دعوة الحق - الوجادات- 92.... 105

92 ـ واجترعنا الفراق والتوديعا... !
وجدت في مخطوطة "تاج المفرق في حيلة علماء المشرق" وهي الرحلة التي دونها الشيخ خالد البلوي الأندلسي...
"لما دخلت المدرسة السراجية بالإسكندرية... رأيت على باب بيتي سكنته فيها ما نصه:
عليك سلام الله يا خير منزل = رحلنا وودعناك غير ذميم
فإن تكن الأيام فرقن بيننا = فما أحد من صرفها بسليم
وأني لارجو عودة يشتفى بها = غليل محب بالعباد كليم
ثم تأملت فإذا بعده بخط آخر ما نصه:
تركنا همنا ثم ارتحلنا = كذا الدنيا نزول وارتحال
وما دهر على أحد بباق = ولا يبقى على الإنسان حال
ثم التفت أمامه فإذا بعده بخط آخر ما نصه:
قد حضرنا في ذا المكان وغبنا = وكذا الدهر غيبة وحضور
فاذكرونا يا حاضرين بخير = واعلموا أنها الليالي تدور
ثم نظرت فإذا تحته بحائط آخر ما نصه:
قد حضرنا في ذا المكان وغبتم = وقرأنا من بعده ما كتبتم
وذكرنا بكل جميل = فاذكرونا بمثله إن حضرتم
فعجبت لدار تدين برحيل وتنبئ عن سفر طويل ! وتفرق بين كل خل وخليل... ! وكتبت من نظمه هنالك بطرف دامع... ! وقلب عليل... !
قد أسلتم لنا الدموع نجيعا = وذكرنا كم بخير جميعا
وسألنا يا حاضرين دعاء = واجترعنا الفراق والتوديعا.. !

93 ـ على خدود دار "عديل" بالمعادي... !
وجد مكتوبا بخدود بيوت دار "عديل" بحومة "المعادي" بفاس ما نصه:
أنظر بديع بهجتي = ذات الجمال الأكمل
كأنني شمس الضحى = إذا بدت في الحمل
كأنني بكر غدت = تجلى بأنواع الحلل
شمائلي شاملة = لرائق الحسن الحلي
شكلي رفيع شكله = وذاك غير مشكل
كمثل روض ناعم = بزهره، محتفل
أنظر إلى سري فما = يلفى له من مثل
وكيف لا ونشأتي = "نيل بلوغ الأمل"

94 ـ لولا فساد الناس..
في الرحلة العياشية:
"قال أبو الحسن الزيات: ماشيت بعض الأدباء بشرقي قرطبة فمررنا بمسجد خرب... فكتب ذلك الأديب على المسجد...
بأي جناية وبأي ذنب = بيوت اله خربها الزمان...
ثم أفحم... ! ودرنا بجوانب ذلك المسجد وعدنا ولم نر أحدا... ! فوجدنا بيتا مكتوبا...:
فساد الناس خربها ولولا = فساد الناس ما فسد الزمان

95 ـ في شمعة...
وجدت للشيخ العروضي أبي الطيب وأبي البقاء صالح بن شريف الرندي هذين البيتين في وصف شمعة:
وصفراء لون التبر قاسمتها الهوى = إذا ما بكت الحب ليلا بكت معي
كمثلي في لوني، وسقمي، وحرقتي = وصبري، وتسهيدي، وصمتي، وأدمعي

96 ـ في البحر...
ووجدت له أيضا في البحر...
البحر أعظم مما أنت تحسبه = من لم ير البحر يوما ما رأى العجيا..
طام، له حبب طاف على زرق = مثل السماء إذا ما ملئت شهبا

97 ـ لم تسبح ولم تطر... !
وجدت منسوبا للتطيلي الأندلسي في وصف سفينة...
تجري فللماء شاقا عائم ذرب = وللرياح جناحا طائر حذر
قد قسمتها يد التدبير بينها = على السواء فلم تسبح ولم تطر... !

98 ـ أنا الغريق فما خوفي من البلل... !
وجدت في ختما المقامة التي كتبها الشيخ عبد القادر ابن شقرون في موضوع بنت الرماد "الطنجية" هذه الأبيات:
ألقت إلى القوم ما أخفت بباطنها = وفاح منها شذا يبري من العلل
إذ قال كل من الأقوام نرجمها = ومزقوا لحمها من غير ما زلل
فأصبحوا ولسان الخبز ينشدهم = "أنا الغريق فما خوفي من البلل"

99 ـ مدائن العجين... !!
نظر أحد الشعراء الأندلسيين إلى صورة كدينة من مدن العجين.... !! التي كانت تصنع من الحلوى بالأندلس... فأعجبته وسال لعابه من أجلها... فقال له صاحبها:
صفها... وخذها... فأنشد..
مدينة مسورة = تحار فيها السحرة...
لم تبنها إلا يد = غذراء ومخدرة...
بدت عروسا تجتلي = في درمك مزعفرة...
وما لها مفاتح = إلا البنان العشرة... !

100 ـ جامد... وذائب..
وجدت في شعر المعتمد بن عباد هذين البيتين:
لله ساق مهفهف غنج = قام ليسقي فجاء بالعجب
أهدى لنا من لطيف حكمته = في جامد الماء ذائب الذهب

101 ـ وصف دمية من المرمر في حمام...
وجدت في وصف دمية من المرمر بحمام الشطارة بإشبيلية.. أبياتا لابن زيدون يقول فيها:
ودمية مرمر تزهو بجيد = تناهى في التورد والبياض
لها ولد ولم تعرف حليلا = ولا ألمت بأوجاع المخاض
ونعلم أنها حجر ولكن = تتيمنا بالحاظ مراض

102 ـ الشنقيطي.. عبشمي؟ أموي...؟
وجدت في الترجمة التي كنبها المرحوم أحمد تيمور لشيخه الباقعة اللغوي محمد محمود الشنقيطي المتوفى بمصر سنة 1322 ما يأتي:
"هو الأستاذ العلامة الحجة الثقة...؟ أمام اللغويين في عصره ! شيخنا محمد محمود بن أحمد بن محمد التركزي. الشنقيطي.. اشتهر والده )بالتلاميذ( بالدال المهملة... ! وسبب ذلك على ما أخبرني به... ! أنه كان يقرئ تلاميذه في خيمة انفرد بها.. فكان كل من يسأل عنه يقول: أين خيمة التلاميذ؟ ثم أطلق هذا اللقب عليه...
وتركز بضم فسكون اسم قبيلته...
وهو في الأصل أموي... النسب...؟ ولهذا كان يكتب في توقيعه... العبشمي...؟ نسبة إلى عبد شمس... ! ثم ترك كتابته لما أقام بمصر.

103 ـ قتيل "المخصص".
ووجدت أيضا في نفس الترجمة. مما يتعلق بالشنقيطي المذكور:
"وكان لا يمل المطالعة ليلا ونهارا... ! حتى أضنته كثرة الجلوس... وسببت له أمراضا وآلاما... ! لاسيما لما اشتغل بتصحيح كتاب "المخصص" وأنه كان يقابله مع شخص آخر بمكان رطب ! في الطبقة السفلى من داره... فاشتد به مرض الصدر... ! وألم الرثية! في أطرافه... ! وكثيرا ما كان يقول:
"أنا قتيل ـ المخصص ـ ؟ ! أنا قتيل الكتب..."

104 ـ كيف لا يشرد خوفا من سرف...؟
وجدت هذه الأبيات في ترجمة محمد بن أبي الفضل الصفاد... وهو الذي ورد على أحمد المنصور الذهبي من مكة... وقد ترجمه ابن القاضي في الجذوة والدرة.
لا... وفرع كدجا الليل الغسق = وجبين ضوءه ضوء الفلق
ومحيا كلف البدر به = وخديد من حواليه شفق
ما أرى الغزلان إلا سرقت = منه جيدا. والتفاتا، وحدق
أخذتها فتولت شردا = كيف لا يشرد خوفا من سرق...؟

105 ـ تكبو الجياد ولا تنبو عزائمها... !
وجدت في ترجمة أبي الحسن الخزاعي مؤلف كتاب "تخريج الدلالات السمعية" التلمساني المولد... الفاسي الوفاة... الأندلسي الأب... أبياتا قالها لما كبا فرس الأمير موسى بن أبي عنان المريني... في سوق الشماعين... بفاس... من جملتها.
مولاي لا ذنب للشقراء إن عثرت = ومن يلمها لعمري فهو ظالمها
وهالها ما اعتراها من مهابتكم = من أجل ذلك لم تثبت قوائمها
ولم تزل عادة الفرسان مذ ركبوا = تكبوا الجياد ولا تنبو عزائمها...
وقد أنطقت هذه ـ الكبوة ـ السنة عدد من شعراء ذلك العصر... ومن جملتهم أبو الحسن الخزاعي المترجم في ـ الدرة ـ والجذوة. ومستودع العلامة... ومقدمة التراتيب الإدارية...

* الرثية: داء المفاصل.


* دعوة الحق - ع/ 107

الادب المغربي.jpg
 
أعلى