دعوة الحق - شاعر من مكناس: أبو العباس المكناسي

وحقيقة، فإن الشيخ الشاعر غنى وطرب، وغرد وهدل فكانت تغريداته تكتسيها البهجة والروعة والإحساس الصادق الذي يدل على طبع صادق وعلى فطرة صقلها التهذيب وشذبها الصدق، إذ أن الشعر ينساب من لسانه رقراقا صافيا وينبثق من قلبه صادقا معبرا عن عاطفة عاكسة لما يتجلجل في أعماق النفس مصورة نا يزخر به القلب الكبير الطيب المغذى بفيض الرقة والحنان!

خفت بسرعة فائقة نحو الباب، ودفعتها وقد استولت عليها موجة من الفرح، وقصدت غرفة الشيخ لتزف إليه البشرى، ولكنها مالبثت أن تراجعت إلى الوراء إذ تذكرت أن الشيخ لسوف لا يعطي أدنى اهتمام لهذه البشرى.. إنه يظل طول الليل يتهجد ويتبتل في خشوع.. لا ينتهي من صلاة حتى يبدأ صلاة أخرى.. وهكذا يظل يستنزل ساعات الليل في الذكر والعبادة متجها نحو القبلة يناجي ربه في وشوشة المتاصبي العميد فإذا أشبع نهم نفسه من ذلك فزع إلى كتاب الله يتلوه في صوت عذب جميل، وإذا تلا آية تصور هول يوم القيامة بكى وأذرف الدموع مدرارة، وإذا تلا آية تصور النعيم الذي سيتبوأه المتقون علت شفتيه بسمة متراقصة، ثم يطوي كتاب الله الأقدس في تؤدة حية فتنازعه نفسه إلى أن يدلف رياض الشعر التصوفي حيث تنبت زهور الحقيقة الأبدية وحيث يتلاشى الجمال المقيد في الجمال المطلق الذي لا يتحدد بحد، فيعمد إلى ديوان ابن الفارض يتنغم بتائيته الكبرى في نشوة تحرك الرؤوس والأبدان فإذا هي في ترنح وتمايل.. ثم تذكرت ما كان يقوله سيدها الشيخ أكثر من مرة من أن الحياة الدنيا ظل زائل والاخرة ظل خالد، ورغم ذلك فإنها جمعت أشتات شجاعتها وتقدمت إلى سيدها قائلة له في فرحة لا تعد لها فرحة:
ـ سيدي.. ألم تسمع بما يتحدث به الناس من أن السلطان سيجود عليك بوظيفة في بلاطه تلائم مقامك ومنزلتك!؟
وبعد برهة من الزمن لم تدم طويلا رفع الشيخ الجالس على سجادته رأسه ووضع مسبحته التي لا تفارقه في حله وترحاله، بجانبه.. ثم قال لها بصوت هادئ:
ـ نعم إنه نفس الخبر الذي أفضى به إلي كثير من تلامذتي منذ أيام عديدة خلت، وأنت تعرفين حق المعرفة أنني راغب عن هذا، ولكنني سأقلبه فيما إذا ألح علي السلطان مولاي محمد بن عبد الله نظرا لما أكنه له من حب خالص، وإنني أود من أغوار فؤادي أن أنفق عمري كله في الوعظ والتدريس ونشر ألوية المعرفة بين الناس وبخاصة هذا الشعب الذي هو في أشد الحاجة إلى من ينير له الطريق المظلم الدامس، ويفتح له مغالق العلوم حتى يصبح بإذن الله شعبا ذا وزن في الحياة الإنسانية، وتلك مهمة العلماء لا يضطلع بها غيرهم..
وتنحنح الشيخ، وساد الغرفة جو من السكون ما لبث أن مزق أديمه بقوله مخاطبا لها:
ـ من قال لك أنت بالذات هذا النبأ؟
فأجابته بصوت تكتسيه نبرات من الاضطراب:
ـ سمعته يا سيدي من الجيران القاطنين بحينا، وإن ألستنهم لا تفتر عن نشره بين الناس..
ثم اذن لها بالانصراف، وانصرف الشيخ لعمله كعادته كل يوم.

وتجرمت أيام وتابعتها شهور والشيخ يزاول عمله في التدريس والوعظ يحضر مجلسه العلمي كثير من رواد العلم وعشاق الأدب، يلتفقون ما تنفرج عنه شفتاه من درر ولطائف حتى كان يوم ناداه السلطان الذي سمع كلمات الثناء والإطراء في شخصيته العلمية والأدبية فقلده منصبه ككاتب في البلاط الملكي، ورغم ذلك فلم يلهه هذا المنصب عن نشاطه العلمي والأدبي، وكيف يلهيه شيء من ذلك ووصايا أشياخه مايزال رنينها يرن في أذنه» ألم يوصه شيخه أبو حفص الفاسي، وأبو عبد الله محمد التاودي ابن سودة وأبو عبد الله محمد بناني وغيرهم بأن لا يلهيه شيء عن ارتياد الآفاق العلمية، وجوب رحابها الواسعة مهما عظم هذا الشيء، ومهما كان نوعه وشكله، وهو نفسه من غير أن يوصيه أشياخه لا يستطيع أن يتوقف عن نشاطه وهو الأديب الذي لا تأسره وظيفة ولا يقف أمام وجهه سد، لأن الأديب أبدا يحن إلى حديقة فنه حنين النيب إلى قصالها، ينطلق في مهامه الأحلام الملكوتية حيث رقرقات الإلهام المجسد.
أجل، الأديب لا يعبأ بشيء من ذلك، فإنه دوما ينشد الحرية والاستقلال تماما كالشحرور الذي لا تطيب حنجرته بأعذب التغريدات إلا إذا وجد فضاء واسعا يوحي إليه بذلك ويساعده على التنعيم والتغريد...
وحقيقة فإن الشيخ الشاعر غنى وطرب وغرد وهدل، فكانت تغريداته تكتسيها البهجة والروعة والإحساس الصادق الذي يدل على طبع صاف، وعلى فكرة صلها التهذيب وشذ بها الصدق، إذ أن الشعر ينساب من لسانه رقراقا صافيا وينبثق من قلبه معبرا عن عاطفة عاكسة لما يتجلجل في أعمال النفس مصورة ما يزخر به القلب الكبير الطيب المغذي بفيض الرقة والحنان، فلنستمع إليه في معرض الرثاء يتحدث عن شيخه أبي حفص الفاسي في قصيدة لونها بذات نفسه، فإن قلت فيها: إنها جمرة متقدة صدقت، وإن قلت فيها: انها أتون ما كذبت... لنستمع إليه، فنتلذع معه ونشاطره تلذعه وعذابه الحرون:
الدمع يروي عن فؤاد الأكمد
بمسلسل وبمرسل وبمسند
فاجعل حديث الدمع عندك حجة
واطرح مقالة جاهل لم يرشد
وابك العلوم أصولها وفروعها
وابك الدروس ولا تكن كالجلمد
وابك السماحة والصباحة والفضا
حسة والبراعة واليراعة تهتدي

وابك المجادة والجلالة والمكا
نة والمهابة والنزاهة تسعد
وابك المآثر والمفاخر والعلا
وابك المواهب والمناقب تحمد

إلى أن يقول وهو يكاد يكون أحسن ما في القصيدة في نبرة المتسائل الحائر: من يجلو بعد موت شيخه ظمأ قلبه الصدى، ويزيح جهالة وضلالة عقله، وكآبة نفسه عندما يشتبه المقصد، ويقف وقفة الحائر المتردد إزاء مشاكل علمية لا يعرف كيف يخوض يمها ولا يدري مخرجا منها، ومن بعد موت شيخه سيفرج كربته التي يقاسي منها الأمرين ويؤنسه في وحشته الرهيبة وعزلته الموحشة وقد كان هو مؤنه في هذه الوحشة والوحدة:
يا ليت شعري من أرجى من بعده
أم من به أجلو ظمأ قلبي الصدي
أم من يزيح جهالتي وضلالتي
وكآبتي عند اشتباه المقصد
أم من يفرج كرتبي أم من يؤ
نس وحشتي في غربتي وتفردي
أم من يزيل تولهي وتلهفي
وتفجعي وتوجعي وتنهدي
بخل الزمن بمثله هيهات لا
يسخو به طول المدى والمسند

وبفجيعة موت شيخه تتوافد على ذاكرته ذكريات الأيام المواضي التي سلخها معه في جو تسوده البهجة والفرحة والألفة والمودة، وصور تلك المجالس التي أشرقت أنوارها والتي لو كلمتها لنطقت بما كانت تزخر به من سعادة شاملة، ولكنها تستعجم كما قال الشاعر:
استعجمت دار نعم ما تكلمنا
والدار لو كلمتنا ذات أخبار

وأحر قلباه على تلك الأيام التي مرت مرور البرق الخاطف.. وأحر قلباه، مرت فكانت تفيض بالحياة والأنس فما آبت هذه الأيام وما آب الشيخ الفقيد:

أسفا لأيام مضت في سلوة
ومسرة أوصافها لم تنفد
ولألفة ومودة ومواصلا
ت عذبة في كل وقت مسعد
ومجالس قد أشرقت أنوارها
وتلألأت فيها وفي كم مشهد
وتنتهي قصيدته الرثائية بقوله:
فالمرء مع محبوبه هذا الذي
يروي حديثا للنبي محمد
صلى عليه الله خير صلاته
والحمد للباقي العلي الأوحد

والشيخ الشاعر ليس من أولئك الذين يتنكرون للينبوع الذي استمدوا منه الخير، والدوحة التي اقتطفوا منها قرنفلات مختلفة الأشكال والألوان، فها هو يقر لشيخه بناني بالفضل فيخاطبه ويشبهه بالبدر بين الشهب وبالروض فاح أريجه فأحيا النفوس:

بادرا لاح بين الشهب بدرا
فنارت منه نيرة الشموس
وروضا فاح مندله متحيرا
فأحيا نشره ميت النفوس
وبحرا خاض بحر العلم حتى انـ
ثنى بالجوهر الصدفي النفيس
يمالك من طريق الفخر شنف
مسامعنا بمختصر السنوسي
وألبس عاري الطلاب مما
به حشيته أسنى لبوس
وبرد غلة الصادي بأحلى
مذاقا من معتقة الكئوش
ولا تردد يد الأبيات صغرا
وجد بمنى ولو يوم الخميس
بقيت لفك مشكل كل فن
ففتحك في المجالس والطروس
ولا تنفك بين الناس تاجا
أبا عبد الإله على الرؤوس

ولم ينس الشاعر ما أسدى إليه السلطان من الخيرات فقال مادحا إياه في عاطفة مشبوبة تنم عن صدق الشعور وحرارة الإحساس:
غرام لا يحيط به بيان
وشوق ليس يشرحه لسان
وقلب لا يزايله اضطراب
عظيم كيف يمسكه العنان
لحي الله المتيم لا يبالي
بما يلقي وإن عظم الهوان
أطارحه الهوى آثار قوم
عليها الحصر يقصر والبيان
تقروا مسلكا صعبا تساوي
به البطل المسود والجبان
ولكن لو لناظرهم تبدي
منا الملك المؤيد ما استكانوا
مليك في بساط الحسن شدت
مناطقها لخدمته لحسان
بطاعته قضوا لما رأوها
سبيلا فيه رشدهم استبانوا
وقبلهم رأينا الشمس تعنو
له وبذا لعمرك ما تهان
تقبل اخصيه لدا شروق
وإن غربت كما شهد العيان

وهذا البيت الأخير يشي بما يكنه من حب شديد نحو ملكه حتى أن الشمس تقبل أخمصيه عندما تشرق على حواشي الأفق لتضيء الكون، فهي لا تستطيع أن تقوم بهذه العملية إلا بعد أن تقبل أخمصيه، وذلك في حالتي الإشراق أو الغروب سواء بسواء.
ولا يكفيه هذا فيصفه وصفا رقيقا لطيفا يتألق في سذاجة عفوية يعلم عن الشعور المتمكن في جذور النفس: بديع الحسن من لحظيك هل لي
إذا سددت أسهمها أمان
أعارت أعينا حورا وتارت
بصارمها يحدده سنان
فكم مثلي صريع لهوى لديها
طريحا لا يطاوعه بنان
أخدك ما أرى أم غض ورد
وثغرك ما تنظم أم جمان
كأن سناه بالآجال يقضى
لبارق مبسميك به اقتران
ولو أبدى قوامك بعض لين
لسارع بالسجود إليه بان
بلى في كل عضو منك معنى
تنزه أن يكفيه لسان
وما ظني (وبعض الظن (ثم)
على الدنيا تجود بك الجنان

ويختم القصيدة بقوله:
قسمت العمر أجزاء لعلي
على حمل الغرام به أعان
أرجى الوصل أحيانا وحينا
أشخصه فيعروني افتتان
ولو أهل الصليب رأوه يوما
على قدر بدين هداه دانوا

ورغم تقى الشيخ وورعه فإنه لم يستطع أن يواري في أعماق نفسه عاطفة إنسانية ولدت في القلب البشري منذ أن رأى أبو البشر أول إشعاعات الحياة..
نعم، لم يستطع الشيخ أن يكبت في نفسه عاطفة تتحرك وهو يعرف سلما أنها ليست مما يمس مقدسات الدين، ولو كانت كذلك ما سمع الرسول عليه السلام قصيدة كعب بن زهير وفيها من الغزل ما يظهر واضحا في قوله:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكي قصر منها ولا طول
وما أصغى ابن عباس لإمام الغزلين عمر بن أبي ربيعة. وروى شعره، وما استشهد الحسن البصري بقول الشاعر:
اليوم عندك دلها وحديثها
وغدا لغيرك كفها والمعصم

وما ضرب برجله سعيد بن مسيب وقال: هذا والله ما يلذ استماعه عندما سمع مغنيا يغني:
تضوع مسكا طن نغمات إن مشت
به زينب في نسوة خمرات

وغير هذا وذاك من أئمة الدين الذين لم يقووا على إخفاء هذه العاطفة النابتة بين ضلوعهم كعروة بن أذيئة شيخ الإمام مالك الذي قال في أول قصيدة له:
إن التي زعمت فؤادك ملها
خلقت هواك كما خلقت هوى لها

إذن، ليس من حرج في أن يفصح الإنسان عما يجوب في اطواء نفسه فيسكبه كلمات محرقة مضطربة تاتكل بنار الجوى، وتتقد ولها وصبابة.. إذن فليهتف من غير وجل في رقة العاشق المتيم العفيف الذي امتلكه الحب وسد عليه المآرب فامسى سجينه يزفر ويتأوه من جمال الحبيب الفاتر المحير:
هوى يعلو فأخفضه اصطبارا
فما يزداد بي إلا اوارا
واضرب عن حديث الحب صفحا
فتستهويني الذكرى ابتكارا
لبست الحب فوق العظم جلدا
وقيس حازه ثوبا معارا
أليس الدمع يبردهم غليلا
فما للدمع لي يزداد نارا
ولو كالشمس أو كالبدر أضحى
محيا من هويت لقلت زارا
ولكن فيه عين الشمس غابت
وأما البدر أبصره فحارا
تعالى الله كم أهدي بسهم
من الأهداب للكبد انفطارا
ولج العاذلون فأوسعوني
غداة رأوا لواحظة اعتذارا
أبيت وكل من يهوى يبت في
ضيوف الحب بقربه الجمارا
أفكر في مياسه التي من
يقل يقول جهلا واغترارا
ثغور أم لآلي الدر تندى
أجاد النق ناظمها جوارا
جرت أنهار كوترها رضابا
ولو حققت قلت جرت عقارا
اغصنا مال بالألباب منا
فنرجو الوصل يطلعه ثمارا
اطلقت الرياض تذوب نشرا
فقد أغيى الميامن واليسارا
وما أغنى غناءك في كفاء
يسابق غصن بأنك حيث سارا
متى اشم عذارا في أصيل
فافضح رند نجد والعرارا
فتحظى بالمنى منا نفوس
ترى إذلالها فيك افتخارا
إذن فليهتف مرة أخرى من غير وجل في رقة ناي مبحوح.
لهفي على تلك العشايا التي
قضيتها تحت وريف الظلال
ما بين أزهار زهت بالرذا
ذ وبين أنهار جرت بالزلال
والورق في الأوراق راقصة
وجامات الراح براح الغزال
قد أودعت في خده لونها
وأثرت رقتها في الشمال واكبت ألحاظه فعلها
وطمعها المرشق عند النوال
لازالت في سكر لواحظه
فكيف أقوى بسكر نبت الدوال
وكلما رمت اقتطاف جنى
من وجنتيه رشقتني النبال
فإن رجعت القهقرى لدغت
عقارب الصدغين متى القذال
وإن احم حول حمسي ثغره
تلمعني النحل فضاق المجال
من منقذي من أسر طلعته
من عاذري في حب بدر الكمال

وتصيب الشيخ ضائقة مالية، وإملاق مدقع فتنفعل نفسه بعملية الحرمان المرير، وتسخو قريحته بعامل الاحتياج، وجفاف موارد الرزق فيخاطب وزير الملك المقرب إليه من غير ما استجداء مزر بالقيم الإنسانية المشرقة:
عماد الملك ما أعلى منارك
وما أجرى من الجدوى بحارك
بك القلم استطال على رماح
قلالن يشق له غبارك
وصرت من المكارم في مقام
تخذت به ذرى الجوزاء جارك
فكم طوقت من درر الأماني
فحانق عاطل أضحى جوارك
وإني مزقت ثوبي الليالي
وأودت في نوائبها تدارك
فلازالت تخاطبك المعالي
هلم معظما يا ابن المبارك
وتلم بالشيخ وعكة فيقول مخاطبا بعض الأدباء:
أحبتنا حتى الحروف تحرفت
وحتى يراع اللم قد حارب الحبرا
فأصبح معمور الرسائل منكم
مهامه لا تنفط موحشة قفرا
وعذبتومنا بالجفا دون زلة
كأننا جنبنا الود في دينكم وزرا

ويقول وقد أبدع أيما إبداع بعد أن ملك جوانحه عمل أدبي قرأه:
أهاذي سطور أم بحور تدفقت
فأكسبت البحر المحيط وجوما
أهاذي معان أم غوان ترقرقت
فأطلعها ليل الحداد نجوما
فتشرق نورا يهتدى بنائه
وتحرق سراق القريض رجوما

وتوفي الشيخ أبو العباس أحمد بن الرضى بن عثمان المكناسي، فتوفي معه البيان المتدفق تدفقه الجداول، استخفتها رنات تسابيح طيور الفجر، وجف القلم الهتون ولم يعد ينتدي بقطرات الندى الحلوة، وذهب صاحبه بعد أن باع واشترى في سوق الأدب ما شاء الله له، على أن التاريخ تغافل عن ذكر زمن وفاته بالضبط كما لو كان شجا في حلقه أو قلى في عينه أو خصما لذودا أراد قهره، وسحب سدول النسيان عليه، غير أن طبيعة الحياة أبت إلا أن تعتق من سجنها الرهيب من يستحق العتاق فكان مصيره ككل المصاير البشرية غير مع من غيره، وحسا مع من حسا كأس المنية دهاقا:


دعوة الحق - ع/66

الادب المغربي.jpg
 
أعلى