دراسة سعيد فرحاوي - حسن إمامي في رواية اقفاص.

عتبات صغيرة:

هي عتبات مهمة لايمكن الاستغناء عنها، كمالايمكن تجاوزها، لعدة اعتبارات على رأسها أن الرواية الحديثة بكل شكلياتها الصغيرة أو الكبيرة هي تجل من نوع راق للعبة أساسها وعي تام بكل حيتياثها. الرواية الجديدة تستمد روحها أو تحيى بقوة وعي صاحبها بما يكتب، لأن الروائي الذي نعيش قربه الآن عنصر مميز بدهائه النوعي على مستوى فنية تقديم إغراءات متنوعة لتمويه القارئ وجعله يسبح في دوامة خطها الغريب. أقول هذا وأنا على وعي تام بأن صاحبنا مثقف من درجة عالية، تابعته في ملتقى الشعر بمدينة زرهون في موسمها الحالي، اقتربت منه، فكان مغوارا في كل حكاياته، بذالك لن نغيب هذا الحضور الثقافي بمشاربه المتنوعة على مستوى تأسيس معمار جميل سماه رواية. بذلك أول سؤال ، يشكل العتبة الانطلاق في هذه الدردشة البسيطة، لماذا اختار الرواية شكلا تعبيريا، منها ينظر إلى العالم ليطرح أسئلته بصيغة يراها ملائمة في حواراته المتجلية في نظرية، أكيد أنها مشاكسة، بشكل خاص، قلت رؤية مشاكسة ربما لأن الرجل يحدد موقفه من انتمائه لجيل معين بأسئلة معينة وبموقف معين، لن يمر العمل بدون أن يحدد بصمته، خاصة وكما يذهب التوسير، إن أي رؤية تعبيرية للعالم إلا ولها وشمها الفكري والرؤيوي الخاص. إن حسن إمامي اختار اسما لجنس كتابته سماه رواية، وعليه ماهي عناصر تشكل هذا العمل لنسميه رواية؟ او بصيغة اكثر تدقيقا ماهي مكونات هذا العمل الذي جاء رواية وليس قصة ولا شعرا ولا مقالة ؟ لماذا هي بالذات هي رواية؟ بعدها لماذا اختار عتبات محددة لهذا العمل المسمى رواية؟ ثم ماهي الابعاد التي على أساسها جاء اللون الأزرق الباهت كلون لاسم الرواية/ اقفاص، بعدها أحاطها بألوان أخرى غارقة في الأزرق كمحيط لهذا اللون المرافق لحروق العنوان؟ نفس اللون اختاره للنافدة التي غطت الغلاف الرئيسي، نفسه جاء في أسفل الغلاف موشوما باسم رواية ، كما في الأعلى اسم المؤلف، في حين ما تبقى مزرورقا غارقا في الازرق، مع بعض الشذرات الصغيرة كجغرافية تفيد تحديدا مكانيا يضيف إشارات مهمة لايمكن القفز عليها؟ قلت هذا ، لأنني أذهب مع توماشوفسكي الذي قال: إذا رأيت مسمارا معلقا في عمل روائي ما، فاعلم أن صاحبه يريد أن يشنق به إحدى شخصياته، لذلك فاختيارات حسن إمامي لكل صغيرة وكبيرة لها دلالاتها الوظيفية الدالة، عليه نطرح سؤالا اشكاليا عاما مفاده، ما وظيفة هذه الإشارات الوجودية والمادية المرسومة على وطن الروائية، الذي اختار له من الاسماء أقفاص، نبحث معه عن وجود هذه الأقفاص لماذا هي اقفاص وليست قفصا؟ علاقة الأقفاص بالنافدة المحددة أعلاه بالألوان؟ إضافة: ما هي الماهيات أو الأوطان التي تسكن جسد هذه الاقفاص بكل أنواعها،؟ ثم اخيرا لماذا رواية وليست شيئا آخر؟ هذه هي خطوط هذا البحث الذي سنغوص فيه بقدرة متواضعة راجيا ان اكون في مستوى تطلعات صديقي الرجل الجميل والخلوق والطيب حسن إمامي.
ـ
لعبة العتبات وصيغ بناء المعنى في رواية اقفاص للروائي حسن إمامي:


بعد وقوفي في الجزء الأول على طرح مجموعة من الأسئلة، لعلها تسعفني في تتبع حلقات إنتاج المعنى في رواية أقفاص للروائي حسن إمامي، سأعود إلى الغلاف دائما للنظر إليه مرة أخرى من زاوية طرح السؤال بطريقة مختلفة، باحثا في علاقة أقفاص وعلاقتها بلوحة الغلاف ككل الذي تجلى كغرفة مغلقة لنور منبثق من نافذة هي الأخرى مغلقة، فقط عبر شباكها يخرج النور، وراء القطبان تظهر حمامة زرقاء بنورها تسطع بحرية من نوع ما؟ سؤال يعيدنا إلى سؤال آخر: من هو خارج النافذة الصغيرة، هل الحمامة الصغيرة، لتكون بذلك تنعم بحريتها بعيدا عن عذاب القطبان، وهي صيغة بلون اللوحة والرسوم، ليكشف عن الموضوع من وراء الرواية.

إنّ مجاله حرية وسجن وقفص، إنْ قلنا قفص نعني الحمام ونعني النعيم في فضاء لا اختناق فيه ولا سراب، فتنكشف الصورة على أساس أن التجلي هو خارج أشعة النافذة، أم الذي خارج النافذة ووراء القطبان هو الذي داخل الغرفة، فتنقلب الصورة وتصبح الحرية ينظر إليها من زاويتين.

أما انها خارج القطبان، هناك يوجد الطائر، وعليه نبقى نحن داخل القفص، فتغيب حرية من درجة معينة، فنبقى نحن المعتقلون بصفتنا داخل القفص، الحرية هنا حسب الموقع وحسب الرؤيا، أم ان الموضوع، بما أن الانكشاف هو وجه أقفاص كجمع، فيصبح الكل، سواء الطائر هناك والرائي هنا، معا في أقفاص لكن بصيغة محددة تبئيريا. أقفاص هنا هي إحالة قوية على موضوع الحرية والسجن بامتياز، لكن بدرجات متفاوتة. السجن والقطبان وغياب الحرية تبقى محصورة بمجال مكاني صغير هو النافذة، في حين ما تبقى كله عبث، سوى إشارة بسيطة يحيل عليها اللون الأزرق الباهت الذي ينقل وجوها معبرة، منها المبدع الذي كتب بلغة نور النافذة، كما هو اسم هذا الجنس التعبيري/ رواية، إلى جانب اسم أوعنوان هذا العمل، لنفهم من كل ذلك أن الحرية و الكرامة لها حدود جغرافية ضيقة، اما ما تبقى يمثل حمق الحياة والاختناق في خزانها بكل أبعاده، هنا الرواية بما أنها أسلوب فضح وكشف وتعرية واقع القهر، والروائي بصفته صانع السلام وباني حياة العزة والكرامة، هي كلها بوابات ستكسر أقفال هذه الاقفاص، فتحولها من سرابيتها إلى حرية وسلام، وكأنه بذلك يريد أن يقول لنا أن حدود القهر ستتوقف مادام هناك من يعري ومادامت هناك أقلام اسمها رواية، فإن السجن سيتحول حرية والقهر سعادة والويل كرامة وحيوية ورفاه، لذلك لون الألوان بلون أزرق باهت كدليل على أن عالم القهر له حدود وكل شيء قابل للنهاية، وهي أحلام مشروعة سنبحث عن مدى تحققها في حياة رواية أقفاص لصاحبنا حسن إمامي.
عتبات بنائية دالة في رواية أقفاص لحسن إمامي:


إضافة إلى ما سبق ذكره أثارتني العتبة الثانية المرافقة للغلاف، جاءت على شكل إهداء، قال فيها الروائي: ( إلى من جعل الحوار مفتاحا لهذا العمل، من جعل الحرية بابا للأمل ، من آمن بكرامة وسلام) ص 3،يبدو للبعض أنه إهداء عادي شأنه شأن باقي الكتابات التي يستهل بها جل الروائيين معظم أعمالهم، لكن مع حسن إمامي الأمر مختلف كليا في أقصي تصوره، باعتبار الإهداء جاء مرافقا لمعالم الأقفاص و لتيمة الحرية المرموز إليها من خلال السياق وعلاقته بالطائر، وبإحالة اللون بحضور الأزرق الناصح والآخر الباهت، ثم باعتبار الاسم والطائر والسياج، كلها موضوعات تربطنا بعالم الحوار والأمل والكرامة والحرية. لذلك لا يجب النظر إلى الإهداء كعنصر شكلي، مما يزيد أسئلتنا مشروعية في البحث عن صياغات جديدة، على أساس أن دخولنا في أغوار هذه الكتابة يجب أن يكون هادئا، و بلغة جد حذرة حتى لا نسقط في دوامة قد تضيع عنا المصداقية في مجال بحثنا هذا.

الجزء الأول من المعنى يبدأ في تشكله بمنطق محوري موضوعه واضح و محدد، التيمة تظهر معالمها من خلال الصفة أولا، بعدها الدور السوسيوـ ثقافي أو الدور التيماتيكي الذي تنجزه الشخصية داخل الرواية. وعليه، سنكون مطالبين بالعودة من جديد لإعادة البحث في أساس تشكيل المعنى. نبدأ بالرهان التالي: الأقفاص هي إحالة على المعني. جاءت الكلمة بإحالة على مجموعة وليس واحد. دلالة القفص تفيد مكان تضيق فيه الحياة وتتوقف فيه الحرية، وغالبا ما يستعمل لإيقاف طائر لكي لا نسمح له بالتنقل بحرية أكبر، بعدها تضيع حريته، فيصبح رمزا لضياع الحرية أو بلغة أكثر توضيحا هو السجن و إيقاف حريته فتضيع آنذاك كرامته ويتوقف أمنه وسلامه.

ربما بهذه الصيغة ينتهي و يتوقف مجرى حواراته التي هي أصل النمو والتطور والبناء. هي كلها مؤشرات تبدأ في رسم معالم عالم رواية أقفاص بدلالات متعددة الألوان، ابتدأنا بالعنوان وربطناه بالإهداء، فجعلنا منها عتبات رئيسية تمثل بؤرة الرواية، لأنه عبرها يتحقق المعنى ويبنى في إطار التمظهر العام.

النص الروائي ككل يشكل دلالة ذات أساس كلي تام بشكل عام، بمعنى تبنى الدلالة في إطار كلية متماسكة كل العناصر لها دور وظيفي لا يمكن الاستغناء عنه. السؤال المحوري:

ماذا قال النص و كيف تمظهر معناه و تمفصلت دلالته بناء على العلاقات التلازمية التي تبنى ـ بناء من العنوان واعتماد على لوحة الغلاف، ارتباطا بالإهداء، بعدها ولوجا الى النص ـ كل ذلك قصد تأسيس هذه الرواية التي اختار لها صاحبنا من الاسماء اسم (اقفاص)؟ وضعت الاسم بين معطوفتين لأبدأ في فصل أعضاء جسده لفهمها أولا، ثم دراستها ثانيا، و إعادة تفسيرها وتحديد مكوناتها لنقوم في الأخير بجمعها، لنقول هكذا تأسس النص؟ وهكذا بني معناه؟


حسن إمامي في رواية أقفاص:

راوٍ متحول بين الهو والأنا الفردية والجماعية:


راو غير مستقر، يتحول في كل لحظة في إطار اشتغاله على مسوى لعبة السرد التي طالما يغلب عليها طابع التعميم في إرسال موضوع القفص/ الاعتقال، تارة يتكلم بصيغة الهو/ (ابتسم لحضور الضيفة الجديدة) ص 11؛ ومرة أخرى ينتقل إلى الأنا الجماعية/ (ونحن التسعة لسنا سوى من نجوا من جحيم المرض ، فالموت فالنسيان،) ص 10 .

لم ينحصر الموضوع عند هذه النقطة، فإلى جانب ذلك يتحول في لحظات أخرى ليتكلم بلغة الأنا الفردية/ (أنا ذلك الطالبالمنحدر من جبل النار) ص 11 ، بعدها مباشرة وبحركية مستفزة يتجول متنقلا باستحضار ضمير المخاطبة كراو /أنت الطالبة الجبلية، ص 11، لكنها ساردة بلسانه، هو المتحكم في لغة السرد، سرد متجاذب تحكمه عملية التنوع السردي بشكل مثير. الغرابة تزداد عندما نجد أن العملية تتم على صفحة واحدة مثلا، هذه العملية نجدها على السبيل المثال في الصفحة 10 و الصفحة 11، مما يطرح السؤال ، لماذا التحول في وظيفة السارد وفي صيغة اشتغاله بسرعة فائقة؟ ربما كتأويل أولي أن طبيعة الموضوع هي اللازمة المتحكمة في نفسية الروائي لذلك نراه يتفاعل مع اللحظة بربط الموضوع بسارد ملائم.

عندما تكلم بضمير الغائب كان الموضوع هو تذكار، لكن التحول إلى المتكلم المفرد ناتج عن طبيعة الموضوع الذي يهمه هو شخصيا، إلى جانب حصر الحكاية في موضوع مرتبط به هو شخصيا، يحدد انتماءه وموطنه وسلوكاته، أي أن الحكاية لها رابط بذاته لاغير/ أنا ذاك الطالب المنحدر من جبل نار، لكن تحوله إلى الأنا الجماعية عندما تكلم عن شيء يربطه بجماعة، أي يمثل حضور جزء فيها فقط/ نحن التسعة ص 10 ، أو عندما قال: (تلقينا الأوامر من حارس يبدو أنه يحل في مهامه بدل الحارس عبدالله) ص 10. هنا الحكاية تهم جماعة والسارد واحد فيها، فجاء بضمير (نحن)، في حين عندما تعلق الموضوع بذاتٍ، وحدها المعنية بالخطاب، جاء بصيغة الأنا الفردية. وهكذا تتحرك الحكاية على طول السرد بلعبة سردية محكمة أساسها سارد مختلف حسب موضوع الحكاية وحسب الفاعل فيها.

إن الخطاب الروائي في رواية أقفاص يمثل لعبة أساسية يتحكم منطق الفاعل الحاضر على مستوى السرد بصيغة ديموقراطية، بطريقة محكمة يتحول فيها الفاعل بنمط محكم دقيق غير واضح، وتحول لم يؤثر على اللعبة، كما يخفي طريقة اشتغاله إلى حد أن القارئ العادي يجد صعوبة في استنباط ذلك، لأن السرد ينمو بشكل محكم و منضبط، وهي عملية جميلة نادرا ما نجدها في الأعمال الروائية، لأن المثير فيها هو عمق اللعبة التي تتأسس وتبنى باعتماد التحول لكل سارد داخل الحبكة نفسها، بقرب من شذرات الحكاية، بمعنى في صفحة واحدة تتحول هذه اللعبة بسرعة فائقة وبدون أن تلمس التحول إلا إذا كنت متتبعا متأملا متحكما في خيوط بناء الحكاية السردية.

هي صيغة محمودة على مستوى قدرة الكاتب في التحكم في خيوط السرد بمشيئته الخاصة و بلُعَبِه المتقنة وبسرعة انتقاله في تحول راو له دور في اللحظة التي يرى الروائي أن تواجده أصبح ضرورة ملحة ومستعجلة.
حسن إمامي وموضوع البرنامج السردي في رواية اقفاص:

أريد في إطار متابعتي لمواضيع هذه الرواية أن أتيه معها حسب ألوان دورانها، لن أتقيد بمنهجما، بقدر ما سأشتغل بحرية تسكعي في مدنه و أزقته بصيغة أساسها الحرية المشروطة. قلت هذا، لأكون ملتزما بتوافق نسبي يحترم شرط المتابعة، لا أن تفهم الحرية بمعنى فوضى التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه..

أثارتني مجموعة من المقولات، اعتبرتها محددة ومهمة، فكرت أن أحصرها في برامج سردية من زاوية نظر غريماس، أي على مستوى منهجي، سنحدد مواضيع القيمة، و هي عبارة عن رغبات أو تطلعات تسعى الشخصية إنتاجها، منها مثلا، آخر فقرة من الفصل الذي انتهى عند ( و ما فتواي أنا عمران بن يوسف)، ص15، نجد السارد ـ الشخصية يحدد مطلبه ومواضيع قيمته بإشارات مكشوفة وأخرى بإحالات تناصية كهذه التي أحالته على صورة يوسف المعروفة. تتحدد الشخصية وتعرف، إما من خلال سيماتها/ أنا عمران بن يوسف، أو من خلال الدور التيماتيكي التي تنجزه على المستوى السوسيو ثقافي، قلت السمة لأن عمران بن يوسف هي إحالة قوية على شخصية تاريخية أدت مهاما عديدة على رأسها السجن، إلى جانب ذلك تحيل على التظلم وعلى أن التهم المنسوبة إليه هي تهم ملفقة، وعليه نجده في فقرات أخرى يؤدي نفس الدور مثلا/ (تم الاعتراف بنا كأسرى ومعتقلين)، ص 14، فتصبح العلاقة بينه وبين يوسف هي علاقة أساسها الاعتقال التعسفي، ما يبرر ذلك هو حكاية يوسف المعروفة، ثم موضوع إشارته الواضحة، (تم الاعتراف بنا كأسرى). إذن بناء على ما سبق أكيد أن صاحبنا سيكون له برنامج سردي تحدده المعطيات التالية:

الشخصية/ عامل الذت___ عمران بن يوسف.

عامل الموضوع____________الحرية.

العامل المعاكس_________الاعتقال والتعسف.

العامل المساعد__________ولادة جديدة / الوطن غفور رحيم.
بمعنى أن العناصر البنائية للنص ستتأسس على هذه التمفصلات، وذلك باستحضار القيم الجيهية، بصفتها عناصر بنائية مهمة تؤدي دورا توليديا، على أساسه تبنى الدلالة في شكلها المتمظهر. سنجد السارد واع تمام الوعي بأن الحرية شرط أساسي لتطور حياة و إنتاج شرط الكرامة والحرية والأمل، وذلك ما وجدناه في عنصر الإهداء/من جعل الحرية بابا للأمل، ص 3، بمعنى السارد في قمة وعيه أن الخروج من المعتقل يشكل ضرورة ملحة لإنتاج تواصل وحوار يقود إلى الكرامة والحياة السعيدة، إلى جانب معرفته موضوع بحثه فهو يرى في ذلك واجب وضرورة ملحة/فرحنا للأمل الجديد ص14، كما نجده يعرف أن السعادة والحياة مصدرها الخروج من هذه المتاهات التي يعيشها، كما يعي أن عنصر القدرة شرط آخر واجب استحضاره لإنتاج حلمه وموضوع رغبته. هي كلها مؤشرات جيهية Maudaux مفروضة وواجب تحققها ليتحقق البرنامج السردي بالشكل المتكلم عنه سابقا. لذلك نطرح السؤال التالي: هل تحققت هذه الشروط في رواية أقفاص، حتى يتمكن السارد الشخصية من تحقيق برنامجه السردي وينتقل بعدها من الحالة الأولية/ حالة الشعور بالنقص، إلى مرحلة تجاوز النقص أي الانتقال إلى المرحلة النهائية التي تؤهله ليحقق برنامجه السردي؟ ذلك ما سنتتبعه في دراستنا هذه لرواية (أقفاص) حسب صيغة نموها وطريقة تمظهر معناها.

سعيد فرحاوي
 
أعلى