حسين حبش - اكتشاف المغمى عليه في الجسد والعبارة

على لسانها:
أصنعُ من اللؤلؤ سرجاً لأحصنتي وأحثكَ على الركوب
لتخترق البروج والحصون الموصدة في وجه الخيال.
لستُ مطيعة لركون الغابة،
لستُ حطباً لألسنة الخوف والقلق.
أتلألأ ساحرة إلى حدِّ الألم، متموجة في الغرق،
كميتة في الجموح وراعفة إلى حد الموت...
سعيدة بمفاتني،
سعيدة بأصابعي.. طلقات القلب على الورق
كطلقتي حلمتي على صدركَ حين لا تأبه بالرقباء.
الوجود والزمن ينصهران في سبائكي
والمطر يعبر متاهة قلبي.
ارسلْ دليلكَ إليَّ ليغترف من اتساعي،
اتساعي المورق بالجمرات.
انفصلْ عن العالم لأضمكَ كما ينبغي،
وأرتشف من شفتيكَ شهوات الأبد.

على لسانه:
أودُّ أن أستظهر أعماقكِ
وأغوص جذوة الحرائق في لا طمأنينة الجسد.
أنصب شغفي لعصافيركِ المشاغبة والقصية
وأشتت طريق العودة من أمامكِ.
رويداً رويداً أمشط ظهركِ وأمخر فجواتكِ المورَّدة.
بحركِ غامض ومريب.. لججه أسماك القرش.
شهيٌّ جنونكِ، أبجِّل عطر رياحينه
ولا أخشى معه بالخطورة والندم.
لياليكِ ليست ألفاً ولستِ شهرزاد الحكاية
أنت ليلة الدهر كله وأنا وعلكِ في السرد.
أصابعي إكتشاف المغمى عليه في الجسد والعبارة.
ليكن ذلك هذياناً يشبه منارة الخيال.
تعالي لنرقص إذاً
لنكون إلهان في طقطقة الأقدام
وَلَعك،
لوعتكِ أنبل من كل الصلوات
شفتاك تعويض عن فقدان النبيذ.
أتسألينني عن الحبِّ
ليكن رهوة، خرمشة قلب،
أو أورجازموس عاطفتينا على أريكة الكون.
أما الجنون،
ليكن أنا وأنت في مكائد الحلم
والغياب،
أو ثمة شيء يشبهنا في رعشة هذا المساء.
 
أعلى