قصة قصيرة جورجيو شرباننكو Giorgio Scerbanenco - الطفل الذي لم يكن ينام.. ت: محمّد وليد ڨرين

"ما فهمتش"، قال الطبيب. "ما فهمتش وعلاش ما يرقدش". كان الطفل سليما، عاديا، وذكيا جدا. "في الليل يشبع كي ياكل ولّا ياكل شوية؟" سأل الطبيب أم الطفل.
خرج الطفل ومضى نحو المطبخ، أما الأم الشابة فكانت تستقيم واقفة، هادئة الأعصاب، ساكنة بعض الشيء.
"ياكل بزاف في العشا"، أجابت قائلة. (يأكل كثيرا في العشاء)
"ما فهمتش"، قال الطبيب، "ما فهمتش".
اهتزّت الأم قليلا. استمعت إلى الصوت الصادر من المطبخ. كان ابنها يلعب هناك بالملاعق.
"أنا على بالي وعلاش ما يرقدش"، قالت.
"بالصّح كان لازم تقوليها لي من قبل"، قال الطبيب. "عندنا شهر واحنا رانا نجرّبو نلقاو لو دوا بلا ما نعرفو وين رانا واصلين. كان لازم تقوليها لي من قبل"، كرر الطبيب قائلا. "وعلاش وليدك ما يرقدش...؟"
"على خاطر الكوامن ما يجوزوش منّا" قالت الأم الشابة. لم تكن قد قالت ذلك من قبل لأن قوله كان يستعصي عليها. "في الدار اللي كنّا نسكنو فيها عندها شهر، كانو الكوامن في الليل يبداو يجوزو على الطريق. كانوا يجوزو الليل كامل ملتم. ما كانش يرقد حتّى يسمع الحسّ ديال واحد منهم جايز. وما دام كان كاميون يجوز في الليل، وليدي كان يرقد مرتاح. بالصّح لو كان في واحد الوقت ما يجوز حتّى كاميون، كان يفطن."
"هذه حاجة غريبة"، قال الطبيب، "هذه ظاهرة شوية غريبة. وعلاش ما يرقدش لو كان ما سيمعش حسّ الكاميون؟ ".


"على خاطر باباه شوفور ديال كاميون (لأن أباه سائق شاحنة). راهو دايما يستنّاه، أنا قلت لو بلي راح في سفر طويل. إدا سمع الكاميون راهو مرتاح. قادر يكون باباه اللي رجع."


"ووقتاش يرجع باباه؟"، سأل الطبيب قائلا.
"ما راحش يرجع. تزوّج بمرا واحد اخرى"، أجابت قائلة الأم الشابة.
-كاميون: تعني "شاحنة" بالدارجة العربية الجزائرية.


منقول عن مدونة
[SIZE=6]محمّد وليد ڨرين[/SIZE]


جورجيو شرباننكو Giorgio Scerbanenco
 
أعلى