جمال بامي - أبو عبيد الشرقي

تبين من خلال المقالات التي خصصتها لعديد أقطاب الزاوية الجزولية ضمن سلسلة "علماء وصلحاء" أننا إزاء مدرسة عريقة في العلم والصلاح والحضارة والعمران؛ وقد رأينا مع الجزولي والتباع والغزواني وبن حْسَين ومولاي إبراهيم كيف تحولت الفكرة الدينية إلى سلوك عملي نافع في الحال والمآل، ونستمر في هذه المقالة في مزيد إدراك هذه الحقيقة العمرانية مع قطب من أقطاب التباعية الجزولية بالمغرب والعالم الإسلامي، يتعلق الأمر بأبي عبيد امحمد الشرقي باني مدينة أبي الجعد في المجال التادلي...
ولد الشيخ أبو عبيد امحمد الشرقي بمكان يبعد عن قصبة تادلة بنحو 3 كيلومترات بجوار وادي أم الربيع سنة 926ه أو 928ه وحفظ كتاب الله، ودرس علوم الدين والأدب على يد والده سيدي بلقاسم الزعري دفين ضفة نهر أم الربيع قريبا من قصبة تادلة، ولمّا ظهرت نجابته ومحبته للعلم أرسله والده إلى مراكش ليتتلمذ على يد بعض كبار علمائها كسيدي عبد الله بن ساسي تلميذ عبد الله الغزواني مول لقصور وسيدي عمر القسطلي...
لقد حرص والد أبي عبيد الشرقي أبو القاسم الزعري، بكل تأكيد، على دفع ولده امحمد في اتجاه طريق العلم والصلاح، وكان السيد الوالد سببا في انخراط الولد امحمد الشرقي في سلسلة انتقال "العلم الجزولي" و "التربية الجزولية"، أو إن شأت قلت "المدرسة الجزولية" في أبعادها العلمية والتربوية والعمرانية..
عاش أبو القاسم الزعري -والد سيدي امحمد- خلال مطلع القرن 10ه/16م، وحسب العباس بن إبراهيم المراكشي في "الإعلام"، فقد كانت حرفته في ابتداء أمره رعي الغنم، وكانت له علاقة بالشيخ عبد العزيز التباع، وكان هذا الأخير إذا وصل فصل الشتاء يقول لأبنائه: سيقدم عليكم أبو القاسم، إن شاء الله ببقرات الحليب، كما أخذ عن أبي عثمان سعيد أمسناو شيخ زاوية الصومعة بتادلة (بني ملال على وجه التحديد).. والغالب أنه كان أيضا من أصحاب الشيخ عبد الله الغزواني مول لقصور، وقد لخص صاحب "الإعلام" شخصية أبي القاسم الزعري بقوله: "كان ظاهر الخصوصية، ذا زهد وانزواء عن الدنيا".
يقول محمد جنبوبي في كتابه (الأولياء بالمغرب، 2004، ص: 120): من صلب أبي القاسم الزعري: "سيسطع نجم ولي آخر، ويبرز كاسم مشع بين مشايخ عصره، شهرته ستطبق آفاق بلدته وكل المغرب، وينضاف بلقبه الشهير إلى باقي كبار مشايخ التصوف ورجال الزوايا بالمغرب، إنه أبو عبيد الشرقي الذي تزامنت ولادته مع قيام الدولة السعدية، هذه الولادة التي اختلفت المصادر حول تاريخها المضبوط، إذ نجدها ما بين 926ه و 928ه. على اعتبار أنه توفي سنة 1010ه/ 1602م.
تلقى أبو عبيد الشرقي تعليمه الأول على يد والده أبي القاسم الزعري، الذي حرص -كما مر معنا- على تعليمه القرآن ومبادئ العربية والتربية الصوفية في زاويته بتادلا..
يقول أحمد بوكاري في دراسته "أبو الجعد: المدينة الزاوية" ضمن كتاب "مدينة أبي الجعد: الذاكرة والمستقبل" (كلية الآداب-الرباط، 1995) عن أبي عبيد الشرقي "أنه نشأ في بيئة دينية محضة سواء على المستوى العائلي، أو الجهوي أو الوطني، ذلك أن الفترة التي تمتد من ولادته في نهاية الربع الأول من القرن 10ه/16م إلى بلوغه حوالي العشرين من عمره في منتصف القرن 16 تعتبر قمة ما وصل إليه النشاط الصوفي بالمغرب"..
بعد تلقي العلم الأول في زاوية الأب بتادلا، سيرحل أبو عبيد إلى زاوية الصومعة في مدينة بني ملال، وكانت آنذاك محج العديد من الطلبة المنحدرين من منطقة تادلة بسهلها وديرها وجبلها. أخذ أبو عبيد الشرقي بزاوية الصومعة علوم التفسير والقراءات والحديث والفقه والتصوف، وسيلتقي أبو عبيد بتلميذ نبيه سيصبح فيما بعد شيخا لزاوية الصومعة، يتعلق الأمر بالشيخ أبو العباس أحمد الصومعي صاحب كتاب "المعزى في مناقب أبي يعزى"، والذي سنخصص له مقالة في المستقبل القريب بإذن الله وتوفيقه.
بعد وفاة الشيخ أمسناو شيخ زاوية الصومعة، سيعود أبو عبيد إلى زاوية والده بتادلا، ليأخذ عنه الطريقة التباعية الجزولية لصاحبها الشيخ الشهير سيدي عبد العزيز التباع كأخذ أول، وقد تزكى هذا الأخذ خلال الرحلة المراكشية التي التقى فيها أبو عبيد بأقطاب التباعية-الجزولية كالشيخ عبد الله بن ساسي دفين ضاحية مراكش، وتلميذ الإمام الغزواني مول لقصور، والشيخ القسطلي..
يقول الناصري في "الاستقصا" عن أبي عبيد الشرقي: "كان من أكابر أهل وقته... وتخرج به جماعة من الأولياء، وبعث إليه المنصور (الذهبي) جماعة يختبرونه فظهرت لهم كراماته"..
وخلال الفترة التي قضاها امحمد الشرقي بمراكش اشتهر بين الناس بعلمه ونباهته ونبل أخلاقه وكرمه، ثم رجع إلى مسقط رأسه فمكث مدة قليلة وانتقل بعدها إلى مكان يسمى إغرم لعلام بالأطلس المتوسط، بقي هناك مدة ثم انتقل سنة 966ه إلى موقع أبي الجعد الحالي، فحفر بئرا وبنى مسجدا وكان المحل موحشا وقفرا..
والمكان الذي نزل به الشيخ يعرف الآن بالأبار قرب رجال الميعاد، والبئر التي حفرها تسمى اليوم "بئر الجامع"، ثم انتقل الشيخ الشرقي بعد ذلك لمكان يعرف ب "ربيعة" المعروف الآن برحبة الزرع وبنى مدرسة لتدريس العلم في المكان المعروف اليوم ب "درب القادريين"، وأصبحت أبي الجعد مركز إشعاع ديني وعلمي، ونقطة تجارية ذات أهمية إستراتيجية، وقد قامت الزاوية الشرقاوية بدور مهم في نشر العلم والصلاح وتخرج منها علماء كبار أفاضل، مثل الشيخ سيدي محمد الصالح بن محمد المعطي دفين أبي الجعد (ت 1727م) والشيخ سيدي محمد المعطي بن محمد الصالح صاحب "ذخيرة المحتاج" (ت 1766م)، وأبو علي الرحالي وسيدي العربي بن السائح العالم الشهير دفين رباط الفتح، ولحسن بن محمد الهداجي المعدني ومحمد بن عبد الكريم العبدوني..
بعد رحلة التحصيل العلمي والصوفي، سيقدم أبو عبيد الشرقي بهمة عالية ونفس إنساني كبير على تأسيس زاويته بأبي الجعد. والحق يقال؛ فإن هذا العمل النبيل والبنّاء ليُعتبر استمرارية لنهج "المدرسة الجزولية" التي كنت تحدثت عنها في مقالات سابقة خصصتها لكل من عبد الله الغزواني وعبد الله بن حسين الأمغاري، وقد كنت أثرت مسألة التعمير والبناء وإحياء الأرض الموات التي اضطلع بها هؤلاء الرواد.. ونحن نرى هنا أن أحد "الثمرات التربوية" لهذا المسار الصوفي الإنساني الهادف هو الشيخ أبو عبيد الشرقي الذي قدم إلى أرض قفر موحشة، وأسس بها زاويته، التي شكلت حرما سيقوم بدفع الخلاء إلى أبعد الحدود، وجلب النماء والزرع والخصب، وليس غريبا أن تنسب المصادر إلى أبي عبيد الشرقي قوله لما قدم إلى مكان تأسيس زاويته: "إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة.. هذا المحل إن شاء الله محل يمن وبركة لعله يستقيم لنا فيه السكون بعد الحركة .."ستشتهر الزاوية باسم "زاوية أبي الجعد" وزاوية "رجال الميعاد". ويتحدث البعض -حسب محمد جنبوبي- عن زاوية أسسها قبل زاوية أبي الجعد ظل موقعها مثار اختلاف، يقول البعض أنها بناحية ازرارق بمنطقة الدير ويرجح ديل إيكلمان، الباحث الأنثربولوجي، استنادا إلى رواية شفوية أنها كانت بمنطقة تاكزيرت الحالية –بين بني ملال وقصيبة موحى أوسعيد..
يرجع الأستاذ أحمد بوكاري في مقاله سابق الذكر أن تأسيس زاوية امحمد الشرقي بأبي الجعد إلى ظرفية تاريخية متميزة، من أبرز سماتها:
انهيار البناء السياسي العام الذي تعاقب على تشييده شخصيات بارزة ودول بانية شأن الأدارسة والمرابطين والموحدين والمرينيين.. وما يهم هنا هو التراكم الحضاري للقرون المتأخرة، على الأقل من القرن 6ه إلى القرن 8 ه، فلم يعد المغرب هامشيا في التفاعلات الحضارية بقدر ما أصبح الموجه والفاعل الرئيسي فيها في كل الجناح الغربي للعالم الإسلامي المتوسطي والصحراوي، وقد كان من نتائج هذا التراجع الذي تزامن مع تبلور شروط النهضة الأوربية أن فقد المغرب جل مؤهلاته الاقتصادية القارية والقطرية، بل وأصبح مستهدفا في هويته وكيانه؛ وكان من المفروض أن يكون رد الفعل المغربي حاسما على مختلف المستويات، ودون انتظار إذن رسمي على اعتبار أن مجاهدة المحتل جزء لا يتجزأ من الدفاع عن النفس والوجود؛ وفي كل هذه الحركة الاجتماعية الشاملة، قام شيوخ الزوايا ورجال التصوف والعلم عموما بدور بارز في تعبئة السكان، حتى أن بيعة الأسرة السعدية جاءت بمبادرة منهم، وهي المساندة التي واكبت الحركة الجديدة إلى حين تحقيق وحدة البلاد وتحرير معظم الثغور؛ وجاءت معركة وادي المخازن لتجسد حقيقة هذا التلاحم الذي أنقذ البلاد والعباد من كارثة محققة، بل إن المغرب عاش بمفاخر وأصداء هذا الانتصار منذ 1578 م إلى مطلع القرن العشرين..
بالإضافة إلى هذه المعطيات السياسية والفكرية التي رافقت تأسيس زاوية أبي الجعد على يد الشيخ أبي عبيد امحمد الشرقي، يشير أحمد بوكاري في دراسته "أبو الجعد: المدينة الزاوية" ضمن كتاب "مدينة أبي الجعد: الذاكرة والمستقبل (كلية الآداب-الرباط، 1995) إلى عامل مهم يتجلى في أهمية منطقة تادلة التي "شكلت حدا فاصلا بين مملكة مراكش (السعديون) ومملكة فاس (الوطاسيون) مدة تناهز نصف قرن (النصف الأول من القرن 10ه/16م)، بدليل أن معظم المعارك الحربية بين الطرفين وأهمها وقعت قريبا من نهر أم الربيع أو وادي العبيد، من هنا نتصور أهمية وقيمة الدعم القبلي والصوفي للمشروع السعدي. لكن ضغط الأوبئة التي شهدها المغرب في هذه المرحلة، واستغلال الوطاسيين المتحكمين في فاس للانقسام السياسي قصد المناورة وعرقلة إخلاء الثغور الجنوبية من أجل إفشال التحالف الصوفي-السعدي؛ ضمن هذا الأفق نفهم جسامة المسئولية الملقاة على عاتق زوايا منطقة تادلة شأن: زاوية "أقرض" أو زاوية سيدي علي بن ابراهيم، وزاوية الصومعة ببني ملال، والزاوية الدلائية بزاوية آيت اسحاق، وزاوية أزرارك أو زاوية سيدي بنداوود الشاوي بإغرم لعلام، وزاوية بلقاسم الزعري، والد صاحبنا امحمد الشرقي، على ضفة أم الربيع قرب قصبة تادلة.
والجدير بالملاحظة أن شيوخ هذه الزوايا التدلاوية ينتمون إلى المدرسة الصوفية الجزولية الشاذلية التي يوجد أقطابها بمدينة مراكش وضواحيها، وقد شكلوا -حسب أحمد بوكاري- "أهم قوة دافعة ماديا وإيديولوجيا للإمارة الشريفة الناشئة"..
في هذا الإطار، كان التفكير في إنشاء زاوية امحمد الشرقي، وقد كانت الظرفية مشجعة، إلا أن اختيار موقع أبي الجعد فرض على أبي عبيد الشرقي فرضا. فقد كان يأمل -حسب بوكاري- أن يختار لزاويته مكانا مناسبا وآمنا في منطقة "دير تادلة"، إلا أن المنافسة الصوفية حالت بينه وبين ذلك، فرجع إلى مكان أقل خصوبة ومرعى إن لم نقل مكانا موحشا صعب الاستغلال، لكنني أستبعد هذه الفرضية كما سأبين أن اختيار موقع أبي الجعد كان إراديا، ومع ذلك كان طموح الشيخ اَمحمد أكبر من كل العوائق وهو "وإني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة"..
ويؤكد بوكاري أن الشيخ الفاضل سيدي اَمحمد قد بدل جهدا شخصيا كبيرا في "عملية تيسير الإطار الجغرافي وتطويعه بفضل توفيره كل الشروط الذاتية والموضوعية لانطلاق مهامها وأدوارها التمهيدية"، وهنا عنصر موضوعي من عناصر الاختيار..
ما أود الإشارة إليه هنا أن اختيار موقع أبي الجعد لبناء الزاوية-المدينة لا يبدو غريبا على رجل عالم تشرب مبادئ الغزوانية-التبّاعية-الجزولية، وهي مبادئ أوضحتُ في أكثر من أنها تنطلق من روح تحدي "الظروف الطبيعية" وتعتمد على الهمة العالية من أجل تحويل القفر الموحش إلى خصب ونماء؛ ضمن هذا السياق أتصور مشروع صاحبنا أبي عبيد الشرقي...
وتكمن أهمية المشروع الشرقاوي أيضا في "أن الزاوية تجاوزت كل الأزمات الظرفية والطبيعية، بل استفادت منها لتكتسب المناعة وأسلوب التفاعل مع الأحداث وتصريفها لما فيه خير البلاد والعباد. وقد كان من تبعات هذا الأسلوب المتحضر توهج شعلة الزاوية لمدة ناهزت الأربعة قرون.
يطرح أحمد بوكاري سؤالا مفتاحيا هو: هل اعتمدت زاوية أبي الجعد على رسالتها ومؤهلاتها الدينية والتعليمية فقط شأنها في ذلك شأن العديد من الزوايا التي انتشرت في طول البلاد وعرضها؟؟
يقول بوكاري: "في نظري لو وقفت الزاوية الشرقاوية عند هذا المستوى لانتهت في وقت وجيز، وهو المصير الذي آلت إليه مئات الزوايا، ذلك أن مهام شيوخ الزاوية تجاوزت نصح المسلمين وتربية المريدين وتعليم المتعطشين إلى وضع أسس تجمع عمراني متكامل ومنسجم مع هويته الحضارية من جهة وفي قلب اهتمامات المحيط الجغرافي والبشري والاقتصادي الذي وجدت فيه، من ذلك على سبيل المثال:
الجانب الفلاحي: حفر الآبار، وغراسة البساتين، وتنظيم قنوات الري من نوع الخطارات، وإنشاء مطاحن الحبوب ومعاصر الزيت، وخلق "أمراس" لخزن الحبوب وضمان تنقلات قطيع الماشية لمواطن الرعي (العزيب)؛ الحرف والصنائع كتصنيع الخشب وتصديره إلى آزمور وآنفا وآسفي لصناعة السفن، وتصنيع حجر الكلس لصنع الجير كمادة رئيسية في البناء بدل الطين والقش، وتصنيع الجلود وتصدير قسم هام منها إلى مراكش وفاس والمدن الأطلسية، وتصنيع الصوف؛ تنظيم الحياة الاجتماعية سواء تعلق الأمر بمجتمع الزاوية أو القبائل المحيطة بها، وقد تحولت الزاوية إلى عنصر تكافل متن خيوط النسيج القبلي الهش وعقده، فضمنت الأحلاف القبلية المصلحية، وارتبطت بعلاقات شراكة اقتصادية حقيقية تهم الزرع والأشجار والماشية، وساهمت في التخفيف عن الجيران زمن القحط والمجاعات والأوبئة، بفضل كل هذه المعطيات أضحت الزاوية الشرقاوية "المحطة الطرقية المختارة من طرف القوافل التجارية بين مراكش وفاس، وكان المرور من أبي الجعد في اتجاه فاس أو مراكش أمرا إجباريا في أوقات الأزمات السياسية.
لقد كانت زاوية أبي الجعد فاصلا معنويا ورابطا ماديا متكامل المهام والأدوار، وهي مهمة جد دقيقة وخطيرة لم يصادف النجاح فيها معظم شيوخ زوايا المغرب، ومنها زوايا تادلة مثل الزاوية الدلائية وزاوية الصومعة.. أن التحليل الذي قدمه الأستاذ الفاضل أحمد بوكاري ينسجم انسجاما كبيرا مع أطروحتنا حول مشروع "المدرسة الجزولية" الذي يبدو أن عدة ملابسات وقرائن تدعو إلى الذهاب به بعيدا على مستوى التعميق والتحقيق والتدقيق..
وقد تابع أبناء وأحفاد سيدي امحمد الشرقي الرسالة: منهم بالخصوص سيدي محمد الصالح بن سيدي محمد المعطي الذي تلقى العلم بفاس وبالزاوية الناصرية بتامكروت، وولده سيدي محمد المعطي الذي ألف الكتاب الشهير "ذخيرة المحتاج في الصلاة على اللواء والتاج"؛ وبحق فإن الزاوية الشرقاوية مثلت نقطة مضيئة في التاريخ العلمي والثقافي لتادلة والمغرب عموما، وما أحوج منطقة تادلة اليوم إلى العلم والصلاح، وقد طغت مظاهر الجهل والبداوة، من أجل مستقبل أفضل؛ والهمة العالية المتسلحة بالعلم كفيلة وحدها بعودة أبناء منطقة تادلة -والمغرب عموما- إلى معانقة التفوق والتحضر...
توفي أبو عبيد الشرقي في أول ليلة من محرم سنة 1010ه ودفن بزاويته بأبي الجعد، رحمه الله وجازاه عن تادلة والمغرب خيرا، والله الموفق للخير والمعين عليه...


جمال بامي
 
أعلى