ابراهيم الجيار - قضايا جنسية عجيبه تناولتها مذاهب الفقه

المطالع لكتب الفقه الاسلامى يشعر بمدى الجد والاجتهاد الذى بذله اصحابها فى عملهم بل انها وبحق تبين لنا ان هناك عقول موسوعية فطنة كانت وراء تلك الاعمال التى تنوعت وشملت جميع النواحى بما

فيها من قضايا انسانية اجتماعية كحرية الراى والتفكير والانتماء بل انه من الملاحظ انها دخلت فى تفاصيل الانسان الشخصية الخاصة كا ستعمال الحمام اوالنوم او الطعام او الشراب وصولا الى

العلاقات العاطفية والزوجية

واليكم بعض انواع وصور لهذاالفقه الذى شغل كبار الفقهاء عقودا من الزمن وستجد انهم قدبذلوا جهدا كبيرا لوضع راى الفقه والدين لجميع
المشاكل والامور التى كان يعج بها المجتمع الاسلامى بالفعل او من المحتمل حدوثها فعلى سبيل المثال وليس الحصر

اولا

فنجد الامام الشافعى (فى كتابه الام باب الغسل) يقول
(اذ غيب الرجل ذكره فى فرج امراة متلذذا او غير متلذذ او متحركا بها او مستكرها لذكره او ادخلت هى فرجه فى فرجها وهو يعلم او هو نائم لا يعلم اوجب عليه وعليها الغسل وكذلك كل فرج او دبر او

غيره من امراة او بهيمة وجب عليه الغسل اذ غيب الحشفة فيه مع معصية الله تعالى فى اتيان ذلك من غير امراته وهو محرم عليه اتيان امرته فى دبرها عندنا وكذلك لو غيبه فى امراته وهى ميتة)

الملاحظ هنا ان الامام الشافعى يتميز بعقل موسوعى منظم ومرتب فهو اتى بجميع الحالات فالفقهاء من واجبهم صياغة القوانين الفقهية لكل شئ محتمل ان يحدث فنجد الرجل فيماذكره من حالات ياتى

المراة زوجته او غير زوجته كما ياتى البهيمة وعلاوة على ذلك ياتى زوجته وهى ميتة وكل تلك الحالات من المتصور حدوثها بل ومن المؤكد انها حدث بعضها فى زمانه كما انه متصور حدوثها فى كل

زمان ومكان

ولكنى لا استسيغ بل من غير المتصوران الرجل الذى ياتى بالبهيمة او بامراة غير زوجته او بزوجته وهى ميتة يهتم بالوضوء او الاغتسال للصلاة بل المكان المناسب له ان يعالج فى مصحة عقلية وذلك

لان مثل هذا الرجل مريض لانه كيف يكون ياتى من خير امة اخرجت للناس ثم تكون له رغبة او اشتهاء لامراة ميتة وينتصب ويدخل ذكره فى فرجها كما لا اعرف كيف يكون الرجل نائم بالفعل ويقوم

ذكره

ثانيا
وفى ذات الباب باب الغسل نجد ان المالكية والحنابلة شددوا على الايلاج فى الميت وهل يجوز غسله مرة اخرى-الموسوعة الفقهية الكويتية-فنجدهم
يذهبوب فى هذا الامر الى
( الى وجوب الغسل على المولج فى فرج الميت لعموم الادلة ولا يعاد غسل الميت المغيب فيه عند المالكية وفى الاصح عند الشافعية لعدم التكليف وقال الحنابلة يعاد غسل الميتة الموطؤ بها وذهب

الحنفية الى انه لا غسل فى وطء الميتة واختلف الفقهاء فى وجوب الغسل على المراة فيما لو استدخلت فى فرجها ذكر ميت فذهب الحنفية والمالكية الى انه لايجب الغسل على المرأة لو ادخلت ذكر ميت فى

فرجها ما لم تنزل وذهب الشافعية لوجوب الغسل عليها)
وماذهب اليه اهل الفقه من فرضية حدوث معاشرة جنسية مع ميت هو امر ممكن الحدوث بالفعل فهو نوع من الاضطراب والشذوذ الجنس ويطلق عليه
(النيكروفيليا paraphilia)
وهويتمثل فى الانجذاب جنسيا نحو جثث الموتى والحافز الرئيسى الذى يقود الى هذه الممارسة هو حب السيطرة والتحكم فى شريك جنسى لا يملك خيار الرفض او المقاومة ولكن يفترض فى شخصية

مرتكب الفعل الجنسى انها شخصية مهزوزة خجولة ضعيفة الثقة بنفسها ويخشى ان يرفض جنسيا او عاطفيا لذلك فانه يختار العلاقة مع ميت لانها لاتحمل اى مخاطر لخدش مشاعره ومن الطبيعى ان

تكون تلك الممارسة محصورة في اولئك الذين لديهم اتصال مباشر ومستمر مع الجثث بحكم طبيعة عملهم

وهو الامر الذى به نسبعد ان يكون صاحب الفعل هو زوج المتوفية
لعدم انطباق تلك الشروط عليه
كما انه لنا هنا وقفة وتساؤل حول امكانية ادخال المرأة لذكر ميت فى فرجها فكيف يحدث ذلك لانه غير متصور الحدوث عقلا او طبيا


ثالثا

بل ان حرص الفقهاء على تغطية كل الامور التى قد تصادف الانسان المسلم فى حياته افترضوا او تخيلوا ان تقوم المرأة بايلاج ذكر غير ادمى فهل تغتسل من عدمه
(فأختلف الفقهاء فى وجوب الغسل من ايلاج ذكر غير الادمى فذهب المالكية والشافعية والحنابلة الى وجوب الغسل من ايلاج ذكر غير الادمى كالبهيمة وذهب الحنفية الى انه لاغسل من ايلاج ذكر غير الادمى()

فالمراة التى تاتى بخروف اوقرد الى غرفة نومها ليمارس معها الجنس فيجب عليها ان تغتسل الا اذا كانت حنفية المذهب

ومن هذا العرض البسيط لنوعية من الامور التى تعرض لها اهل الفقه يبين ان عقولهم كانت غير مقيدة باى قيد يحول بينها وبين الحقيقة ولهذا كانت هناك حضارة اسلامية سادت وتربعت لفترة طويلة فى التاريخ


.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى