منقول - أسرار شيقة عن كتاب ألف ليلة وليلة

كثيرا ما تنتشر الأقاويل عن رواية الف ليلة وليلة . . ولكن القليل فقط هو الذى يعرف الكثير عن هذه الرواية الأسطورية
“وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح”.
إنها شهرزاد التي حكت لنا وللملك شهريار ألف حكاية وحكاية ممتعة في ألف ليلة وليلة، في محاولة لتأجيل يوم إعدامها، والتي أثرت بتلك القصص والحكايات ليس فقط بالملك الذي قرر أن يعفو عنها؛ بل إنها أثرت بالكثير من الأشخاص عبر العصور. إن كتاب ألف ليلة وليلة يعد من أفضل الكتب في المكتبة العربية، وهو واحد من أكثر الكتب تأثيرًا في التاريخ، وترجم إلى العديد من اللغات حول العالم، عرف باللغة الإنجليزية باسم الليالي العربية “Arabian Nights”، وكانت القصص والحكايات التي كانت ترويها شهرزاد متنوعة جدًا تعرفنا فيها بالتاريخ القديم، والعادات، وكانت تتناول أخبار الملوك وأبناء الملوك الوزراء، والإنس والجن، والسلاطين وأبناء الرعية، والإنسان والحيوان، واللصوص، والمحتالين، والقتلة، ورجال الدين، والفقهاء، والشعراء، والأطباء، والتجار، والصناعيين، والعجائز، والشبان، والسفهاء، والعقلاء، وتشكيلة ملونة بألف لون ولون، ربما نلاحظ وجود قصص خيالية، تاريخية، كوميديا، أو نلاحظ وجود قصص مرعبة أو قصص ذات طابع رومانسي أو ربما قصص مليئة بالألغاز الشيقة.
من هو مؤلف الكتاب؟
إن مؤلف الكتاب غير معروف، أو نستطيع القول لا يوجد لهذا الكتاب مؤلف، ويعتقد البعض أن واضع هذا الكتاب ليس شخصًا واحدًا وإنما أكثر من شخص، ويعتقد البعض أن أصل ألف ليلة وليلة فارسي والدليل هو كتاب هزاز افسانة والتي تعني ألف خرافة، كما يقال إنه لم يكن فارسيًا فهو هندي، ويوجد بعض الفضل للفرس والعرب فيه.
يقول محمد بن إسحاق: ” ابتدأ أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري صاحب كتاب “الوزراء”، بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم، كل جزء فيه قائم بذاته، لا يعلق بغيره، وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون، واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو لنفسه، وكان فاضلًا، فاجتمع له من ذلك أربعمئة وثمانون ليلة، كل ليلة سمر تام تحتوي على خمسين ورقة، أقل أو أكثر، ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر، ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي”.
لكن، من المعروف أن الكتاب يحتوي على مزيج من الحكايات الشعبية مختلفة الجنسيات، فيوجد العديد من الحكايات التي تنسب إلى الهند وبلاد فارس، وتوجد حكايات تنسب إلى بغداد ومصر.
ما هي قصة ألف ليلة وليلة:
الملك شهريار يكتشف أن زوجة أخيه خائنة، وعند معرفته لهذا الأمر يصدم صدمة كبيرة، ومن ثم يزداد الأمر سوءًا عندما يكتشف أن زوجته أيضًا قامت بخيانته؛ لذا قرر أن يعدمها، ورأى أن جميع النساء مخطئات ولا يختلفن عن بعضهن البعض. كان شهريار يتزوج يوميًا العذارى ويقتل العروس في ليلة العرس مع بزوغ الفجر، وذلك قبل أن تأخذ أي فرصة لتخونه، لكن بعد فترة من الزمن لم يجد الوزير الذي كان مكلفًا بتوفير عروس الملك، المزيد من العذارى، حيث إن الناس هربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل هذا الأمر، من ثم عرضت ابنة الوزير شهرزاد أن تكون عروس الملك، وفي ليلة العرس بدأت شهرزاد تحكي للملك حكاية لكنها لم تكملها مما أثار فضول الملك ليعرف نهاية الحكاية؛ لذا قام بتأجيل إعدامها من أجل الاستماع لنهاية الحكاية، وفي اليوم الثاني كانت عندما تنتهي من حكاية تبدأ بحكاية أخرى وتشوق الملك لسماع نهايتها، وهكذا إلى أن أكملت ألف ليلة وليلة.
إن نهاية القصة تختلف من مصدر إلى آخر، فمنهم يقول في نهاية القصة إن شهرزاد تطلب العفو من الملك، ومنهم من يقول إن الملك عندما يشاهد أولاده يقرر عدم إعدامها ويعفو عنها.
الليلة الأولى:
بلغني أيها الملك السعيد، أنه كان هناك تاجر من التجار، كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يومًا وخرج يطالب في بعض البلاد، فاشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة، وحط يده في خرجه وأكل كسرة كانت معه وتمرة، فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة، وإذا بعفريت طويل القامة وبيده سيف، فدنا من ذلك التاجر وقال له: قم حتى أقتلك مثل ما جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه، ثم جذبه وبطحه على الأرض، فبكى التاجر وأنشأ يقول:
الدهر يومان ذا أمن وذا حذر والعيش شطران ذا صفو وذا كدر
قل للذي بصروف الدهر عيرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قعره الدرر
فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ونالنا من تمادي بؤسه الضرر
ففي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر
وكم على الأرض من خضرا ويابسة وليس يرجم إلا ما له ثمر
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
إن القصة لم تنته هنا، لكن سندع شهرزاد تكمل القصة في كتاب ألف ليلة وليلة؛ وذلك لأن الصباح أدركها فسكتت عن الكلام المباح.

في منتصف القرن العشرين، وجدت الباحثة نبية أبوت وثيقة تحتوي على بضعة أسطر عربية من عمل يحمل عنوان “كتاب حكاية ألف ليلة”، يعود إلى القرن التاسع ويعتقد أن أول إشارة إلى النسخة العربية تحت العنوان الكامل “ألف ليلة وليلة” تعود إلى القرن الثاني عشر تم العثور على الوثيقة في عام 1958 من قبل سليمان غوتين.
إن أقدم المخطوطات الموجودة هي المخطوطة السورية والمصرية، حيث إن المخطوطة السورية كانت قصيرة ولا تضم الكثير من الحكايات؛ حيث إنها كانت تحتوي حوالي 300 حكاية، وتعود إلى القرن الرابع عشر، وهي موجودة الآن في المكتبة الوطنية في باريس، والمخطوطة المصرية كانت أكثر تنوعًا وتعود إلى القرن الثامن عشر، لكن للأسف هي مفقودة الآن.
أول ترجمة فرنسية كانت من قبل المستشرق الفرنسي أنطوان غالان في عام 1704، وقد أضيف إليها بعض القصص الشعبية من الشرق الأوسط غير موجودة من بين حكايات ألف ليلة وليلة.
وكانت أول نسخة إنجليزية مترجمة في عام 1706، وأول ترجمة بولندية في عام 1768، كما إن بعض الكتب تضم فقط بضع مئات من الليالي، والبعض الآخر يضم ألف ليلة وليلة أو ربما أكثر.
أشهر القصص والشخصيات:
من أشهر القصص: علاء الدين والمصباح السحري، علي بابا والأربعون حرامي، رحلات السندباد البحري السبع، أبناء سلطان جزر الهند الثلاثة، علي شار وزمرد، قصة الوزير والحكيم دوبان، زين الأصنام، الشاطر حسن، مسرور السياف، معروف الإسكافي، أبوقير وأبوصير، قمر الزمان، مدينة النحاس، التاجر مع العفريت.
يوجد العديد من الشخصيات الحقيقية التي ظهرت في الحكايات مثل: هارون الرشيد، أبو نواس، المستنصر بالله، الظاهر بأمرالله، جعفر البرمكي، كسرى الثاني، الملكة شيرين.
بعض النصوص الشعرية من الحكايات:
الليلة الخمسون:
من لي يساعدني على بلوائي… قد زاد دائي وعز دوائي
والهجر أضنى مهجتي وحشاشتي…والدهر رد أحبتي أعدائي
يا قوم هل فيكم رفيق مشفق… يرثي لحالي أو يجيب ندائي
فالموت هان علي مع سكراته… وقطعت من طيب الحياة رجائي
الليلة الخامسة والسّتون:
أبلى الهوى أسفًا يوم الندى… وفرق الهجر بين الجفن والوسن
كفى بجسمي نحولا إنني دنف…. لولا مخاطبتي إياك لم ترني
الليلة 116:
أينما كنت لم تزل بأمان…. أيها الراحل المقيم بقلبي
غبت فاستوحشت لبعدك عيني…. واستهلت مدامعي أي سكب
ليت شعري بأي أرض ومغنى…. أنت مستوطن بدار وشعب
إن يكن شربك القراح زلالا… فدموعي من المحابر شربي
كل شيء سوى فراقك عذب…. كالتجافي بين الرقاد وجنبي




* alkhabaryacom
 
أعلى