أبو الفضل بن محمد العقاد المكي - لَيتَ شِعري هَل أُرَوّي ذا الظَما

لَيتَ شِعري هَل أُرَوّي ذا الظَما = مِن لَمى ذاكَ الشُنَيب الألعَس
وتَرى عينايَ ربّاتِ الحِمى = باهِياتٍ بقُدودٍ مُيَّس
يُدخِلون السُقمَ من دارِ اللَوى = كَلَمَ الهَجرُ فُؤادي وَأسَر
هَدَّ من ركنِ اصطِباري والقُوى = مُبدِلاً أجفانَ عَيني بالسهر
حين عزَّ الوصلُ عن وادي طُوى = هَمَلَت عَيني بدمعٍ كالمطر
فعَساكُم أَن تَجودوا كَرَما = بِلِقاكُم في سَوادِ الحِندِسِ
وَتُداووا قَلبَ صَبٍّ مُغرَما = من جَراحاتِ العُيونِ النُعَّسِ
كُلَّما جَنَّ ظلامُ الغَسَقِ = هَزَّني الشَوقُ إليكُم شَغَفا
واعتَراني من جَفاكُم قَلَقي = مُذ تذكَّرتُ جِياداً والصَفا
وتَناهَت لوعَتي من حُرَقي = ثم زادَ الوجدُ في التَلَفا
فانعَموا لي ثُمَّ جودوا لي بما = يُطفِ نيرانَ الجوى ذي القَبَس
ساعَةً لي مِن رِضاكُم مغنَما = وتُداوي جُثَّتي مَع نَفسي



اندلسي
كُنتُ قَبلَ الآن في زَهوٍ وتَيهِ = مَعَ أَحبابي بِسِلعٍ ألعَبُ
وَمَعي ظَبيٌ بإحدى وَجنَتيهِ = مَشرِقُ الشَمسِ وأُخرى مَغرِبُ
فَرَماني بِسهامٍ مِن يَدَيهِ = ضارِبُ البَينِ فَقَلبي مُتعَبُ
لَستُ أَرجو لِلقاكُم سُلَّما = غَيرَ مَدحي للإِمامِ الأقدَسِ
أَحمَدَ المَحمود حَقّاً مَن سَما = الكَريم ابن الكريمِ الكيِّسِ
 
أعلى