ادواردو غاليانو - ألعاب الزمن - ت: صالح علماني

يقال عن القائلين ان صديقين كانا يتأملان ذات مرة لوحة رسم وكان الرسم – ومن يدري لمن هو – اتياً من الصين رسم حقل ازهار في موسم الحصاد

احد الصديقين – ومن يدري لماذا – كان يصوب نظره الى امرأة ..واحدة من نساء كثيرات في اللوحة يجمعن زهور البرقوق في سلالهن.

كان شعرها المنفلت يهطل مطرا على كتفيها. واخيرا بادلته هي النظرة ثم افلتت سلتها ومدت ذراعيها – من يدري كيف – واخذته اليها.

استسلم هو للذهاب – من يدري الى اين – وامضى مع تلك المرأة الليالي والايام – من يدري كم منها – الى ان انتزعته ريح قوية من هناك واعادته الى القاعة حيث لايزال صديقه واقفاً قبالة اللوحة.

كانت قصيرة جدا تلك الابدية حتى ان الصديق لم ينتبه لغيابه .ولم ينتبه كذلك الى ان تلك المرأة وحادة من نساء كثيرات في اللوحة يجمعن البرقوق في سلالهن ،صار شعرها الان مربوطاً فوق رقبتها.



إدواردو غاليانو
 
أعلى