شعر إيروسي وديع آزمانو - فصل الجنس

ما الذي بين الكافِ و النون
غيرُ واوِ الغيبِ
غير انغماسِ الجسدِ في الجسدِ
واندفاقِ الماءِ المقدَّسِ
بين الفخذِ و الفخذِ
وانخطافٌ، يأخذكَ إلى فتنةِ الذهول
حيثُ تنهرقُ المسافةُ / في يديكَ
ويشتعلُ في الصَّحراءِ ،
مُطلقُ الأقاصي
وجمرةُ الحُلول
/
الجسدُ ؛ ليلٌ يُغوي / نهارٌ يفضحُ
وحدهُ الجنسُ ؛ برزخُ التحوُّلات
/
ولمّا خلقتني عاريا إلاّ من جِلدي
كان لا بدَّ من ليلٍ
أكتشفُ فيهِ ،
فاكهةَ الأعضاء
/
الجنس ؛ صراطُ الجسدِ المستقيمِ
نحو ،
جنَّةِ عَدْنٍ
/
الجنس ؛ تلاشي الخلايا العظيم
في جحيمٍ ليس بعدهُ جحيم
/
الجنس ؛ امتصاصٌ حيوي
لنخاعِ الوجود
/
الجنس ؛ هذا الصباحُ يهرعُ نحو الأبديةِ ،
شاحبةً ، تكفيها قطرةُ مَنيٍّ
لتنهضَ في فتوَّةٍ ضاجّة
/
الجنس ؛ وردةٌ تُزهرُ في أكثرِ الجثتِ تحنيطا
وماءٌ ؛ يسيلُ من ضلوعِ صخرةٍ
/
الجنس ؛ نظرةٌ ولهى / تقطرُ من ثديِ الحقول
/
الجنس ؛ استسلامُ الجسدِ للحظةٍ مجنونةٍ /
صرخةُ العدمِ في احتضارِ المجهول
/
الجنس ؛ معرضُ التُّحفِ النادرة
حيثُ الأخلاقُ ،
محذوفةٌ من تذاكرِ العرض
/
الجنس ؛ تخطيطُ الأشباح
راقدةً في سريرِ اللّذة
/
الجنس ؛ هو المبتدأُ
من تحيَّةِ الصباح
إلى آخرِ قطرةٍ
من دمِ المساء
/
الجنس ؛ دوما ، حارٌّ و شاهدٌ
حتى ،
في إصبعِ الشهادة
/
الحبُّ ؛ غرفةُ إنعاشٍ
لجسدٍ أصيبَ في حادثةِ جنسٍ طويلة
/
الجنس ؛ موتٌ آخرُ /
أكثرُ جاذبية
/
الجنس ؛ عالمٌ أرحبُ
فتحٌ مبينٌ،
لمُغلقِ الجسد
/
الجنس ؛ غرابةُ الأطوار
في أفخمِ لحظاتها واقعيةً
/
الجنس ؛ سقوطٌ تام
/
الجنس ؛ عاطفةُ الطبيعةِ
وهي توزِّعُ رسائلها ،
على الكائنات
/
الجنس ؛ أرحمُ من رَحمٍ
وأطولُ من قضيبٍ
/
الجنس ؛ حاسةٌ سادسة
لم تَخبِرها الحواس
/
الجنس ؛ قربانٌ أزليٌّ
لم يُسْعِفهُ طقسٌ
/
الجنس ؛ أزمةُ الوجود
مذ سمَّتهُ الكلمة
/
الجنس ؛ غيابُ الآلهةِ
وسماءٌ تمرحُ ،
في طُفولةِ البداية
/
الجنس ؛ طينةُ الأرضِ
لم تمسسها يدُ ملاكٍ
/
الجنس ؛ خطوةٌ نحو وحشيِّ الغريزةِ
خطوتان مستقيمتانِ
نحو ،
الهاوية
/
الجنس ؛ اختراقٌ لأكثرِ الرُّموزِ بدائيةً
/
الجنس ؛ لذَّةٌ أخرى
حيثُ الجسدُ يجهشُ
والروحُ طليقةٌ ،
في سربٍ من خفافيش !
/
الجنس ؛ افتضاضٌ أصيلٌ /
بكارةٌ ؛ في خلقٍ جديد
/
في ليلِ الغوايةِ أفتحُ لنافذةٍ ريحا تمرقُ ، أنكفئُ إلى آخرِ وهجٍ من طيفٍ يلتذُّ، أختلجُ مع مخلبٍ ظانا أنهُ النجاةُ ، مستوحدا بلهاثٍ أرفعُ درجةَ الطّقسِ وأسيلُ في حرارةِ الجِنس /
يصهرني المزيجُ ، وأنصهِرُ
وحيدا كنتُ إلى أن خرجتْ منِّي أضلاعي ، وتِهتُ في نيرانٍ سبعةٍ وأطبقتْ عليَّ رؤيةُ ما لا أشتهي ، توهَّجَ في أعضائي السَّاقطُ من غفلةٍ / انتحيتُ لاختلاجِ الرَهبةِ في الزَّغبِ واستويتُ
هنا ؛ الموتُ عجوزا / يتعمَّدُ في بحرِ الرَّغْبةِ
فيخرجُ إلينا في هيئةِ شابٍّ يلوِّحُ بنبوءةِ يتيمٍ
هنا ؛ الموجُ ، يصعدُ في مباغتةٍ وتنكسرُ العصا
هنا ؛ تتوهّجُ الأيامُ ، وليس ثمَّةَ صليبُ
هنا ؛ يرقدُ الجنسُ
مقذوفا ،
كحجرٍ من جهنَّم !
............
.....

26/11/2016


* من ديوان "فصول مملكة الشر"


00.jpg
 
أعلى