في المغرب.. الحكم على روائي بالسجن والغرامة، بعد تعرضه للاعتداء الجسدي.

الاستاذ محمد حجاجي
سابقة بجهة درعة/تافيلالت (والمغرب): الحكم على روائي بالسجن والغرامة، بعد تعرضه للاعتداء الجسدي.

في سابقة بجهة درعة/تافيلالت، أدين الكاتب عزيز بنحدوش، بسبب روايته "جزيرة الذكور"، وحكم عليه بالسجن والغرامة، في ورزازات، عن الرواية التي أصدرها منذ ثماني سنوات.!!

أيها السادة القضاة، هل يؤخذ العمل الأدبي الفني التخييلي على أن أحداثه واقعية توثيقية، حاصلة بالفعل؟؟ وبالتالي تساق كبيّنة وقرينة للإدانة؟؟ استفتوا نقاد الأدب.!!

لقد أصاب مؤلفو ومنتجو الأعمال الأدبية والفنية، حين كانوا يحرصون، تفاديا للمشاكل، على الإشارة إلى أن "هذه الأعمال من صنع الخيال، وكل تشابه في الأسماء والأحداث والأفضية مجرد صدفة"







صورة مفقودة
 
إدانة أستاذ مغربي بالسجن والغرامة بسبب رواية
شريف بلمصطفى

قضت المحكمة الإبتدائية بمدينة ورزازات بحر هذا الأسبوع، بإدانة الكاتب الروائي
عزيز بنحدوش بشهرين سجنا مع وقف التنفيد وغرامة قدرها 1000 درهم و تعويض مدني قدره 20000 درهم للمشتكين، بسبب رواية "جزيرة الذكور"، التي أصدرها مؤخرا.

وقال بنحدوش في تصريح لـ"بديل"، إن الحكم تم طبقا لقانون الصحافة، بعد اتهامه من طرف مشتكين بـ"السب والشتم" عبر الرواية المذكورة.

وأضاف بنحدوش الذي يعمل أستاذا للفلسفة، "أن الحكم ظالم خاصة أن الرواية هي عمل أدبي"، مشيرا إلى أن هناك " تأتيرات خارجية من جهات فاسدة ساعدت في إدانته"، مؤكدا على أنه "استأنف هذا الحكم، متمنيا أن تأخذ العدالة مجراها لرد الإعتبار له".

وعند سؤاله حول ما إذا كان يقصد فعلا استهداف أشخاص معينين بروايته هذه، رد بنحدوش: "لا لا أبدا لم أكن أستهدف أحدا، فقط بدت لي قصة الأطفال الأشباح غريبة فكتبت عنها، فتبين لي أنها فعلا قصة حقيقية"، وأردف المتحدث قائلا:"كم من كاتب أصاب أهدافا لم يكن يتوقعها".

وكان أستاذ الفلسفة بنحدوش، الذي يعمل بمنطقة تازناخت باقليم ورزازات قد تعرض لاعتداء كاد -على إثره- أن بفقد حياته بسبب ذات الرواية، حيث اعتقد شخص نافذ أن أحداثها وشخصياتها تتحدث عنه، فاعترض سبيله واعتدى عليه بالضرب والسب.



- عن بديل
 
محكمة بوارزازات تقضي بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ ضد روائي بسبب عمل أدبي تخيلي
عزيز بنحدوش

ذكرت مصادر إعلامية أن المحكمة الابتدائية بمدينة ورزازات، أصدرت حكما بإدانة كاتب بسبب رواية ألفها قبل ثمان سنوات.

ويقضي حكم المحكمة بالسجن مع وقف التنفيذ في حق الكاتب والروائي، عزيز بنحدوش، مع غؤامة ألف درهم، وتعويض عشرين ألف درهم للمشتكين، وذلك بعد إدانته بتهمة "السب والشتم" طبقا لقانون الصحافة.

وأدين الكاتب بسبب رواية تحمل عنوان "جزيرة الذكور"، تتضمن جرعة زائدة من الجرأة تجاه قضايا الجنس والدين وظاهرة الأطفال الأشباح المسجلين

وبالرغم من أن الرواية هي عمل أدبي تخييلي إلا أن أحد أعيان قرية تازناخت، نواحي وارزازات، التي يعمل فيها بنحدوش استاذا لمادة الفلسفة منذ ستة عشر سنة، اعتقد أن أحد شخصياتها وأحداثها تحيل عليه. بوثائق وهمية من أجل الحصول على تعويضات اجتماعية.

وسبق للروائي أن تعرض لاعتداء جسدي في شهر مارس 2015 ، بسبب نفس الرواية، من نفس الشخص الذي اعتقد أن أحداثها وشخصياتها تتحدث عنه خاصة شخصية إسمها "باهوس" تعيش في باريس.

تفاصيل واقعة الاعتداء حكاها الكاتب عزيز بنحدوش في لقاء ثقافي، عندما هاجمه شخص معروف بقرية تازناخت، وانهال عليه ضربا بهراوة على رأسه وأنحاء مختلفة من جسده. وعندما تقدم بنحدوش للمحكمة بشكوى ضد المعتدي حكمت عليه بالسجن شهرا واحدا فقط، وهو ما جعل الروائي يتعرض للتهديد مجددا من طرف نفس الشخص بعد خروجه من السجن.

وعن السبب الحقيقي وراء الاعتداء عليه، قال بنحدوش إن المعتدي يعتقد أن إحدى شخصيات روايته تشبهه، وبأنه هو المعني في الرواية.

وعلم موقع "لكم" أن الروائي استأنف الحكم الصادر ضده.
 
عزيز بنحدوش
من مواليد مدينة مراكش.
حاصل على شهادة الإجازة في علم الإجتماع من جامعة محمد الخامس بوجدة.
خريج المدرسة العليا للأساتذة بمكناس.
أستاذ مادة الفلسفة.
باحث في علم الإجتماع خاصة الظواهر التربوية والتعليمية ومهتم بالطفولة والمراهقة والشباب.‏
 
حوارحصري .. مع المؤلف المغربي المحكوم سجنا بسبب رواية...
.

حكمت المحكمة الابتدائية بوارززات على المؤلف "عزيز بنحدوش" يوم 2 غشت الجاري، بالسجن الموقوف التنفيذ (شهران) وغرامة مالية قدرها 1000 درهم وتعويض مدني قدره 20 ألف درهم لفائدة المشتكيين، اللذان تابعا المؤلف قضائيا بتهمة السب والقذف، جراء نشره لرواية عنوانها "جزيرة الذكور" تعرضت لما وصفه المؤلف بظاهرة "الأبناء الأشباح" خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. يقول مؤلف الرواية أن المتابعة القضائية سبقها اعتداء خطير عليه. كما يوضح أنه تطرق لظاهرة الأبناء الأشباح بشكل عام ولم يقصد أشخاصا محددين. ويبرز أنه لم يستسغ متابعته في إطار قانون الصحافة بحكم أن الرواية عمل أدبي - حسب إفادته -. ويشرح أنه "استأنف الحكم ولم يوكل محامي للترافع في قضيته لأنه الأحق بالدفاع عن نفسه وعن روايته"..

"أنفاس بريس" حاورت المؤلف عزيز بنحدوش حول روايته "جزيرة الذكور" وحيثيات الدعوى القضائية التي شكلت حديث الناس بوارززات وتسببت في الحكم عليه بالسجن الموقوف التنفيذ..

+ بداية وقبل الخوض في مضمون الرواية وحيثيات الحكم القضائي.. كيف تقدِّمُ نفسك لقراء "أنفاس بريس"؟

_ أنا إنسان عادي من الدراويش فرد من أفراد الشعب المغربي، مدرس لمادة الفلسفة، تم تعييني في "تازناخت" وهي منطقة قريبة من وارززات وتخصصي هو علم الاجتماع، الذي يزرع في نفس الباحث خاصية الاستماع للناس وهمومهم وملاحظتهم والانتباه للوقائع الاجتماعية ونبض المجتمع، وكان من بين الأسماء التي ترددت على أذني اسم "موغا" وهو شخص كان يُهجِّرُ الناس خلال سنوات الستينيات والسبعينيات لفرنسا واسمه "فيليبس موغا"، كان يختار الرعاة وهذا ليس تعميما لأنه ليس كل المهاجرين رعاة. موغا كان يركز في اختياره غالبا على الذين يتميزون ببنية جسدية قوية، وكان يعتمد طريقة إيقافهم تحت أشعة الشمس يوما كاملا، لكي يتحقق من قوة تحملهم، وبعد ذلك من كان يوافق على تهجيره، يضع على جسمه خاتما أزرقا ومن كان لا يختاره يضع على جسمه خاتما أحمر، كانت هذه الطريقة بالنسبة لي غريبة ومذلة إذ كان يعامل بعض الناس مثل القطيع.

+ هل حصلت على هذه المعطيات من مصادر موثوقة أم استقيتها فقط من لسان عامة الناس - عندما كنت تستمع لنبض المجتمع كما جاء على لسانك - ؟

_ كل روائي يُطالع الكتب، عندما نكتب نقرأ قبل ذلك، مثلا شخصية "موغا" لابد أن نقرأ عنه ونبحث عبر الإنترنت عن معلومات تساعد على البحث، وبخصوص الأسماء التي تتضمنها الرواية، لابد أن تعود للمعاجم وتبحث عن دلالاتها، الكتابة الروائية لا تكون عشوائية، هي كتابة قائمة على معرفة، فكاتب الرواية يكون مضطرا للمطالعة، والبحث عن وقائع وأحداث تاريخية لكي يكتب حدثا، لكن الغريب هو أنه عندما كنت أجالس الناس وأستمع لهم، وجدت أن بعض الناس وليس كلهم كانوا يقومون بأفعال وسلوكات للتحايل على فرنسا، لكي يحصلوا على تعويضات كبيرة، مثلا من كان لديه أربع أبناء كان بشكل سهل يضيف للحالة المدنية أبناء آخرين، بتواطؤ مع "المقدم والشيخ" وكان يدفع شهادة الحياة لفرنسا لكي يتقاضى تعويضات على أطفال لا وجود لهم أصلا. هذه هي الظاهرة الأولى التي رصدتها، وبعدها ظاهرة أخرى سمعتها من لسان الناس، تتمثل في أخوين أحدهما في فرنسا والآخر بالمغرب، كان الذي بالمغرب يسجل أبناءه في الحالة المدنية للمقيم في فرنسا لكي يحصل على تعويض أكبر.

+ وماهي الحقائق التي وصلت لها من وجهة نظرك خلال رصدك لهذه الظاهرة في الرواية؟

_ في آخر المطاف تحصل المشاكل، فبعد نهاية استغلال فرنسا والتحايل عليها للحصول على التعويضات، يأتي الوقت الذي يفرض أن تتم إزالة الأبناء المضافين للحالة المدنية، كأبناء لا وجود لهم أصلا أو مخافة الصراع حول الإرث، فمثلا إذا كنت أنا قد سجلت (أبناء أخي) في الحالة المدنية الخاصة بي، سوف يتقاسمون الإرث مع أبنائي، وبالتالي هي قضايا معروفة في محاكم وارززات، وكانت هذه الظاهرة بالنسبة لي غريبة جدا، نحن نعلم قضية الموظفين الأشباح، والأشباح التي تحكي لنا عنها الجدة، لكن الغريب هو الأطفال الأشباح، الذين نتجوا عن هذه الظاهرة وهذه هي الأمور التي رصدتها الرواية التي كتبتها.

+ كتبت رواية (جزيرة الذكور) في سنة 2004 ولم تنشرها إلا في سنة 2014 لماذا انتظار هذه المدة كاملة؟

_ كتبت الرواية في سنة 2004، في الوقت الذي كان المغرب يعرف إجراء الإحصاء الوطني للسكان والسكنى، وتساءلت حينها باستغراب : ماذا يحصي المغاربة !!؟.. ماذا يحسبون !!؟.. كيف يتم وضع الإستراتيجيات!!؟ والناس الذين يتم إحصائهم هل هم موجودون فعلا!!؟ ومن المعلوم أن الإحصاء يوازي توفير حصة من الغداء والدواء وحق التمدرس والوحدات السكنية.. هذه الأمور في رأيي وقناعتي غير مقبولة لكل مغربي غيور على وطنه. الرواية تمت كتابتها بإرهاصات من هذا الواقع، لم أكن أعرف من زوَّرَ الحقائق ومن لم يزوِّرها، كنت استمع فقط للحكايات التي يرويها الناس. صدرت الرواية في 2014 بسبب معيقات تكلفة الطبع، فأنا أتكلف ذاتيا بعملية الطبع من نفقاتي الخاصة، وعندما توفرت لي الإمكانيات المادية نشرت الرواية، وبعد 3 شهور من النشر، بدأ الناس يقرؤونها ويتحدثون عنها وعن تزوير البعض فعلا للأطفال، وبدأت أصابع الاتهام تشير لبعض الناس، ما جعل بعض الأعيان الأغنياء لم يرضوا أن يفضح رجل تعليم عادي هذه الظاهرة، ولم يكن قصدي ذلك، فتم الاعتداء علي في 22 مارس 2015، وتعرضت للضرب ومحاولة القتل وتم تحطيم وتكسير سيارتي..

+ هل بلغت الأمن بهذا الاعتداء ومحاولة القتل وهل تبيَّنَ الدافع من وراءه؟

_ فعلا بلغت الأمن، وتم القبض على أحد المعتدين، وتمت محاكمته بالحبس شهرا نافذا سجنا، وسيظهر أنه فرد من أفراد عائلة تعنيها الظاهرة، فانتقموا بذلك الشكل، أنا لم أكن أقصد أحدا في الرواية، وقد جرَّ عليهم ذلك تحقيقا وتم استجوابهم واستنطاقهم ولازال البحث جاريا في موضوع الأطفال الأشباح، في وارززات لدى الشرطة القضائية وقاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية.

+ لنعرج على حيثيات الحكم الصادر في حقك .. كيف تمت متابعتك في قضية رواية (جزيرة الذكور)؟

_ لم يتقبل أفراد عائلة الشخص الذي اعتدى علي، أن يتعرض للسجن، فاجتمع الناس الذين هاجروا لفرنسا على يد "موغا" ورفعوا شكاية لوكيل الملك الذي أجابهم بحفظ الشكاية، وتقرَّرَ حفظها تطبيقا للفصل 40 من قانون المسطرة الجنائية، وكانت أسباب الحفظ هكذا : ( الحفظ في إطار سلطة الملائمة وعلى المتضرر اللجوء للقضاء عن طريق الشكاية المباشرة) وجاء في الشكاية المباشرة أنه تم وصف المشتكين بمجموعة من الأوصاف، معتبرين الرواية مكتوبة ضدهم، في حين أن الأشخاص والأماكن والأزمنة التي جاءت في الرواية لا تمت لهم بصلة، استمرت الشكاية بالمحكمة من 23 مارس 2015 إلى حدود 2 غشت 2016 تاريخ النطق بالحكم في القضية وخلال هذه المدة دخلت القضية للمداولة أكثر من 5 مرات.

+ كل قضية تروج في المحكمة لابد أن تتضمن الشكاية أو المقال الافتتاحي تهمة أو تهما، يواجه بها المشتكون المشتكى منهم .. ماهي التهمة التي وجهها لك المشتكون في ملف القضية؟

_ السب والقذف هي التهم الموجهة لي، وأنا متهم في قانون الصحافة، رغم أن الرواية ليست صحافة هي عمل أدبي، لم أنشر مقالا أو بلاغا في جريدة، كي أتابع في إطار قانون الصحافة.. لم أكن أعرف الناس اللذين يتابعونني لم أذكر أسماءهم في الرواية، فقط عندما انتشرت الرواية بدأت أصابع الاتهام تحوم حول بعض الناس، وهنا أعود لمقولة : "وكم من كاتب وروائي أصاب أهدافا لم يكن يتوقعها من قبل".

+ لكن هناك من سيقول: إذا كانت الرواية تشمل أحداثا واقعية بالمنطقة، سوف تكون أنت كمؤلف على علم بأنك ستستفز البعض وسوف تجر عليك تبعات وربما تأتي إشارات تسيء للبعض وقد تتضمن الرواية نعوتا وصفاتا تتشابه مع أشخاص لم تمسهم الظاهرة بشكل مباشر؟

_ أنا كتبت بشكل عام حول الظاهرة، لا أعلم من تشملهم الظاهرة، نسمع دائما الناس يتحاكون حول الأساطير مثلا "عائشة قنديشة".. الكاتب يكتب من خلال الواقع ويحوله بشكل أدبي في صيغة أخرى، لكن للأسف عندما خرجت الرواية في وسط صغير ومحدود أصبح الناس يتهمون بعضهم.

+ عِلما أنك استأنفت الحكم الصادر في حقك ولم تكلف محامي بالدفاع عنك في هذا الملف.. بماذا حكمت عليك المحكمة ولماذا لم تكلف محامي بالترافع في قضيتك؟

_ الحكم الصادر في حقي هو الحبس الموقوف التنفيذ (شهران) وغرامة مالية ألف درهم للمحكمة وتعويض مدني قدره 20 ألف درهم لرافعي الدعوى (وهما شخصان). لم أكلف محامي للترافع عني وهي قناعة شخصية، ورأيت أني أحق بالدفاع عن نفسي ولن يدافع عن روايتي بشكل جيد شخص آخر غيري. وأسجل أن هناك فراغ قانوني في القضية فكيف يمكن محاكمة الإبداع؟ وهل يمكن محاكمة الشاعر والنحات والرسام على إبداعاتهم؟.

أنفاس بريس : حاوره: عادل الإدريسي
 
بعدما اعتُدي عليه جسديًا.. رواية مغربية تتسّبب لصاحبها بالحبس غير النافذ والغرامة
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)


قال الكاتب المغربي عزيز بنحدوش إن رواية "جزيرة الذكور" التي تسبّبت بمحاكمته وقبل ذلك الاعتداء الجسدي عليه، تتحدث عن ظاهرة حقيقية شهدتها منطقة ورزازات (الجنوب الشرقي) الأمر الذي أثار حفيظة بعض من رأوا نفسهم معنيين بها.
إدانة الكاتب بن عزيز، الذي يعمل أستاذًا للفلسفة، تعود إلى الثاني من شهر غشت/أغسطس الجاري، عندما أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة ورزازات حكمًا بالحبس موقوف التنفيذ لمدة شهرين وغرامة مادية لصالح مشتكيين اثنين بقيمة 20 ألف درهم (ألفي دولار) وألف درهم أخرى (100 دولار) لصالح المحكمة، بسبب اتهامه بالسب والشتم وفق قانون الصحافة، على خلفية ما كتبه في رواية "جزيرة الذكور".
وتعرّض بنحدوش، مارس/آذار 2015، إلى اعتداء من طرف أحد الأشخاص، تسبّب له في عجز صحي لمدة 25 يومًا، بسبب الرواية ذاتها، مشيرًا إلى أنه منذ أصدرها عام 2014، وهو يتلقى الكثير من المضايقات، منها شكاية أولية قام وكيل الملك (النائب العام) بحفظها، ثم الاعتداء عليه، وبعد ذلك الشكاية الثانية التي رفعت العام الماضي وتسبّبت في إدانته.
وحول طبيعة هذه الرواية المثيرة للجدل، فهي تدور حول ظاهرة "الأطفال الأشباح" التي سادت في منطقة الجنوب الشرقي خلال سنوات الاستقلال الأولى عن فرنسا، إذ كان يعمد مهاجرون مغاربة بأوروبا إلى استصدار وثائق تثبت أنهم يتوفرون على أطفال بالمغرب حتى يحصلوا على تعويضات عائلية إضافية في أوروبا، رغم أن هؤلاء الأطفال لا وجود لهم، يقول عزيز بنحدوش لـCNN بالعربية.
ويضيف عزيز أن إحصاء المغرب عام 2004 هو ما جعله يفكر في هذه الرواية، إذ فكّر في إمكانية إحصاء مغاربة لا وجود لهم سوى في الوثائق الرسمية، ولم يتمكن من إصدار الرواية إلّا عام 2014 بسبب صعوبات مادية، ومباشرة بعد الإصدار، وبسبب ضيق الحيز الجغرافي في منطقة تازناغت، حيث يدرّس، بدأ الناس يوجهون الاتهامات لشخصيات معينة توّرطت في ظاهرة الأطفال الأشباح.
ورغم أن شخصيات الرواية متخيلة، وبأسماء مستعارة تم اقتباسها من شخصيات وردت في روايات مغربية أخرى، إلا أن أفرادًا من المنطقة قرّروا مقاضاة الكاتب بتهمة السب والشتم، وبقيت الشكاية في ردهات المحكمة لسنة كاملة، قبل أن يصدر قرار الإدانة الذي اعتبره الكتاب "غير منصف وإرضاء للطرف الآخر" الذي يصفه الكاتب بـ"النافذ".
ورغم المتاعب التي كابدها عزيز بنحدوش، إلّا أنه أصدر العام الماضي الجزء الثاني من الرواية تحت عنوان "أسنان شيطان"، كما أن روايته الأولى أدت إلى فتح تحقيق في ظاهرة الأطفال الأشباح وجرى الاستماع لعدد من المشتبه بهم وفق تصريحاته.
وزيادة على ظاهرة الأطفال الأشباح، فالرواية تتحدث حول الجنس والدين، ولم يتسنّ لـ CNN بالعربية مطالعة مضامين الرواية، غير أن بعض من تمكنوا من قراءتها اعتبروا أنها يمكن أن تثير خلافًا حول مستوى الجرأة فيها، في وقت أعلن فيه كتاب مغاربة تضامنهم مع زميلهم، معلنين استعدادهم لجمع مبلغ الغرامة المادية إن تم استصدار حكم نهائي بشأنها.
 
حملة تضامن واسعة مع كاتب مغربي بورزازت قادته روايته إلى السجن
عماد بلعاشور



تتواصل تدوينات التضامن على « فيسبوك » مع الكاتب المغربي عزيز بنحدوش، صاحب رواية « جزيرة الذكور »، الذي أدانته المحكمة الإبتدائية بورزازات، بداية الأسبوع المنصرم، بشهرين سجنا موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، بعد أن قررت النيابة العامة أواخر مارس المنصرم متابعته في حالة سراح بتهم تتعلق بالسب والقدف بناء على شكاية تقدم بها أشخاص اتهموا من خلالها صاحب الرواية بالإساءة إليهم.

وكان نفس الكاتب الروائي الذي يعمل أستاذا لمادة الفلسفة قد تعرض مباشرة بعد صدور روايته لإعتداء جسدي خطير على خلفية مضمون الرواية الذي أوله المعتدون من زاوية أنه يوجه إليهم أصابع الإتهام في موضوع « الأطفال الأشباح » الذي تناولته الرواية.

ولم تتوقف بعد تعليقات الفيسبوكيين المتضامنة مع الروائي « عزيز بن حدوش » على خلفية الحكم « الغريب » و »غير المسبوق » الذي صدر في حقه، وكتب أحد المتضامنين معه على جداره الأزرق: « لم أحظ بشرف قراءة رواية « جزيرة الذكور » لصاحبها عزيز بن حدوش والتي تتناول وفق ما اطلعت عليه في بعض القراءات قضايا ذات طابع اجتماعي .. هذه الرواية التي كان صاحبها موضوع متابعة قضائية الأسبوع الماضي أفضت إلى الحكم عليه بشهرين سجنا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم .. والغريب أن الأستاذ بن حدوش توبع بسبب مضمون حكائي داخل الرواية في سابقة قضائية خطيرة .. وعليه فإنني أسجل تضامني مع الأستاذ عزيز بن حدوش ومع روايته التي كان ينبغي أن يحتفى بها بدل محاكمتها في زمن التراجع المهول للثقافة والكتابة والأدب في المغرب .. ».



.
 
أعلى