بوزيد حرز الله - السينات

كانتْ تأخذُني لجميع فئاتِ الطّيش النزقِ المحمومْ…
أنا المحرومْ…
ويُلزمني النّاسُ لباسَ التّقوى، والأقوى مني حين تمزقُني قبلا عمياءَ، فيبدو الله غيورا مني، سيعاقبني…
وأصرُّ على محوي بين أصابعها الْـ….تشتعلُ النّارُ سلامًا منها.
ويظلُ لباس التقوى يلزمني الناسُ به، وأنا لا ألزمُ جيراني لمّا تتصيّدني أعينُهم ليلا ومعي ما يبقيني حيًّا طول العمرِ، فقط معها، أُسْمعُها ما أخفيه من الأفراحِ، ولا ألزم جيراني بتحمل صمتي، لن ألبسَ إلا ما يرضي المعنى في أصوات حروف العطف بأسئلتي. السين سلام منها.

ستكونُ إذن أفعالي ماضيةً في المحظورِ، الظاهرِ في كل أساليبِ الإيمانِ الطافحِ في وشمٍ وسْط الجبهةِ لا يغري حتى بالبصْق عليه،
لا أتصورُ أنثى يلسعُ جبهتَها هذا المطبوعُ الماضي في البهتان.
ولذا أفعالي لا يعنيها المستقبلُ منكم، سيان…، سلام منها.
السين سماءٌ وسرورٌ وسحابٌ وهسيسٌ…/ نسمات، لمسات، وسرير ورسو ولميس.
السين سلام منها.
ولذا أفعالي لا يعنيها البؤس، فأنا بمجردِ هذا السهوِ حفرتُ مغارةَ قلبي، وسلبتُ التفاحَ على مرأى من إبليس فداهمني الشعرُ.
سعيدا كنت ولم يلسعني الوزرُ…
سيني لا تسمح لي بالإيقاعِ أو التوقيعِ على السهو المدفوعِ. ولا تأْبه بالممنوعِ. وما بال الحكمة راسخة لا تقبل رأيا إن عارض وجهتها المشدودة للثابت…
أن تتحولَ يعني أنك خالفتَ الأعرافَ وأوشكت على الهدْر…
سيني لا تعمل في السّر…
ولذا سلمت لها كل مفاتيح السّلوى، وصنعت لها أفلاكا وسلالمَ تصْعدها لترانيَ أعبثُ بالفاعل منكم وأُسلمُه لحروف الجذرّ وأوكلُ للمفعول به أنْ يتفقدَ أحوال الرغبة في المكبوت.
أطلقتُ الشهوةَ من سين الحسنات إلى الملكوت.
سهل أن تخلعَ سينَ السبت/ ألفُ الأحد/… وتوقع أن البتّ بأمر الحد الفاصل بين الصمت وبين الحرف الساكن، يصعب أن تدركه أذناك الممعنتان، فلا تتعجلْ في التفسير، ارسمْ بحذائك خطّ السير، اقلع عن عينيك وعن عادات التحديقِ إلى الخلف، إنّا أهديناك لسانا، وهديناك النجدين، ومنحناك الشفتين، فقبلها، يأتيك سلام منها.
سهلٌ أن تتخلَّص من حربِك ضد الغامض في الحب. يكفي أن تلقي قلبكَ في الجب، ألاَّ تأبهَ بالغيب، أن تلبس سينا للـ…كرّ وأخرى للـ… فرّ./ مزقْ أثوابَ العِفَّة والطهر، واحْضنها، مرغْ أشجانك في نهديها، مُصَّ النّشوةَ من زهرتِها، وتوسدْ ساقيها،… أشْعلها، يأتيك سلام منها.
سِفْرُ الرَّغبة يقرأني لما يتفجّر نهداها أقمارا من شبق، أسكرُ.. أسكرُ.. أسكر حتى لا أقوى عن حمْل الكأس، فتحملنُي طفلا بين ذراعيها، تُلقي بي في حقل الرمّان.. هنالك في الصحراء الظمأى، وتؤثِّث غيماتٍ تطفئني وتُسْلمني لسرور لا يأتي إلا بسلام منها.
يحدث… أنْ… ساورني النسيانُ فلا ألقى حرجا في أن أتلبّس بالطفل الساكن في فجوات الروح، وأعبرَ صوبَ حدائقها مأخوذا بالألوان، ويوقفني العطر، يدلُّ عليها، وترافقني أسرابُ فراشاتٍ، تحملني، فأرى أفلاكا تعرفها الجدَّةُ،’ كانتْ ترويها بمزيد من ملح الكانونِ الضارب في برد الليلةِ… تلك الليلة لا يعرفها إلا الشيحُ، وهذي الريح أُوجّهها حيث تشاءُ السين المسعورة، أبلغ سُرَّتَها، وأشدُّ على أعشاب تتدلى من سِدرتها، أتلظّى بين أصابعها، أتوضأُ بالنازف من شهقتها وأصلي كل فرائِضها، وأنام على إيقاع لا يأتي إلا بسلام منها.
قادتني سينُ الفسحةِ قديسا يتفقّدُ أحوالَ الخلْق مساء السهرة، لمْ أسترقِ السُّكْرَ ولم أرقصْ معهم، باركتُ الكأس وأيمان الخمرة حين تساوي بين الناس. هنا يتأسى المحزون، العاقلُ والمجنونُ، الفاتنُ والمفتونُ، الطاعن والمطعونُ. هنا تتعرى الأسرار سلالاً من توتْ…
السين ظلالٌ تتمدّدُ فيها أتعابُ الصوتْ…
السين سؤال عنها…
السين رسول لا يأتي إلا بسلام منها.

.

Marsala
 
أعلى