بيثنتي وِيدوبرو - تراجيديا

ماريّا أُولْغَا امرأةٌ فاتنة، خصوصاً الجزءَ المُسَمَّى منها أُولْغا.

تزوَّجتْ شابّاً فارعاً ومتيناً، أخْرَقَ قليلاً، ومليئاً بقيم الشرف مُنتظِمةً مثل أشجار مَمَرَّات التنزُّه.

لكنّ الجزْءَ منها الذي زوَّجتْهُ كان جزءَها المُسمَّى مارِيَّا. واستمرَّ جُزْؤُها أولْغا أعزَبَ، ثم اتخَذَ له عشيقاً عاشتْ مُولَّهةً به ماثِلاً أمامَ ناظريْها.

لم تستطعْ أن تَفْهَمَ أنَّ زوجَها كان يغتاظ ويلومُها على خيانتها إياه. كانت مارِيَّا وفيَّة، وفيَّةً بِمنتهى الكمال. لماذا كان هو في شَنَآن مع أولْغَا؟ هي لم تكن تَفْهم أنه لا يَفهم. مارِيَّا كانتْ تنهض بواجِبها، وكان جُزْءُ أولْغا موَلَّها بالعشيق.

أكانتْ هي مسؤولةً عن امتلاكِها اسماً مزدوَجاً وعن العواقب التي يُمكن أن يتسبَّب فيها؟

هكذا، لمّا حمل الزَّوج المُسدَّس، فتحتْ العينيْن الواسعتيْن، ليس من خوف، وإنما من دهشة، لأنها لم تستطع أنْ تَفْهمَ حركةً شديدةَ العبَثِ.

لكنَّ ما حدث هو أن الزَّوجَ أخطأَ وقتل مارِيّا، الجُزْءَ الخاصَّ بها، عِوَض أنْ يقتل الأخرى. واستمرّتْ أولْغا حيَّةً بين ذراعيْ عشيقها، وأعتقدُ أنها حتى الآن لا تزال سعيدة، سعيدةً جداً، مع الإحساس بأنها نوعاً ما عَسْرَاء فقط.

*Vicente Huidobro شاعر وكاتب شيلي (1893-1948) يعتبر من الموجة الطلائعية في الأدب في بلاده
**ترجمة: مزوار الإدريسي
 
أعلى