والتواصل الاجتماعي‮.. ‬متضامن - أخبار الادب المصرية

لم‮ ‬يصدق الكُتاب والمبدعون علي مواقع التواصل الاجتماعي أن طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب،‮ ‬والزميل أحمد ناجي،‮ ‬تم تحويلهم إلي محكمة الجنح،‮ ‬بتهمة نشر نص أدبي،‮ ‬اعتبرته النيابة نصاً‮ ‬خادشاً‮ ‬للحياء‮. ‬صاروا‮ ‬يتأكدون من صحة الخبر،‮ ‬منهم من سأل ناجي،‮ ‬ومنهم من تيقن حين وجد الصحف والمواقع تتناقل المعلومة بسرعة البرق‮. ‬الكل انزعج‮. ‬أطلقوا‮ "‬الهاشتاجات‮" ‬باسم الجريدة،‮ ‬وباسم حرية الإبداع،‮ ‬وباسم الوطن أيضاً‮!‬
‮"‬هي اسمها أخبار الأدب‮..‬؟‮"‬،‮ ‬كان هذا السؤال الأكثر تداولاً‮ ‬علي الفايسبوك‮. ‬لم‮ ‬يجدوا رداً‮ ‬يشفي‮ ‬غليلهم‮. ‬الشعور الذي تسرب إليهم هو الخوف من المجهول،‮ ‬والعودة إلي عهد المنع والترهيب‮. ‬بينما كتب مستخدموا تويتر عبارات مقتضبة،‮ ‬تتضامن وتسخر مما حدث،‮ ‬كانت أشهرها‮: "‬خادش للحياء‮"‬،‮ ‬و"شهوة فانية ولذة زائلة‮"‬،‮ ‬مع طرح نفس السؤال‮. ‬ولأن العالم الافتراضي‮ ‬يتمتع بحرية أكبر،‮ ‬تداول الكُتاب الفصل الخامس من رواية استخدام الحياة،‮ ‬بل قام موقع‮ (‬زائد‮ ‬18‮) ‬بنشره كاملاً،‮ ‬تحدياً‮ ‬لأي‮ "‬كلبش‮" ‬أو‮ "‬عصا‮" ‬أو‮ "‬تكفير‮". ‬
كان رد فعل طبيعي فكتب الشاعر أحمد الشهاوي علي صفحته في الفايسبوك قائلاً‮: "‬لن‮ ‬يتقدم بلد الحرية فيه منقوصة أو مُلغاة أو مستلبة أو مهددة‮.. ‬أعلن تضامني مع الكاتب أحمد ناجي،‮ ‬أو أي ناجي قادم،‮ ‬وما أكثر المهددين في بلادي‮". ‬فيما‮ ‬كتب الروائي أسامة صفار‮:"‬طارق الطاهر وأحمد ناجي‮.. ‬الأول رئيس تحرير ليس له مثيل،‮ ‬والثاني صحفي وأديب‮ ‬يحمل علي كتفيه هموم ثقافة بكاملها‮.. ‬طارق واحمد لو كانا في بلاد لا تعادي الثقافة والمعرفة والتنوير لحملا فوق الرؤوس‮.. ‬لا إلي المحكمة‮".‬
كما أعلن الناشرين عن تضامنهم أيضاً،‮ ‬منهم محمد هاشم،‮ ‬صاحب دار ميريت،‮ ‬الذي كتب عبارة واحدة‮: "‬متضامن مع أخبار الأدب والكاتب أحمد ناجي ورئيس التحرير طارق الطاهر‮". ‬أما سوسن بشير،‮ ‬الشريك المؤسس لدار آفاق ومستشار النشر فيها،‮ ‬فخصصت حائط صفحتها للدفاع عنهما،‮ ‬قالت‮: "‬بالنسبة لأحمد ناجي،‮ ‬هو كاتب شاب‮ ‬يسمي الأشياء والأعضاء الجسدية والأفعال الجنسية بمسمياتها في الواقع،‮ ‬فعلها قبله كتاب نابغون،‮ ‬نأخذ مثالاً‮ ‬عالمياً‮ ‬ومثالا عربيا،‮ ‬هنري ميللر ومحمد شكري؛ قرأنا للأثنين وعن الأثنين كثيرا في أخبار الأدب وفي كل المطبوعات الأدبية‮".‬
وطرحت سوسن بشير‮ ‬عدة أسئلة‮: "‬هل كان مطلوبا من أحمد ناجي أن‮ ‬يكتب اسم الأعضاء الجسدية ومسميات الأفعال الجنسية باللغة الفصحي وبهذا لا‮ ‬يخدش الحياء،‮ ‬مثلا؟ أم كان مطلوبا منه أن‮ ‬يكون كاتبا شهيرا أولا ليفعل ما فعل فلا‮ ‬يخدش حياء صاحب البلاغ؟ وهل صاحب البلاغ‮ ‬تحت السن القانوني؟ أو لم‮ ‬يفتح الأنترنت في حياته؟ أو لم‮ ‬يعش في مصر التي‮ ‬يحدث فيها‮ ‬يومياً‮ ‬ما‮ ‬يخدش إنسانية شعبها،‮ ‬فترك كل هذا وتوجه لأحمد ناجي‮".‬
لم‮ ‬يحتج الكُتاب فقط،‮ ‬بل مؤسسات الدفاع عن الصحفيين وحقوق الإنسان،‮ ‬الذين أعلنوا تضامنهم مع‮ ‬‮"‬أخبار الأدب‮" ‬في صفحاتهم الرسمية في الفايسبوك،‮ ‬وفي بيانات رسمية،‮ ‬منها‮: (‬صحفيون ضد التعذيب‮) ‬و(لا لمحاكم التفتيش‮) ‬و(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان‮" ‬التي قالت‮: "‬كان علي النيابة العامة أن تفرق بين المقال والعمل الأدبي،‮ ‬حيث أن الأخير لا‮ ‬يعبر عن واقع بعينه؛ بل هو نتاج خيال المؤلف،‮ ‬ولا‮ ‬يصدر فيه عن لسان حاله وإنما‮ ‬يعبر عما‮ ‬يمكن لشخصياته المتخيلة أن تقوله‮". ‬وتابعت أن‮ "‬التضييق علي حرية التعبير والإبداع أصبح متكررا،‮ ‬بما‮ ‬يؤكد تجاهل السلطات المصرية‮ ‬المستمر لالتزاماتها الدولية وكذا الدستور المصري بشأن الحق في حرية الرأي والتعبير‮".‬
كما أعلنت بعض الصحف تضامنها ورفضها لمحاكمة أخبار الأدب،‮ ‬منها جريدة الأخبار اللبنانية التي نشرت تقريراً‮ ‬بعنوان‮ (‬أخر البِدع‮: ‬محاكمة الخيال في القاهرة‮)‬،‮ ‬إذ ذكر التقرير أنها ليست الواقعة الأولي في تاريخ الأدب المصري‮. ‬بينما قال موقع العربي الجديد في تقريره الذي جاء بعنوان‮ (‬استخدام الحياة‮.. ‬خادشة للحياء العام‮): "‬وسط أجواء التضيق علي الأدباء والفنانين في مصر،‮ ‬وتجاهل كل القبح المحيط في الإعلام وفي الشارع وتجاهل انتهاكات الحريات وحقوق الإنسان،‮ ‬يحدث أن‮ ‬يقرأ مواطن فصلاً‮ ‬من رواية فيقرّر‮ - ‬بعد أكثر من عام علي نشره‮ - ‬أن الفصل خدشاً‮ ‬للحياء العام‮".‬


07/11/2015






.
http://www.dar.akhbarelyom.com/files/photos/adab/07112015103320.jpg
 
التعديل الأخير:
أعلى