قصة ايروتيكية محمد عبدالحليم غنيم - الأستاذ

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

دائما ما أصل متأخرا - أذهب إلى هناك كل يوم جمعة - عندما يكون خطيب المسجد على وشك الانتهاء من الخطبة الثانية ، وبمجرد من الانتهاء من ركن سيارتى وغلق أبوابها بحرص خوفا من عيث الصغار، يكون الخطيب قد شرع فى إقامة الصلاة .
أسير مهرولا نحو المسجد محاولا ألا تفوتنى الركعة الأولى ، ألحق بالكاد الإمام بعد تكبيرة الإحرام، أتخذ مكانا فى الصف الأخير، يحيط بى الصبية والأطفال والمرضى من المصلين فوق المقاعد المتحركة، إنه الصف الأخير، أبدو بينهم فى بدلتى الكشمير الزرقاء مثل شاهد قبر جديد ، أتأمل الصبى الصغيرعلى يمينى وأتذكر نفسى وأنا فى مثل عمره ، كنت أذهب إلى المسجد مبكرا وأجلس فى الصف الأول خلف الإمام تماما ووسط كبار السن من رجال العزبة والضيوف عليهم من موظفى الجمعية الزراعية القريبة حيث يعملون فى أيام الجمع أيضا . كنت أجلس بينهم وأتلقى كلمات الإعجاب ولمسات الاستحسان من الجميع تقريبا "ما شاء الله ، بارك الله فيك ، اللهم ارحم جدك واهد أباك". وذات يوم طلب منى أحد الرجال الذى جاء متأخرا قبيل بدء الخطبة أن أترك مكانى له وأرجع إلى الخلف للجلوس مع الصغار فى الصف الأخير، تذمرت وأبديت اعتراضى فى صمت ولم أتزحزح من مكانى، كررالرجل طلبه منى فى حنق، وقبل أن أرد عليه بالرفض، التفت الإمام إلى الخلف فجأة وكان يخطو نحو المنبر، توقف ونهر الرجل فى غضب أمام جميع المصلين، ثم تحدث عن العلم وقيمة العلم والعلماء وحملة القرآن ووجوب تقديرهم وعن الجهل والفرق بين العالم والجاهل ويومها وصفنى بالأستاذ ، ولم أكن فى ذلك الوقت قد تجاوزت العاشرة إلا بقليل .
تبنهت إلى أننى مازلت أقف بينما كل من فى جوارى وأمامى ساجد، فنزلت أسجد مسرعا،وأثناء ذلك لمحت ذلك الصبى الصغيرالذى يقف على يسارى يضع يده على مؤخرة صبى أصغر منه ، كان يسجد بجواره ، أبعدت يد المعتدى فى غلظة وحرص معا وواصلت السجود دون أن أترك يده على الرغم من طول السجدة، ثم قام الإمام وقمنا خلفه قرأ الفاتحة وسورة قصيرة جدا ثم ركعنا وسجدنا من جديد، كنت قد تركت اليد المعتدية ،و كان الصبى نفسه قد ترك الصف والصلاة كلها وخرج .انتهيت من صلاتى مع الجميع ونهضت مسرعا دون أن أختم صلاتى أو أصافح أحدا كعادتى، ثم غادرت المسجد على عجل وكأنى قد فعلت سوءا وأخشى أن يرانى الناس من حولى . لم أكن أريد الصبى المعتدى ولا أريد أن أعرفه ، فقط أسرعت الى منزل العائلة وأنا أشعر بالخيبة والأسى متجاهلا فى ذات الوقت نداءات رفاق الصبا وبعض الرجال من كبار السن :
- يا أستاذ .... يا أستاذ ...

( انتهت )

* الأستاذ
قصة قصيرة
د. محمد عبدالحليم غنيم



3w.jpg
 
أعلى