الأمير أمين بن بشير بن عمر الشهابي - أهوى النسيب ولكن أعشق الغزلا

أهوى النسيب ولكن أعشق الغزل = بأهيف لي ثوب المجد قد غزلا
ذي مقلةٍ قددها في سحرها فلذاً = أضحى فؤادي بنار الحب مشتعلا
أفديه من رشأٍ ما مال منعطفاً = إلا وأصبح يشكو خصره الكفلا
سلت لواحظه سيفاً لعاشقه = ما كان أمضاه سيفاً جاء مكتحلا
ريمٌ له الدر ثغراً والعقيق وريقه = العذب يحكي الخمر والعسلا
مهفهفٌ يخجل الأقمار مبتسماً = والظبي ملتفتاً والسمهري ميلا
أما ترى خاله في روض عارضه = يحمي من الخد ورداً قط ما ذبلا
يا لائمي لا تلمني في محبته = إني وسر الهوى لا أقبل العذلا
كفى المتيم فخراً بالصبابة أن = يقال هذا الذي بالوجد قد نجلا
ما كنت أحسب أن الدهر يحسدني = به ويقطع عهداً كان متصلا
ودعته وعيوني فاض مدمعها = من الفراق ووجدي جد واشتعلا
فإن نأى عن جفوني فهو في كبدي = ونجمه في سماء القلب ما أفلا
فيا لويلات أنسٍ باللقاء مضت هل = عودةٌ منك تشفي الوجد والعللا
ما كان أحسنها والشمل مجتمعٌ = وطرف حاسدنا عن عذله غفلا
يا بدر حسنٍ له روض الحشا أفقا = وفي القلوب من العشاق قد نزلا
ومن تشاغل عني في تذلله إني = وحق الهوى لم أستطع شغلا
لي من جبينك صبحٌ أستضيء به = كسعد من في علا أوج الفخار علا
هو البشير الذي يذري السحاب = ندىً بنانه إن همى بالجود أو هطلا
فيا له من همامٍ قد سما شرفاً = ما عمرو ما حاتمٌ إن صال أو بذلا
لو السحاب تصدى أن يباذله = مل السحاب وذا لم يعرف المللا
ولم يكن يألف الدينار منزله = لكن يمر على صرافه عجلا
أمير مجدٍ سني العز دام لنا يعطي = الجياد ويذري القصد والأملا
إن صال في جحفل الأعداء تحسبه = ليث العرين إذا ما لاعب الأسلا
نعم الأمير الذي إن هز صارمه = يوم الوغى لا تسل عما به فعلا
بشرى لنا معشر الشهب الكرام = أضا به شهاب معالينا وقد نبلا
شهابنا قد سما فوق السماك به = وقد أزاح دياجي خطبنا وجلا
يا من غدا مبسم العلياء مبتسماً = بعدله وقوام الدهر معتدلا
شرفت لبنان لما كنت سيده = وطاب بالجود ربعاً وازدهى طللا
إليك أهدي فتاة المدح جاريةً = عذراء ألبسها در المديح حلى
جاءت تفاخر حساناً بحسن سنا = أوصافك الغر بل تهدي الدعا زجلا
يا سعد إن ظفرت منكم بنيل منى = من القبول وحازت عفوك الجزلا
إني فتىً جودك الوافي صيرني = أخا نظامٍ أجيد المدح والغزلا
فدم سليماً مدى الأيام ما طلعت = زهر النجوم وسد قولاً وفق عملا



=========
من مختارات شعر الشعراء الشهابيين
(الأمير سعيد الشهابي )
 
أعلى