د. بشار خليف - في أوان ( ثمّ )

ثم، أتَتْني بعينينِ لا يُردُّ لهما نظر
ثم، سألتني: هل يملأُ القلب، حبٌ صامتٌ؟ .‏
ولم أُجبها‏
كنتُ مشغولاً بما خفيَ منها وما ظهرْ‏
مشغولاً.. بحزنُ أعضائها‏
قلتُ: لم أشمّكِ بما يكفي كي تصيري قِطافي‏
قلتُ: لو يأتِني صباحكِ مُكللاً بوحدتي‏
ثم تهاوتْ على وحدتي .. حتى ازددنا وحدةً‏
عزفتُ على قيثارتها، ستةَ أيامٍ وسبعَ ليالٍ‏
ستةُ أيامٍ وسبعُ ليالٍ .. رقصتْ على نايي‏
صرنا سريراً واحداً.‏
ثم استوتْ على عرشي.. حتى أُسبّحَ باسمها‏
ثم قالت: لا يُحيطكَ سواي‏
صارَ صوتُها.. صمتُها‏
ثم تدانتْ كي أصيرَ طفلها‏
ثم تناوبتني حتى غدوتُ... غدوتُها‏
ثم استدارتْ كي تكون طراوتي‏
ثم أرسلتني إلى فردوسها مُحمّلاً بثوابي‏
واستفاضتْ بشرْحي كما استفضتُ بها‏
كلما عددتُها.. زادتْ شفاهها قبلةً‏
ثم قايضتني بما ينقصها كي تصيرَ لي‏
كانتْ، حتى للغيمِ ماء.‏
ثم أخّرتني حتى لا تشرقَ الشمس عليها‏
وكنتُ في صعودٍ‏
أصعدُ حتى أُداني قوسِ قزحها‏
ثم لمْ تُحكِم إغلاقَ فصولها‏
فتسرّبتُ إليها‏
ثم نامتْ كالسرير حتى لا توقظني‏
ثم توسدتني حتى يطولَ حلمها‏
وانزوتْ مثل حبة الهيل‏
آن أوان قهوتي‏
ثم غادرتْني .. مخلّفةً ردائها الذي لمْ تلبسهُ بعد‏
أتتني .. وكانَ الطريق معها‏
ثم مضتْ والطريق عندي .‏


.
 
أعلى