كلام في مقهى : سارة في عيني العقاد

"لونها كلون الشهد المصفى يأخذ من محاسن الألوان البيضاء والسمراء والحمراء والصفراء في مسحة واحدة. وعيناها نجلاوان وطفاوان تخفيان الأسرار ولا تخفيان النزعات: فيهما خطفة الصقر ودَعة الحمامة. وفمها فمُ الطفل الرضيع لولا ثنايا تُخجل العِقد النضيد في تناسق وانتظام . ولها ذقَن كطرف الكُمثرَى الصغيرة واستدارة وجه وبضاضة جسم لا تفترقان عن سمات الطفولة في لمحة الناظر. وبين وجهها النضير وجسمها الغضير جِيد كأنه الحِلية الفنية سُبكت لتنسجم بينهما وفاقا لتمام الحسن من كليهما.فليس هو جيدا كأي جيد ولكنه الجيدُ الذي يوائم بين ذلك الوجه وذلك القوام."

"حزمة من أعصاب تسمى امرأة.وهيهات أن تُسمى شيئا غير امرأة. ولو أنها تفرقت بين أجسام شتى لكانت خميرة أنوثة يوشك أن تطغى على جميع تلك الأجسام."

"أما هذه الفتاة فعلمُ الأنوثة عندها كعلم الحساب عند بعض الأطفال الذين يجمعون ويضربون عشرات الأرقام بغير تدوين ولا مراجعة: مسألة بداهة سهلة لا إجهاد فيها للفكر ولا اعتساف ولا تعليم."


عباس محمود العقاد يصف سارة في كتابه"سارة"
 
أعلى