما قـد نَـفَـعـتِـني يا ـظـَلومُ
أسْـقـَـمَ اللَهُ قـلبَـها مِثـلَ ما أسـ = ـقـمَ قــلـبي فـإنَّ قـلـبي سَــقـيـمُ

وكثرة الأسماء نوع من التعمية، وقد دفع هذا الدكتورة عاتكة الخزرجي إلى القول إنها كانت من سيدات البلاط العباسي، وزادت فجزمت بأنها علية بنت المهدي أخت الرشيد، ولا يقوم هذا الزعم على أساس منطقي، وقد فنـَّدته في كتابي” الغزل في الشعر العربي” ومن أبرز أشعاره الدالة على أنها جارية:

إِنّي أجِـلُّ ظَـلومـاً أَن يَـكـونَ لـهـا = بَـيـنَ الجَواري إِذا قـَوَّمْـتـَهــا ثـمَــنُ
وَما قـَرَنتُ بِها في مَـجْلِسٍ حَـسَناً = إِلّا بِـحُـسْـنِ ظَـلـومٍ يَـقْـبُــحُ الحَـسَـنُ

وأنشدوا بشار بن برد قولَ العباس بن الأحنف:

نزَفَ البكاءُ دموع َعيـنِك فاسْتـَعِـرْ = عَـيـنــاً لغـَـيْــرِك دَمْـعُـهـــا مِدرارُ
مَـن ذا يُـعـيـرُك عَـيـنـَه تـبكي بهـا = أرأيتَ عَـيْـنـــاً لـلـبُـكـــاء تُـعـــــارْ

فقال بشار: ما زال يُدخل نفسَه معنا ونُخرجُه حتى قال هذا. وقال الأصمعيّ حين سمع قوله:

أتـأذنـــونَ لِـصَـبٍّ فـي زِيـارَتِـكُــــــمْ = فـعِـنـدَكُـمْ شَـهَـواتُ السَـمْـعِ والبَـصَـرِ
لا يُضمِرُ السُوءَ إِن طالَ الجُلوسُ بِهِ = عَفُّ الضَمـيـرِ ولكِـن فاسِـقُ النـَـظـَـرِ

فقال الأصمعي: ما زال هذا الفتى يُدخِل يدَه في جِرابه فلا يُخرِج شيئاً، حتى أدخلها فأخرج هذا. وسمع قوله الشاعر إبراهيم بن العباس الصولي، فقال: أنشد للعباس ما لا يدفع أحد فضلـَه، ولا يقدر عليه غيره:

والـلـهِ لـو أنَّ القُـلوبَ كـقـلـْبِـهـا = ما رَقَّ للولـدِ الضعيفِ الوالـدٌ

وقوله:

لو كُـنـتِ عاتِـبَـةً لـسَـكـَّـنَ لوعَتي = أمَـلي رِضـاكِ وَزُرتُ غـيـرَ مُراقِـبِ
لكِنْ مَـلـَلـْتِ فـلم تـكُـن ليَ حـيـلـَةٌ = صَـدُّ المَـلــولِ خِـلافُ صَــدِّ الـعـاتِـبِ

كثيرون هم الشعراء الذين كانت أشعارهم سبباً في موتهم أو بالأحرى مقتلهم، منهم بشار وابن الرومي ودعبل ووضاح اليمن والمتنبي وآخرون، ويهمنا منهم شعراء الغزل، وأبرز مثال – وإن لم يكن الأشهر – سحيم عبد بني الحَسحاس، ولاحظوا الظلم حتى في اسمه.

أخباره متضاربة، ومنها ما لا يقبله العقل والمنطق، فقد كان عمر قاسياً على الشعراء، فمنعهم من الغزل (حتى إن حُمَيد بن ثور تغزل بشجرة) ومن الهجاء وقصة سجنه الحطيئة حين هجا الزبرقان معروفة، فكيف نقبل أن يسمع شعر سحيم فلا يقول سوى: إنك مقتول؟:

وبـِتـنـا وِســادانـا إِلى عَــلـَـجـانَـةٍ = وحِـقــْـفٍ تَـهـاداهُ الرِّياحُ تَـهـاديـا
تُوَسِّـدُني كـَـفّـاً وتَـثـني بِـمِعْـصَـمٍ = عَـليَّ وتـَحوي رِجلـَها مِن وَرائـيا

والبيتان من قصيدة طويلة مطلعها:

عُمَيرَة َ وَدِّع ْ إن تجَـهَّـزتَ غاديا كفى الشيبُ والإسلامُ للمرءِ ناهيا

قيل إن عمر قال: لو قلت شعرَك كله مثل هذا لأعطيتك عليه، فهل سمع عمر المطلع دون الأبيات الأخرى الفاحشة؟ وقيل إن رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم سمع البيت فقال: كفى الإسلامُ والشيب للمرء ناهيا، فهل كان سحيم شاعراً في زمن النبي؟ وعُرض سحيم على عثمان فأبى شراءه وقال: إنما حظ أهل العبد الشاعر منه، إن شبع أن يشبب بنسائهم، وإن جاع أن يهجوهم”، فاشتراه أحد بني الحسحاس. وكان سحيم قبيحاً، وفي هذا يقول:

أتـيـتُ نـســاءَ الحارثـِّـيـيـن غَـدوةً بـوجْــهٍ بَـراهُ الـلـهُ غـيــرَ جَـمـيـلِ
فـشـبَّهْـنـني كـلبـاً ولـسـتُ بفـوقـِـهِ ولا دُونـَــه إنْ كـانَ غَـيــرَ قـلـيــلِ

فكيف نقبل أن ينادي سادته حين أدرك أنهم قاتلوه: يا أهل الماء، ما فيكم امرأة إلا قد أصبتها إلا فلانة فإني على موعد منها؟ وكيف يقول:

شُــدّوا وَثـاقَ العَـبـدِ لا يُـفـْـلِـتـْكُـمُ = إِنَّ الحَـيـاةَ مِـن المَـمــاتَ قـريـبُ
فلقد تَـحَـدَّرَ مِن كريمةِ بـعـْضِكُـمْ = عَـرَقٌ على ظهـرِ الفِراشِ وطِيبُ

كان مجاهراً بالفاحشة، يتحدى سادته بنسائهم، لم يخَف الموت وهم يقودونه ليقتلوه، إذ نظرت إليه امرأة فضحكت به شماتة، فنظر إليها وقال:

فإنْ تضحكي مِنّي فـيا ربَّ لـيـلـةٍ = تـركـتـك فـيها كالـقـَـبـاء المُـفـَرَّجِ

ذكر الرواة أسباباً كثيرة لقتله، تتفق كلها على أنه تغزل بنساء السادة غزلاً فاحشاً، فمنهم من قال إن ابنة سيده البكر عشقته وأوصته أن يدعي المرض، ليخرج أبوها بالإبل إلى المرعى فيخلو لهما الجو، وسمعه أبوها ينشد:

يا ذِكـْرةً مالـَـكَ في الحـاضِــرِ = تـذكُــرُهـا وأنـتَ في الـصَّـادِرِ
مِـن كُـلِّ بـيـضاءَ لها كـَعْـثـَـبٌ = مِـثــلُ سَـنامِ الـبَـكــْرةِ الـمـائــرِ

وعرف أبوها الحقيقة، وشاور قومه، فوافقوه على قتله. ومنهم من قال إن أخت أحد السادة عشقته، فلم يكن يعشق أيّاً منهن، وإنما يبحث عن اللذة، ومرضت الفتاة فقال:

مـاذا يُـريـدُ السَـقـامُ مِـن قـمَــرٍ = كُـلُّ جَـمــالٍ لـوَجـهـِــهِ تـَــبَــعُ
غَـيَّـرَ مِن لـونِـهـا وصَـفــَّـرَهـا = فـزيــدَ فـيـهِ الـجَـمـالُ والـبِـدَع ُ
لـو كانَ يَـبغي الفِـداءَ قُـلـتُ لـهُ = ها أنــا دونَ الحَـبـيـبِ يا وَجَـعُ

وطال تشبيب سحيم الفاحش بنساء قومه بمثل قوله:

وكمْ قد شـقـَقـْنا من رداءٍ ومِـطـْرَف = ومِن بُرقعٍ عـن طَـفْـلـةٍ غـير عانِسِ
إذا شُــقَّ بُـردٌ شُــقَّ بالـبُـردِ بُـرقُــعٌ = دَوَالـَـيْـك حـتَّى كُـلـُّـنـا غـيـرُ لابِـسِ

ولا بدَّ أن نتساءل: هل من حق سادته أن يقتلوه دون علم ولي الأمر؟ وهل يجوز أن يقتلوه بإحماءِ الأغصان الخضراء من شجر العِرْفِج في النار، ثم جَلدِه بها حتى الموت؟ لقد أوصى الإسلام بالرفق في ذبح الحيوان” إذا ذبحت فأحسن الذبحة ” فهل كان سحيم عندهم أقل من الحيوان؟

قال أبوالغصن الأعرابي: خرجت حاجّاً، فلما مررت بقِـباء، تداعى النَّاس وقالوا قد أقبلت الصقيل، فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل، فلما انصبت الأنظار عليها ألقت البرقع على وجهها وتبسمت، فقلتُ: يرحمكِ الله إنا مسافرون وفينا أجرٌ، فأمتعينا بوجهك، فانصاعـت وأنا أرى الضحك في عـينيها وقالت:

وكنتَ متى أرسلتَ طرفـكَ رائدا ً = لـقلـبـِكَ يـوما ً أتعـبتـكَ المَـنـاظِـرُ
رأيـتَ الـذي لا كُلـَّـــهُ أنـتَ قـَادرٌ = عَـليهِ ولا عـن بَعْضِهِ أنتَ صَابـرُ

وقالت امرأةٍ من الأعراب:

أرَى الحُـبَّ لا يَـفنى ولمْ يُـفـْنِهِ الألى = أحـبـّوا وقدْ كانوا على سالفِ الدَّهـرِ
وما الحـبُّ إلا سَــمْـعُ أذْنٍ ونـظــرةٌ = وجـِـنـَّةُ قـلـبٍ عن حديثٍ وعنْ ذِكـْرِ
ولوْ كانَ شـيءٌ غـيـرُهُ فـنِيَ الهـوى = وأبلاهُ مَن يهوى ولوْ كانَ مِن صَخرِ

وحج التابعي الجليل أبو حازم سَـلـَمـَة بنُ دينار، وإذا امرأة حسناء قد شغلت الناس بالنظر إليها لبراعة حسنها، فقال لها: يا أمة الله! خمِّري وجهك، فقد فتنت الناس، وهذا موضع رغبةٍ ورهبة. فقالت له: أصلحك الله يا أبا حازم، أنا من اللواتي قال فيهن العرجي:

أماطت كِساءَ الخزّ عن حُرِّ وجهـِها = وأدْنـَـتْ على الخدّين بُردْاً مُهَـلهْلا
من اللاّءِ لم يَحْجُجْـنَ يبغين حِـسبَـة ً = ولكنْ ليقـتـُـلـْـنَ البـريءَ الـمُغـفـَّلا

فقال أبو حازم لمن معه: تعالوا ندعُ الـلـه ألا يعذب هذا الوجه بالنار، وبلغ ذلك سعيد بن المسيِّب محدث مسجد رسول الـلـهِ صلى الـلـه عليه وسلم فقال: أما والله لو كان من بعض بغضاء أهل العراق، لقال: اغربي قبحك الله، ولكنه ظـُرف عُبّاد أهل الحجاز.

وحجَّ محمد بن الحجاج الأسدي التميمي فلما انصرف مرَّ ببيت خرقاء، فلما أخبرها أنه قضى حجّه قالت: فـما لـك لم تمرّ بي ؟ إن حجّك ناقص، فأقم حتى تحج أو تكفّر بعِتق. أما سمعت قول ذي الرمة:

تمامُ الحجِّ أن تقفَ المطايا = على خـَرقاءَ واضعةِ اللثامِ

وكانت وهي قاعدة بفِناء البيت كأنها قائمةٌ من طولها، بيضاء شهلاء، فخمة الوجه. قال: هيهات يا عمّة، قد ذهب ذلك منك، قالت: لا تقل يا بني، أما سمعت ما قال فيَّ قـُحَـيف العُـقـيليِّ:

وخـرقـاءُ لا تـزدادُ إلا مَلاحـة ً = ولو عُمِّرتْ تعميرَ نوحٍ وجلـَّتِ

ومرَّ عمر بن أبي ربيعة بعبد الـلـه بن عباس رضي الـلـه عنهما وعنده نافع بن الأزرق، وجماعة من أصحابه الخوارج ، فتركهم وطلب من عمر أن ينشده آخر قصائده، فأنشده رائيته الرائعة:

أمِـن آل نُـعْـمٍ أنتَ غادٍ فـمُـبْـكِـرُ = غـداة َغـدٍ أم رائِــحٌ فـمُـهـَـجــِّـرُ

فعاتبه نافع وعاب على عمر قوله: “وأمّا بالعَشيِّ فيَخسَرُ” فقال ابن عباس: بل قال:

رَأت رَجُلاً أمّا إذا الشَمسُ عارَضَت = فـيَـضحى وأمّـا بـالعَـشيِّ فـيَخـصَــرُ

ثم أعاد عليهم القصيدة كلها.

وسئل آخر عن نسبه فقال: أنا من قوم إذا عشقوا ماتوا، فصاحت امرأة تسمعه: عُـذريٌّ ورب الكعبة. وقال الأصمعي: قلت لأعرابيّةٍ من بني عذرة: أنتم أكثر النّاس عِشقاً فما تعدّون العشق فيكم؟ قالت: الغمزة والقبلة والضمّة. ثمّ قالت:

مـا الـحُـبّ إلا قــُـبـلــة ٌ = وغـَـمْـزُ كـَـفًّ وعَـضُـدْ
مــا الـحُــبُّ إلا هـكــذا = إنْ نـكـَـحَ الـحُـبُّ فـسـَـــدْ

ثم سألتني عن العشق فقلت: كما قالت أم الضحاك المحاربية:

شِــفـاءُ الحُـبِّ تـَـقـْبـيـل وضَـمٌّ = وأخـْـذ ٌبالـمَـنـاكِــبِ والـقـُـرونِ
ورَهْـزٌ تـَهْـمُـلُ العَـيْـنانِ مِـنـْهُ = وجَـرٌّ للـبُـطـُونِ عـلى البُطـُونِ

فقالت: يا ابن أخي، ليس هذا عاشقاً، هذا طالبُ ولد.


* دوحة العشاق
“دوحة العشاق” صفحة دائمة في مجلة “الدوحة” التي تصدرها وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية

يحفل التاريخ الشعري العربي بقصص العشـق والعشـاق ، ونحدد “التاريخ الشعري ” لأن المؤرخين لم يهتمّوا إلا بالشـعراء من العشـاق وأهملوا غيرهـم ، فلا نجد أخبارهم إلا في بعض المصادر التي اهتمت بطرائف القصص والأخبار، أو التي عنيت بأخبار العشق وقصصه مثل ” مَصارع العشـاق ” للسـِّـراج القاري ( 1027-1106م ) و ” تزيين الأسـواق في أخبار العشـاق ” لداوود الأنطاكي ( ؟ – 1600م ) . حتى هـؤلاء العـشـاق الشـعـراء لم يلقـوا القـدر نفـسـه من الاهـتـمـام ، فـقـد أصبح بعـضهـم نجوما ً يردد الناس أســماءهم حتى دون أن يحفظوا بيتا ً واحدا ً من أشـعـارهـم مثل ” جميل بثينة ” و ” كُثيــِّر عزّة ” و” ذي الرُمّـة ” ( اســم صاحبتـه ميّ )، بينمـا لا يعـرف معـظـم عـشـاق الشـعـر شيئا ً عمن كانوا أئمة العـشــق مثل ” عُروة بن حـِزام ” وصاحبتـه عفراء ، و ” عبد الله بن العجلان النهدي ” وصاحبتـه هند، و” المرقـِّـش الأكبر” وصاحبته أسماء .
 
أعلى