تمــــام التلاوي - أريج فواح في المصعد

المصعد فوّاح بأريجٍ, كامرأةٍ خرجتْ للتوّ,
هي ابنة جارتِنا ذاتُ العشرينَ قرنفلةً, قال المدخلُ,
ثمةَ من ينطرُ غُرّتَها في آخرِ هذا الشارع..

يا مدخلُ.. لم أبصر ثمة أحداً
وأظن العطر لزوجةِ جاري المفتونِ بسُمرةِ زوجتِه
فكما أعرفُ أن لها نهدانِ من المسكِ
وأعرف أن لها عادةُ ذبحِ العُشاقِ بريحانِ غوايتِها
فأنا مثلاً ذبحتْني عشرةَ مراتٍ
ورأتني امرأتي اتخبّط عند العتْبةِ عشراتِ المراتْ..

ويظنّ الدرجُ المهجورُ بأنّ العطرَ لزائرةٍ
كانتْ عندَ العازبِ في غرفتهِ فوقَ السطحِ
وقال: هي امرأةٌ تحمل في دمها مِفتاح العالم
ما اقتربتْ من بابٍ إلا فُتِح الحبّ على مصراعيهِ
وخرّتْ لوحاتُ البيتِ سجودا
ذاتَ شتاءٍ حين تعطّل مصعدُنا مرّتْ فوقي بخطىً وادعةٍ
فأصابتني الحمّى خمسةَ أيّامٍ, واكتظّ الوردُ على الدرَجاتِ شهورا..

قال المصعدُ: لا هذي كانتْ فيّ ولا تلك
والأمرُ برمّتِهِ
أنّ الشاعر منذ قليل كان هنا وتذكر من غابت عنه,
فانكسرتْ في عينيه قواريرُ الدمعُ,
وفاحَ الحزن على خدّيه أريجا..



.
* عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى