قصة ايروتيكية مرية مكريم - المنفى..

‎قسوة الأنفاس تقطع سكون الحجرة… يتجدد القسم على الذات وتعود المفاهيم خائبة مهزومة فاقدة لما تبقى من المعنى… وسط الفراغ تظهر كآبة الكلمات بحروف مبعثرة، نستنشق معا نفس الهواء بعد ان تمتزج جزيئاته المحملة بثنائي اكسيد الكربون مع كل زفير وشهيق، يلمسني ظلها برؤوس اصابعه الحادة، يخترقني يتقادفني يستولي على ما تبقى من كياني، تستمر لعبة الظلال في المبارزة، في الانقباض والانبساط ساعات طويلة خارج الزمن، عقاربها شحنات كهربائية تتنفس الضوء المنبعث من داخلنا، يشتد التيار بالعروق المتورمة، تهرب من فمنا الكلمات ينام اللسان و يتدلى خارجا في انكسار، مشلولا منكوسا الى اسفل حيث تنتهي حكاية القبل..ينساب مني ثعبان… أقرع أعور أعوج أملس … مقطوع الرأس، لم تنل من روحه جريمة القطع يوم كان صبيا، لذلك هو اليوم ثائر، ربما انتقاما، ينظر لي بعينه الوحيدة المتحدية لكل الشرق، ثم يدرف دمعة، دمتعين فثلاث، تتشربها اوردته ويلطف بها جو غضبه الحار بينما هي في انزلاق بطيء، سيرته في النضال تداولتها كل الأجساد التي فرشت له زرابي الترحاب الحمراء،… وان لم تكن كلها بالحفاوة نفسها، فقذ خاض أيضا معارك قوية، كانت سقيمة مميتة مفقدة للمناعة، علمته دروسا كثيرة، قبل المجازفة بخوض اي معركة لزجة، لا يتردد في لبس أقنعة الغاز “المطاطية ” التي يحصل عليها من احدى الصيدليات المنتشرة بأرصفة شوراع زيورخ المريضة بالربو او شبابيك الوقاية المعلقة بمراحيض باراتها… ‎لم تنتظر سقوط ضوء القمر على السرير، هاجمتني هذه المرة ونحن في قلب الظلمة بقبلات عشوائية متوحشة كانها حيوان عاطش، بللت عنقي بلعابها وهي تلعق من مستنقعات الجسد، ثم وقفت مترنحة في ثبات، تنظر من نافذة الغرفة قائلة بصوت رخيم : نهر زيورخ تجمد، انظر فقد غابت وجهه السيول واعترت قلبه الوحدة، لكنك انت وحدك القادر على اعادة ابتسامة جداوله… رسم ابتسامته بريشتك السحرية، هيا، أيها المنقد اغطس بداخلي لعل معاولك تكسر جليده، تحرك أرني صلابته هيجانه قوته، لمعانه، تحرك أيها القادم من بعيد أرني شيئا…. من ثورة ربيعكم العربي


مقطع من كتاب " المنفى"
 
أعلى