قصة ايروتيكية عبد الباقي قربوعة - لُعبة العطش والماء.

شفتاها نار أُضرمت على يميني، ولأني خفت أن أحترق وهبت لها أذني ولم ألتفت، اغتصبَتْ حواسّي فاخترقت نخاعي، ثم لبدت على كتفي كأرنبة تبحث عن الماء.
كأني بشفتيها تأكلان من رقبتي كل حين شيئا، ثم امتدت حممها إلى كامل أعضائي، خربت كبريائي ثم حملتني على وهجها اللاّفح إلى صدرها المُعنقَد بفاكهة بديعة، زمّلتني بعواصف طيبها وراحت تتوعدني بكل لذيذ في محياها، صارت كأنها تُسَوّيني بشرا لأول وهلة، أو كأنها تحكي لي كيف خرجت حواء إلى آدم تجره إلى قطف التفاحة.
امتلَكتْ نفسي وضربتْ بكأسها على كأسي فهيّجت حولي النساء، ولما شهقنا إلى سمائي وتعطشن لمائي، قذفتهن بالشهب لأمثل في خلوتها كآدم ذكرا على أصوله.
مصباح الغرفة لفظ أنفاسه فوق رأسي، عندما سحبت من على جسدها الرداء أشرق ضوء خافت تغمد لونا ورديا، تدرج ثم ماج فوق تلالها وسهولها.. تسرب إلى مضيقات شعابها.
عشبها الناعم الأعْطر دفع الربيع ليبتلع وروده، وبرزت أرضها وفي خباياها رزق بالضبط كما أخبرتني أنفاسها في أذني، فنزلت وبين يدي صحاريها عطشى لا تحسبني إلا مطرا وشرابا أعذب مما في الكأس.
أطلقتُ عنان أناملي لأبدأ فتوحاتي، وأصل بالضوء والماء إلى أعماقها، آكل من ثمارها وأشرب من مائها، أروي اليابس منها وأوقظ النائم فيها، وأُحْيي ما يكاد يموت من خلائقها العجيبة.
تشدني إليها.. تجذبني وهي تفور كصحراء تخرج لتوها من قحالة فاحمه، عيناها تُشيّعني وأنا أدخل لأكتشف ببارعة رزقها الوافر، وكلما مدّدت جسدها ومسحت على صدري أوْحت بأني فاتح عظيم، جئت محملا بالحكمة والخيرات..
اتضحت في وجهتي المسالك والممرات فرشقت رايتي في قلبها، وراحت بشراهة تلحس عَرقي المقدس ليعم الخير ونصير لبعضنا الملاذ والمستقر، ونظل بشغف نلعب لعبة العطش والماء.!


* عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان


صورة مفقودة

.
 
أعلى