أمل فايز الكردفاني - مشكلة الجنس

رأى فرويد أن مشاكل الإنسان النفسية ناتجة عن الكبت الجنسي ، ورغم أن تعميم فرويد قد يؤخذ عليه ، لكن رأيه ليس مرفوضاً كلياً. أغلب الأديان أطرت الجنس بإطار من الخوف والتهويل ، أصبحت تفاحة الجنة هي الثمرة التي أطلقت الشر في جسد الإنسان عبر إظهار آليات الجنس عند الذكر والأنثى ، وهذا أمر خطير جداً لأن الجنس ترسب في عقل الإنسان كشر ، وأنشأ هذا خيبات أمل كثيرة أفضت إلى عاهات جنسية ناشئة عن انعكاسات نفسية مدمرة . رغم أن الجنس لا يختلف عن الأكل والشرب ، فهو باعث فسيولوجي طبيعي جداً . بحيث يكون الدافع للبحث عن إشباع هذا الباعث .
ورأيي أن عدم إشباع هذا الباعث إذا استمر لفترة طويلة ينشئ مشاكل نفسية كثيرة جداً ، سواء بالنسبة للرجل او المرأة ، إن مشكلة العضل في الدول الدينية تؤدي إلى إنتاج مشاكل نفسية لدى المرأة المعضلة ، واستمرار الكبت الجنسي لدى الرجل لفترة طويلة يؤدي إلى إصابته بمشاكل نفسية أثناء ممارسته للجنس هذا إن لم يؤد طول الكبت إلى إفقاد الرجل القدرة على ممارسة الجنس بشكل طبيعي . وربما يؤدي إلى أن تكون العملية الجنسية بين الزوج وزوجته مرهقة نفسيا ومليئة بالتوتر حتى تتحول إلى مجرد واجب يجب أن يؤديه أحد الطرفين لإشباع رغبة الآخر كشكل من أشكال التضحية.
إن أغلب المجتمعات البدائية لا يشكل لديها الجنس هاجس كما هو الحال في المجتمعات المدنية ، لقد رأيت (في مناطق في أفريقيا ) بعض القبائل أو المجموعات البشرية تسير عارية نساء ورجال جنباً إلى جنب . حيث تظل هذه المجموعات في عمومية الخاص ، وتتجه المجموعات المدنية إلى خصوصية العام. ورغم أنه ليس لدي احصاءات علمية ومؤكدة ، إلا أنني ومن خلال الملاحظة فقط أستطيع أن أقول بأن المشاكل النفسية لدى المجموعات التي تعيش حالة عمومية الجنس أقل قابلية للإصابة بالمشاكل النفسية من المجموعات المدنية.
ويتم تكريس وزرع صورة الغول الجنسي عند الأطفال منذ الصغر ، ويؤدي هذا إلى نتائج ضارة جداً ، فأغلب الأطفال الذين يتعرضون لتجرشات جنسية يخشون الحديث عنها لأهليهم ، هذا بالإضافة إلى تصوير الجنس الآخر (ذكر أو أنثى) في شكل شيطاني ، وحين تبدأ مرحلة المراهقة تتصادم تلك التوترات النفسية مع الرغبة الجنسية الناهضة عن طبيعية المرحلة العمرية. وإذا ما كانت هذه التصادمات مستمرة فإنها نتج مجرماً جنسياً فتزداد حالات الاغتصاب ، وتولد حالات الاغتصاب مجرمين جدد كانوا في يوم ما مجني عليهم جنسياً وهكذا تدور الدائرة الجهنمية ، وإذا لم ينشأ مجرم فقد ينشأ الشذوذ نتيجة للكبت ، ففي المجتمعات المكبوتة تكثر حالات الشذوذ الجنسي أو المثلية عند النساء أو الرجال .
إن هذا الموضوع شائك جدا وينتج العديد من التساؤلات والتصورات ، ولذلك فإنني أكتفي بهذا القدر وأعتذر عن عدم التنقيح أو التنسيق وما السبب في ذلك إلا لأنني أكتب هذا الموضوع مباشرة فقد طرأ في رأسي فجأة وأحببت أن أكتبه ، وليس ذلك دفاعا عن فرويد ، بل هو مجرد مشاركة بالأفكار أو الرؤى .
 
أعلى