أمير زكي - تأييد حبس أحمد ناجي.. وسلماوي: مشهد مهين لتاريخ مصر

رفضت محكمة جنح مستأنف أبو العلا، اليوم، الاستشكال الثاني الذي قدمه دفاع الروائي والصحفي أحمد ناجي لإيقاف حبسه لمدة سنتين لاتهامه بـ "بخدش الحياء" إثر نشره فصلًا من روايته "استخدام الحياة" في جريدة أخبار الأدب.
وكانت المحكمة رفضت الاستشكال الأول الذي قدمه دفاع ناجي في مارس/آذار الماضي، والذي أعقب الحكم بحبسه. ووفقًا لتصريحات المحامي محمود عثمان، أحد أعضاء فريق الدفاع عن ناجي، للمنصة، فإن الاستشكال كان الغرض منه هو وقف تنفيذ العقوبة لحين نظر النقض، إذ أن فريق الدفاع طَعَن على قرار الحبس فور صدوره، ولا يُعتبر الحُكم على ناجي باتًا حتى الآن.
وبدأت قصة القضية في أغسطس/آب 2014 عندما نشر أحمد ناجي، الروائي والصحفي بأخبار الأدب، فصلًا من روايته "استخدام الحياة" في الجريدة التي يعمل بها، تمهيدًا لنشرها كاملة عن دار التنوير في العام نفسه. وحملت الرواية المنشورة بعض الألفاظ التي وجدها البعض صادمة.
قدم القاريء هاني صالح توفيق بلاغًا يتهم فيه ناجي بخدش الحياء، وكذلك رئيس تحرير الجريدة طارق الطاهر، ووصف الفصل الروائي المنشور بأنه "مقال جنسي".
القضية التي تمس حرية التعبير الأدبي آثارت الجدل بين المثقفين، ولكن كان المتوقع أن تمر مرور الكرام بعد توضيح أن العمل روائي وليس مقالًا جنسيًا، خاصة أن الرواية كاملة منشورة في مصر بعد أن مرت على جهاز الرقابة. ولكن البلاغ أحيل إلى النيابة ثم إلى المحاكمة.
وبالفعل حصل ناجي والطاهر على البراءة في يناير/كانون الثاني من هذا العام، قبل أن تطعن النيابة في الحكم، ثم تقرر محكمة جُنح مستأنف بولاق أبو العلا حبس ناجي لمدة سنتين وتغريم رئيس التحرير طارق الطاهر عشرة آلاف جنيه للإخلال بمسؤوليات وظيفته والسماح بنشر الفصل، في فبراير/شباط الماضي. ويعتبر الحبس لهذه المدة وهذا القدر من الغرامة هما أقصى عقوبة وفقًا للمادة 178 من قانون العقوبات، وذلك رغم حصول ناجي والطاهر على براءة في حُكم الدرجة الأولى.
جاء حكم الحبس رغم تضامن العديد من الكتاب مع ناجي، وحضور أسماء كبيرة في الثقافة المصرية لمحاكمة الروائي الشاب، مثل وزير الثقافة السابق جابر عصفور، ورئيس اتحاد الكتاب السابق محمد سلماوي، والكاتب الكبير صنع الله إبراهيم.
كان مشهدا مهينا لتاريخ مصر ولثقافتها حين أعيد اليوم الكاتب أحمد ناجى الى محبسه بالكلبشات مع القتلة والمجرمين بعد أن رفض القاضى استشكاله.
شهد أحمد ناجي، الذي يعتبر الكاتب الوحيد المسجون في مصر الآن بسبب نص روائي، تضامنًا كبيرًا بداخل مصر وخارجها؛ ومنها تضامن منظمة القلم الأمريكية مع الكاتب المصري.
ورغم التضامن الواسع من المثقفين في العالم وفي مصر، إلا أن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم اعتبر أن القضية "عقّدت ملف الحريات"، وجعلت المثقفين يبدون وكأنهم يدافعون عن "الانحراف".
وبعد رفض الاستشكال الثاني يعود أحمد ناجي لاستكمال عقوبته بعنبر الزراعة بسجن طرة.
وأحمد ناجي هو كاتب وصحفي مصري بجريدة أخبار الأدب، وُلد عام 1985، وتعتبر "استخدام الحياة" روايته الثانية بعد "روجرز"، وحصل ناجي على جائزة دبي للصحافة عام 2011، وحصل على عدة جوائز عالمية خاصة بحرية التعبير في أعقاب محاكمته.




صورة مفقودة
 
أعلى