إبن الساعاتي - نظرت إليَّ بطرفِ أحوى أحورِ

نظرت إليَّ بطرفِ أحوى أحورِ = فرأيتُ أبيضَ ينتضى من أسمرِ
بيضاء فاتنةٌ بفرعٍ أسودٍ = ما حسنُ ثوبِ الحسن غيرَ مشهَّر
ليل تضلُّ سرى اللحاظ بجنحه = لو كان بالوجنات ليس بمقمر
قبّلتها ورشفتُ خمرة ريقها = فوجدت نارَ صبابةٍ في كوثر
ودخلت جنّة وجهها فأباحني = رضوانها المرجوُّ شرب المسكر
ولقد طربت إلى شقائق خدّها = طربَ المشوق ولستُ بابنِ المنذر
ضحكتْ من الدمع المليّ تعجباً = وبكى الشوامت للفؤاد المعسر
ما كان قلبي هارباً عن أضلعي = لو أن ذمَّة صبره لم تكسر
وأبى الهوى لولا الهوى لكففتُ من = دمعٍ بليلٍ صدوده متعثّر
هيفاء باسمةٌ وهل حدّثتَ عن = غصن بعضّ الأقحوان منورّ
عظمتْ روادفها وعقدُ نطاقها = للضّعف حلقةُ خاتمٍ في خنصر
ولكم وقفتُ على اللّوى ومدامعي = كالعقد في جيد الكثيب الأعفر
أبكي العمقيقَ بمثله وتهبّ أنفاس = الغضا بضرامة المتسعرّ
وأبيت استجدي لهيف قدوده = وأراكهِ كفَّ الغمام الممطر
وجدي وإن كنتُ الذليلَ ببيضه = وجدُ العزيز بكل لدنٍ أسمر
 
أعلى