دعوة الحق - المعتمد بن عباد في المغرب

حظي المعتمد بن عباد عند المؤرخين القدامى والمعاصرين بمكانة مرموقة لم يحظ بها غيره من ملوك الطوائف الذين كان لهم نفس الاتجاه في الحياة، وكان لهم نفس المصير الذي صار إليه المعتمد على يد المرابطين... واهتزت المشاعر... وجادت المدامع وتحركت الأقلام... لوصف مأساة المعتمد كملك جواد شجاع، وكشاعر رقيق مكلوم القلب مرزأ، ابتسمت له الحياة حينا من الدهر في قصور قرطبة وإشبيلية لتتجهم له في أغمات. وقد شقي المرابطون بقضية المعتمد وكيل لهم بالحق والباطل ما نشاهد في آثار الأقلام الشرقية والغربية... وفوقت سهام النقد للبطل العظيم يوسف بن تاشفين من أجل المصير الذي اختاره للمعتمد!!
ونحن في هذا المقام لا نبكي المعتمد ولا نرثي شاعريته، كما أننا لا نضع ابن تاشفين في ميزان النقد التاريخي من جديد، لنتهمه مع المتهمين... أو نبرئه مع المبرئين.. أو لنتلمس له الأعذار مع المتلمسين.. وقد قال التاريخ كلمته في الموضوع، ومن العبث تكرارها...
والذي يهمنا هنا أن نبحث أدبيا وتاريخيا عن حياة المعتمد في المغرب كيف بدأت وكيف انتهت، مع الإلمام بالآثار الشعرية التي رافقت هذه الحياة وسجلتها.
هل عرف المعتمد المغرب قبل النفي...؟
إن ابن دحية 633 هـ يشير في كتابه "المطرب من أشعار أهل المغرب" (1) يشير إلى أن المعتمد بن عباد جاز البحر إلى المغرب من أجل الاستنجاد بيوسف بن تاشفين قبل معركة الزلاقة، وصاحب القرطاس يسجل هذا الجو في شيء من التفصيل ويعين لنا المكان الذي تلاقى فيه الرجلان لأول مرة (بليطة؟) على ثلاث مراحل من سبتة(2).
والمراكشي في المعجب يقول:
ولما كانت سنة 479 هـ جاز المعتمد على الله البحر قاصدا مدينة مراكش إلى يوسف بن تاشفين مستنصرا به على الروم (3).
وينقل صاحب الاستقصاء عن ابن خلدون أن المعتمد اتصل بابن تاشفين في مدينة فاس (4).
وإلى جانب هذه الروايات التي تثبت جواز المعتمد إلى المغرب... نجد روايات أخرى تقتصر على المراسلات التي تمت بين الرجلين مع الوفد الذي كان يضم نخبة من علماء الأندلس وقضاتها ورجال الرأي فيها لحث ابن تاشفين على القيام بحملة لصد أطماع الصليبيين عن الحواضر الأندلسية...
وقد نقل أبو العباس المقري في النفح كثيرا من هذه الروايات عن عدة مصادر وسجل كلمة المعتمد التي أجاب بها من لامه على الاستنجاد بالمرابطين فقال:
"رعي الجمال خير من رعي الخنازير ..."!
وعلى كل فسيظل السؤال مطروحا في انتظار ظفرنا بنصوص معاصرة تجعلنا نطمئن كل الاطمئنان..
والمصدر المعاصر الذي بين أيدينا الآن هو مذكرات الأمير عبد الله آخر ملوك بني زيري بغرناطة، وقد كتبها في منفاه بأغمات وهي لا تشير إلا إلى الرسائل والسفارات، ولا تعرج على جواز المعتمد إلى المغرب.

قرار يوسف بن تاشفين
كان ابن تاشفين ومساعدوه الأقربون من قواد ووزراء ورجال القضاء والفتوى الشرعية لا تعوزهم المبررات المادية والدينية، وقد عالجوا القضية الأندلسية طيلة سنوات وخاضوا عدة معارك لصد التيار الصليبي... كما كان ابن تاشفين لا تعوزه المبررات السياسية لتصفية نظام ملوك الطوائف على أساس يضمن لما بقي في يد المسلمين من المدن والقرى والحصون حياة الاستقرار والأمن والعدل والوحدة ولو إلى حين...! فاتخذ قراره الخطير ونفذه بنفسه فيما يرجع لبني زيري ملوك غرناطة إذ ذاك، ومالقة..
وأرسل كلا من تميم بن بلقين أمير مالقة... وأخيه عبد الله أمير غرناطة إلى المغرب... أما فيما يرجع لبني عباد في إشبيلية وقرطبة وبني الأفطس وغيرهما فقد عهد به إلى قائديه: سير بن أبى بكر وابن الحاج...
ولم يقع المعتمد بن عباد في قبضة القواد المرابطين إلا بعد معارك طاحنة سالت فيها الدماء وتراكمت الأشلاء وأملي فيها أمير إشبيلية وأبناؤه المدافعون عن قرطبة وغيرها على خصوصهم دروسا من البطولة والفروسية ما نزال نجد روعتها وقد فصلتها عنا أحقاب من السنين.
وقد كان من سوء طالع المعتمد أن يقع أسيرا في قبضة قواد يوسف لا في قبضة يد يوسف نفسها...
المعتمد في طنجة
كانت طنجة هي المرحلة الأولى في طريق المعتمد إلى منفاه السحيق في أغمات بعد أن تجرع مرارة الثكل في أبنائه الأربعة الذين سقطوا دفاعا عن حوزتهم..!
وفي طنجة يمكث أياما لا ندري عددها بالضبط ولكنها أيام سمحت له بالاتصال بشعرائها الذين تهافتوا عليه كما كانوا يتهافتون على بلاطه في اشبيلية..
ولم نعرف من هؤلاء الشعراء إلا أبا الحسن بن عبد الغني الفهري المعروف بالحصري الضرير، وكان شاعرا مطبوعا، هاجر من وطنه القيروان إلى الأندلس واتصل بملوك الطوائف ونال جوائزهم، وقد دخل على المعتمد بعد موت أبيه المعتضد فأنشده ارتجالا:
مات عباد ولكن = بقي الفـرع الكريم
فكأن الميت حي = غير أن "الضاد" ميم
ثم استوطن طنجة، ومنها كان يبعث بأشعاره إلى المعتمد... وقد حدثنا ابن خلكان (5) في الوفيات أنه بعث غلامه إلى المعتمد في إشبيلية، فأبطا عنه وبلغه أن المعتمد لم يحتفل به فقال:
نبه الركب الهجوعا = ولم الدهر الفجوعا..!!
حمص الجنة قالت = لغلامي لا رجوعا..!!
رحم الله غـلامي = مات في الجنة جوعا..!!
وهو صاحب القصيدة الشهيرة التي عارضها كثير من فحول الشعراء في القديم والحديث:
يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده
وقد كانت للحصري دالة على المعتمد، وله في دولته عدة قصائد ومقطعات، وقد ألف له كتاب (المستحسن من الأشعار)
ويشاء القدر ألا يتمكن الحصري من رفعه للمعتمد إلا وهو أسير في طنجة... فيأخذ الكتاب ويثيب صاحبه بصلة هزيلة... هي كل ما يملك الأمير الأسير... مع قطعة شعرية للاعتذار..
ولكن الحصري لم يجب المعتمد كما يقتضي الوفاء، بل وأدب اللياقة.. فكتب له المعتمد هذه الأبيات يلومه:
قل لمن قد جمع العلـ = م وما أحصى صوابه
كان في الصرة شعر = فانتظـرنا جوابـه
قد أثبنـاك فهـلا = جلب الشعـر ثوابه
ويظهر أن من يسميهم المراكشي في المعجب بزعانفة الشعراء ومحلفي أهل الكدية، بلغهم صنيع المعتمد بشاعره القديم... فتهافتوا على الأمير الأسير وتعرضوا له بكل طريق، طامعين أن ينالهم طل من وبله .. أو غيض من فيضه... ولكن هيهات! فالمعتمد سلبته الأيام كل شيء إلا أريحيته.!! فلذلك قال مستسلما متحسرا :
شعراء طنجة كلهم والمغرب = ذهبوا من الأغراب أبعد مذهب
سألوا العسير من الأسير وإنه = بسؤالهم لأحق، فاعجب واعجب
لولا الحياء وعزة لخمـية = طي الحشا ساواهم في المطلب
وهكذا مكث المعتمد في طنجة أياما معدودات، ولكن عين التاريخ لم تهملها فسجلت لنا هذه الاتصالات، ويا ليتها سجلت لنا أشياء أخرى كنا في حاجة إليها كأسماء هؤلاء الشعراء.
وتصدر الأوامر للخروج بالمعتمد من طنجة فإلى أين يسير..؟
يظهر أنه إلى حد صدور هذه الأوامر، لم يكن قد تقرر مصيره النهائي في أغمات... بل لم يكن تقرر مصير الأمير عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة الذي سبقه إلى أسر بشهور... والذي سينقل بعد ذلك هو أيضا إلى أغمات...
والذين أرخوا لمأساة المعتمد وتتبعوا إقامته في المغرب منذ حل بطنجة سنة 484 إلى أن توفي بأغمات سنة 488 يذكرون أنه مكث بمكناسة أشهرا قبل أن يلزم بالإقامة في أغمات.
لكننا عثرنا على معلومات أخرى ننقلها عن مصدرها فيما يأتي:
المعتمد في قلعة فازار بالأطلس المتوسط
في كتاب الاستبصار هذا النص ننقله بتمامه لأهميته الجغرافية والتاريخية(*)...
"...ومن الجبال المشهورة ببلاد المغرب فازار وهو جبل كبير تسكنه أمم كثيرة من البربر، ويطردهم الثلج فينزلون إلى ريف البحر الغربي، وهم أهل كسب من الغنم والبقر والخيل...
"وفي هذا الجبل قلعة كبيرة تنسب للمهدي بن توالي الجيفشى ؟ ...وهي في نهاية المنعة، أقام عليها عسكر اللمتونيين سبع سنوات! وبناؤها بالألواح .. وإليها كان تغريب المعتمد بن عباد... فقال متمثلا حزبنا: بنقض العهود لبلد أهله يهود! وبناؤه عود!.. وجيرانه قرود..! وكان اليهود في ذلك التاريخ أكثر سكانه لأنهم سوقة فيلتجئون للحصن حيطة على سلعتهم".
ومن هذا النص تدرك أن المعتمد نقل من طنجة إلى قلعة فازار بالأطلس المتوسط قبل أن يلتحق بمكناس، ولعل ابن تاشفين كان له رأي في ذلك ثم عدل عنه.

المعتمد في مكناسة
سبق المعتمد إلى هذه المدينة الأمير عبد الله كاتب المذكرات وأخوه تميم، وهناك كان يستطلع أخبار الأندلس وما آل إليه أمر ملوك الطوائف، ويكتب معلوماته وخواطره عن هذه الأحداث، وقد ترك لنا معلومات مدققة لا نستغني عنها في معرفة هذه الحقبة من تاريخ المرابطين وسياستهم.
وقد مكث المعتمد في مكناسة عدة شهور كما يقول المراكشي، ويظهر أن السبب في تأخير تقرير مصير ملوك الطوائف كان يرجع إلى عملية التصفية التي يقوم بها القواد المرابطون في الأندلس.
ويقول صاحب المذكرات عن المعتمد:
"فقدم إلينا بمكناسة مع دخلته، وبقي فيها إلى أن سيق معنا إلى أغمات".
ولم نستطع أن نجد للمعتمد كلمة سجلها في مقامه بمكناسة، لا مدحا، ولا ذما، ولا شعرا، ولا نثرا، بل لم نعثر له على أي اتصال بينه وبين أهلها.. وقد نامت عين التاريخ هذه المرة عن مقام المعتمد في مكناسة، وعن الطريق التي سلكها من الشمال إلى الجنوب، ولم تستيقظ إلا والمعتمد يرسف في قيوده بأغمات.(*)

المعتمد في أغمات
بوصول المعتمد إلى أغمات تبدأ حياة الأسر الحقيقية، ويلقي التاريخ أضواءه على كثير من الأحداث، ويتهافت المؤرخون على تسجيل كثير منها على اختلاف مشاربهم... كما تثير توابع الأسر من نفي وسجن وقيد مشاعر المعتمد ومشاعر الشعراء الذين عاشوا حينا من الدهر على نعمته..
وشعر المعتمد في هذه الحقبة من حياته شعر القلب المكلوم المفجوع، والجد العاثر، والجناح الكسير... غير أن ذلك لم يكن ليفقده عزة النفس وعلو الهمة...
فقد ناجى قيده مرة بقوله:
غنـتك أغمـاتيه الألحان = تقلب على الأرواح والأبدان
قد كان كالثعبان رمحك في الوغى = فغدا عليك القـيد كالثعبان
متمددا بحذاك كل تمدد = متعطـفا لا رحمة للعاني
قلبي إلى الرحمن يشكو بثه = ما خاب من يشكو إلى الرحمن
ومرة بقوله:
قيدي أما تعلمني مسلـما أبيت أن تشفق أو ترحما
دمى شراب لك واللحم قد = أكلته لا تهـشم الأعظما
يبصرني فيك أبو هاشم = فينثـني القلب وقد هشما
ويظهر أن السنوات التي قضاها المعتمد في أغمات لم تكن على وتيرة واحدة، فتارة نجده سجينا يرسف في قيده، وتارة نجده طليقا يخالط الناس ويجالس الزائرين وينظم الشعر ويراسل الأصدقاء.
والفرق واضح بين المعاملة التي عومل بها الأمير عبد الله صاحب المذكرات من اللين والتغاضي... والمعاملة التي عومل بها المعتمد، ولعل قيام ابنه عبد الجبار بثورة على المرابطين في الأندلس كان في مقدمة الأسباب التي جعلتهم يشددون الخناق عليه...
وقد سجل المعتمد هذه الثورة في قصيدته:
كذا يهلك السيف في جفنه = إلى هز كفى طويل الحنين
وفيها يتمنى أن لو كان بإمكانه أن يخوض المعارك ويباشر نزال خصومه...
وفي أغمات وصلته قصيدة من بنته بثينة التي فقدت يوم حوصر قصره في إشبيلية ... وكان مصيرها أن بيعت في سوق الرقيق على أنها سبية... ولكنها امتنعت على مالكها... وأبت أن تمكن نفسها منه إلا بزواج شرعي يرتضيه أبوها المعتمد ويوافق عليه...
فأجابها المعتمد بأبيات يوافق على هذا الزواج ويقول:
بثينتي كوني به برة = قد قضى الدهر بإسعافه
ولم يودع راجفة ببثينة، حتى استقبل رادفة زوجته "اعتماد" الرمكية، وكانت صبابة ما أنفت له الأيام من المسليات، ودفنت إلى جوار محبسه... فصار يستعجل الأيام، ويحث خطاها، ليأخذ مضجعه في التراب بإزائها، وقد أسعفه الدهر بهذه الأمنية فنام قرير العين بها.

أولاد المعتمد في الأسر
كان للمعتمد عدد وافر من البنات والبنين، نعرف منهم الأمراء الأربعة الذين قتلوا قبل وصوله إلى المنفى، كما نعرف منهم عبد الجبار الذي ثار على المرابطين واعتصم بحصن أركش بعد نفي أبيه ... حتى سقط صريع سهم أصماه...
أما في أغمات فنجد معه طفله الصغير أبا هاشم الذي رآه في القيد فارتاع.
يبصرني فيك أبو هاشم = فينثني والقلب قد هشما
كما نجد المعتمد يصف بناته يوم العيد في قطعته الشهرة:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا = فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة = يغزلن للناس لا يمكن قطميرا
ونجد معه في أغمات ابنه فخر الدولة الذي تعلم الصياغة ورآه الشاعر ابن اللبانة فقال في ذلك قصيدة شهيرة.
ونجد له ابنا آخر اسمه شرف الدولة ذكره ابن اللبانة أيضا ووصفه بحسن السمت وكثرة الصمت...
وأخيرا نجد في مخطوطة الذيل والتكملة للحافظ ابن عبد الملك ترجمة صغيرة لعبد الوهاب بن المعتمد الذي كان يلقب بعز الدولة.
قال ابن عبد الملك: أخذ عبد الوهاب عن مالك بن وهيب وغيره، ولما خلع أبوه أخذ عن مالك بمراكش، وولي صلاة الفريضة بمراكش، واستنيب بالخطبة دهرا طويلا، ثم تخلى عن ذلك وانقبض وذهب إلى تادلا، وبها توفي بعد العشرين وخمسمائة.

المعتمد يستقبل زائريه في أغمات
خلد المعتمد عدة قصائد ومقطعات يسجل فيها شعوره بالغربة، نقرأ منها الشيء الكثير الجيد في كتب التاريخ والأدب، وقد بالغ بعض المسرفين في حب المعتمد الحانقين على المرابطين فقال: "لولا المعتمد ما ذكرت أغمات".
وقد صارت في سنوات نفيه كعبة قصدها أهل الوفاء من شعرائه وأصدقائه، كما صار قبره فيما بعد مزار المعجبين بشعره وشخصيته.
ولم تكن أغمات إذ ذاك قرية مهجورة في سفح الأطلس الكبير كما يحلو لبعضهم أن يقول... لأننا نعلم أنها كانت هي العاصمة الأولى للمرابطين قبل أن يلتحقوا بمراكش... وقد كان لها شأن كبير في التجارة والغراسة والفلاحة، ويتحدث عنها المؤرخون والجغرافيون حديثا طويلا.
وعلى عهد المعتمد كانت حواء بنت يوسف بن تاشفين تسكن أغمات، وقد سألها المعتمد خباء فاعتذرت... فقال في ذلك شعرا.
واستقبل المعتمد في منفاه شاعره الفحل أبا بكر بن اللبانة الداني، وقد خلد هذا الشاعر قصة المعتمد شعرا ونثرا، وألف كتاب "نظم السلوك في وعظ الملوك" الذي ينقل عنه المقري كثيرا من أخبار المعتمد، كما ألف كتاب "سقيط الدرر ولقيط الزهر" في شعر ابن عباد ... وشعره في ابن عباد شهير لا نطيل بذكره...
وكذلك زاره الشاعران ابن حمديس الصقلي وأبو بحر بن عبد الصمد، ولكل منهما قصائد في الموضوع...
ثم ودع المعتمد هذه الحياة بشرها وخيرها ولسان حاله يكرر كلمته الشهيرة: "رعي الجمال خير من رعي الخنازير..!!".

(1) أنظر ص 25
(2) ص 51 ج 2
(3) ص 130 ط القاهرة
(4) ص 34 ج 2 الدار البيضاء
(5) ج 3 ص 20



* دعوة الحق العددان 60 و61


الادب المغربي.jpg
 
أعلى