تعريف محمد عبدالحليم غنيم - إدجار آلان بو.. قصة قصيرة ذات نهاية مؤلمة ( 1809 م-1849م )

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

في خريف عام 1833 في مدينة بلتيمور فاز شاب وحيد لا أسرة له ولا رفيق , حظه من الفقر مثل حظه من النبوغ العظيم , بجائزة قدرها خمسون دولار لقصة كتبها , فقوى هذا الفوز في نفسه ما وطن عليه العزم من اتخاذ الكتابة حرفة له , كان ذلك الشاب هو الكاتب المعروف فيما بعد إدجار آلان بو .

ولد بو في بوسطن عام 1809 لأبوين يعملان بالتمثيل , وكانت لأمه شهرة واسعة في مسارح المدينة ومسارح ريتشموند وبلتيمور وفلادفيا ونيويورك , ومع ذلك هجرها زوجها حتى أدركها الموت وهي في شبابها , ولما يبلغ بو الثالثة من عمره , فكفله [جون آلان] أحد تجار ريتشموند , وكانت زوجته أكثر برا بالطفل , فأغدقت عليه عطفها , ثم اصطحب الزوج والزوجة الطفل بو إلى إنجلترا , فقضى الفترة بين عامي 1815 و1820 يتلقى العلم في مدارسها .

وبعد العودة إلى أمريكا التحق بو بجامعة فرجينيا عام 1826 , ولكن الأب آلان لم يسخ في الإنفاق عليه , كما تدل على ذلك رسائل بو إليه , التي كانت تفيض بالسخط والمرارة , فاضطرته الحاجة إلى الاقتراض بل إلى المقامرة للحصول على بعض المال لمواجهة أعباء الحياة في الجامعة , ولكن سوء الطالع كان دائما يلازمه , فكلما قامر تراكمت عليه الديون , ورفض آلان في الوقت ذاته أن يؤديها عنه , وأبى عليه أيضا أن يواصل دراسته , فانقطع عنها ولم يكن قد أتم فيها عامه الأول , ومنذ ذلك اليوم اضطربت حياة إدجار آلان بو , ففشل في دراسته وترك الجامعة نهائيا , وساءت العلاقة بأبيه بالتبني , ثم انقطعت تلك العلاقة , واستقر رأي بو وكان في الثانية والعشرين على أن يعوَل على قلمه لكسب قوته , ومنذ عام 1835 بدأ الاشتغال بالتحرير الأدبي في المجلات , ثم ظل يزاول هذا العمل بقية حياته .

نجح إدجار آلان بو صحفيا ومحررا كفئا , واستقرت حالته المادية , فتزوج في ربيع 1836 من ابنة عمته فرجينيا كليم وكانت في الرابعة عشرة من عمرها , وفي عام 1847 توفيت زوجته , فأشاعت هذه الوفاة في نفسه شعورا أليما بالوحدة , جعله يتوق إلى صحبة امرأة تشاركه حياته , فداعبه الأمل أن يجد فيها ما كان ينشده في النساء منذ ماتت أمه من عطف ورعاية , ولكنه أصبح رجلا قد نال منه الإعياء , حائرا مضطرب الوجدان , فجعل يتنقل بحبه من امرأة إلى أخرى .

كانت حياة بو شديدة الاضطراب بعد أن توقف عن العمل المنظم عام 1846 , وازدادت هذه الحياة اضطرابا وبؤسا بعد وفاة زوجته عام 1947 , واستمر الاضطراب والبؤس والمرض والشرود , إلى أن انتهى به الأمر أن وجد في إحدى حانات بلتيمور ثملا فاقد الوعي , شاحب الوجه متورمه , شعره أشعث , وثيابه متسخة ممزقة , فنقل إلى إحدى مستشفيات تلك المدينة , وظل بها أربعة أيام على حافة الموت , تصدر عنه عبارات تنم عن ندمه الشديد على تركه زوجة وراءه ، وحوار مع أشباح على الجدران , ظل يهذي بها حتى قبيل وفاته بدقائق في 7 أكتوبر عام 1849 , وهكذا كانت قصة " أبو القصة القصيرة " في العالم إدجار آلان بو .

[SIZE=5]دكتور / محمد عبد الحليم غنيم [/SIZE]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى