قصة ايروتيكية فيصل خرشاني - يحول بيني و بين شفاهك، كتاب

  • بادئ الموضوع فيصل
  • تاريخ البدء
ف

فيصل


في ذاك الشهر بالذات، و بما أننا كنا نلتقي بشكل يومي، في المصعد، في الحافلة
المتجهة للعمل، في الحديقة يوم الأحد، في المغسلة. كذلك في الحانات و في المقاهي، حيث كنا نتناقش حول بعض الروايات و الأفلام غير المتداولة. و عندما نعود للبيت، كانت تتصل بي هاتفيا و نتبادل الأحاديث حول الأصدقاء في العمل، و الحلول العاطفية لكل منا، أحيانا كانت تترجاني كي أغني لها .
كانت تقطن في الطابق الثالث، أما أنا ففي الطابق الرابع، و في ليلة شتوية كهذه، يبدو أن هاتفها كان معطلا، لذلك لم تتصل، حاولت أن أتصل بها لكن الخط كان مفصولا. تجاهلت الأمر و بدأت في إعداد العشاء خاصتي، هكذا، الرجل الذي يأكل وحيدا، أو رفقة قط .
بعد أن إنتهيت من الأكل، و إعطاء الفضلات لذلك الهر الهرم، و غسل ما تبقى من الأواني، سمعت دقة خفيفة على باب الشقة، و تليها وقع خطوات مسرعة.
أسرعت في فتح الباب، فوجدت جارتي و صديقتي في وضع أطفال الحي، يدقون الباب، ثم ينطلقون في الهرب مسرعين.
كانت ترتدي، قبعة صوفية، و بيجما نوم زهرية اللون، و حذاء صوفي هو الأخر، في شكل قط أو كلب لم أستطع التفرقة بينهما في ذاك الوقت.
أوه أيضا، هناك خصلات مبعثرة من شعرها، تطل من تحت تلك القبعة،. و في الحقيقة لقد انبهرت بفوضويتها، و حقيقتها الجميلة التي كانت متخفية تحت أثار المساحيق، و الملابس الفخمة.
- مساء الخير، يبدو أن هاتفي معطل، و كنت بحاجة لآن أتصل بأمي و لم أجد أحد غيرك ألجأ إليه.
- أها طبعا طبعا تفضلي، على فكرة إني أعد بعض من الشكولاتة الساخنة، هل تحبين بعض منها ؟
- بالتأكيد، شكرا .
دخلت، ثم دخلت أنا و بعدنا دخل القط السمين.
- قل مرحبا للآنسة الجميلة ، بالمناسبة، هذا قطي، و إسمه " قطونجي " فهو زير قطط العمارة، و أب جميع القطط الصغار.
- أوه مرحبا قطونجي، لك إسم رائع .
بينما كانت تنهي في إتصالها الهاتفي، أعدتت الشكولاتة، و و إنطلقت في خيالاتي القذرة، كيف أني ساجدها ملقاة عارية فوق فراشي، تداعب بالسماعة فرجها الرطب، ثم تأخذ كأس الشوكولاتة و تسكبها على ثدييها و تطلب مني أن أمرر بلساني على جسدها، ماسحا الشوكولاته.
دخلت الغرفة وجدتها، تمسك بكتاب لأناييس نين، تتصفحه بكل تركيز. وضعت كأسها بجانب المكتبة، ثم استلقيت على فراشي، حذو ذلك الكتلة من الوبر، أزحته بيدي و طلبت منه أن لا يعود. رمقن بنظرة ساخطة كأنه يريد أن يقول " أه يا أبن اللعينة، إنك لراغب في مضاجعتها في هذا الفراش الدافي، أما أنا فسأمضي بقية الليلة في المطبخ وحيدا..حسنا "
لا تزال ضيفتي، منغمسة في كتابها التعيس، لعنت أناييس نين و هنري ميلر و تمنيت لو تحترق كل كتبي.
و كفتى مراهق، نزعت من عندها قبعته الصوفية، ثم عدت لفراشي، ساخرا منها. ظننت أنها ستلاحقني و تطالبني بأن أعيد لها قبعتها، لكنها إبتسمت دون أية مبالاة.
و بنزعة رجولية محضة، أعدت لها قبعتها، ثم مسكتها بصرامة من يديها، و حدقت في عينيها برغبة غاضبة، منتظرا نظرة منها، كي أبدا فيما عزمت عليه .
و في لحظة خاطفة، لا أذكر بالتحديد كيف حصل كل هذا، وضعت هي الكتاب جانبا، فشرعت في تقبيلها بكل شهوانية، غير مبالي بما سيحصل في الغد، متجاهلا تماما دغدغة خصلات شعرها المبعثرة. كانت تتوقف أحيانا، كأنها مترددة، رغم أني منعتها من أي حركة و شرعت في تمرير يدي على كامل جسدها الدافئ.
طرحتها فوق فراشي، و شرعت في نزع ثيابها ثم ثيابي، كانت تحدق بي غير مستوعبة للأمر، بقينا هكذا في صمت حوالي الدقيقة نراقب بعض في صمت ، هي الممددة على ظهرها، و أنا فوقها أراقبها عارية مستشعرا الدفء المنبعث من بين فخذيها.
ولجتها، فانتابتني موجة من نسائم الربيع الدافئة، و رائحة عطر خفيفة، و مد و زجر، مد و زجر، مد و زجر، مد و زجر، مد و زجر. قطرات عرق مقدسة، صوت أنفاس معذبة، إشتياق لروح يائسة، و لجسد متوحد. معانقة كسرت حواجز الاشتياق و آخر الأمر، بكاء عند النشوة الكبرى.

كانت ساعة المنبه تشير للساعة الواحدة، دخنت سيجارتين في صمت. داعبت شعرها في صمت أيضا، قبلت جبينها، لامست شحمة أذنيها، ثم سمعت صوت شخيرها الخفيف.
تلك الليلة كانت جد ممتعة، فقط مارسنا الحب، حسب أصوله، و مارسنا رغباتنا كذكر و أنثى، أو كبشر، راغبين في التوحد، في مقاومة الموت، في تلبية نداء الآلهة القديمة، في لملمة ما تبقى فينا من عاطفة. بعيدا عن الروايات و الأدب، و سينما تاركوفسكي، بعيدا حتى عن الموسيقى المساند الرسمي للجنس، بعيدا عن الأقنعة و بكل خفة روح، و بساطة .
و الآن، لقد إنتهيت من خيالاتي القذرة، صناعات المكنية البرونوغرافية. إني أحمل صورا خالدة بتفاصيلها، ملابسها الملقاة على المنضدة، و رائحة شعرها، و رعشات بطنها، و صوتها الرقيق.


Email: [email protected]
 
خ

خلود علي

كانا يتبادلان كل شيء حتى لعق القصيدة ....
 
أعلى