حسن نهابة - فجر التعاويذ

أكتبُ إليكِ يا وَجعي
في هذا الوقتِ المُتكسّرِ من الصَباح،
بين غِصةٍ وارتعاش،
سأثبُ وادعاً من ملاءتكِ،
فليس هناك راحلٌ غيري
يخّطُ كفافَ أنينهُ اليومي
ويلفهُ بين بِطانات الوُعود
ويضعَ ختمهُ اليتيمَ عليه،
سُواي.
لكِ وحدكِ تفرّعت من خاصرتي،
طُقوس الكتابة
ومنكِ تمادت بُخور الدَواة،
قرابين كلمات فِدىً للغياب.
أكتبُ لكِ فجراً وغسقا
فلم تعد تعنيني الأزمنة،
كل أوراقي موصولةٌ بعقارِبكِ،
كيفما درتِ دارت
وأنّى أسْتكنتِ، أستكانتْ.
في فجرِ التعاويذ،
وانا أشدُ بقاياكِ
وأزعمُ اني راحلِ
وأني سأترككِ على فراشِ الفراقِ تعانين
وأزعمُ لنفسي بأني مهدكِ الأخير
واعرِفُ جيداً، انني رجلٌ
يتسلّقُ عنقَ الطُموحِ أجيراً،
وانكِ امرأة لا تتمدد على أبسطةِ الحُلمِ،
ولا تستريحُ في ضبابِ حقائبِ المُسافرين،
مثلي.
في هذا الكونِ لا أعرِفُ بعد،
أيةُ محطةٍ ستغتالني
ولا أيةُ يدٍ ستنتشلني،
أدركُ انكِ غافيةٌ في مخدعِ الياسمين
ترتشفينَ صبري
وتقرئينِ صدى المهزومين
ولا يعنيكِ الأمرُ كثيراً
ان ازدادوا مِئة، او نقصوا عشرين.
ستتسلمين مكاتيبي كل صباح
وتزعمين انكِ مللتِ الكلام،
اعرِفُ انكِ في السر تفرحين وتتهللين
ان يحبكِ رجلٌ
ويكتبكِ كلمةً أخيرة في سطرِ
مثواه
ويختمُ بكِ نُبوة نساء العالمين،
أن يُغمض عينيهِ وأنتِ آخرُ حُلم
عالقٍ بأهدابه
ويُعلن انكسارهُ أمامكِ بكلِ شجاعة
ويعترِف بضعفهِ
وبعجزِ فُحولتِه
وبكلِ ما خبّرهُ من فن الرِجال
في تحريكِ الأميرةِ المُكابرة فيكِ.
لا تغطّي في تثاؤبكِ
ولا تُوغلي اصبعكِ في قلب الجرح،
فوحدها أنامِلكِ من تعرِفُ خارِطة الحُزن
والوجع النابت في مِلحي،
هي القادرةُ على اعادةِ الربيعِ
الى تُربتي
وهي القادرةُ ان تُعلِن
في بساتيني، نيسان عُمري
فأستعدي, يا امرأة كي تُواري نعشي
في بريدِ يومكِ الجديد.
 
أعلى