قصة ايروتيكية ابراهيم المصري ـ سهرة حمراء.. مع بوذا

[SIZE=6]ابراهيم المصري
سهرة حمراء.. مع بوذا[/SIZE]



حقائق الأشياء

لا حاجة لي.. بأوصاف زائدة...
يكفي أن تكوني في بنطلون الجينز حتى أقول: كم أنتِ رائعة...
والرشاقة وحدها تكفي.. لأنكِ فيها.. بالقميص الذي أحبُّ دائماً أن ترتديه أزرقَ مطبوعاً بالأحمر من قلوبٍ صغيرة...
وأعلم أنَّ أبيضَ قلبك شاسع.. حتى أنه يمتد بطول براءةٍ تربي الحمام والأطفال.. وتصبر حتى يحلـِّقون فوق جداول من ثرثرة الحلم...
هنا.. أراكِ أيضاً.. حمامة بيضاء.. تطير من جدول إلى جدول وتوصي الماءَ أن يكون نقيَّاً في صفاتهِ التي قد يعكرها الغضب...

أنتِ.. لا تغضبي سريعاً.. وإنما يأخذ الحبُّ يدك إلى صندوقهِ كي تحملي الهدايا إلى المسيئين...
هُم.. يصفونكِ بالجمال.. وأنا أصفكِ باسمك.. وهذا يكفي.. كي لا يخرج القمر عن مدار عينيكِ...
أنتِ.. جميلة.. ما الجديد في هذا؟؟
إلاأنْ تقبـِّليني لأعرف مذاقَ فؤادكِ المسكوب من عسل صافٍ ومن رحيل دائم في الموسيقى...
أفكر فيما لو كنتِ.. أكثرَ من امرأة.. وأقل من ملاك.. قرر أن يكون دنيويَّاً.. وهكذا اختلى بنفسه قبل أن يخرج أنثى تحمل أيضاَ حلمَ أمومةٍ لثدييها...
وتدخن أحياناً.. بمتعةِ العاشقة...
تصوري.. أفكر أنْ لا أفلت خصرك.. فأنا شغوفٌ بحقائق الأشياء.. وأنتِ على الأرض حقيقة امرأةٍ تمشي بعينين رائعتين.. أتوهم فيهما دائما جنتين من شغفٍ وحنين...
وأعرف عن صفاتك.. ما يكفي.. لكي أشعر بالرضا عن الحياة.. لأنها خبأتكِ حتى أصل مبهوراً إلى اختصارك في كلمةٍ واحدةٍ تعني.. الضوء
مرةً نكون معنا.. وأضع يدي على صدرك.. مُلتقطاً دقاتِ قلبٍ تعينني على الصلاة.. ولن أعفي جسدكِ من المشاغبة بلمس أنوثته...
لا يذهب بكِ الخيالُ بعيداً...
إنما.. أنتِ.. وما تعطين من كرم فائض.. كونك في حقيقة اليقين الذي يجعل منكِ الأنثى ومرآتها.. ويرفع صوتكِ إلى ارتطام الفراشات بأنـَّات الناي...
صوتكِ عميقٌ للغاية وأنا أفكر أنْ أسقط فيه إلى أن أصل إلى الطبقات السفلى من مياهٍ رائقة.. كأنها المرآة التي يمشط فيها الله كلَّ صباح ضفائرَ رحمته قبل أنْ يرسلها إلى الناس أمطاراً غزيرة...
أنالا أبالغ.. ولا أحتاج إلى أوصافٍ زائدة.. لكي أحبك.


البيانولا

أخبريني.. وأنتِ تحت الماء تغتسلين.. إنْ كانت الموسيقى التي أرسلتها لتدليك جسدكِ.. دافئة ؟
أخبريني إنْ كانت الموسيقى ناعمة في التفافها على جسدك مثل لبلابٍ تهيِّجه بشرتك.. وإنْ كانت الموسيقى في مرورها على سرَّتك.. تنفخ ناياً ليقظةِ الوجد...
كنتِ تركضين على حافةِ روحي.. كأنما تسابقين نهراً في انطلاقه إلى إغاثة صحراءٍ أهملها الله في فؤادي...
إنه شاسع إلى حدِّ أنَّ أوركسترا كاملة من ذئابٍ تقيم فيه ، وتعزف في الليل على حدقاتٍ تقلبُ جمرَ شوقها إلى الجنون...
كنتُ أحملُ البيانولا وأعزف تحت نافذتك.. لحناً مجلوباً من صندوق موسيقى يرش الأزقة والقصائد.. والآن لا أعرف إنْ كانت وظيفة الـdg.. كافية.. لكي أرش جسدك بموسيقى صاخبة حتى تخرجي من الحانة مغمورةً بعريك...
لقد تغير الزمن.. وإنْ لم يتغير نهدكِ في سباحته تحت رغوة الصابون وتحت شفاهي التي تواقع النهد ليلاً.. وفي الصباح تسبُّ أنوثته...
إنه انفصام وجهي الذي لم يتعلم الأدب.. كي يحفظ مودتنا في الجنة.. أيتها المرأة التي غامرت بعذريتها كي تفض بكارتي...
لم يكن في الجنة موسيقى كما تعلمين.. كان فيها أنْ نغطي عرينا حتى تكف الملائكة عن الضحك...
وحينهبطنا إلى الأرض.. أحببتك عارية.. ثم غطيتك بالقوانين.. ملكية خالصة لسوء أدبي...
سوف تسامحيني.. أعرف.. لكنني لن أتمكن من إعادة الزمن إلى الوراء.. إلا في حلم تكون فيه المرأة.. مستقبلَ العالم.. كما قال أراجون.. هذا الرجل الذي أحب إلسا وأهداها كتاباً لازلت أبحث عنه في عيون رجال حالمين.
end of video clip
لماذا تدوزن المغنية مؤخرتها حينما تغني.. مُترافقاً ذلك مع فم نصفِ مفتوح، تسيلُ منه قناديلُ بحر هلامية،
لم يبهرني في الحقيقة غيرُ ظلال بين نهديها.. لكن الكاميرا منهمكة في لقطاتٍ سريعةzoom in / zoom out.. كأن المغنية تمارس الجنس مع شبح،
ما يبهرني أيضاً أنَّ مُرَاهقتي لا زالت كاملة ، رغم تساقط أسنانها.. ولا أعرف إنْ أعطتني المغنية ثديها يوماً، هل سأكون قادراً على عضـِّهِ أم لا؟
ما علينا...
فأنا من عشاق الغناء الذي يفيض باللوعةِ والهجر.. لكن لماذا تهجرني المغنية هكذا.. غائبة في طريق طويل ينتهي بلقطةout of focus... فلا أتمكن من التحديق بروحي في مؤخرتها.. وأنا الذي أعاني من ضعفِ بصر مزمن، تزيده المغنية بفساتينها المثيرة خجلا وفضولاً،
لا يظن أحدكم أنَّ المغنية جميلة.. إلا أنْ تجلس على أريكةٍ واسعة ثم تبدأ في غنج.. ينتهي باغتصابِ الأزواج لزوجاتهم في غرفِ النوم...
المغنيةهذه المرة كشفت كتفيها المصقولين مثل رخام مغسول بالمطر، لا أملك صورةً أكثر إبهاراً غير أن أضع يدي على كتفها، مُنتهزاً الفرصة حين تتأوه المغنية بالغرام.. فأترك يدي لانزلاقها إلى ما يحطم الأخلاق العامة...
الحقيقةأن المغنية كانت تركب حصاناً أو يختاً.. والفرق بين الاثنين هو الفرق بين الريح وممارسة الجنس فوق موجة،
ورغمكل هذا لم أفهم من المغنية شيئاً ممَّا تثرثر به عن حبيبها الغائب، الذي يظهر أحياناً في لقطاتٍ مُعتمة مفتولَ الذراعين...
الحمد لله.. أنَّ ذراعيَّ ليستا مفتولتين حتى لا أحطم المغنية النحيلة الجسد حينما أحتضنها.. وحينما تدوزن مؤخرتها، فأربت على المؤخرة بيدي قائلاً.. ما أجمل صوتك بشرط.. أن تكوني عارية تماما...
end of video clip
end of poem..



نهداكِ.. يسكران وحدهما

لا تخافي.. لن أفعل شيئاً أكثر من إيقاظ قلبكِ.. قائلاً له: صباح الخير.. سوف يجلس على السرير قائلاً: صباح النور
أبتسمُ لقلبك الذي يرد التحية ثم يفتح الباب لدخول ضوءٍ أزرق يقود البحرَ إلى عينيكِ...
أساعدقلبك على ارتداء ملابسه، ليس لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.. وإنما أود أن أراه في قميص صيفي مفتوح من الصدر.. لا تخافي.. فأنا لا أقصد صدرك في أنوثته، وإنما خيالي وما يلمسُ في شروده إليكِ.. وحتى إنْ كنت أقصد صدرك، فأنا أعرفه بنهدين يسكران وحدهما مثل ينبوعين في الصحراء...
هل أنتِ في الصحراءِ أيضاً.. حتى أدعوكِ إلى الخروج منها.. إلى حياةٍ يكفي أن تلمسيها حتى نراها كرةً ملونة تلهو بها النوارس...
ليتنا نلهو مع النوارس.. أو نلهو مع القطط في بئر السلم، مثل مُراهقين يتبادلان القبلات قبل أن يصعدا إلى دروس الحساب والجغرافيا...
إنني أفكر أولا في جغرافيا روحك.. تلك التي تبدو مثل البحر في غموضه على شعابٍ مرجانية...
ثمأفكر في الحساب وأنا أعدُّ أقماراً لا تنتهي في مرورها على وجهك.. كأنها ملائكة بأرغفة الأحلام التي تبدو باردة وتحتاج إلى قلبٍ يسخنها...
افتحيقلبكِ إذن لمرور الضوء، أو لمرور أحلام تعيد تجديدَ فؤادك، وتغرس فيه نباتاتٍ ليست للظل، وإنما لانفلات شعرك الأسود مثل موجةٍ نسيها الليلُ على أصابع الفجر قبل أن يذهب للنوم...
يأخذالليلُ قلبكِ معه إلى النوم ولا أعرفُ من منهما يحتضنُ الآخر.. أعرفُ فقط أنني أحتضنك.. كما أحتضنُ موسيقى تغفو هادئة على الصدر.. وتنتظر أن توقظيها مثل امرأةٍ توقظ رغبتها.


البيرة

يقصيني الصداع النصفي.. بيدٍ غليظة.. إلى حافةِ البكاء...
لقد شجَّ الصداع رأسي ووضع كيسَ ملح مثقوباً حتى يتغذى جذع المخ جيداً، ويصبح العمود الفقري شجرةً مِلحية تئن من نسمة...
كان دمعي مطاطياً.. يتخثرُ كلما حاولت إفراغه من إناء العين.. ويقولون.. إنني من النوع الذي يخزَّن حزنه في القلب كي لا يجوع حينما يستنفد الناس أحزانهم...
في الحقيقة.. أنا خائف من بكائي الذي يبدو كساقيةٍ مُصابةٍ بالربو..وكلما التقطتْ أنفاسها.. أفرَغتْ من فمها بركة دم.. دفعة واحدة...
لماذا الإقامة في الحزن هكذا.. كأن البيرة أصبحت شراباً مُحرَّماً بقرار دولي.. رغم أنها من حنان تسكبه الحنطة في بكائها الصامت...
أحتسي فناجين القهوة.. كأنها خطابات سوداء من ذئابٍ ضلـُّوا طريقهم إلى صدري.. ومزج القهوة بالهيل يشبه جنازةً ترفه عن نفسها بالإصرار على الذهاب ليلاً إلى المقبرة...
كلُّ شيء يبدو مُتعفناً إلى الدرجةِ التي أصبحنا فيها نحرِّمُ القبلات.. مع أن القبلات مثل البيرة تنعش طرقاً خالية من أشجار تعبئ حقائبَ المسافرين بالظل...
لا قبلات إذن ولا بيرة.. ولا حتى فودكا تضلل قلبي بأنوثتها الحادة.. وتلقيني على ظهري صريعاً مثل عصفور يظنُ قطعة الحشيش ثمرةً خالية من الكحول...
كلها أوهام تلازم الحزن.. ولا تشفيها دموع أطبقتُ عيني عليها فتسربتْ بملحها إلى الفؤاد...
هل ابتلعتَ ريقكَ مرةً.. هل كان مُرَّاً.. هل كرهتَ أن تعيد نفسك إلى جوفك بعد أن كنتَ قادراً على بصق فؤادك.. هل كرهتَ الحزن وتمنيت مثلي أن يكون فمك شغوفاً بحلوى غزل البنات.. بقبلةٍ.. بكأس بيرة تطفو رغوتها مثل هواءٍ منعش قرَّر أن يجفف الثيابَ الداخلية من عرق يسكبه القلبُ غزيراً كلما.. سلقته الحمَّى.

امرأة في تجربةٍ صوفية

ماذا لو أعطيتني.. فرصة أنْ.. أتذوق ملحَ ركبتيكِ...
لن يحرق الملحُ فمي.. لكن أعصابي قد تحترق.. من باطن الركبة الذي يعلق قطرةَ عرق، كأنها لؤلؤة تجذبُ اللسانَ لالتقاطها...
ضعي يديكِ على ركبتيكِ.. وأخبريني.. كيف تكونين صورةَ امرأةٍ قررت الدخول معي في تجربةٍ صوفية...
سوف نبدأ التجربة.. بالشفاه.. ربما التقطنا غيبَ لحظةٍ ، يكدح خلفها الشعراء والعاشقون،
لن نكدح.. فقط لساني تحت لسانك.. غائباً عن كونه آلة للكلام وماهراً في التقاطه من فمك.. رسائلَ قلبك...
هل نسمِّي هذا تصوَّف الجسد؟.. ونعفي التقشفَ من جناحيه المتفحمين.. أو نترك صدرينا لحوار.. نهداكِ فيه.. هما.. الكلمة الحاسمة...
إنْ اختصرنا الطريق.. سوف نصلُ سريعاً إلى ركبتيكِ في خوضهما معي تجربة صوفية.. وما يجعل الضوءَ.. ضوءاً.. هو الندرة، رغم وفرة الشمس ومصابيح الصوديوم...
تبدو الركبتان مثل قمتين مضيئتين.. لماذا لا أقول هما ربوتان ترتفعان بملح الأنوثة، حين تنحسر الأمواج عن الغيب.. وتنحسر الثياب عالياً.. عن الغياب...
تماسكي حتى أتماسك.. نحن في أول التجربة.. وإنْ يرتعش وجهانا، فهذا يعني أنَّ الوجودَ يفيض داخلياً، ولامناص من فتح أفواهنا لترطيب القلب بهواءٍ بارد فلا تحترق الأحشاء من الوجد...
أليس التصوُّف وجداً، ذهاباً إلى الليل بما تيسر من خبز وماءٍ وقبلات...
أليس الليلُ كريماً.. في نظرتهِ إلى ركبتيكِ وفي انتظاره أن تمدي لسانك لالتقاط نجمة وراء أخرى من يدي...
ألستِ امرأةً، تقف بروحي خلف بابٍ، أحاول أنْ أفتحه، بالقصائد أحياناً وبالمفاتيح التي أتمنى أنْ أجد بينها سكيناً لشقِّ فؤادك...
أليس اللص في.. تجربةِ السطو.. يعود غانماً من الخفاء...
وهكذا التصوُّفُ في امتلاكه خفاءَ جسدينا، مرتفعاً بهما إلى ما يشوي الطين.. حتى تصرخ الروح.. ونراها منمنمة بالأزرق فوق إبريق خزفي.. يعاتبنا أنْ أهملنا عنقه هكذا.. جافـَّاً وظامئاً.. إلى المياه.

سهرة حمراء.. مع بوذا
اهدأي...
هل يمكن أن تهدأي...
سوف ينضج الخبز ونعرف نعمة الشبع...
سوف يطل بوذا بوجهه الشحمي مُشاكساً كعادته في رشقنا بالتوت ، قبل أن يُجلسنا تحت يديه مَغمُورين بالزعفران...
وتلك المخلاة التي مزقنا أحشاءها.. سوف يحيلها الخبز إلى التقاعد.. ويحيل المتصوفة إلى القتل.. حتى نحاكم بالإعدام.. كل من يدعو إلى فضائل الجوع...
لسنا أحمقين.. ونعرف أن امتلاء جسدينا بالفاكهة يشيع الرقة في مرامينا.. أم تحسبين نفسينا في مقام الوجع.. هذا الذي يلتهم أصابع العازف...
اهدأي...
هل يمكن أن تهدأي...
حان وقت الكستناء وتقشير الشفاه من شوقها إلى القبلات.. وهذه الثمار الملتهبة بفرائها.. تدسُ رائحة الروح في شهواتنا وتطفئ الجمر بعد أن ننام...
لن ننام بدون عشاء.. لن نبحث في الصباح عن شظيةِ خبز نغمسها في فنجان قهوة سوداء كأنها دمعة كثيفة نسيها الليل على المائدة...
سوف نأكل برضا حيوان يجترُّ عشبَ مراع مغسولة بالمطر.. ولن نلتفت إلى بوذا حينما نرتمي بأظافرنا على الحب...
أسمعه يقهقه.. سعيدا بكونه معنا في هذه اللحظة من اختلاء جسدينا بالماء الدافئ وأخشى أن يغطي صدرك بالحكمة فلا ينفلت الثدي من شراسته إلى شق وجهي...
أعرف هؤلاء.. بوذا وأتباعه.. يسرقون كحلَ العيون إلى وصايا تعلق الروح في سدرة المنتهى...
تحت إبطكِ المنتهى.. وتحت يدي أن ألمَّ شعرك ثم ألفه على عنقك حتى أرى كيف تكونين في قيد نفسك...
حينها سأكون في قيد نفسي مسحوباً بعريك إلى العواء...
لن أخرج للناس شاهراً سيفي.. ولن تخرجي حافية القدمين إلى تسول زورقين أنيقين يغنيان عن حذاءك القديم...
إننا في الشبع.. في الروح التي نلقي على كتفيها رداء كاهن.. يعظ الجائعين.. ويحتفظ لنفسه بزيت المناولة وخبز القرابين.

الأربعون النووية
الأربعون.. من عمرك الفضي.. أنْ تصعدَ مقصيَّاً عن الشباب، ويمكن بعدها أن تردد حتى السبعين.. ليت الشباب يعود يوماً فتخبره بما فعلت شاكيرا وأخواتها بقواك العقلية...
غير أنَّ الأربعين تبقى.. منزلة الأنبياء.. حين يبلغ أحدهم أشدَّه...
هل بلغت أشدَّكَ.. أم تنتظر الروح القدس فتخبره أنَّ انتظارك كان طويلا.. ولم يعد عندك ما يكفي لهداية أولادك المتململين بين الـ video game والـ msn messenger...
الحياة وما تعطي.. من عظاتٍ إلكترونية.. ولا تعتقد أنَّ انصرافك إلى غرف الدردشة يعني أنَّ الوقت فات على ترك أنفكَ مُلتصقاً بشاشة الكمبيوتر...
يمكن أنْ تفعل هذا.. حتى يشم الجالسون على حوَّاف الكرة الأرضية رائحة ردائك المشبَّع بالقرنفل.. أم تظن القرنفلَ غائباً عن ضميرك وأنت تسدي الحكمة إلى شابةٍ تحت العشرين...
أيها المراهق في حزنهِ أن القطارات تتناهب مفاتيح الكي بورد.. ويداك فوق المفاتيح خفاشٌ بحجم الفضاء.. وتلمس من شهوةِ المفاتيح أقفاصاً صدرية عرف بيل جيتس كيف يجعلها نوافذ مفتوحة على السديم...
إلا أنتْ.. تجلس وأمامك منفضة السجائر وعلى الطرف الآخر من مخيلتك الخصبة تجلس ذئبة عارية الفخذين بانتظار أن تدس بينهما آيات رحمتك...
ها أنتَ في الواقع الافتراضي الذي يشبه عذاب القبر ونعيمه.. ومن الحكمة.. أنْ توصي بمد خطوط الألياف البصرية إلى المقابر.. فلا تفوتك فرصة أن ترى الأرضَ.. بعد ألف عام.. مُنكمشة إلى محض اسطوانةٍ مُدمجة تشبه سطع قلبك اللامع بدوائر محفورةٍ بالليزر وبالغيظ أنك تجاوزت الأربعين ولم تعد قادراً على مشاركة الأصغر سِنـَّاً حفلات التهتك الجماعية.. مُحتمياً كعادتك.. بأخلاق رثة تخفي عمودك الفقري كونه لعنة منحوتة من التوتياء...
لقد تجاوز الآخرون حبرك الأسود.. ذاهبين إلى باقاتِ وردٍ مرسومة بأناقةٍ بالغة.. وأقل خطأ يفضي إلى أن تعيد إطلاق حياتك بلمس مفتاح restart...
لن تتمكن من ذلك.. فأنت مُصاب بالروماتيد.. وفي الطريق أيضاً.. دوالي الساقين.. تمنع بكفاءة شرطي.. أن يمر الدم طازجاً إلى رئتيك...
هذا زمن لم يعد الصيام نافعاً فيه ولا الصلاة.. ولا حتى أن تسهر الليل بانتظار الروح القدس.. فقد جفت المشيمة إلى درجة انقطاعها عن كل ما يصلك.. بحياتك السابقة...
وخلفك الصمت.. وأمامك شاشة الكمبيوتر.. فانتظر إذن أي قبلة افتراضية تبللُ روحك.

الروض العاطر
لماذا لم يخلق الله نساءً للاستعمال مرةً واحدة.. كأن يأتي رجلٌ بامرأةٍ للجنس ثم يأتي بامرأةٍ للإنجاب ثم يأتي بامرأةٍ للطبخ وغسيل الملابس...
للذكورةِ أنْ تعضَّ رغبتها الحاقدة في امتلاكِ النساء والنواميس.. هذا إنْ لم يكن للنساء الحقُّ أيضاً في رجال صالحين للاستعمال مرةً واحدة.. كأن تأتي امرأة برجل للجنس ثم تأتي برجل للإنجاب ثم تأتي برجل للشجار...
إنني أفكرُّ في البويضةِ حين تتأمل في عتمتها صورة ضفيرتين أو شاربين ثم تتوكل على الله وتختار حظ قامتها،
لقد أخذ الله على عاتقهِ عبءَ خلقنا رجالاً ونساءً.. وهكذا لم يكن للبويضة الحبلى غير ضربة بنج ـ بونج.. تستقر بمشيئة الله على أحمر الشفاه أو معجون الحلاقة...
يمكن بالطبع لرجل وامرأة أنْ يرتديا قميصين من لون واحد، حتى يختلط الصوت على رعاة الشريعة، فلا يفرقون بين صيحة الحرب والدعوة إلى العشاء.. وحتى تصبح الجدوى من الفصل العنصري تلاسنَ رماح تحدِّق في بركة الدم،
لقد رحل الراحلان.. وتركا متاعهما لأصابع تقلبُ الروضَ العاطر، حيث كان رجلٌ وامرأة يخفقان جسديهما إلى فوران حليبٍ فوق النار...
ومع ذلك لم يخفت حقد رجال أعطتهم الطبيعة زوغان البصر إلى ثقوبٍ يدسون فيها أصابعهم الغليظة...
والمرأة في سعيها للحياة تزيح الستائر حتى تدخل الريح والشمس اللتان.. ويا لرعبِ رعاةِ الشريعة.. تمشيان عاريتين وحرَّتين.. وكلاهما أنثى تمنح الأوكسجينَ والتمثيلَ الضوئي للنبات تحت قمر.. يُنضج الفاكهة.. وهو القمر الذي طالما تغنى به الرجال.. كونه يشبه وجهَ الحبيبة...
أنا من أنصار المرأة.. إلى الحد الذي ألمس فيه أنوثة قلبي.. أم يظن الرجال أن قلوبهم من حديدٍ يكفي لصنع سيوفٍ وبنادق طالما أعطت الرجال والنساء حظ المساواة بالقتل...
ولماذا نذهب بعيداً عن حلم رجل في امرأة تأتيه عارية.. ثم تمسح فمه الكريه الرائحة من وجبةِ الشهوة.. بينما يغط في نومه الرجولي.. ولا يحلم مثل كل امرأة بلون أخضر للحياة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ترددت في نشر هذا بمتصفح واحد، أظن أن ثمة وحدة موضوعية بين النصوص تبرر هذا الخيار، رغم أن النشر بأجزاء كان ممكنا أيضا.
 
أعلى