عبدالله الجعيد - ألفُ جامعٍ يدعو الناسَ إلى القَتلِ... ألفُ مئذنةً تُحرّضُ الأديانَ على الأديان

جرِّبوا كلَّ شيءٍ
بوحُ الندى مثلا ً

جرّبوا صوتَ الحَمام
أرضَ العَطَش.
جرّبوا معي أن تناموا لحظةً وتحلموا...
فلا بدّ مِن بعضِ العَدَم.
وأمامي امرأةً
ورائي،
يمينًا يسارًا،
تبعثُ مِن روحِها صوبي سلامًا،
وتكفرُ بالألم.
جرّبوا أن تنالوا مِن سطوةِ اللاشيء
فلو كانَ ربُّكُم مَعَكُم،
علامَ تَخشَونَ فَرَحَنا إذًا
وتطلقونَ علينا القَصاص؟!
نحنُ نُريدُ مَزيدًا من تصوّفِنا
نُريدُ بصدقٍ أن نعبرَ معكم إلينا
أن نحملَ حزنَ الكرةِ الأرضية
وذنبَ السماءِ اللعين
على ما تقرَّرَ وما يلي
لا تَهمُّنا شعائرُكُم، لا نحبُها
ولا نكرهُها
لكن رجاءً، جنةُ الأديانِ منازلَها!
ألفُ جامعٍ يدعو الناسَ إلى القَتلِ
ألفُ مئذنةً تُحرضُ الأديانَ على الأديان
وترمي بينَ أيدينا كلاماً مِن ربٍّ رَحمان
فكيف نصدقهُم
أفلا يَعقِلون؟
في بَياني لامُبالاةٌ بتلكَ الأرضِ، بأيّ أرض!
في بَياني بعضُ الواقعِ وبعضُ الصمتْ
وفي أرجاءِ مَدينَتِنا
وفي بستانِنا
وفي شقتنا
وفي شفّتنا
على شفاهِ حَبيبَتِنا ينتصبُ المَوت.
كلامٌ كثيرٌ يَجولُ بفكري
لكنّي عاجزٌ عَن الغَثَيان
لُغَتي ثقيلةٌ عميقةٌ بَديعةٌ
لكنَّ الكلامَ كما اللّاكَلام.
وحولَ الحصارِ
وحولَ الركام
وحولَ الأنينِ
وحولَ الزُّكام
يختنقُ العشقُ ونصيرُ حُفاةً
نَصيرُ نِياماً..
يا كُلّ شيءٍ عَجِّلِ انتهاءَنا
وَخُذنا بَعيداً سئمنا الظلام
وخُذنا لِمَوتٍ أقلَّ شئمةً
لَعَيشٍ جَميلٍ كَرفِّ الحَمام
وبين شَهيدٍ يقولُ لأرضٍ سَئمتُكِ
بينَ عَميلٍ تحملهُ الأرضُ على الأجفان
بينَ سلامِ القوّادينَ
ورشِّ الوَردِ على الأكفان
أبقى كما قَبلُ أحبُّكِ
وأكثَر
وأبقى صبيًا على قبلتَيكِ
وأبقى أقيمُ في عَينَيكِ رَقصي
وأتلو الشعرَ كأنّي اقتبستهُ
مِن قَيسِ لَيلى
وعنترة المتبسمِ.
لكنّي أضيعُ، وّفي كلّ يومٍ
فأكتبُ بيانًا،
كهذا البَيان.


* عن النهار



مسجد-يعانق-كنيسة.jpg
 
أعلى