جعفر كمال - فَاضَ النِصْفُ

ل

لا أحد

تَسْتَفيضني الأسفارُ المُتَسِعَة في الزمن
في اللا مكان
أجدُ وجه حنان مُتَّكِئاً ينتظرُ
نَوَهتّهُ حسي
وتطوافاً لا يَشْبَعُ
وعينيَّ محمولتين على رَهافَةِ جَناحَيْهّا
وحَوْليّنا
فضاءٌ يُبَصِبصُنا بلا شمس
وغيماتٌ تُباسِمُنا بلا مطر
ونادلةٌ تواسينا تكفُ عنا أبصاراً تلاحقنا
وتبعدُ مبغاً كان يبغينا
وصحبَتَنا
لها الأنهارُ ماضية
كأنما يطوف بمجراها تلاقينا
وحال الأفق يرفع نخبه
ويبتسم لملقاه تدانينا
***
حنان
فيض الوَسَنُ المُشَبَّع
ومُتْعَةُ الحدائق، اللَّوْنُ والرحيق
وصوتها، يا صوتها الشَّهْوان
يراقص أشيائي واشعاري بواديها
وفيها، وفي أنفاسي شَجْوٌ أصبح ذنباً
فما أحْلاهُ من ذنبٍ لعلاه يقاربنا ويحمينا
وبها لواعج تكابد خِدْر عذراء
لها تختار دون الخلق إحساساً
يخابرني
عن أسرارِ ماضٍ حسرت فيها
***
حنان
إذا ما اشتكى ريقي اشتياق ريقها
فإن المُدَامَةُ في فعلها شاءت مغانيها
وشجوتها، تشاكي النفس أن تأتي بحال
يشفعُ تَحَيُّنُ لهفة آتٍ يؤاسيها
يلثم ما فاض من البلسم وما اِحْتَرَقَ بخافيها
فلا يشبع، يُعدي الليل يغترف
ليكمل فيضه الآتي
فتسقيه عذوب عتقت، والبعد يؤذيها
وتخفي خجلاً عن النجمات إن عبرتْ
على نهرٍ أَفاضَ مَهَبُ الصّبَا مَجْرَاً يُحَليّها
***
حنان وسع عينيها
نُضُوبُ الصباح ودِفْءُ الضحى
تَقَاسِمْهُ الوجنات بَلَحٌ تَعَتَقَ حالهُ
بالٌ على الشفتينِ والنفسُ تشتهي
تعالي
لا شئ في الروح إلا لونكِ الهاتف بالرضا
والمواعيدُ ثَراء يُطَيّب ونسة
إشراق عنَاقٌ يلبى لهفة عبقت
يا شاطر الأضواء نَوْرْ لمةً تحيّا بِنا
إن شخنا على درب نجدهُ قائلاً فينا
يحادي كل ما كان وما قد أصبح
ديوان يلم رغبة الطوقين منفلقيّن
شهوةٌ في العمق قد صرخت
ليت قلبي في رياضك نهراً يبتسم
فطف كما تشتهي
واشف لوعة ظلت تقاسيها
***
حنان
قد أَسْرَى بها الحَوَرُ
سلام واهَجَ الأصباح مَبْسِمها
سَمَوْتُ أنشدُ النصَ على جُنْحٍ
لَعَلَّها تلجمَ الأمس، وتأتيني بتاليها
تحار إذا دونتُ ألاّمسُ ثمرة نضجت
وجوايَ شفيع يحل لها
عقدةَ معصومٍ ساخن رطب
يُوَلْوِلُ نَطَّارٌ، ويلجُ فيَّ ما نَهدَ
ثملاً تجدني ألوبُ على ثَنِيَّة حيرتها
فتحزنُ
تلمُ الطَّرف وتحتسبُ اللومَ من مستنكرٍ
كأن في ما حولنا نماماً يخاتلنا
وَجَدتُها تمضي، ونادمة تقترب
خذ فَلَسْتُ أنا، حرض مُعيناً يطلبُ الشبع
حرض، وأفتح بلسماً صَانَ عهدا لآتيها
ماذا أقول إذا جاءت بذا المعنى تُدَّوَرهُ
ترى، هل أشتكي إنكساراً كان يرضيها؟
وصدرُ اللهَ خمرٌ فاطرٌ "قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ.."
في كل ما فيَّ وما فيها
تواري خلوة طلبت من إمام الحب مرضية
وتقرأ سورة "وجعلنا من بين أيديهم سدا.." أَتَمُها
ترى
هَلْ لَنا مِنْ بَاقِيَةٍ نؤاتي بساط الريح
مَنَاصّاً كي يوارينا


.


01.jpg
 
التعديل الأخير:
أعلى