قصة ايروتيكية ليلى أحمد ـ تماس

حلمةُ صدري الأيسر تؤلمني. جلدها الرقيق على الأطراف يتمزّق. سرتُ في الغرفة، أدور حول نفسي، ثم ذهبت الى حيث قناني العطور ومستحضرات التجميل، التقطت كريما طبياً، اشار اليّ الطبيب به، فتحت غطاءه، فاندلقت عبر رأسه كثافة بيضاء، دهنت به مكان الالم. شعرت ببعض البرودة، وما لبثت ان تسللت الطراوة الى لحمي.

الثدي الايمن أيضا يشكّني، كمَن زرع تحت أطرافه عشرات الدبابيس. لم يتمزق جلده بعد. اعرف انه نبوءة انفجار الحليب في صدري البكر. مسحته بنعومة، بقطنة مبللة، بمحلول معقم، ثم مررت فوطة مغموسة بماء دافىء، وألقمت ثديي لفمه الجائع. في البدء دغدغني امتصاصه، وما لبثت ان شعرت بقشعريرة. لا. ثمة ضحك شقيّ ينتابني، وكدت اكثر من مرة ان اسحب صدري من فمه لولا أمومتي التي زجرتني. رقة عذبة كنت اعيشها في تلك اللحظات، حلمت بها دائما للتعامل مع جسدي. رقة لا تثير بي الآن اي حال جنسية، فيما كان نهداي يذيبانني مع اللمسة الناعمة.

لماذا لا تنتابني اثارة جنسية، مع ان هذا الرضيع على تماس مباشر مع أعضائي الحميمة. وهل ادراكي ان هذا المصّ آت من رضيعي، عطّل لديّ كل قدراتي الغريزية أم أن ثديي ميت غريزياً؟!

آه، ما ألذّ هذا التعامل العذب والرقيق والمسترخي ! انه يثير بي كل العذابات التي مرت على جسدي. لا اذكر ان زوجي تعامل بهذه الرقة مع اعضائي، كنت اعيش معه حربا غير معلنة، ساحتها الشرسة هذا السرير الذي اكرهه. انه يذكرني بعنفه وإن لم يقصد، بقسوة حركة اصابعه وإن لم يقصد، وآلية تعامله مع كل شيء. مع الدولاب المكسور. كل هذا يحدث بدون عداوة واضحة. جسدي هذا المسكين كان دائما في حال استنفار، دفاعا عن ذاته، ضد هذا التعذيب المرتقب والذي يعتقده "هو" أنه مداعبة وملاطفة. هذه الرقة المفرطة في مص الرضيع لثديي جعلتني في حال من الامان النفسي، فيما كان جسدي في حال سكون وارتخاء لذيذ، اذ انني لا اتوقع منه ان يؤذيني.

اشعر بخيوط الحليب تتسرب من اوردة صغيرة ودقيقة في صدري المعبأ به ويتدفق الى فمه، عندما عصرت ثديي اول مرة لأستفزه لدر الحليب، اتت القطرات شفافة تقترب من اللون الابيض، تذوّقتها بفمي ولعقتها. كان حليبي دافئا وبه القليل من السكر. القمتُ ثديي لفم رضيعي...

الرقّة الآن تذكرني بعكسها.

كنت اتبرع له همسا بمتطلباتي. "هل لك ان تتخيل سقوط ورقة من زهرة جوري يانعة الصبا. تسقط الورقة، وقبل ان تصل الى الارض، انظر اليها، انها تلاعب الهواء وتتقلب فيه: كن لي الهواء... إلمسني مثله". وبمجرد ان يغمض عينيه ويغيب، تعود اليه غلاظته. اوقظه. "حسناً، خذ هذه الوردة. تعال، قرّبها الى شفتيك. مرور لطيف. يمس ولا يُمس... حسّ برقتها... قبّلني هكذا، بهذه النعومة واللطف. اشعرني بها. النتائج ستكون مذهلة". يقبض بشفتيه القاسيتين على شفتيّ ويلوكهما وجعاً.

"اسمعني، ايقظ حواسك، اذنيك. اسمعني صوتك الرجولي همساً. غازلني. اسمع طاقة صوتي. سأهمس لك بلغة لا تفهمها لتتلذذ ببحة صوتي. وحين يبدأ، اسمع صوتا عالياً، يشبه صرخاته بالمطبخ! "تخيل اننا نسير تحت المطر، والسماء ملبدة بالغيوم، وسرعان ما ستمطر وينقر الماء على المظلات برقة. اسمعها كأنها تغازلها. كن لي مظلة تُشعرني بطراوة المطر، دون ان يبللني". لكنه لوى رأسي بحركة عنيفة واحدة من يده. فتحت عينيّ فزعا، فرأيت شفتيه الغليظتين آتيتين نحو عنقي. آآآآي، لا تمص رقبتي، ارجوك، لا تعضني، العقني. امسح لسانك، ومرر شفتيك. بللني. إنّ شفتيك تشفطان لحمي بعنف موجع. أشعر أنّ دمي يجلط في رقبتي، أحتاج الى كمادات ماء بارد لكي اهدأ.

آه.

عاملني بأطراف اطراف اصابعك. مررها على ظهري، صدري ثم بطني. اني اتكهرب بهذه اللذة وانتشي. لا تستعمل قوتك في ذلك بل كن ناعما مع جسدي. لا تمسك صدري بعنف، لا تعصره بقوة. آآآآآي. اني اصرخ من الالم وليس من اللذة كما توهم نفسك. اني اتألم، وكل جسدي في حال دفاع ضد هذا الاعتداء السافر.

نعم أنا معك أحبّ العنف احيانا. العنف اللذيذ الذي يمنحني احساسا بقوتك، ورجولتك واختلافك عن ضعفي. العنف المحسوب يهيجني. لا يصفع ولا يشد شعري، ولا يلوي عنقي وذراعي ولا يترك آثاره الحمراء والزرقاء على جسدي ونفسيتي.

أشتهي الاشتهاء، والغياب والأمان والذوبان مع جسد الرجل، الا ان هذا الزوج يجعلني في حال دفاع مستميت عن اكثر مناطقي رقة وضعفا.

الصغير يمصّ الحليب. أشعر بنشوة. انني في قمة الكمال الانساني، ادفع هذا اللحم الصغير للحياة. انه خفيف وصغير. قبل ان القمه ثديي، تحممنا معا. الصقته بعريي، وتحت الماء والصابون صرنا واحداً. في ما بعد رششت جسده ببودرة اطفال احبها.

"لا ترمِ بثقل جسدك عليّ. عظامك ثقيلة، وجسدك كبير. فإن بدوتُ لك قوية، فأنا قوية بنفسي وليس بجسدي، المرأة في السرير تكون في أكثر حالاتها الانسانية ضعفاً. لماذا تشعرني بأني نملة تهرسها بعضلاتك. آه، إني اختنق. "احطْني يا حبيبي بذراعيك. اسندْ كوعيك الى السرير حول رأسي، حارسين لي. صب هذا العسل على نهديّ وبطني. العقني، انه يثيرني، تعال لأطري جسدك، سأضع لك من هذا الزيت العطري. سأسكر برائحته وأجلس عارية فوقك، مستندة الى ركبتي على السرير، وأدلكك بزحلقة مؤخرتي وصدري عليك. سأمتعك. ادهنّي بهذا الكريم المعطر، دلّكني بأطراف أطراف اصابعك. لا تعاملني بأصابع غليظة".

يحرّك الرضيع رجليه في حضني، ويلاعب يده اليمنى بالهواء. بعدما شبع ، مطّ رأسَ حلمتي وسحبها الى الخارج. أوجعني جداً فكتمت صرخة عذابي في قلبي والتي تشبه صرخاتي المكتومة... لأبيه .


An-Nahar © 9. 4. 2001
 
أعلى