شهاب الدين بن فليته الحكمي اليماني - كتاب رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب

[SIZE=6]شهاب الدين بن فليته الحكمي اليماني
كتاب رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب[/SIZE]



مقدمة المؤلف

الحمد لله إستفتاحاً بذكره وإستنجاحاً بشكره وصلى الله على سيدنا محمد مبلغ نهيه وأمره وعلى آله وصحبه أولى تصديقه ونصره وشرف وكرم ومجد وعظم.
أما بعد
فإني لما نظرت إلى وجوب شكر المنعم وتكرار إحسانه على المقل والمعدم واستأذنت سيد ملوك الأرض وهو بدرها ومجمع الفضائل ومجرها بأن اتقرب إلى جوده بجدى وعزلى وانظم فى غرائب فضله مايملى فاذن فى فى ذلك اعجاباً منه بالتلطف على كرم سجاياه ورغبة فى التعطف إلى جزيل عطاياه وأنا القائل فيه :
ومن عجب أن يسأل الجود منكم وجودكم غاد علينــــا ورائــــــــــح
كما أننا نستنشق المسك بـره ولو لم يكن مستنشقاً فهو فـاسخ
فحيئذ شرعت فى تأليفه بأمل سفر فلاحة ورجاء مشرق نجاحه وجملته مختصراً قائماً بنفعه غير محتاج إلى غيره ماخلا الأبواب المنقولة فى كتب الطب فإنى لم أتعرض لشىء منها إذ فيها مايصح وفيها مالايصح وكذلك أبواب التفرس والقياس فى النساء انتخبت كثيراً منها فلم تصح وإنما الغرض المعقود فى هذا الكتاب الإشارة إلى لذة المباشر بوجودها لا الإشتغال بطلب مفقودها فإن قيل ان فيه زيادة منقولة من غيره فلإنما نقلته للإستشهاد به وتصحيح ما أضعه فيه وسميته فى إختصار هذا الكتاب ولم اختصر شىء إلا قليلاً وسميته " رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب " وقسمته إثنى عشر بابا تحتوى على فنون كثيرة منها مايعين الجاهل على مباشرته ويعلم العاقل المنصف أنى لم آتها . فقد وصف الخمر بحقيقتها قوم أولو عفة ظاهرة وسريرة طاهرة بما يعجز أكثر العارفين بها عن بعضه ولا يطيقون وان جحدوا على شر بها فلا نشهد عليهم أحد بشر بها ولاحكم عليهم حاكم بها وإنما عد ذلك من دقيق نظرهم وصفاء فكرهم ، ولإنى أقول :
لايوحشنك اللطف من عزل أمرىء لهم بألفاظ الخليع الفاتـــك
فلربما ولسع الفتى بتمساجن منه وكشف عن سريرة ناسك
وبالحق الواجب علينا ان نستغفر الله على كل حال ونستقيل من عثرات الأقوال إنه ولىّ اهل التقوى وأهل المغفرة.
وهذه فهرست أبواب الكتاب
الباب الأول فى فضل النكاح والترغيب فيه
الباب الثانى فى ذكر النكاح وإختلاف مذاهب الناس فيه .
الباب الثالث فيما يل على عظيم النكاح عند ذوات الأحراج .
الباب الرابع فيما تحب النساء من الرجال ومايكرهن منهم .
الباب الخامس فيما يحب الرجال من النساء ومايكرهم منهن .
الباب السادس فى إختلاف الرجال والنساء فى الأحوال والشهوات والنكاح وذمر فروج النساء وحياتها فى الكبر والصغر وذكر الإستمناء باليد وهو المسمى جلد عميرة والقبل وماجاء فيه من الأشعار والحكايات .
الباب السابع فى ذكر أبواب نية النكاح ومايتعلق به والرحز وأنواعه
الباب الثامن فى ذكر السحق والساحقات وماوقع بينهن وبين المتقيات من المفاخرات والمناومات .
الباب التاسع فى فضل الجوارى وماوقع بينهن من المفاخرات والأشعار والحكايات .
الباب العاشر فى ذكر القيادة وأهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وماوقع فى ذلك من الحكايات الغريبة .
الباب الحادى عشر فيما يجب فيه من الحزم من قبل النساء وحكايات فيما وقع لهم من الحيل والمكر.
الباب الثانى عشر فى نوادر وحكايات وأشعار غير الأبواب المقدمة وحكايات عن جحا وآداب المضاجعة وكيفية المجامعة والوصايا فى شراء الرقيق الأبيض وغيره وغش التجار فيهم وآداب العروس وشىء من أخبار العشق وحكايات أدبية فى سمعها تهييج المياه وتقوية للشهوة ووصايا طريفة النايك والمنيوك .
خاتمة الكتاب

***

وهذه سياقة الأبواب على الترتيب المذكور والله عز وجل المسؤول عن حسن عاقبة الأمور والمسامحة لكتابة المضطر المعذور .

قال الله عز وجل "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذعب والفقضة والخيل المسومة والأنعام والحرث " فهذه شهوات الدنيا يدأ يذكر النساء لعلمه تعانى بيوتهن من قلوب الرجال وقال تعالى : وانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع . قأبلت للرجل الواحد اربعاً لطفاً منه بخلقه ورحمة بهم أن تجاوزهم الشهوة الى المظور عليه وقال النبى صلى الله علية وسلم فى تفسير قوله تعالى "وهو الذى خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ان الرجل يتزوج المرأة الغريبة يقع بينهما الألفة ثم تلى صلى الله عليه وسلم وجعل بينكم مودة ورحمة وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال لرجل ألك زوجة قال لا وأنت صحيح سليم قال نعم قال إنك من إخوان الشيطين ان اشراركم عزابكم وأرذلامواتكم عزابكم ان المتزوجين هم المبرؤون ... والذى نفسى بيده فالشياطين ابلغ فى الصالحين من النكات .
وقال إبراهيم بن ميسرة : قال لى طاووس لتتزوجن او لأقولن لك مقال عمر رضى الله عنه لأبى الوائد – قلت وماقال له قال مايمنعك عن الزواج إلا عجوز او بخور وقال سعيد بن جبيرة قال لى عبد الله بن عباس وذلك زوجة قلت لا قال فتزوج فإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم " تناكحوا تناسلوا فلإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط .
وقال صفوان "انما الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة .
وقال الشاعر :
اذا المرء أمسى خالياً من خليله = فعيشته فى طى طيرالمخالب
ومن يحصن بالجلال تعرضت = له فتن الشيطان من كل جانب.

***

الباب الثاني

فى ذكر النكاح وإختلاف مذاهب الناس فيه
استشار رجل الشعبى فى التزويج فقال له إن صبرت عن المياه فاتق الله ولاتتزوج وإن لم تصير فاتق الله وتزوج .
ذكر من رغب فى النساء دون الجمال
قال النبى صلى الله عليه وسلم : إياكم وخضراء الدمن قيل يارسول الله وماخضراء الدمن قال المرأة الحسناء فى المنبت اليور . وقال النبى صلى الله عليه وسلم احتفظوا لنطفكم فان العرق نزاع . وقال عمرو بن العاص لأوزلاده الناكح منقرس فلينظر امرؤ منكم حيث يضع غرسه والعرق السوء قلما ينجب ولو بعد حين .
وقال اكثم بن صيفى لايكفيكم جمال النساء عن صراحة النسب فإن الناكح الكريمة مدرجة الشرف . وقال يوصى بعض اولاده :يابنى إياك واختيار اللئيمة بما عندها
ومنه أخذ الشاعر قوله :
لاتنكحن لإئمة لمعيشة = تبقى الملامة والمعيشة تذهب
وقيل لعائشة ؟؟

ذكر من رغب فى الجمال
قال يحيى بن الخطيب رضى الله عنه : عليك إذا تزوجت بوجه يستأنس إليه الماظر فالمرأة منظرة الناظر وقرة عينه . وقيل لحكيم أى النساء أشهى قال التى تخرج من عندها كأرها وتعود إليها والهأ .. وحكى ان امرأة جاءت إلى الحسن البصرى رضى الله عنه فقالت ( إفتنى يا أبا سعيد أمر الله للرجال أن يتزوجوا على النساء قال نعم قالت : أعلى مثلى وكشفت قناعاً عن وجهها كأنه القمر . فلما ولت قال الحسن ماعلى رجل تكون عنده مثل هذه .
وقال الشاعر .
لايعجبنك من قبيح رخصة = ان القباح وان رحصن غوالبا

ذكر من رغب فى القباح
شاور رجل حكيماً فى التزويج فقال له إياك والجمال فإنه مضيعة للرجال ولن تصادف حسنا إلا وجدت به ناراً تكوى ، وأنشد :
لاتطلب الحسن وأعلم أن آفته = ان لاتزال يطول الدهر مطلوباً
ولن تصادف يوماً لؤلؤاً حسناً = من اللآلىء إلا كان مثقوبـــــــا
وقيل لحكيم وقد تزوج بقبيحة تزوجت الحسناء قال اخترت من الشر أقله

ذكر من أخنار البكر على الثيب
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( إنكحوا الجوارى الأبكار ) فانحن اطيب افواحاً وأتق أرحاماً . وقيل ان لم تتزوج بكر فتزوج مطلقة ولاتتزوج ميتة الزوج تقول رحم الله زوجى لقد وكلنى إلى غير كفؤ . وقال على رضى الله عنه انشدت أمرأة قولى
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم = خير المطى مطية لم تركب
كم حبة من لؤلؤ مثقولــــة = نظمت وهبة لؤلؤ لم تثقب
فاجابتنى :
إن المطايا لايلذ ركوبها = حتى تذيل بالزمام لتركب
والدر ليس بنافع أصحابها = حتى تجمع فى النظام ويثقب

ذكر أختيار الفجائر ومدحهن
قال رجل لرجل وقد تزوج غجوزاً ان اختارك العجوز يدل على عمى القلب وعدم اللب واسترخاء الزب وإلتماس سهولة العلاج عن الإيلاج . فقال إن العجوز أقنع باليسير وأصبر على تقلب الرحم العسير واكثر مساعدة وأحسن مراقدة وتؤثر التذليل وتجتنب التعلل ويكفيها الأقل وتقنع باليسير الشنمجل . يؤمن من ولا تحب الزيادة فى العيال والنفقة على ذلك وإسراف المال . إن يتسع رزق بعلها صانت ماله وان ضاق سترت حاله . نعم قعدة الأمور وطية ذى الأمر اللعثور . لا تسبق إليها الظنون وإلى التثبت معها القرواز ألوف غير عزوف ولا عيوف . فقال له الآخر : لقد حسنت القبائح وزينت المفاضح .


ذكر من كره العجائز وعابهن
قال رجل لرجل : ماتزوجت قال نصفا . قال شر النصفين فى يدك . قال الشاعر :
لاتنكحن عجوزاً ان اتيت بها = ولوحبوك على تزويجها ذهباً
وقيل مجامعة العجوز يخاف منها التلف وموت الفجاءة وقال حكيم خير نصف الرجل آخره يذهب جهله وتأتى حكمته ويجتمع رأيه .
وشر نصف المرأة آخره يسوء خلقها ويحد لسانها ويعقم فرجهـــا
وقال أعرابى يهجو أمرأة :
عحوز تربى ان تكون فتية = وقد سالت العينان واحد ودب الظهر
تدس على العطار سلعة اهلها = وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر

ذكر من كره الزواج البتة
سئل حكيم عن التزويج فقال وزن مهر ودق ظهر وفيت شهر وغم دهر . وسئل آخر فقال : مكائد العزية أيسر من الإحتيال لمصلحة العيال . وقال بعض الأعراب لاتتزوج بأربع فإن كل واحدة منهن تأخذك بجماعها وأنت وجدك ولابثلاثة فإنهن كالأثافى فتصير منها كالقدر يكوينك كياً ولا بأثنين فإنهما تكونان ضرتين ولك كالجمرتين ولا بواحدة فإنك تخيض إذا ماحنت وتلد إذا ولدت فقيل له : قد نهيت عن كل ما أباحه الله تعالى فما تصنع فقال كوزان وتمرتان وعبادة الرحمن .

***

الباب الثالث

فيما يدل على عظيم قدر النكاح عند ذوات الأخراج
النكاح والجماع والبضاع والبغال والوطر والمياه كلها وأشباهها كنايات وحقيقة الفعل النيك وله فى قلوب النساء موقع عظيم وقدر كريم فهم وسواس صدورهن وقوام جسومهن وريحان لصدورهن وجيب فقوسهن وان الرجال يشاركونهن الشهوة ويقاسمونهن اللذة وإنما لهم القسم اليسر والسهم الحقير ومعظم الشهوة وسلطانها للنساء دون الرجال وقيل للنساء تسعة أعشار الشهوة وللرجال العشر بما يطلبونه منهن ومن عادتهن إنكار الشهوة وجحد محبة الرجال وأفضل ذلك مايروى فى بعض الأخبار ان الله تعالى لما خلق حواء لآدم عليهما السلام ألقى فيه شهوة النكاح ورأها فأعجبته فهرع إليها وهم بها فحال جبريل عليه السلام بينه وبينها فقال له لا سبيل لك إليها إلا بمهر . قال فما هو قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وهى الباقيات الصالحات . فقالها .
فقال جبريل قد وصل مهرها . فلما غشيهما وفرغ أعجبها فقالت وماهذا فقال شيىء يسمى النيك فقالت زدنى فإنه طيب فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يضربها بسوط الحياء فضربها به فاستحيت وقال جبريل لآدام إتحبها قال نعم فقال جبريل لها اتحبينه قالت لا وكانت محبتها له تسعة أعشار محبته لها . فصار الحيار والإنكار لهن ورائه .
ويحكى عن زبيدة بنت جعفر أم الأمين ابن الرشيد لما سافرت بلاد فارس خرجت يوماً وهى سكرى فكتبت فجمت فى الديوان :
ونك من لقيت من العالمين = فإننا بالندامة فى تركه
وكانت وراءها جارية فقرأت ماكتبته فقالت : ماهذا ياسيدتى فالتفتت إليها مغضبة وقالت : أنا ما أخذت هذا إلا من أصل قوى . هذا ابونا آدم لما ناك أمنا حواء قالت له : ماهذا قال شىء يسمى النيك فقالت له زدنى منه فإنه طيب . فإن أنكرت وقلن للرجال انتم أشد شهوة وأحرص على النكاح منا بدليل ما إليكم لنا به واكراهكم إيانا عليه قبل ليست مطالبة الرجل المرأة بالنكاح انه اشد منها شهوة له وإنما هو بمعنى الفحولية والعادة الجلدية بقوة نفس الذكر على الأنثى فى جميع الحيوان لأنها تبع له فى مراده وهو ليس تبعاً لها فى مرادها وهى واثقة منه بمطالبتها دائماً وأما إذا أيست منه وخاب رجاؤها عن حلال أو عفة أو فجور ولم تستطيع الإستدراك به لرغبة أو رهبة أظهرت حينئذ ماكانت تستره وأقرت بما كانت تنكره كأمرأة العزيز مع سيدنا نبى الله يوسف صلى الله عليه وسلم لما قالت : الآن حصحص الحق . وتهتك المرأة عند إمتناع الرجل عنها أعظم من تهتكه عند امتناعها عليه .
ويحكى عن بعضهم أنه كان يقرأ فى المصحف فلما بلغ إلى قوله تعالى فى قصة يوسف وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى . طبق بعض المصحف على بعض والتفت وهو مغضب وقال والله لو أنها بى تحككت ولى تعرضت لأديتها من أصناف النيك اللذيذ وأنواعه مالم تره ولا سمعت به . ولكنها تعرضت لنبى معصوم .
ويحكى عن بعضهم أنه سمع قارئاً يقرأ فى المصحف قال إرجع إلى ربك فاسأله مابال النسوة اللاتى قطعن ايدهن . فقال لو كنت أنا المسؤول لقلت من شهوة النيك .
وكانت سجاح قد إدعت النبوة فى قومها فى أيام مسيلمة الكذاب وفى بيت المندر بن تميم وكانت قد إستمالت خلقاً من الناس وآمنوا بها ومسيلمة أيضاً إدعى النبوة فبلغه عنها ما إدعت به فأرسل إليها فرحلت إليه من أرضها اليمامة فى جماعة ممن آمن بها من قومها لمناظرته فلما لقيته قالت له ماأتاك قال أننى مانكت أمرأة إلا أحبتى وآمنت بى قالت أسمعنى أقرب شىء أنزل عليك فقال :
ألا قومى إلى المخدع = فقد هيى لك المضجع
فإن شئت فرشناك = وإن شئت على أربع
وإن شئت شلشيه = وإن شئت به أجمع
فقالت له بل به أجمع يانبى الله ثم دخلت معه . فلما إشتد عليها العمل ضرطت فقال مهذا قالت ثقل على الوحى الذى أنزل عليك ثم آمنت به ورضيت بقوله فقال قبيح منا ان نأخذ كريمة بغير مهر وقال لقومها أى الصلاة أثل عليكم قالوا صلاة العشاء وصلاة الفجر فقال قد حططناهما عنكم وجعلتهما مهراً لكريمتكم .
ويروى أن عمر بن الخطاب خرج ليلة يطوف فى المدينة فسمع أمرأة تنشد شعراً تقول فيه :
تطاول هذا الليل وأسود جانبه = وأرقنى أن لاخليل ألاعبه
فوالله لارب غيره لزعزع = من هذا السرير جوانبه
فسأل عنها عمر فأخبر ان زوجها بعث فى الغزاة فسأل بعض النساء كم تصبر المرأة فقالت ستة أشهر ثم أقبل زوجها بعد ذلك . وقال رجل لأمرأة هل لك فيمن هو قال من الحسب عار من النسب غير انه يصلصل معك فى الدار ويقلبك يميناً وشمالاً يوصل ثلاثاً فى واحد يدخل الحمام طرفى النهار وثلثاً من الليل قالت له ياهذا أفترانى لا اسمع منك بعد هذا زتزوجت به .

وخطب رجل أمرأة فزادت عليه الشروط وأعنتت فقال لها إن فى عيوباً إن رضيت بها أحكمت شروطك فقالت له ماهى فقال إنى شره فى النكاح بطىء الفراغ سريع الألفاظ . فقالت ياجارية أحضرى أهل المحلة يشهدوا أنى تزوجت به على بركة الله فهذا الرجل لايعرف الخير من الشر وحكى ان همام بن مرة كان له ثلاث بنات فكبرنا وإمتنع ان يزوجهن فضعفى من ذلك فدخل عليهم يوماً فقالت إحداعن:
أهمام بن مرة حن قلبى = إلى صلح شرفه العوالى
وقالت الثانية :
أهمام بن مرة حن قلبى = إلى مابين إتخاذ الرجال
وقالت الثالثة :
أهمام بم مرة حن قلبى = إلى ايد أشد به مبالى
فقال لهن خزاكن الله وزوجهن .

وحكى أن المأمون كان عنده مائتا جارية لفراشه وبنما هو ذات يوم فى مجلسه إذ سمع فى ناحية من الدار غناءاَ ورقصاً فقال للخادم . أنظر ماهذا فدخل ثم خرج فقال تلك ماجن تغنى ولؤلؤ ترقص وكانتا ماجنتين فأمر الحاضرين بالإنصراف ودخل من حجرة ماجن فرآها من حيث لاتراه وهى تغنى .
ألا يادار كم تحوين = من كس ومن علمة
أأيه واحد يكفى = ويأتى مائتى عرسة
متى يرقع طيــان = شقيت مائتى ثلمة
فقال المأمون ماتقولين ويك فقالت لاشىء يأمير المؤمنين بل كنت على خلوة وماطننت أن أمير المؤمنين يسمع فقال لسنا نقعد عن زيارتك فقالت مارانى إلا كما قال القائل :
أتت بجرابها تملأه براً = فعادت وهى فارغة الجراب
فضحك منها ودخل الحجرة وقضى حاجتها فلما فرغ قال لها ويلك أما كفاك أن جعلتنى طياناً حتى صيرتنى ضعيفاً فقالت أولا ذلك ما أكلت على هذا الجوع هذا الرغيف الواحد فقال لها أخزاك الله ما أسرع جوابك ثم دخل بها فيادها ثانية فقالت الأخرى إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فأرزقوهم منه . فضحك ودخل بها وقضى حاجتها وقرب وقت زيارتها .
وكان بعضهم إذا غضب عليه زوجته دخل إليها وبادر إلى رفع رجلها وإستعمال نكاحها فقالت له يوماً وقد فرغ منها :
قاتلك الله كلما اشتد غضبى عليك جئتنى بشفيع لا أقدر على رده .
وبهذه القصة تعرف نكتة قول القائل :
ليس الشفيع الذى يألأتيك مؤتزراً = مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا

***

.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى