دعوة الحق - الوجادات (13-14)

194- ليس لها كالتراب طبيب..!
وجدت من شعر الشاعر الفحل ج إدريس السناني رحمه الله في وصف أمة شمطاء حدباء..:
و جارية شبه سعد الأديب = لوجه قبيح وجسم معيــب
عجوز تجاوز أم الحليس = بدهر طويل مديـد رحيـب
حفيدة حام!.. على أنهــا = رأته وقد دخلت في المشيـب
إذا ما مشت وقفـت ريثمـا = تئن أنين العليـل الغريــب
و إن صعدت درجا كيفمـا = تكاد من الغشيـان تغيــب
و تقسو كخنفسة بيننـــا = فتلجئنا لبخـور و طيــب
و قد فض فوها قديما فمـا = تحب من القوت إلا الحليـب
و تندب ناسا لها ملكــوا = فتنشد بالحال قول اللبيــب
« متى يجمع الله شملي بكم = فقولوا قريب. قريب. قريب»
فلو لم يكن في الأما غرها = لسيبها..! و استراح الأريب
فقولوا أخي العقل في شأنها = فليس لها كالثراب طبيب..!

195- سبحان ... جمع لسابح ...!
من الغرائب المروية عن ابن حزم الظاهري .. رحمه الله.. ما وجدته في – برنامج الرعيني (1) – المتوفى بمراكش سنة 666 هـ :
« .. حدثني الحافظ أبو بكر بن الجد .. قال حدثني أبو الحسن بن الأخضر. قال : حدتني أبو الحجاج الأعلم أنه لقي ابن حزم. فقال له مكان التحية : يا أستاذ .. هل تجمع العرب « فاعلا » على « فعلان » ؟ قال : فقلت له : نعم .. و أخذت أورد له أمثلة على جهة البيان .. فطفق يركض دابته غير مصيخ للجواب! و هو يقول : أرحتني من سبحان..! أرحتني من سبحان ..!
ثم زاد الرعيني ... أن ابن حزم قال للأعلم :
فما يمنع أن يكون « سبحان » جمع سابح ..!! قال الأعلم : فعجبت من جهله ..!!

196- من طرائف ابن حزم ..
وجدت في كتاب « الفصل في الملل و الأهواء و النحل » هذه الفقرات في نقد المعارف اليونانية..!
« زعم قوم : أن الفلك و النجوم تعقل..! و أنها ترى و تسمع..! و لا تذوق و لا تشم..! و هذه دعوى بلا برهان ..! و ما كان هكذا فهو باطل مردود عند كل طائفة بأول العقل..! إذ ليست أصح من دعوى أخرى تضادها و تعارضها..! و برهان صحة الحكم بأن الفلك و النجوم لا تعقل أصلا. هو أن حركتها أبدا على رتبة واحدة..! لا تتبدل عنها. و هذه صفة الجماد المدبر.. الذي لا اختيار له..! فقالوا : الدليل على هذه أن الأفضل لا يختار إلا لأفضل العمل... فقلنا لهم :
- و من أين لكم أن الحركة أفضل من السكون الاختياري ...؟

197- قد صرتم أخوة ...!
في كتاب البيان المغرب لابن عذارى ج 1 ص 27 :
« وكانت الكاهنة لما أسرت ثمانين رجلا، من أصحاب حسان، أحسنت إليهم.. و أرسلت بهم إلى حسان..! و حبست عندهم خالد بن يزيد..! فقالت له يوما : « ما رأيت في الرجال أجمل منك .. و لا أشجع..! و أنا أريد أن أرضعك...! فتكون أخا لولدي...! و كان لها ابنان : أحدهما بربري و الآخر يوناني .. و قالت له : نحن جماعة البربر لنا رضاع.. إذا فعلناه نتوارث به.! فعمدت إلى دقيق الشعير ... فلثته بزيت .. و جعلته على ثدييها ..! و دعت ولديها. و قالت : كلا معه على ثديي..! ففعلا .. فقالت :
« قد صرتم أخوة » ...!!!

198- و إن أججوها ..!
وجدت من شعر الشيخ حمدون ابن الحاج رحمه الله .. هذه الأبيات في شراب القهوة ..
أتى بقهــوة بـــن = كالمهل يشوي الوجوها
بيس الشراب و ساءت = نار لها أججــوهــا
فلم يطب شربها لــي = يوما و إن أرجوهـا..!

199- أغناني الله... عن لفتك و فجلك..!!
وجدت في الرسالة التي بعث بها أبو القاسم الزياتي إلى عامل مدينة فاس .. الطيب الوديني هذه الفقرات ..
« و بعد .. فقولك تفتخر على الناس في السر و النجوى .. أنك توجه لي الدجاج، و اللحم، و الحلوى. هل (كذا) قلت لك ما أوجه لك من أنواع المربيات ! و كعاب الغزلان! و العزبيات ..! و مقطرات الورد و الزهر و الطيب.! الذي يتطيب به كل نجيب.. و تحف البلار و الودع..! الذي غلا ثمنه و ارتفع ..! و لما أولمت لابنك وجهت لك الهدية المعتبرة ..! بالمزامر و الطبول..! فاقتدى به في ذلك الخصيان و الفحول..! و من فواكه الصيف و الخريف..! من كل رطب،و يابس، لطيف.. و لما بلغني ذلك استغفرت الله من معرفتك.! و تبت إلى الله من صحبتك.. فلا تراسلني.. و لا أراسلك..! و لا تواصلني بشيء، و لا أواصلك. فقد أغناني الله عن لفتك و فجلك..!! و قرعك و بصلك..!! و عن دجاجك .. و لحمك..!!!».

200- مسيلمة .. و أشعب..!
وحجت في فهرست القاضي عياض السبتي .. في ترجمة شيخه الأديب أبي بكر محمد بن عبد الله ابن البراء الجزيري..
و مما أنشدنا من شعره لنفسه :
دعوتني فظننت أنك صادق = و ظللت من طمع أجيء و أذهب..!
فإذا اجتمعت أنا و أنت بمجلس = قالوا : مسيلم.! و هذا أشعب..!
( و بمسيلمة يضرب المثل في الكذب..! و بأشعب يضرب المثل في الطمع..!)

201 - فهو حي كميت و السلام..!!
وجدت هذه القطعة في كناشة أحد العلماء منسوبة للشاعر الأندلسي صالح بن شريف الرندي..
ابن عشر من السنيـن غــلام = رفعت عن أمثاله الأقـلام
.......................... = ليس يثنيه عن هواه مـلام
فإذا بلغ الثلاثيـن عامــــا = بلغ الهوى حده. و الغـرام
فإذا بلغ الأربعيـن فعقـــل و كمال و شدة و تمـــام
و ابن خمسين مر عنه صبـاه فـرآه كأنـه أحــــلام
و ابن ستين صبرته الليالــي = هدفا للمنون و هي سهــام
........................ = ه إلا أتـاه الحمـــــام
فإذا بلغ الثمانيـن عامـــا = بلغ الغاية التي لا تـــرام
و ابن التسعين لا تسلني عنـ = ـه فابن تسعين ما عليه كلام
فإن زاد بعد ذلك عشـــرا = فهو حي كميت و الســـلام

***

123 العدد

210- درياق لأمراض النوى .. !
وجدت في الترجمة التي كتبها «المحبي» في كتابه «خلاصة الأثر» ج 1 ص 44 للأستاذ الشاعر إبراهيم السوسي ..؟ والذي أقام بالزاوية من أرض الدلاء مدة مديدة. وأخذ بها عن جماعة . . !! ثم رحل إلى الشرق وبه توفى سنة 1077هـ .
كتب إليه بعض الأدباء، وهو بالزاوية الدلائية يقول :
يا أبا اسحاق. قل لي موجزا : = أي شيء مبرد حر النوى ..؟
قد أبت الاسهادا مقلتى = وانسكاب الدمع شوقا للوى ...
فأجابه إبراهيم السوسي :
زار في روض بهى سحرا .. = جامـع بيــن رواء وروى
تتــهادى فـــي الحشـــا نفحتــه = طلبـت منـي دو داء النـوى
قلت عن طب وما يعــزى لمـــن = جرب الأمـر. عليم بالــدوا
عرق وصل ..! ونبــات الدر من ..! = ماء تفر اشنب ..! كل سوا
فاسـحفنــها فــي مهاريـس اللــوى = واشربتها بكؤوس من هوى
فهــو دريـــاق لأمــراض النـــوى = مطفيء بين الحشا جمر الجوى

211- جارية لغوية
وجدت عند ابن الابار تكلمة التكملة) المطبوعة بمدريد سنة 1915م. ترجمة رقم 2870 لجارية تسمى العبادية أهديت للمعتضد بن عباد والد المعتمد ... ما يأتي :
«قال أبو الحزم بن عليم . . في شرحه لأدب الكتاب (كذا) لابن قتيبة .. وذكر (الموسعة) وهي خشبة بين حمالين .. يجعل كل واحد منهما طرفها على عنقه ..؟ وبذكر الموسعة أغربت جارية لمجاهد أهداها إلى عباد .. كاتبه شاعرة .. على علماء اشبيلية .. ! وبالفرمة التي تظهر في أذقان بعض الأحداث وتعتري بعضهم في الخدين عند الضحك.. فأما الذي في الذقن فهو النونة .. ومنه قول عثمان رضي الله عنه : دسموا نونته لتدفع العين .. ! وأما التي في الخدين عند الضحك فهي الفحصة . . فما كان في ذلك الوقت بإشبيلية من عرف منها واحدا ..».

212 – مكتوب على قبر القالي .. !
في زوائد التكملة لابن الأبار الترجمة رقم 2362 لعلي بن عبد العزيز القرشي.
«قال انشدني أبو عبد الله محمد بن جابر هذين البيتين وقال قرأتهما مكتوبين في لوح رخام كان سقط من القبة المبنية على قبر أبي علي البغدادي القالي عند تهدمها . .
صلوا لحد قبري بالطريق وودعو = فلــيس لمــن وارى التـراب حبيــب
ولا تـدفنـونـي بالعــراء فربمـــا = بكى – أن رأى قبر الغريب – غريب

213 – فهم زجاج
في روائد التكملة المطبوعة بمدريد سنة 1915م في الترجمة رقم 2345 لعلي بن حمد بن عطية المحاربي . . أنشد لقريبه أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الإمام المفسر المشهور ..)
داء الزمــان وأهلــــه = داء يعـــز لـه العــلاج
اطلعـت فــي ظلماتــه = رأيا كما سطع السراج
لمــعاشــر أعيــا ثقــــا = في من قناتهم أعوجاج
كالــدر ما لــم تختبـــــر = فإذا اختبرت فهم زجاج .!

214- وأبرأه يوم السرار من السقم .. !
وجدت في ديوان ابن سناء الملك المطبوع بالهند ص 750 قطعة شعرية مدح بها الشاعر الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون الطبيب الأندلسي القرطبي الشهير ... !!! قال فيها... :
«أرى طب جالينوس للجسم وحده = وطب أبي عمران للعقل والجسم
فلو أنه طب الزمان بعلمـه = لا براه من داء الجهـالة بالعلــم
ولو كان بدرا من يستطبـه = لتــم له مــا يدعــيه من التـــم
وداواه يوم التم من كلف به = وأبرأه يوم السرار من السقم...»

215- المذاكرة ... !
ذكر الحافظ ابن حزم في كتابه «الجمهرة» !
إن المنذر بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي .. وهو من سلالة ملوك بني أمية بالأندلس .. كان مغرما بعلم النحو. مولعا بالبحث في علله وقواعده.. حتى أصبح من أيمته . . وكان إذا لقي رجلا من إخوانه قال له :
- هل لك في المذاكرة في باب من العربية ...؟ فلقب بالمذاكرة .. !! من أجل ذلك..

216- .. والفتك سلوان .. !
وجدت في تاريخ الضعيف الرباطي هذه الأبيات . . وهي من شعر مولاي الحسين نجل السلطان سيدي محمد بن عبد الله . .
«نحن الكماة فإن تهتـز رايتنــا = جــاءت تظللنــا فـي الجو عقبــان
حتى إذا ضحكت أسيافنـا نزلت = لأكــل لحـم العــدا والأرض عقبــان
كأنمــا دعيــت علــى وليمتنـــا = فالحرب عرس لنا. والفتك سلوان.!»

217 – على ما فيك من عوج.. !
وجدت في الترجمة التي أفردها (المحبى) في (خلاصة الأثر) لمحمد بن إبراهيم المدعو ببديع الزمان الفاسي !!! ج 3 ص 313 .. قطعة شعرية أجاب بها بديع الزمان .. الفاسي ... !!! صديقا له كان قد أرسل إليه قطعة أنشدها على لسانه في الشوق إلى فاس ومعالمها .. لما رأى من حزن (البديع) وحنينه إليها . .
في دار غربته بالمشرق .. !
أليسا فاسـا وأهلــها ثيــاب علــى = قد نمقتها يدا تقريظــك البهــج
لما جرى ذكرها في رحب خاطركم = أنشدتها قول صب الهوى لهج
لتهن يـا فاس. واخلع مـا عليك فقــد = ذكرت على ما فيك من عــوج

218 – جواب الزفوت السكوت ... !!!
وجدت في الترجمة الحافلة التي كتبها نجم الدين الفزي في كتابه : «الكواكب السائرة» ج 1 ص 217 .. الصوفي المغربي الكبير أبي الحسن علي ابن ميمون الغماري المتوفي في سنة 917هـ.
«وكان يقال عنه : كناز .. ! وكيماوي .. ! ومطالبي .. فيقول : نعم أنا كناز. وعندي كنز عظيم ! ولكن لا يطلبونه ! ولا يسألوني عنه ! وأنا كيماوي ... ! ولكن لا يطلبون ما عندي من الكيمياء .. ! وأنا مطالبي .. ! وعندي مطلب نفيس مزهود فيه .. ! ويشير إلى كنز العلم .. ! ومطلب المعرفة.. ! وكيمياء الحقيقة.
وكان كثيرا ما يقول : جواب الزفوت .. السكوت ... !!!»


* الجدادات رقم 13 - دعوة الحق - ع/ 118
* الجدادات رقم 14 - دعوة الحق - ع/123



الادب المغربي.jpg
 
أعلى