الأيروتيك بمفاهيم متعددة ضمن السرد.. لكن هل يشمل هذا السرد العراقي؟ متابعة/ زينب المشاط

الجسد وارتباطه بالجنس، تلك الإشكالية التي لم ندرِ حتى الآن ما إذا كانت تقودنا نحو الابتذال، أو الإباحية، أم أنه ثقافة مُتعالية المفهوم لم يتفهمها سوى أولئك المتسامين فكرياً، وكيف أصبح بإمكاننا فك رموز تشفيرات لغة الجسد الداعمة للجنس، بشكل علمي، وهل استطاع الأدب العراقي أن يقدم الأيروتيك بشكله الصحيح، الثقافي، أم انه حين حاول أن يرفع الستار عن هذا التابوه وقع في فخ الابتذال، وحين نذكر الايروتيك في الأدب العراقي هل سنجد بالفعل نصاً أدبياً أيروتيكياً عراقياً، أم اننا سنشير لمحاولات ومشاهد صغيرة ظهرت ضمن نصوص كبيرة، "الايروتيك في السرد العراقي" عنوان لمحاضرة وندوة نوقشت في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم الاربعاء الماضي..
قدمتها الروائية والكاتبة عالية طالب ذاكرة أن "جلسة اليوم تم اقرار عنوانها منذ أشهر ربما لأننا نبحث فعلاً عن من يجيد تفسير العلاقة بين الجسد والجنس، وربما لأن بعض الباحثين يتجنبون الغوص في مفهوم الايروتيك، وعملية الدخول في عوالم الايروتيك، لذا نجد أن كُلاً منهم قدم وجهة نظره التحليلية في تخصصه، وربما لاتروق للبعض أو مغايرة لتصرفات الايروتيك عموماً لم يكن الطرح عشوائياً وسيكون عبر نماذج ومؤلفات لأسماء".
وبهدف تفعيل الجلسة أطلقت مقدمتها تساؤلاً قائلة "هل لغة الجسد تعني حركة الجنس بين الاثنين؟، وهل هي ثنائية جنسية بحتة تقترب من الاباحية، هل سنصل الى التفريق بين الاثنين بطريقة ثقافية وليست بطريقة اباحية جنسية".
الناقد باقرجاسم محمد، يشير الى أن الجنس والايروتيك تجربة بشرية شاملة، صاحبة الصيرورة البشرية منذ بدايتها، وكل الاديان والاساطير والنصوص القديمة فيها إشارات إلى قضايا جنسية طرحت بالسرد بالذات في ما يخص ملحمة كلكامش، التي وصفت أن الاسطورة هي أن تشاطر امرأة أحضانها، لا أن تبقى على قيد الحياة.
أشار الناقد أيضاً الى أهم الأسباب المحركة للأحداث في الإلياذة كانت الايروتس، ويقول إن "الالياذة حدث حقيقي لمدينة دمرت بالكامل والسبب هو الجاذبية الجنسية لباريس والاميرة هيلين، هذه الجاذبية تجاوزت المؤسسة القائمة وشكلت مثلبة لهذا الحدث المولد للملحمة والذي يعتمد على وقائع جنسية".
محمد يشير أيضاً إلى أن عبد الرحمن صدقي كتب سلسلة مقالات عن التمثيل الجنسي في التاريخ، وقال "لو كان انف كيليوباترا اطول قليلاً لتغير التاريخ"، كذلك اشار محمد إلى "النصوص المقدسة، حيث يقول إن، جميع النصوص تناولت الجنس بشكل واضح فمثلاً، لدينا نشيد الانشاد وهو حسيّ للغاية، وهذا اداء رمزي، بعدها القرآن في وعد المؤمنين بورود الجنة بالحور العين، سنجد أن الدافع الجنسي حاضر في تلك النصوص بالإغواء الديني".الناقد باقر جاسم محمد يشير إلى نوعي الجنسي الحاضر في الأدب أيضاً ويقول إنه "حاضر بنوعين الممل والمكروه والناتج عن علاقة رسمية، والآخر الناتج عن علاقة عشقية والذي سيُقاد فيما بعد إلى الملل بسبب التقليد والرتابة في ممارسة الجنس بين الطرفين".
أما عن السرد العربي فيقول محمد إن "في السرد العربي نجد في رواية "القاهرة الجديدة" كان الايروتيك حاضراً ومنظوراً له نظرة سياسية اجتماعية في استغلال المناصب واستخدام المرأة للوصول الى تلك الغايات، كذلك في رواية "بيت سيئ السمعة" وهي أيضاً من اوائل اعمال نجيب محفوظ، أيضاً يمكن أن نأخذ رواية مهمة للغاية شكلت منظوراً ثقافياً جوهرياً للجنس وهي موسم الهجرة للشمال وكانت العلاقة بين البطل والنساء اللائي يضاجعهن في بريطانية عبارة عن نوع من الانتقام من الثقافة القامعة الى المقموعة، ولو حذفنا الجنس من الأدب العالمي لمات الأدب".


* مجلة المدى
 
أعلى