فتيان الشاغوري - يا ذا العِذارِ الَّذي بِهِ عُذري

يا ذا العِذارِ الَّذي بِهِ عُذري = قامَ فَفيهِ الهَوى هَوىً عُذري
وَجهُكَ مِثلُ الإيمانِ أَبيَضُ مِن = تُحَيتِ فَرعٍ كَظُلمَةِ الكفرِ
وَقَدُّكَ الرَمحُ وَاللِحاظُ هِيَ ال = سُيوف حَداً يَومَ الوَغى تَفري
وَثَغرُكَ الثَغرُ فَهوَ يمنعُ بِال = بيضِ المَواضي وَبِالقَنا السُمرِ
وَالريقُ طَعمُ الحَياةِ مَطعَمُهُ = وَلَم أَذُقهُ لَكِنَّني أَدري
كَم لِيَ في ذا القَوامِ حُسنُ مَقا = ماتٍ وَكَم لي في الشِعرِ مِن شِعرِ
وَكَم مَديحٍ لي سارَ في المَلِكِ ال = أَمجَدِ بَهرامَ شاه ذي الفَخرِ
مَلكٌ جَوادٌ لَولاهُ لَم يَكُ في = زَمانِنا ذا لِلشِعرِ مِن سِعرِ
ما أَمَّ جَيشاً وَلا اِنتَحى بَلَداً = إِلّا اِنثَنى بِالتَأييدِ وَالنَصرِ
وَلَم يَزَل لِلعُفاةِ مُنتَجَعاً = وَالوَجهُ مِنهُ البَشيرُ بِالبِشرِ
لِلحَربِ مِنهُ اللَيثُ المُدِلُّ إِذا = كَرَّ صَئولاً في الجَحفَلِ المَجرِ
وَلِلندَى مِنهُ صَوبُ غادِيَةٍ = مُثَعَنجِرِ الودق هامِرُ القطرِ
إِلَيهِ تَسعى العُفاةُ سائِرَةً = بِحُسنِ ظَنٍّ في البَرِّ وَالبَحرِ
فَتَنثَني عَنهُ وَالحَقائِبُ وَال = أَفواهُ مَلأى بِالحَمدِ وَالشُكرِ
تَيَمَّموا بَعلَبَكَّ حينَ رَأَوا = هُناكَ رَبَّ السَريرِ وَالقَصرِ
مُتَوَّجاً بِالعَلاءِ أَحسنُ خَل = قِ اللَهِ عِلماً بِالنظمِ وَالنَثرِ
شَأى مُلوكَ الزَمانِ كُلَّهُمُ = فَضلاً وَدَبّوا مِن بَعد في الإِثرِ
فَلَم يَشُقّوا غُبارَهُ وَحَوى = غاياتِ كَسبِ الثَناءِ وَالأَجرِ
لَو كانَ في الدَّهرِ مِثلُهُ وَعَزِي = زٌ ذاكَ لَم نَشكُ فيهِ مِن فَقرِ
وَلا اِشتَكَت مِن كَلالِها قُلُصٌ = تَقطَعُ عُرضَ الفَلاةِ وَالقَفرِ
فَمَن أَتاهُ بِالشِعرِ فَهوَ كَمَن = في هَجَرٍ جاءَ مُهدِيَ التَمرِ
لِلعيدِ رَسمٌ وافاكَ نَطلُبُهُ = فَجُد بِهِ يا يَتيمَةَ الدَّهرِ
وَالوَقتُ صَعبٌ وَبَعلبَكُ كَما = تَعلَمُ عِندَ الشِتاءِ وَالقَرِّ
فَكُن سُليمانَ المَلكَ يا اِبنَ فَرَخ = شاهَ وَنوحاً في فُسحَةِ العُمرِ
فَأَنتَ أَولى المُلوكِ كُلِّهِمِ = بِالمُلكِ فيهِم وَالنَهيِ وَالأَمرِ
 
أعلى