جلال الحكماوي - أن تنامي، قنبلة في فمي

قبل الجنس
قلبي حديقة ألغام
أقوم في الحجرة الفارغة
متثاقلا كصندوق بريد يتأمل المارة
أو كأنني أمشي في حديقة من الألغام
خالية إلا من الابتسامة الطرية التي تركتيها قرب
علب التوابل القديمة.
أنهض من عروقي
مفلسا تماما
أفتح الثلاجة الكبيرة
أخرج قنينة بيرة بادرة
وبضع أصابع جبن لازالت تحمل أثر شفتيك الغائمتين،
ثم أضع أحاسيسي الحارة في ورق الومنيوم
وأقفلها بإحكام.
أضع الكل على الطاولة التي تشبه
أياما بلاستيكية
في متجر مفلس
وأفكر في أني قد لا أحبك.
لكن، هل يمكن للأواني
أن تنام بدون دندنة أغنيتك المفضلة
وأنت تضعين على ظهرها مرهم الصابون
وتدعكينها بحنان مراقهة تنتظرني في مصعد؟
نعم قد لا أحبك لكني أريد أن أستريح
على سرير كلماتك 24/24 ساعة.
ربما لا أحبك
لكنك ستضعين قنبلة في فمي
وتقولين لي: أحبك عدوي.
موناليزا تتأمل كائنات
منقرضة في حانة بووم بووم
اشتري نادلة عصبية
بأذن معدنية بين الفخدين
من سوق لبيع الأسطوانات المستعملة
لأضع فيها بعض كرابيسي
وأنجو من شحم الوسادة
التي تحتزني كل يوم في رواية بوليسية.
في الغرفة الهوائية تشحذ الستائر
كآبة عشيقة
تسقط عمارة في ثانية
وتدعوني لجلسة سمر مطولة
في أكواريوم الحياة.
وربما أنني لا أحب الحياة الزوجية
ولا البيجامات التي تسمع أغاني أم كلثوم
بعد كل مشادة عاطفية،
أضع النادلة الصغيرة على بطنها
أتقمص روح ميكانيكي أعمى يغني:
بوووم، بوووم، بوووم
أفككها إلى مليون قطعة لا تنتمي
بالضرورة إلى أي لوبي جنسي
أشتغل كمحرك حشاش
تحاصره المانيكانات النظيفة
في فيلم ملوث.
أعيد تركيبها بسرعة
وأضعها في خزانة المفاتيح الإنجليزية
(تحت قميصي الأزرق)
تؤدي التحية العسكرية
لألبوم صور نرى غلافه
نظارات بيضاء
لرجل أسود يغني: بوووم، بوووم، بوووم
لطائرة ستقلع بعد 10 دقائق.
هل تسمعني يا جيم موريسون؟
دائما
القصائد الجيدة
تجلب لنا الحلوى
والنبيذ الرخيص من عند التاجر الأعور
الذي يستمني على ذيل حماره رومانتيكية
تهيجها الصور الميكانيكية
ليلة رأس السنة وتتركها بدون فازلين.
يلزمنا عشرون قنينة من حقد الحريق
لنفتح أفواهنا وننظر طويلا
إلى لساننا الزاحف على شفرة المرآة الكبيرة
وهو يخوض معارك ضارية
مع الجاني الأصلع الذي يدخن سجائر شستر 25
ويعيرني على الساعة الرابعة صباحا
ديوان Reality Sandwiches لألن غينسبرغ
وبقايا مذياع مدمن كاملة ورنين أفكار سوداء
لم تنزع ملابسها كاملة وتلحق بي
في مخدع هاتف شفاف
توقفت فيه الحياة
ونسيت أن تركب الباص إلى السان ميشال.
بورتريه شخصي
حياتي ليست في حاجة إلى كومبيوتر من نوع ماكنتوش
أو لتاجر لوحات محتال لوضعها في المكان المناسب:
في إطار مذهب وتعليقها
في شباك أتوماتيكي، مثلا،
بل في حاجة فقط إلى دراجة هوائية زرقاء
أركبها وألوح بمنديل جديد لموناليزا
وهي تخرج لسانها أمام منظار
لتقريب الحدث
وأقول لها آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ، !
لقد نسيت طائرة هليكوبتر في الحمام
ولم أغلق الدش جيدا.


arton7729.jpg
 
أعلى