مقابلة مصطفى الشليح: لا شكلَ نهائيا للكلام الشعري.. حاوره عبد اللطيف الوراري

قال إنّ الحداثة لا تتحقق إلا في ضوء تحولات بنيوية للمجتمع

مصطفى الشليــــح شاعر وناقد مغربي. اهتمّ أكاديميًّا ببحوث الأدب المغربي والأندلسي، بقدرما انفتح على نصوص الشعر العــــربي المعاصر ومناهج الدراسة الأدبية.
صدرت له أعمال كثيرة في الشعر والنقد، منها في الشعر: «عابر المرايا» (1999)، و«لك الأوراق.. وكل الكلمات لي» (2004)، و«وصايا لا تلزم أحدا» و«هو العابر الرائي» (2014). وفي النقد صدر له: «في بلاغة القصيدة المغربية» (1999). في هذا الحوار، يحدثنا عن مسار تجربته الشعرية، وعن القصيدة العمودية التي يعدّ أحد الكتاب فيها والمدافعين عنها، ورأيه في قصيدة النثر وطقوس كتابته.

■ قلّ أن نجد اسم الشاعر مصطفى الشليح ضمن جيل من أجيال الشعر المغربي الحديث، إلا ما يرِدُ باعتباره أحد ممثلي القصيدة العمودية في المغرب. ألا يُشكّل هذا الحكم حرجًا وغُبْنًا بالنسبة إليك؟
□ إذا توخيتَ إجابة، فلعلَّ يكون إسقاطا مردُّه إلى دواع لا صلة لها بالنقد، وهي في مجملها مؤسسية أكانت حزبية أم غيرها، وهي في مفصَّلها ذات انتساب إلى شحوب أخلاقيات الكتابة بما يعرفه الخاص والعام؛ ثمَّ لعلَّ يكونُ اعتباري «أحد ممثلي القصيدة العمودية في المغرب»، ناجما عن ذلك القصور المعرفي بالمنجز الشعريِّ، وقائما على الاكتفاء بما في اليد، وما بهذا الاكتفاء يكون النقد، وغائما حدَّ عدم الإحاطة بما هو قائم، وحدَّ عدم التحرج منْ إزجاء حكم تصنيفيٍّ ينأى عن النقد لاعتبارين اثنين: أما أولهما فإنَّ القصيدة الخليلية، وليس العمودية، لأنَّ ما يكتب الآن، تناظريا، لا يشبه القصيدة التراثية في التزامها بعمود الشعر العربي في عناصره السبعة، ولا يمكن أن يشاكلها بناءً موضوعاتيا وفنيا، إلا أن يكون إعادة إنتاج تقع خارج دائرة الشعر، وأما ثاني السببين فيتمثل في سذاجة الاعتقاد بتنافر بين الأشكال الكتابية للشعر، وفي وهم رسخته كتابات «حداثية» بكون النصِّ التناظري، في الشعر، متجاوزا وغير خليق بالراهن من القول الشعري. لستُ مهتمًّا «باحتفالية الكتابات شبه النقدية»، إذ أعرفُ مساربها جيدا، بحكم احترافي الصحافة في وقت مبكر، وباعتبار أنني أكتب وفق ما أرتأي، فإذا أقبل عليه المتلقي أو لم يُقبل فذلك شأنه، وإذا قبله «المشتغلون بصرافة النقد» أو لم يقبلوه، فلهم ما ينظرون. ولن ألجأ إلى «تواضع كاذب بلغة صديقي عبد الجبار السحيمي رحمه الله» فأزعم أنني لا أعرفُ القيمة الحق للذي أكتب شعرا في كل أحواله ومقاماته، من الخليلي إلى الهايكو، وإلا كنت أردتُ بي خيرا، وأقلعتُ عن صحبة الشعر مكتفيا بما لديَّ، وما هو بقليل. أما الحرجُ فممسوسٌ به المتصرفون المنصرفون إلى «نقد الشعر المغربي»، والغبنُ ما كانَ لي، إذ وضعي الاعتباريُّ يدرأ عنِّي توابعَ وزوابعَ ليستْ إليَّ.

■ تجاور في قصيدتك بين العمودي والتفعيلي، وتجترح أشكالًا من الوزن والتقفية والتدوير متنوعة ومتراكبة، هل هو انتقالٌ لزمن الذات الشاعرة من ملفوظ إلى آخر؟ أم الرغبة في تجاوز دائم لشكل معطى ومقرّر سلفًا؟
□ أزعمُ أنني قارئ شعرا يكتبه الآخر المعاصرُ محليا وعربيا، وأزعمُ أن لا تفرقة تتملكني بين المقترحات الشعرية، وقد أزعم أنني أقرأ شعراءَ لا أطمئنُّ إلى ما يكتبون، وما ذاكَ بالغريب؛ إذ مقاربتك النقدية للذات تتأتى من قراءة ما لا تطمئنُّ إليه؛ حتَّى تنزع عنك الاعتياد، وكي تعرج إلى البريَّة تطلبُ الوحشة النَّصية في جراب العابرين. خرجتُ إلى البرية، حيث بدائية الأشياء، ومزجتُ السراب بجبل اتخذه طلابا شعراء قبلُ، وكانوا يتوكَّأون، إذا أجبلوا، على اليد المقبوضة لعلها تنبسط، ولعلهم إلى ما طلبوا بالغون كمْ «تسكعتُ» في أروقة الشعر، وفي أرضيه غير المنظورة، عقودا تسكعا قرائيا وإنجازيا، وكمْ توضأتُ، بضوء الكلام، بين عربيٍّ وغربيٍّ، إنْ في لغته وإن مترجما، وكمْ أمسكتُ بي أسألُ إذا راعني ما تيممتُ، وما تيمنتُ به، وما أممته حتَّى اقتربنا فاغتربنا، أكنتُ إلى شعر أنا، أمْ أنَّ الذي بلغني ما كان من الشعر، وكمْ تزاورتُ عنه وازوررتُ حتَّى عهدتُني غيرَ مقتدر عليه، وكمْ ألممتُ به طارقا أعتابا وخارقا أبوابا حتَّى أجهدتُني فإذا بي أتحيَّنُه، وإذا بي أتبيَّنُه وقدْ آبَ إليَّ وأبتُ إليه صورا ليستْ لنا، قبلُ، وقدْ صرفنا الوكدَ إلى تخيَّرٍ ما كان لنا مطلعا ومقطعا. لا شكلَ للشعر. بذا يكون زنةً وقد لا تكون له. يكون تناظريا وتفعيليا وتدويريا ونثريا، وقد يكون أفقا لا أفكِّر فيه الآن، فالشعرُ لا يُفكَّرُ فيه. ليس إلهاما في اعتقادي، ولكنَّه شيءٌ ما يتمازج فيه كلُّ شيء بكلِّ شيءٍ. أجرِّبُ مختلفَ مضائق جنونه ولا أخشى الفشلَ ولا أتهيَّبُ التَّلقِّي. أجرِّبُ لأظلَّ في أرض الشعر، وليس للتَّخطِّي والتجاوز، إذ توخي ذلك يفترضُ نماذج عليا للكتابة. لا نماذج عليا لي. هناك تجاربُ تراثية ومعاصرة، وثمة مقترباتٌ إنجازية من الشعر، عربية وغربية، وهنا ذاتي أنا بكل حَمولتها المعرفية، وبكلِّ ذوائقها التفاعلية مع تلك المقتربات؛ لكنَّها تظلُّ، في أتمِّ زينتها، إذا استدركتُ عليها بالصَّدى تناصًّا بالغا أقصى مستوياته النقدية بالحوار.
التخطِّي والتَّجاوزُ فريتان ليستا من النقد في شيءٍ، فما هما إلى مصطلحه، وما هما يدلان على استبطان قرائيٍّ للكتابة الشعرية منْ حيث هي استئنافٌ، ومنْ حيث هي تنادٍ وتصادٍ، وما هما إلا استنباتُ ما ليسَ مخصبا تأتَّى من نقدٍ تلبَّسَ سمتا أيديولوجيا في مقاربة التراثِ قراءةً استبدَّتْ بها رؤية منبتَّةٌ عن ماهيته وعن جوهره. هكذا أزعمُ.

■ في أعمالك الشعرية، بما فيها تحديدًا «هو العابر الرائي» و»وصايا لا تلزم أحدا»، تهتمّ بمسألة البناء واللغة أكثر من اهتمامك بالأغراض والثيمات، كما أنّك تفتحها على نصوص شعرية غائبة عربية وأوروبية. هل يمثّل هذا رهانًا على الاختلاف من داخل خيارك الوزني خاصة، والكتابي بعامة؟
□ لعلَّ الشعر لغة، ولعله البناء؛ بل لعل َّالكتابة هندسة المعنى في اللغة. هذه اللغة تحملُ احتمال اقتراب من الكلام. يتكلَّمُ الكلام، قال هايدغر، حين يحملنا الصَّمتُ إلى اللانهائيِّ منْ خطونا الهاجس بالآتي. لستُ أهتمُّ باللغة إلا كونها ما أملكُ، تركيبيا، من البذر الكلامية شيءَ لها ارتحالا مراوحا بين الشعر والنثر، وإلا كونها جسدنةَ الذات في اقتراف الوجود. هيَ لي، ولكنها لا تشبهني، وهي لي، ولكنها تختلفُ إليَّ بكلِّ إهابٍ غير مرتقبٍ؛ وهي ليستْ لي، ولكنَّها تقلِّبُ تربة كينونتها كلَّما ابتدرتُ لأكتبَ، كما هيَ الحالُ الآن، وكلما انزويتُ خشيةً من الكتابة وأبجديتها المراوحة بيني وبيني. لا كلام شعري بدون موضوع، ولا كلام شعري خلوا من غرض، بلغة النقد العربي القديم، بل إنَّ اللامعنى معنى؛ من هنا أعتقد أنَّ في مختلف الدواوين التي أصدرت، بما فيها الديوانان المشار إليهما، خطابا، وإلا فذلك الكلام الشعري إذا لم يكن هذيانا فهو إليه أقرب، وهو به أنسب. أعتقد أن من مهام النقد تجلية ذلك إذا كان هنالك نقدٌ. لا خريطة للشعر. الشعرُ كونيٌّ. لا لغة للشعر. للشعر كلُّ اللغات. كلُّ شيء في الكون للشعر؛ حتَّى تنفس الحجر، حتى غنج غيمةٍ، حتى انحناء كهفٍ، حتى وقوف النهر على حافة الشجر، حتى خروج الغابة لقضاء يوميها العادي، حتى كل شيء. كلُّ شيء للشعر. الشعرُ تاريخ. ليس الشعر جغرافيةً بمسالك وممالك، وبأقاليم وأقانيم. الشعرُ للشعر. أقرأ الآخر الشعريِّ، في أصوله، وأقرأ ما يسعفُ مترجما منه. لا أكتفي بالشعر. قارئ الشعر مفردا منذورٌ لعاصفة الخطى المتشابهة. أفتح يديَّ لتضمَّا السَّعة المعرفية، في تضادِّها المؤنس المؤسس. هل أراهن على اختلافٍ من داخل الوزن ؟ هاجس يندُّ عني لأمرين: أولهما عدم رهاني على أيِّ شيء، فالرهانُ، في مجتمع شبهِ أميٍّ، ثقافيا، توهُّمُ إنجاز، وثانيهما أنَّ أيسر ما في كتابة الشعر الزنة العروضية حدَّ عدم إيلائها أكبريةً عند بعض نقادنا العرب، ومنهم جار الله الزمخشري في كتابه « القسطاس في العروض «، وبذلك ما أقلَّ الشعر غير التقليدي في الموزون منه، وما أكثره في المفرغ منه في بحر عروضي. لمْ تأت الجدة في الشعر المعاصر بضيق من الوزن، بل وردتْ من الاختلاف المعرفيِّ والجماليِّ، إلا أنَّ غيرَ الناظرين، بعمق، إلى شعرية القصيدة المعاصرة، نزلتِ الانفلات عن الوزن منزلة تتجاوز حجمه.

أكتبُ لأكونَ أنا فقط

■ هل للقصيدة العمودية التي تُحسب عليها، من معنى في سياق الحداثات الشعرية المتعاقبة منذ عقود؟ وهل لا يزال التراث ملهمًا للشعرية المعاصرة في وقت صعود الموضات وصيحات «قتل الأب»؟ وبم تُفسّر عودة هذه القصيدة بين شعراء شباب موهوبين ومُجدّدين؟
□ لا تكون الحداثة إلا في ضوء تحولات بنيوية للمجتمع، سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية، فما هي بمنفصلة، ولا كانت استحداثا شكليا. منْ هنا، عن أي حداثة يكون الكلام؟ وما علاقة ذهاب أو إياب القصيدة الخليلية بالحداثة والكتابة الشعرية، في فرنسا تحديدا، تتراوح بين مختلف الأشكال، وقد مرَّ أكثر من قرن على إرهاصات قصيدة النثر؟ وفيم عدم اقتدار الشعر العربي المعاصر دفع الخليلي منه ؟ ولمَ لمْ تستأثر قصيدة النثر بالصدارة مفردة منذ أربعة عقود في المغرب؟ الشِّعرُ مقترحاتٌ، وعلى هذه الأرض متَّسعٌ لمختلف الأشكال الكتابية؛ مثلما كان في الشعر العربي القديم مستودعٌ لمجمل الإنجازات الشعرية، وإنْ توشيحا وزجلا، وإنْ مهرا للشعريِّ بالنثريِّ في التَّرسل وفي المقامات. قلتُ في كتابي: «في بلاغة القصيدة المغربية» إنَّ القول بالقطائع في التجارب الإبداعية وهمٌ كرَّسه اندفاعٌ غيرُ نقديٍّ منتصرا لمستطرفِ ضدا على كل متلدٍ، وأنَّ المجاطي والخمار شاعران يسكنها عمق التراث البنائي للقصيدة في النصوص المتحررة من البنية التناظرية، وقد أعدتُ قصيدتين إلى نسخها النظمي الخليليِّ؛ وقلتُ، منذ عقدين، لمحمد الأشعري في حوار نقدي صاخبٍ حول القصيدة العمودية: بأيِّ دليل نصيٍّ تعتقد موتَ القصيدة العمودية في المغرب؟ ليست القصيدة الخليلية المكتوبة، راهنا، في المغرب وفي البلدان العربية، تقليديةً، بفعل لبوسها الثقافي الحديث، وبحكم تقنياتها التركيبية المختلفة عن «عمود الشعر العربي»، ولأنَّ أصحابها ذوو إلمام قويٍّ بالشِّعرين العربي والغربي، تراثا ومعاصرة، ثمَّ لأنهم مقتدرون على كتابة الشعر بكافة الأشكال والصيغ البنائية والتعبيرية. منْ هنا التفاتُ الشعراء الشباب إلى الصورة التناظرية للقصيدة، من حيث إن الكتابة تؤسسها القراءة؛ وفي اعتقادي فالشعراء القادمون أقوى من سابقيهم، وأشدُّ من المتقدمين عليهم سعةً معرفيةً وجماليةً، وهمْ القادمون، شعراءَ، يكسبون الشعر المغربيَّ هويتَه الكونيةَ التي تتجاور فيها الشراكة الثقافية / الإبداعية الإنسانية.

■ ما رأيك في قصيدة النثر التي تكتب اليوم؟ وإلى أي حدّ تتفق مع من يقول بأنّ الأفق الشعري الجديد آل إلى قصيدة النثر كشكل نهائي؟
لا شكلَ نهائيًّا للكلام الشعريِّ. كيف هي قصيدة النثر عند العرب؟ وبأي زيٍّ هيَ المغربية منها؟ لا يختلف الباحثون، دون اطراح لقصيدة النثر مقترحا شعريا، في كون نصوصها ذات ندرة. لا يكفي إسقاط الزنة والتقفية لكتابة قصيدة نثر. أعتقد أنها، موضوعاتيا وتركيبيا وإيقاعيا، أكثرُ جسارة من كتابة التفعيلية منها، وأحدُّ صلابة من الخليلية. نقرأ شيئا نثريا، وقد سماه أحد الباحثين « النثريلة «، ونقرأ شيئا بين الشعر والنثر، في معظمه، وقد نلفي أنماطا منه بتقفية، وقد نجد ألوانا من الاسترسال علما أن التكثيف والاختزال خاصيتان جوهريتان في قصيدة النثر. لعلِّي أقول: لوْ أننا منكبُّون بحثا عن أفق ثقافي عربيٍّ.

■ في سياق اهتمامك الأكاديمي والنقدي، كيف تنظر إلى الشعر المغربي راهنًا؟
هذا سؤال يستوجب تناولا نقديا موسعا، ولكنِّي مختزلٌ قولا بالإشارة إلى تحولات حقيقية يعرفها المشهدُ الشعريُّ المغربيُّ، وإلى إبدالات تتجاور وتتحاور، بفتنتها، الأشكالُ، وإلى تجاوز للمكتوب الشعريِّ الوطنيِّ. من المؤسف الإعرابُ عن كون الشاعر المغربيِّ يتيما فلا آباءَ له، وذلك منذ ابتدأ المغرب يقول شعرا، ومن الجُرم الثقافيِّ / النقديِّ ألا تتمَّ مواكبة هذه الكتابات بالقراءة الجادة، وألا ينظر إلى التَّراكم غير المجدي بقولة حقٍّ: ما هذا بشعر.

■ هل لك طقوس وحالات مخصوصة في كتابة القصيدة؟ وهل تعود إليها من أجل تنقيحها وإعادة كتابتها؟ وهل غيّرت حوامل التقنية الجديدة علاقتك بمفهومات النص والكتابة والتلقي؟
□ وقتُ القصيدة كلُّ الوقت. حالاتها أحوالٌ. كتابتها فعلٌ إراديٌّ كما قال ادغار ألان بو عن قصيدته «الغراب»، وكما قال بول فاليري في « variétés»، وكما قال آخرون. أعتقد، في ضوء البحث العلمي، أنْ حديثا عن الطقوس، من قبل المبدعين، ممارسة إغوائية على التلقي، ومن باب «جدلية الخفاء والتجلي». الكتابةُ الشِّعريَّةُ تشبهُ رشفَ الشَّاي بعيدا عن الجلبة.
لا شكَّ أن التقنية الجديدة فعلت أفاعيلها في كل مشتغل بالثقافة. الفضاءُ لا فضاء. لمْ تتَّسع الرؤية لكنَّها لطفتْ من غلواء ضيق العبارة.
أصبحت الكتابة واجبا يوميا، ولمْ تعدِ الحاجة ملحة إلى تحكيك القول الشعريِّ، لأن الرقن حول الرؤية من الجزء إلى الكلِّ، فأنتَ تكتبُ وفق القراءة بالقهقرى. لم تعد الصفحة بيضاء. أصبحَ كلُّ المدى أبيضَ. التنقيح كتابةٌ ثانيةٌ للنصِّ. أعتقد، مثلَ السرياليين، أنَّ الكتابة الأولى أقوى دون أن تكون آلية.



* القدس العربي
Jul 25, 2017
 
أعلى