دراسة جميلة مصطفى الزقاي - البُنى السردية وروافدها في رواية "كل من عليها خان" للسيد حافظ

كتابة كلها جدة وأصالة لا عهد للقارئ العربي بها؛ إذ قوض الكاتب الثالوث المحرم-الدين والسياسة والجنس- ليصير ثلاثيا مستأنسا طبيعيا يتماهى بجسم الرواية "كل من عليها خان". فبنى وأسس لا بناء روائيا يحوي نصوصا متداخلة لم يستأذن في عقد القران بين الأجناس والنصوصية...إذ الرواية روايات تتولد من وطن كسيح، وتاريخ مجرم وذات تلهث في كل الاتجاهات، لكن المحرض الأساس في تحريك الحدث الروائي الجديد هو "مصر" العظيمة ومصر العبيطة "...
الصفحة الواحدة تشي بأكثر من نص، والصفحة الواحدة قد تنشطر من جوانيتها على الدراما والتأريخ و.... والنفس اللوامة بأسلوب شعري آسر.يجد القارئ به التريض والراحة والسفر على أجنحة القوافي والأوزان المطردة التي تحوي شجنا وعشقا، فيأسر الكاتب الرائي القارئ بسحر ترويض الحرف بعبث ومشاكشة وجرأة لا نظير لها، مع أن التقديم كان بارداً فاتراً نوعا ما، لكن سرعان ما اتقد وشحن أفق انتظار القارئ الذي يبدأ غريبا عن النص فيتملكه بسلسلته الدوالية التي على الرغم من تفكك بناها السردية تشكل شبكة غريبة حلقاتها تبعث الحيرة والدهشة، وأحيانا يفقد القارئ الخيط السردي فيضطر لإعادة كرة القراءة ، لكنه لا يضجر من إعادة القراءة لأنها تهدهده بخطابات مختلفة على غرار المسرحية والسيناريو بل حتى الفسح الغنائية لسيدة الطرب العربي أم كلثوم والفنان المتفرد محمد عبد الوهاب وغيرهما..
حتى لكأن الرواية تبدو مجنونة سافرة بثوب مومسات متعطرات بالمسك والعود، ماسكات بأيديهن صولجانا وسيفا تحاكمن به الوطن والتاريخ والذاكرة العربية الإسلامية. هذا الوطن الذي غاب عنه إنصاف المبدعين الذين لا همّ لهم غير السعي لقلب موازين الفساد السياسي الضارب بجذوره عبر تاريخ الأمم، لتتبوأ أوطانهم المرتبة التي تليق بها. فكيف يقابل تفاني المبدع من أجل وطنه بالجحود والنكران؟ !
بعد بداية فعل الكتابة مباشرة يصير قارئها عبدا لها مسلوب الإرادة أمام كم هائل من المعلومات، التي تتعدد قنوات تبليغها بتشكيلة تعبيرية تتدفق شعرية إيقاعية ترقص على أنغامها دلالات عميقة حارقة ذات أبعاد تجل عن الرصد مرفوقة بأمثال شعبية حارقة. ومن الحشد الموضوعاتي الذي طُرق بهذا العمل الفقر والهجرة السرية ومعاناة المصريين بدول الخليج، والتركيبة الاجتماعية والدينية الهجنة بمصر، والأيديولوجيات السياسية المريضة ناهيك عن الحشاشين وغيرها من المواضيع...
ومن الدلالات والمدلولات الإيحائية إلى العدد الذي كان له نصيبه بـ "كل من عليها خان" ويتعلق الأمر بالعدد "سبعة" الذي استغل حقيقة ومجازا وحقيقة وخيالا، فأسهم في جمع شمل حقائق وأحداث ألّفت بين ما هو ديني وما هو دنيوي. فالسبعة التي تصدرت المقام تيمنا وبركة بالكلم المبين، كذا لتماهي المقدس بالمدنس من خلال سبع سنوات عجاف عايشها النبي يوسف عليه السلام والتي عكست سبعا أخر عايشتها مصر في عهد المستنصر؛ فنم عنها فظائع يعاف اليراع وصفها ومسحها وذكرها...
حقائق عفّ المؤرخون عن ذكرها أو مروا عليها مرور التقصير ومحاولة النسيان، فعرجوا عليها في سطر، بينما أبى المبدع السيد حافظ الذي لم يتورع بكل موضوعية عن ذكر الحقائق التاريخية الدامية المتعفنة القذرة التي تخص هذا المنبت الذي كرس له قسطا وفيرا من كتاباته علاوة على روحه وأناه؛ هو الذي ذاق مرارة الغربة عن مصر فأرادها ويريدها أن تعاف أثوابها البالية لتنطلق بنفس جديد ومتجدد. وكأنه من خلال إماطته الغطاء عن تاريخ عاهر يفصح أن لا جرم متعمد لهذه الأرض التي لم تختر ماضيها مثلما لا يختار الإنسان والديه، وهما اللذان يربيانه على الفطرة فيسلمانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يهودانه...
"السبعة" اعتلت كذلك العناوين التي ألفها القارئ عنوانا واحدا كما تعود التهميش والغياب في السيرورة الحكائية السردية، لكن "كل من عليها خان"جعلته شريكا فعليا منذ الاستهلال حين عرض عليه الكاتب انتقاء عنوان من سبعة عناوين فكان استهلالا بنضح جدة ويعلن عن أسلوب لا عهد للرواية بين الأمس واليوم يه. ولئن قُتل المؤلف عند رولان بارت وقد منح الحظوة للقارئ على حساب المؤلف في كتابه لذة النص وغيره ، فإن المبدع السيد حافظ قد أعلن الوفاق والمشاركة إلى حد المخادنة مع القارئ الذي يلتمس منه بطريقة لبقة ومؤثرة أن يختار عنوانا من بين سبعة عناوين كلها وظيفية وتعبيرية لكن الأولوية لـ ("كل من عليها خان" هذا العنوان الشرعي الذي اكتسب أحقيته وقد تردد هو وأقرانه لكنه برز أكثر من غيرها لموافقته للمضامين المشفرة .
تجدر الإشارة إلى أن الرقم"سبعة" صاحب المسرحيات القصيرة جدا، ولازم الحكايات عن تاريخ الاسكندرية، علاوة على سبع جيران وغيرها... هو العدد الفردي الذي كان سليل المرجعية الدينية والتراث الحكائي الشفهي العربي. فاتخذه الكاتب شِفرة أسعفته بمساره في ثنايا ("كل من عليها خان) "متسلحا بحبه المستميت لمصر.
عشق الكاتب لمصر من عشقه حتى الثمالة لشخوص عمله الذين قد يفضلهم على نفسه، فتلفيه يطلق لهم العنان والحرية في التصرف والتفكير، وتراه يسايرهم ويزج بهم في المطبات بحسب أمزجتهم وإيديولوجيتهم ونزواتهم، فمنهم النساء اللواتي حملهن فعل السرد بجدارة من بداية العمل إلى نهايته؛ فمن العفيفة التقية "وجد" إلى الجارية المطيعة الطاهرة التقية النقية الوفية ّ"جميلة" إلى السيدة ذات الجمال الأخاذ والفحولة الرجولية "فجر"...إلى الخائنة العاشقة اللئيمة "سهر" إلى الراوية الذكية "شهرزاد" والكاذبة الفاشية للأسرار المألبة على الظلم والجبروت.ولئن سخر كاتب ياسين الجوقة النسائية بجثته المطوقة فإن السيد حافظ منحهن سلطة السرد والحكي وقلب موازين الحكم ومقاليد الحكومة من الأسوإ إلى الأحسن ومن الضياع والتوهان إلى التغيير والثبات...
وإذا تعلق الشأن بمرتبة الرجال في السلطة الحكائية فقد وظف شخصيات تباينت سلوكا وفعالا وخلالا ؛ فمن نيروزي الذي يمثل الآخر في مصر حبا فيها ونقلا لفكر طائفي أرسى مقاليده بالخلد المصري، إلى فتح الله شهبندر التجار الذي كان الزوج المحب والمصدق لتراهات الشعوذة والحامل لفكر أهواء الاستغلال والاستدمار فكانت نهايته شبيهة بنهاية الطغاة والجبابرة ماضيا وحاضرا وعربيا وغربيا. نهايته المفجعة تضارع نهاية رب العمل على يد عمال المناجم الفرنسيين الذين عرضهم إميل زولا بروايته"جيرمنال" التي توجها بانتصارهم وانتقامهم من صاحب المصنع الإقطاعي بإخصائه والظفر بعضوه التناسلي، وهم يهللون بانتصارهم على الظلم والجبروت الذي أذاقهم إياه بالمناجم مضرجا بالفحم الذي أتى على صحتهم وكينونتهم.
السيد حافظ يحيلك على كوكبة من الروائيين الذين قد يتقاطع معهم تناصيا، لكنه قوض بناءهم الروائي الكلاسيكي التقليدي فأقام لنفسه بناء حافظيا بامتياز، لكنه ليس اعتباطيا بل مؤسسا. ولئن كانت فاطمة قالير الكاتبة الفرنسية الجزائرية قد تبنت الرواية والقصة أولا ثم المسرحية ثانيا فتلفي النسيج السردي بمسرحياتها يطغى على الأفعال، والحوارات الدرامية التي يثقلها الوصف الدقيق للشخصيات التي تبنيها على تؤدة وحيطة وحذر، فإن السيد حافظ كرائد للتجريب بالمسرح العربي لا يثقل كاهله بناء بتمرده على الأعراف الروائية التي سنها رعيل من الروائيين قبله. لذلك تجد تلك المسرحيات القصيرة التي تخللت "كل من عليها خان" في منتهى التكثيف الدرامي الذي يحرض الذاكرة الصورية للقارئ فتنقله مباشرة إلى الخشبة ليعود به ثانية إلى الرواية ضمن توأمة مسرروائية متتالية لا تنتهي إلا بنهاية العمل ...
بقي المؤلف وفيا لخلفيته وحمولته الإبداعية ولثقافته الموسوعية؛ حيث لم يغفل كتابة السيناريو وفق مشاهد تحتفي بتحديد الزمان والمكان لتعرض حيثيات المشهد وحواره بعد ذلك، فازدانت وتيرة السرد بهذه التقنية الخفية "كتابة السيناريو"التي بدت طيعة مرنة بين أنامل لا تعرف عجزا أو تقصيرا. كما كان لسيد الفنون والأجناس وأقربهم إلى الإحساس والأنا المنفعلة الحالمة "الشعر" الذي فتح صدره ليستوعب البناء الروائي المتمرد عند السيد حافظ على باقي الأجناس، فيصاحبها بأريحية جمالية لا تسمح بتسلل الكلل أو الملل إلى المتلقي، عدا بعض المحطات القليلة التي رُجح فيها السرد التاريخي على لسان نيروزي مفضيا بها لوجد وهما خليلان عاشقان، فبدا هذا السرد مقحما نوعا ما وقد نغّص لحظات الصفو التي من الأرجح أن تجمع بين الحبيبين المتلهفين للقرب والوصال...!!
يرى راي Ray A . أن السردية هي الخاصية المجردة للجنس السردي، ويقترح إمكانية قلبها من أجل كشف السردية في أي جنس لينعت هذا الجنس بالتالي أنه جنس سردي، ويخلص إلى كون كل من التاريخ والشعر سرديين شريطة أن يتوفر فيهما ذكاء سردي intelligence narrative بحسب بول ريكورPaul Ricoeur والذي ينعته فاي j .P .Fay بالبرهان السردي.
يعتري مصطلح "السردي" الالتباس بخاصة إذا ما أريد استعماله في مجال محدد هو السرديات أو علم السرديات narratologie، وبالرغم من ارتباط السردي بجنس الرواية، إلاّ أن هذا لا يمنع حضوره في أجناس أخرى، وهذا ما يكسبه التباسه وتميزه ويسمح بالحديث عن الأجناس غير السردية.
يتطلب إدراك السردي في الأجناس غير السردية ذكاء بغية كشفه، ولتحديد هذا المصطلح" سردي" ينبغي العودة إلى ما ينسب إليه من اشتقاقات لغوية مثل السردnarration والسردية narrativité .
وردفا على ما سبق؛ يربط المؤلف هنا ما بين السرد والرواية فيقول:" هي سرد والسرد يعني التاريخ والحكاية والزمن الإنساني واللغة الحية التى تملك الدهشة الشاعرية، وإذا أردت أن تكتب سردا أُكتب شعرا.. .وإذا نقُص ضلع من هذه القواعد لن تكون رواية بل حكاية ضعيفة.. قد تكون الحكاية الشفاهية والحكي الشفهي للرواية أكثر قوة وإبداعا من الحكاء الورقي، لذلك الرواية الورقية تحتاج للتحفز والدهشة المستمرة دائما لتكون قادرة على المواجهة والصمود."
فالرواية عنده سرد لصيق بالتاريخ والحكاية والزمن الذي يعايشه الانسان واللغة التي لها القدرة على إحداث الدهشة الشاعرية، حيث يتوئم فيما بين السرد والشعر معتبرا العناصر الفنية والأجناسية السابقة من ضلع الرواية وبدونها تفقد بنيانها وتصير مجرد حكاية باهتة بلا روح ولا جسد، كما رجح كفة الحكي الشفهي الذي يؤديه الراوي على كفة الرواية المكتوبة بدون عدتها الفنية البنائية، ويرى أن الرواية الورقية تبقى في مسيس الحاجة إلى التحفز والصمود إذا أرادت أن تبقى وتصمد أمام قريناتها. وفي ربطه بين الرواية والشعر يقر بطريقة غير مباشرة إلى ما يسمى ب"الشعرواية" وفي الحقيقة يحتاج الناقد في موضعته وموقعته لهذه الرواية إلى أكثر من مصطلح وإلى ما يفوق النحت قدرة على اختزال كم الفنون المصانعة في إحداث الدهشة التي أشار إليها الكاتب ولذلك يسعني أن أضيف مصطلح ا"لدرمرواية" !!.
يحدث أن يلتقي المتن بالهامش في المتن ليصير جزءا من السرد، وهنا يتماوج المتخيل الروائي في حضور وغياب مع الواقع اليومي ومع السيرة الذاتية للمؤلف، وهذا ما يضارع في المسرح مبدأ التغريب بكسر الجدار الرابع، لكن الجدار هنا جدار روائي يتهادى ويُقوَّض كما لو أنه يذكر القارئ –رفقا به- أنه بين دفتي متخيل، له أن يشارك بنسج خيوطه، وبالفعل أتاح له الكاتب هذه الفرصة التي لم يكن يحلم بها مع كاتب آخر ليصير شخصية من شخوص العمل؛ حين شارك في مقاضاة المؤلف على نبشه بالسطور المفقودة عمدا من تاريخ مصر، حتى بدا مؤرخا وأركيولوجيا لا يضيع أدنى وثيقة أو منحوتة ليصل إلى الحقيقة التاريخية مهما كان نوعها أو درجة أهميتها ! همّ الكاتب من همّ مصر وحياته قطعة من فسيفساء المعاناة والحرمان والتهميش والضياع ..تلكم المآسي التي يعايشها المبدع بإدمان إبداعي لا يعرف التوقف، ولعل ذلك التضييق يضاعف من إصراره على مواصلة مشواره في البوح والإفصاح دون تشكٍ أو إذلال.
الحكاية في "كل من عليها خان" حكايات؛ أو هي الحكاية بحضن أختها، ومن أحداث ووقائع هذه تتولد الأخرى فتنمو وتزكو متحدية المسرح في المسرح لبرنادللو، فتشكل بنى حكائية سردية تتوالد من بعضها لتخلق وتحافظ على وتيرة العمل الروائي وإيقاعه المتوثب الذي يشدك إليه بعطر حروفه وتراكيبه الناجمة عن خبرة طويلة بتقنيات الكتابة ومقاليدها وسننها التي تتغير من جنس إلى آخر.
والحكاية لابد أن تكون رصينة جميلة قادرة على احتواء الأحداث، وفي ذلك شاكل المؤلف كوكبة من الروائيين الذين رسموا حكاياتهم بذكاء إذ وبالعودة إلى الريبرتوار الروائي العربي لا غرو سنجد هؤلاء قد جادوا بنصوص قوية البناء محكمة السرد، وقد شحنوها بالمواقف الفكرية والسياسية والاجتماعية بذكاء، لكنه خالفهم جميعا بتفاوت في المضامين وفي البناء الروائي الذي خط لنفسه فيه نهجا سرديا لا يلتقي فيه بهم إلا نسبيا.
تعرّف جماعة "أنتروفيون ،’entre vernes Groupe d "مصطلح narrativité على أنه عبارة عن مظهر تتابع الحالات والتحوّلات المسجل في الخطاب، والذي يضمن إنتاج المعنى.
ويؤيد "كورتيس Courtes" هذا المنحى ليرى الحكي وثيق الصلة بالحكائية narrativité والفاصل بينهما يكمن في كون الحكي ينتقل من حالة إلى أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تحوّلا من وضعية أو حالة إلى وضعيات أخرى بصفة متتابعة.
كان حمل الحكاية في "كل من عليها خان" قادرا على الامتزاج بالخطاب القرآني في تناص ديني لجأ إليه الروائي ليدعم الحدث ويخدم الحبكة، بله عن استعانته به ليكون حجاجا وآية يشهرها ليثبت منطقية أحداثه. والتناص الديني بمرجعيته الثقافية ومخزونه الغني الثر، فكان لفظيا كما كان معنويا. من اللفظي وظف قصة قابيل وهابيل وآدم وحواء وقصة يوسف عليه السلام. أما المعنوي فيتمثل في توظيفه لآيات من عروس القرآن "الرحمن".
يسع القول في الأخير إن البناء الروائي لـ "كل من عليها خان يتطلب قراءة واعية لأن الانتقال من السرد الروائي إلى الحكاية الأصلية والارتكاز على التاريخ مخضبا بالسياسة الماضية التي تحيلك على واقعها الآني ثم الرجوع إلى الهوامش الإحصائية لرتب مصر دوليا ..والرجوع في الأخير إلى الحكاية قد يعيق متابعة القارئ العادي لوتيرة الأحداث لكن ما يشفع لذلك هو تلك الجولة المحفوفة بحمولة ثقافية تاريخية وسياسية دسمة ينتشي بها القارئ مرهفا إحساسه للأسلوب الشعري للكاتب وصدقه الحكائي ونقده الذاتي اللاذع، وبدا الكاتب حريصا بهندسته للبناء الروائي على أن يحافظ على قارئه الذي دلّله وأمتعه وقزّزه وروح عنه ...وفي ذلك كله أفلح في فتح باب السر للرواية التي فض بكرتها لتعيش حياتها بحرية، وقد أخرجها من سطوة الأقدمين ويسر على الكتاب ولوج دهاليزها، لكن ذلك لا يعني أنهم سيفلحون في محاكاة أسلوبه علما أن"الأسلوب هو الرجل نفسه " –بحسب لوفون- فيبقى بناؤه الروائي سهلا ممتنعا وهو عبارة عن فسيفساء حلزونية تشد القارئ من عرقوبه ليواصل قراءة المؤلف بلا هوادة.


د. جميلة مصطفى الزقاي
أكاديمية وباحثة من الجزائر.


د. جميلة الزقاي
 
أعلى