شيرين عبد الله - الخوف من عار موهوم

لماذا يخلقنا الله في أحسن تقويم ثم "نتفذلك" ونقطع من لحمنا؟

البظر.. تلك القطعة الغالية التي يمارس بعض الأهل سلطة امتلاكهم للأبناء فيستأصلونها دون تفكير في أصل أحقيتهم لممارسة ذلك الفعل أو لا.. حسبهم ما وجدوا عليه آباءهم والخوف من عار موهوم.

أحب أن أعقد مقارنة أولى بين فتاة فقدت أعز ما تملك وهي في الحادية عشرة من عمرها، وفتاة شبت على العزة والفخر.. وأعز ما تملك الفتاة ليس أنوثتها فقط.. بل أتحدث هنا عن ثقتها في أمها.. كيف تلقي بي أمي للبؤة في منتصف الغابة لتنهش الأخيرة لحمي؟ أي أمومة تلك التي لا تتراجع فيها الأم عن آلام ابنتها.. كيف تكون صدمة الفتاة في مصدر الحنان الكوني بالنسبة لها وهي الأم؟ أرى أن العلاقة بين الابنة وأمها تختلف كثيرا قبل الختان وبعده.. أقارن ذلك بنموذج عاصرته وهو لأم أخذت بالحق وخلت بابنتها في حوار عنوانه الرقي لتشرح لها ما هو الختان ولماذا يفعلونه وسألتها بعدها هل تحب أن يُفعل بها؟ الأم هنا كانت واعية بأن الأنثى مدينة عتيقة لا يمكن أن نسرق آثارها.

مقارنة ثانية بين رجلين.. أحدهما يحب في امرأته عشقها لذلك الجزء من جسدها ومصارحتها له أنها تحبه لأنه سبب متعتها.. يبدأ منه علاقتهما وينتهى إليه ولا يسكت عن الكلام معها عما تحب.. والآخر يتوه كثيرا كل مرة في جسد امرأته .. كالذي يحاول أن يجد سلما ليصعد عليه ليركب حماره.. بينما كان من الممكن أن يقفز كفارس على فرسه المليح.

سأروي أيضا جريمة أبشع كثيرا.. أشتهي أن أفضحها في الحقيقة لنتداركها.. أعرف رجلا اعترض بشدة بعد زواجه من امرأة كاملة لم تختن في صغرها، وأصرَّ أن تجرى لها عملية الختان في العشرينيات من عمرها.. لا أتصور الضرر الجسدي والنفسي الذي حدث لها.. غير أني علمت بعد سنوات أنه لا يمر يوم بين ذلك الرجل وزوجته دون عراك وسباب واشتباكات بالضرب.. بئس مثلا لخليفة الله على الأرض ذلك الرجل.

في نهاية الأمر أود أن أؤكد على أنه لن يحسن مقامنا في هذه الدنيا إلا إذا اعتززنا بما خلقنا الله عليه.. وأنشأنا بناتنا على ذلك.. علموهن كيف يحببن أجسادهن، ذلك أفضل جدا.
 
أعلى